أحيانًا كان يُحسُّ كما لو أن الوقت ينهال عليه، هو إسماعيل المحبوس في جسده والذي لا يستطيع الحراك في السرير، حتى يغطيه تمامًا ويدفنه حيًّا، فيشعر أنه دودةٌ مطمورةٌ في طين لزِج وثقيل، لكنه في أحيانٍ أخرى وجد نفسه معزولًا عن الزمن، وفكر أن العالم يتغيَّر خارج هذه الغرفة بينما ما يزال هو يحتفظ بنفسه كما لو أنه مُحنَّط، وكم ملأته هذه الفكرة بانتشاء يصعب وصفه؛ إذ خُيِّل إليه أنه إذا ما قُدِّر له أن يُشفى من شلله فسيستطيع استئناف حياته من النقطة التي توقف عندها
المؤلفون > شيماء هشام سعد > اقتباسات شيماء هشام سعد
اقتباسات شيماء هشام سعد
اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات شيماء هشام سعد .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.
اقتباسات
-
مشاركة من Shimaa Allam ، من كتاب
غرفة إسماعيل كافكا
-
كان يشرد كثيرًا ويُفيقه من شروده منصور، يتفهَّم حالة الوجوم التي تعتريه، ويراها وهو المعتاد على المخيم وناسِه ردَّ فعلٍ طبيعيًّا من زائرٍ ما زالت حساسيته تُجاه المآسي عالية لم يخفف منها العيش في قلب مأساة والاضطرار للتعامل بعاديّة.
مشاركة من Shimaa Allam ، من كتابغرفة إسماعيل كافكا
-
إسماعيل بشكلٍ متكررٍ كل يوم؛ إذ يخاف أن يرى الشفقة في عيون الآخرين، ومع ذلك يُحزنُه أنه لم يعد يرى منهم شفقةً أو شيئًا آخر، رفضُ شفقتهم شيءٌ تُمليه عليه كرامته وعزةُ نفسه، لكنه في قرارته، في أعمق نقطة في قلبه، يعرف أنه لو خُيِّر بين التجاهل و الشفقة لاختار الثانية.
مشاركة من Shimaa Allam ، من كتابغرفة إسماعيل كافكا
-
أنك بالتدريج تكفُّ عن أن تكون مرئيًّا ومُهمًّا، شيئًا فشيئًا يُصبح وجودك عديمَ المعنى للآخرين.
مشاركة من [email protected] ، من كتابغرفة إسماعيل كافكا
-
إنني بحاجةٍ إلى شخص أُسند رأسي إلى رأسه بالليل ونندم معًا على الخطأ نفسه.
مشاركة من صفا ممدوح ، من كتابغرفة إسماعيل كافكا
-
ما زال يذكر حتى الآن شعوره عندما عرف بتقدم أوَّل رجل لخطبتها، خُيِّل إليه أن العالم ينتهي، وأوحى إليه يأسه وشطط الحب في قلبه أنها إذا تزوجت رجلًا غيره فلن يستطيع العيش.
مشاركة من صفا ممدوح ، من كتابغرفة إسماعيل كافكا
-
كما لو كنَّا أطفالا يقذفُنا الحُبُّ عاليًا في الهواء فننتشي. كما لو كانت أُمًّا هلوعة تتلقَّفُنا الحياة، تُعيدُنا إلى الأرض، وتفتحُ أعيُنَنا.
مشاركة من صفا ممدوح ، من كتابغرفة إسماعيل كافكا
-
إن تراكم نَقصين في المكان نفسه من القلب من شأنه أن يحني قامة ابن آدم، يسير وجذعه مُعوَجّ، وأبناؤه الثلاثة مُعوجُّون كلٌّ بطريقته إن الأطفال مثل النباتات المتسلِّقة؛ تحتاج دعامةً لتنمو باستقامة.
مشاركة من صفا ممدوح ، من كتابغرفة إسماعيل كافكا
-
وهو كان يكره أن يكون مفترسًا، كان يريد امرأة يستطيع معها أن يكون إنسانًا، امرأة تُمكنه من أن يكون رجلًا آخر عكس أبيه في كل شيء، وهذه الغزالة المنكمشة التي تجلس على طرف السرير وتطرق برأسها كانت تذكِّره بأمه، تستفز حساسيته تُجاه احتمال أن يصير أباه.
مشاركة من صفا ممدوح ، من كتابغرفة إسماعيل كافكا
-
إنه يشعر بالحنق الشديد، مملوء بغضب لا آخر له تُجاه نساء طالما أحبهن وطالما شعر بالحزن عليهن، لا يغضب فقط لأنهن ساعدن في استدامة أحزانهن، وإنما أيضا لأنهن ربَّينه دون أن يشعرن ودون أن يشعر هو أو يريد على هذا الذي يحقره في نفسه الآن ويسخط عليه. لقد ساهمن بشكل ما في صنع هذه الشخصية الجبانة والبليدة، الساكتة وغير المُبادرة، والتي إن فارت في دمها النخوة برَّدها الجُبن والخوف.
