اقتباسات محمد أبو الغيط

في إحدى روايات الكاتب الليبي إبراهيم الكوني يقول: «كل خسارة لم نخسر بها أنفسنا خسارة عابرة»،

إن نوع الحب الذي يفضله، ليس حب النظرة الأولى، بل الحب الذي يأتي بعد «طول المخافتة، وكثير المشاهدة» يتحدث عن نفسه: «وما لصق بأحشائي حُبٌّ قطُّ إلا مع الزمن الطويل، وبعد ملازمة الشخص لي دهرًا، وأخذي معه في كل جدٍّ

الرهبان المسيحيون الذين كانوا يجلدون أنفسهم ويربطون الشوك على أجسادهم في العصور الوسطى، ومثلهم ممارسو «التطبير» من المسلمين الشيعة، كلهم حمقى، مثل كل من يؤلم نفسه أو غيره لأسباب غيبية دينية أو غير دينية.

حين أتخيل ما سيحدث بعد موتي، أتخيل أن أصدقائي وأهلي سيحزنون بصدق، لكن سيتجاوزون ذلك بعد فترة طالت أو قصرت. حتى إسراء ستفعل رغم غضبها حين أخبرتها بذلك، وأني سأكون سعيدا لسعادتها لا لغرقها في حزن أبدي

يخبرنا التاريخ أن كفار الجاهلية ظهر بينهم قبل الإسلام صعصعة بن ناجية، الذي حمل لقب «محيي الموءودات»؛ لأنه أنقذ ثلاثمائة بنت من الدفن أحياء. كذلك خرج من بينهم حاتم الطائي الذي صارت قصص كرمه كالأساطير. وهناك عبد الله بن جدعان الذي اجتمع في داره مؤسسو «حلف الفضول»، وقد تعاهدوا على نصرة المظلوم. أي مظلوم.

تعلمت عبر حياتي، وبالتدريج، البحث عن هذا الجوهر الإنساني، وأن أشعر بذلك الضوء الذي يشع من الأرواح الطيبة. أحب أن أكون على مقربة من هؤلاء، بينما أهرب من ذوي الأرواح المظلمة والقلوب الغليظة.

يقول حديث نبوي: «إذا مات ابن آدم انقطع عنه عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له». الثلاثة يحملون معنى الغرس الذي يستمر إثماره وانتشاره لأجل غير محدود.

تذكرت صديقًا قال لي أن أتوقع شعورًا بالغربة الشديدة إذا سافرت إلى مصر الآن. الانقطاع يخلق الغربة، وحقًّا «بعيد عن العين بعيد عن القلب»، ليس بمعنى فقد الحب، بل بمعنى فقد الاتصال والفهم.

❞ كان يجب أن أنجب ابني؛ لأفهم وأحترم خطفة قلب الأب على ابنه.

وكان يجب أن أمر بالهزائم، ومخاوف ومطامع الحياة؛ لأعرف أن الأمل ليس دائمًا «توأم اليأس، أو شعره المرتجل»، وأن العالم مليء بأطياف الألوان بين الأبيض والأسود. ❝

❞ أبشع الجرائم في تاريخ البشرية حدثت حين تم «نزع إنسانية الآخر»، حين لا يشعر القاتل أنه يقتل إنسانا مثله، بل هو يبيد حشرات ضارة أو يكسر جمادات بلا روح. ❝

لا يمكننا التحكم في الأحداث الأليمة بالحياة، لكن يمكننا التحكم في أنفسنا.

‫ المشاعر يمكن أن تُختلق، فتُصدق، فتتحول حقيقة

«إن العدالة خالدة الذكرى، فهي تنزل مع من يقيمها إلى القبر، ولكن اسمه لا يُمحى من الأرض، بل يُذكر على مرِّ السنين بسبب العدل».

ورغم ذلك لن ينتهي تقليد تلك الكتابة أبدًا؛ لأنه مرتبط بتعريف البشر لأنفسهم من حيث كونهم بشرًا، لا جمادًا ولا حيوانات، بل لدينا شيء مختلف يقع عميقًا عميقًا في نقطة داخل ذلك الكيان الشفيف الغامض المسمى الروح.

‫ بالنسبة إليَّ الكتابة كأنها إفراز طبيعي، لا أملك له دفعًا ولا تفسيرًا.

‫ كما أن النحلة لا يمكنها بالطبيعة إلا أن تصنع عسلها، والنار لا يمكنها بالطبيعة إلا أن تكون ساخنة حارقة، النمور متوحشة، والأرانب أليفة، والماء بارد.

❞ ‫‏فأنا أيضًا لا يمكنني بالطبيعة إلا أن أكتب.‏ ❝

‏

‫ بالنسبة إليَّ الكتابة كأنها إفراز طبيعي، لا أملك له دفعًا ولا تفسيرًا.

‫ كما أن النحلة لا يمكنها بالطبيعة إلا أن تصنع عسلها، والنار لا يمكنها بالطبيعة إلا أن تكون ساخنة حارقة، النمور متوحشة، والأرانب أليفة، والماء بارد.

الكتابة تمنح البشر للمرة الأولى جانبًا ولو محدودًا من ذلك الحق الإلهي في الخلود

‫ أعرف أني مهما عشت فإن حياتي، والعالم كله، كذرة غبار لا تُرى على شاطئ ذلك الكون الفسيح. لكن الكتابة قد تجعل ذرتي ألمع بين باقي الذرات على الأقل.

‫ أكتب لأن الكتابة هي أثري في الحياة، هي أهراماتي الخاصة، فإلى متى ستبقى منتصبة بعدي؟

شعرت بالإنجاز العظيم، وبأني أريد أن أوثق ما فعلت؛ ليعرف ابني كيف نظرت للموت في عينه ولم أهبه.

عجيبة هي الأقدار وألاعيبها؛ كأنما طُويت حياتي وكُثفت، فمنحتني بسرعة كثيرًا من السعادة والتوفيق، كما انهارت على رأسي بنفس السرعة.