اقتباسات رائد بن خليل العيد

وفجأة أدركت -وكأني استيقظت للتو من غيبوبة بعد حادث مريع– أنني في ثلاثينات عمري، ومازلت في وظيفة قررت الالتحاق بها قبل أربعة عشر عامًا لأسباب واهية جدًا

يُشبّه الطب بمضيفٍ يُصرُّ على إبقائك في الحفلة لساعات بعد أن فكرت في المغادرة حتى تكتشف أن آخر قطار عائد قد فات وعليك النوم في صالة المضيف

«إما أن تفشل في ترك أهوال ما حدث في المستشفى خلفك لتصبح مشتتًا باستمرار في منزلك، أو أن تطوّر هيكلًا خارجيًّا قويًّا بإمكانه أن يحميك من مشاعرك، وهذه ليست صفة رائعة يتمناها شريك حياتك».

لكن ما يضيق له صدري، أن لا يوجد علاج بوسعي وصفه، لا جراحة بوسعي إجراؤها، لشفاء الروح من معاناتها، لعلاج الجراح التي لا تستطيع رؤيتها

«أنا أيضًا كان يمكن أن يساعدني بعض الدعم النفسي، لكن لم يكن لي فيه نصيب. كنتُ متألمًا وأشعر بالوحدة، ولكني لم أستطع السماح لنفسي بالتداعي والانهيار. ما زال هناك الكثير مما يجب فعله».

«بدأت أدرك أن مواجهتي حقيقةَ فنائي كإنسان لم تغيّر شيئًا، ولكنها في الوقت ذاته قد غيرت كل شيء؛ حيث كانت كلمات صمويل بيكيت تتردد في ذهني بلا توقف، حين قال: (لا يمكنني الاستمرار، ولكنني سأستمر)».

علّمني صلاح الدين المنجد في «لمحاته الفكرية» أن قيمة الإنسان ليس ما يُتقنه -كما يُقال دائمًا-، بل قيمة الإنسان ما يُنتجه، وأن إتقانك لنفسك، وإنتاجك لنفسك وللآخرين ولآخرتك.

علمني جان جاك روسو في «هواجسه» أنه ينبغي للمرء أن يكون له صديق/دفتر؛ يفضفض له أفكاره الخاصة حتى لا تضطره هواجسه إلى التحدث بها علانية فيغدو أضحوكة أو فضيحة.

علمني بولس سلامة في «مذكرات جراحه» أن الألم هو المعلم الأول في الحياة، وأن الإنسان يولد وفي داخله بذرة موته، فلا مفر منه سوى تقبّله.

فبينما كان الناس يرونه وكأن «كل شيء يبدو على ما يرام»، كان «في الداخل صحراء فيها كائن قاعد على ركبتيه في الفراغ ويأكل قلبه».

علمتني السير الذاتية أن الحياة تستمر بقدر الأشياء التي تموت في داخلك، إنها تروّضك، تجعلك أكثر مرونة في أيامك القادمة.

علمتني السير الذاتية أن الرغبة بالوصول لا يجب أن تسلب من عيني متعة الطريق، وأن التركيز على المستقبل لا يلغي الاحتفاء بالحاضر.

فمهما قصرت أكتاف الآخرين تظلّ منصة أفضل من الأرض للنظر أبعد

أبحث عمّا يساعدني على فهم نفسي والآخرين والعالم، فالكتب يجب أن تكون جسورًا للآخرين، لا جدرانًا تعزلنا عنهم.

الدهشة في النصوص مفرقعات نارية لا يطول ضوؤها

ليس ماضي الإنسان خلفه، بل يجب أن يكون أمامه؛ يقتبس منه، يهتدي به، ويتفيّؤ ظلاله في حر الأيام القاسية

صدّر الروائي الكولومبي غابريل غارسيا ماركيز سيرته الذاتية «عشت لأروي» بقوله: «ليست الحياة ما عشناه، ولكنها ما نتذكره وكيف نتذكره».

نقرأ ليكون للعمر قيمة، ونكتب ليكون للعمر بقية.

أقرأ لأفهم، وأكتب لأستكمل الفهم أثناء الكتابة، وعلّني أفعل

خير ما تقرأ هو ذاك الذي كُتب وكأن أحدًا لن يقرأه، ذاك الذي كتب باطمئنان حديث السجود، وضْعُ الذات على طاولة وتشريحها والباب مغلق والنوافذ موصدة، بلا خجل، بلا خوف. تتحشرج الكلمات في الحلق، وتتجمع الدمعات في العين، وتسيل القطرات على الورق.