مشاركة من صفا ممدوح ، من كتابغرفة إسماعيل كافكا
-
لكنه على الرغم من اعترافه بهذا لن ينسى أن النساء أنفسهن، على الأقل في البيئة التي نشأ فيها، كنَّ بليدات تُجاه مآسيهن إن كل امرأة عرفها كانت تعاني بشكل ما، وكلهن كن يُلفِّقن أسبابًا للتحمل بدلًا من البحث عن نقطة للخروج.
مشاركة من صفا ممدوح ، من كتابغرفة إسماعيل كافكا
-
لكنه لا يستطيع أن يتغاضى عن أخطائه معها، إذا كان يسعه أن يفعل هذا في وقت ما فليس يسعه الآن، ويعرف جيدًا أن عدم محبَّته شخصًا ما لا يسوِّغ له إيذاءه أو تجاهل ما يتسبب له فيه من الألم
مشاركة من صفا ممدوح ، من كتابغرفة إسماعيل كافكا
-
«إذا لم تستطع حل المشكلة فاعتبرها صاحِبًا أنت مضطر لرفقته أو مرضًا لا مفرَّ من التعايش معه..»
مشاركة من صفا ممدوح ، من كتابغرفة إسماعيل كافكا
-
يقول لنفسه: لم أُفلِح في التأقلم مع مشكلاتي، ولم أفلِح أيضًا في حلِّها، الشيء الوحيد الذي أفلحْتُ فيه هو التذمر، لقد جلستُ في الزاوية وأكلتُ نفسي فقط حين كان عليَّ أن أفعل أشياء أكثر جدوى.
مشاركة من صفا ممدوح ، من كتابغرفة إسماعيل كافكا
-
كانت طفولته قاسية وحزينة، ولكنه كان طفلًا والطفل لا يفهم معنى الحزن والقسوة؛ إنه يتألم دون أن يحقد على من آلِمِه، ويحزن الآن ثم يتقافَزُ بعد ساعة أو ساعتين.
مشاركة من صفا ممدوح ، من كتابغرفة إسماعيل كافكا
-
في الطفولة نتشرَّب صفاتِنا، ثوابتَنا، أخلاقنا، ما نؤمن به، طريقتَنا في المرح وأسلوبَنا في الرَّفض، قرارنا بالتماهي مع الألم أو وضع نقطة والبدء من أول السطر، الأساس الذي تنطلق منه اختياراتنا من متعددات الحياة، وكل ما سيستمرُّ معنا بقيةَ العمر، نتشرَّبُه من آبائنا وبيئتنا وما يُنشئوننا عليه.
بدءًا من أول الشباب نأخذُ في دفع ضريبة هذا كله؛ عن طريق العيش من خلاله.
مشاركة من صفا ممدوح ، من كتابغرفة إسماعيل كافكا
-
كم مرةً تمنَّت مريم أن يموت ويُريحها من هذا العذاب؟ كان يسأل نفسه هذا السؤال طوال الوقت، وكان يذبحه، هذه المرة لم يتردد السؤال في نفسه، بل كانت الإجابة هي ما يرقص هناك، أراد بشدة أن يقول لها بطريقة ما:
- «أبشري يا مريم؛ سأموتُ يوم الجمعة!».
مشاركة من صفا ممدوح ، من كتابغرفة إسماعيل كافكا
-
«اقْبَل هذا يا إسماعيل أو لا تقبله، الأمران سِيان، هذه الغرفة هي الدليل الفاضح على تحوُّلك من حجر أساس البيت إلى طوبةٍ معطوبةٍ في الزاوية».
مشاركة من صفا ممدوح ، من كتابغرفة إسماعيل كافكا
-
سيحفر إسماعيل في ذاكرته وسيستحضر ذنوبه، سيحاول أن يفهم كيف أصبح ما هو عليه وسيُحاسِب نفسه قبل أن يُحاسَب، ولكي يفعل ذلك عليه أن يتمتع بقدر كبير من الحِياد، ما يعني أن يتخلص من كل شعور بالرِّثاء على نفسه ومن كل شفقة عليها.
مشاركة من صفا ممدوح ، من كتابغرفة إسماعيل كافكا
-
أكان تجاهله طبْعًا غير إراديٍّ غرسته فيه نشأته وطبيعته التي تتخذ التغاضي عن الألم طريقة مُثلى للتعامل معه؟ أم أنه تجاهل عن عمْد أحزان نساء كان يشعر تُجاههن بالحنق لخضوعهن المُذِلِّ وابتلاعهن الصامت لكلِّ ألوان المَهَانة؟
مشاركة من هند طارق ، من كتابغرفة إسماعيل كافكا