اقتباسات علي حسين

‫ “هناك من لا يستطيع تخيل العالم بلا طيور، وهناك من لا يتخيل العالم بلا ماء، أما بالنسبة إليّ، فأنا غير قادر على تخيل العالم بلا كتب”.

‫ بورخيس

‫ منذ أكثر من ثلاثين عامًا، أجد نفسي كل جمعة أذهب إلى شارع المتنبي، مثل محب يذهب للقاء محبوبته، دون أن يدري ما المفاجأة التي بانتظاره وفي كل مرة كنت أشعر بنشوة غريبة لحظة النظر إلى الكتب، وغالبًا ما كانت الأغلفة تقذف بي إلى عالم مجهول، بينما كنت أرغب بكل كياني أن أغور في أعماق هذه الكتب، وحين أتمكن من الحصول على كتب جديدة، يبدأ قلق آخر، البحث عن عناوين جديدة أخرى كنت أبحث في رفوف المكتبات مرهوبًا بالأسماء، هذا تولستوي وذاك إيمانويل كانط، هنا يقف جان جاك روسو إلى جانب هنري برغسون، من بعيد ينظر إليهم سارتر ساخرًا، فيما فكتور هيجو لا تحلو له الصحبة إلا مع بلزاك في زاوية ما يقبع الجاحظ فيما يندب أبو حيان التوحيدي حظه، كنت مثل طفل ضائع وسط غابة كبيرة، يتطفل النظر في وجوه الآخرين، شعور بالسعادة يغمرني، وأنا أمارس لعبة بعث الكُتاب الموتى من قبورهم.

هذا الصبي حتى اليوم يؤمن بأن الكتب ستبقى إلى نهاية الكون حتى وإن تطورت التكنولوجية وانتقلنا بالكامل إلى عالم الإنسان الآلي، فإن رائحة الكتاب الورقي وملمسه ستظل تشعرني دومًا أن الحياة أفضل وأكثر إشراقًا

‫بالنسبة لي ليس مهمًا أن أكون قارئًا، بل يجب أن أكون قادرًا على بث الشغف بالقراءة عند الآخرين، وعندما أكتب عن الكتب وأستذكر مؤلفيها لا يمكنني غض الطرف عن الروابط العاطفية بيني وبين الكتب والقراءة وقد تعلمت أن السبيل نحو اكتساب عادات قراءة تستمر مدى الحياة يعتمد على التعود على العيش بنمط حياة قائم على القراءة.

كان تولستوي يريد أن يغير العالم، وكان شكسبير يريد أن يفهم العالم بكل تناقضاته ظل تولستوي طوال حياته مقاتلاً شرسًا من أجل إرادة الحياة، وعاش شكسبير حياته متأملاً يراقب ويلاحظ ويسجل ما يراه دون أن تراوده لحظة واحدة رغبة في

، فأكتشف، ويا للرعب، أننا جميعًا تحولنا إلى مسوخ بلا ملامح إنسانية”

يكتب كافكا إلى صديقه أوسكار بولاك: “على المرء ألا يقرأ إلا الكتب التي تعِظه وتوخزه، إذا كان الكتاب الذي نقرأه لا يوقظنا بضربة على الرأس، فلماذا نقرأه إذًا؟

كتب كافكا ذات مرة في إحدى رسائله: “عندما يعجز كل من القلب والروح عن تحمل العبء، تأخذ الرئتان النصف، وهكذا يصبح الحمل موزعًا بالتساوي تقريبًا”

من بين جميع الاكتشافات العلمية العظيمة التي قام بها آينشتاين، كان لأفكاره عن النظرية الذرية أعظم أثر عميق مباشر على عالم اليوم فبعد قليل من نشر مقاله الأول عن النسبية، كتب بعد عام مقالاً قصيرًا أكدّ فيه فكرته عن الذرة، إنها تحمل مخزونا هائلا من الطاقة

تقوم نقابة الأطباء بإقامة دعوى تطالب فيه المؤلف والناشر بتعويض مالي كبير لأنه أساء إلى سمعة الطب بعدها يتقدم عدد من المواطنين بدعوى جديدة إلى المحكمة بتهمة نشر عمل إباحي يسيء إلى الدين، ويقف أمام القضاء مدافعًا عن وليده: “إيما

يكتب صاموئيل بيكت: “إن القارئ لملحمة بروست هذه لا يمكن له أن يمرّ سريعًا على المقاطع التي يقف فيها الروائي عند الأحاسيس التي ترزح تحتها شخصياته”.

أعاد كتابة (وداعًا للسلاح) أكثر من 39 مرة قبل أن يدفعها للنشر ومن الطريف أن همنغواي اختار 50 نهاية لروايته هذه

أسأل نفسي: هل يمكن أن تكون لي مكتبة بهذا الحجم في يوم من الأيام؟

كتب ريمارك رواية (كل شيء هادئ في الميدان الغربي) في عام 1928م، لتبقى نضرة كما هو الحال اليوم، مرسلة تحذيرها من جديد مع كلّ إعادة قراءة، وفي كلّ بعث، وتستمرّ في منح قرّائها القدرة على المقاومة

في (السيدة دالاواي)، تريد فرجينيا وولف أن تقول لنا إنّ يومًا في حياة أي شخص يحتوي، إذا نظرنا إليه باهتمامٍ كافٍ، الكثير مما نحتاجه لنعرف كل شيء عن الحياة الإنسانية

في (الأبله) يستعير دستويفسكي حياته أكثر من أي رواية أخرى له، ويروي فيها على لسان بطله كيف وقف على منصة مرتفعة وهو في الثامنة والعشرين، واعتقد أنه بقيت له من الحياة ثلاث دقائق لا أكثر.

تكتب آنا جريجوريفنا في مذكراتها: “بعد أشهر وجدت دستويفسكي وهو يعيد مشهد المعلم أليكسي إيفانوفيتش، وقع عند قدمي مقبلاً، ضامًا إليه ركبتي وهو ينتحب بصوت عالٍ، لا أتخيل أن بمقدوري أن أفقدك”. 🤍🌸

أليس هو القائل: “كل فكرة صحيحة هي انتصار”؟

سارتر

“لقد أصبح سارتر كل عالمي، وبفضله أصبحت أكثر فتنة حتى أني نسيت نفسي”.

ذات مرة، كتب طه حسين إلى زوجته سوزان يقول: “بدونك أشعر أني أعمى حقًا أما وأنا معك، فإني أتوصل إلى الشعور بكل شيء، وإني أمتزج بكل الأشياء التي تحيط بي”

قرأت من أجل المتعة التي هي في رأيي أهم ما تمنحه إيانا هذه الكتب، واعتدت على الكتب، واكتشفت أنني لا أستطيع قضاء أيامي من دونها،