المؤلفون > سعيد ناشيد > اقتباسات سعيد ناشيد

اقتباسات سعيد ناشيد

اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات سعيد ناشيد .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.


اقتباسات

  • الميزة الأساسية لكل الذين عاشوا جيدًا، فكروا جيدًا، أبدعوا جيدًا، أنهم عاشوا من دون أن ينتظروا أيّ شيء من الحياة، عاشوا دون أن يتعلقوا بأي شيء في الحياة، بمعنى أنهم عاشوا والسلام.

  • حين تشعر بأنك لم تحقق كل رغباتك، أو أنك لم تحقق معظم رغباتك، فلا تنس أنك عشتَ بفضل رغباتك التي لم تتحقق، طالما أنها لم تنطفئ.

    ‫ إنك لا تعيش إلا بفضل رغباتك التي لم تتحقق، فابحث دائمًا عن رغبات جديدة.

  • كل ما نرغب فيه سرعان ما نملّ منه بعد الحصول عليه، أو بعد الوصول إليه. عندما تتحقق كل الرغبات تموت الرغبة، ويجثم الملل الخانق. لحسن الحظ أن نقائص الوضع البشري لا تمنحنا فرصة تحقيق كل رغباتنا.

  • في أوقاتك الصعبة لا تتعلق بالأمل، بل حافظ على الرغبة. فإنها زادك الأهم لمواصلة الحياة.

    ‫ بل هكذا ينبغي أن تقول: أرغب في هذا الأمر وسأحققه بدل أن أتعلق بالأمل.

    ‫ أرغب في الوصول لكني أفضل أن أستمتع بالطريق.

    ‫ لا تأمل في أي شيء إذًا!

  • الرغبة تمنحك شجاعة العيش، والأمل يمنحك الخوف الدائم من خيبة الأمل.

    ‫ الرغبة هي البعد الإنساني الكامن فيك.

  • ‫ في دروب الحياة الوعرة أنت لا تحتاج إلى الأمل، ولا حتى إلى بصيص الأمل حين يضيق الحال ويسوء المآل، بل كل ما تحتاج إليه هو الرغبة. يكفي أن تمتلك الرغبة لكي تواصل العيش بقدر الإمكان، وإلى أبعد مدى ممكن.

  • ليس الجوع وحده من يدفع المستضعفين إلى التمرّد على النظام العام، فيما يُسمى عادة بثورة الجياع، بل قد يكون الملل دافعًا كافيّا إلى العصيان والتمرّد. إنّ ما يُعبر عنه معظم الشباب الثائر بـ«انسداد الأفق»، ليس سوى صيغة سياسية للتّعبير عن الملل، وذلك عندما يضطرّ الإنسان إلى أن يمارس الأشغال نفسها، أو يعيش العطالة نفسها، أو يقابل الوجوه نفسها، أو يصغي إلى الكلمات نفسها، أو يمكث طويلًا تحت السقف نفسه، أو الأفق نفسه، أو الروتين نفسه.

  • ليس جوع الجياع وحده، لكن أيضًا ملل الملولين أيضًا يُهدد الأمن العام، بل الملل أشدّ وطأة في معظم الأحيان. ذلك أنّ الجائع يعرف ما يطلبُه أو يطالب به، لكن الملول قد لا يعرف ما الذي يطلبه أو يطالب به؟

  • يقال عن الإسبان إنهم لم يتعلموا الوقوف في الطوابير إلّا تحت سياط شرطة الديكتاتور فرانكو، وليس الحال كذلك. فرغم أن السياط كانت تنهال على الإسبان لكي يتعلموا الوقوف في الطوابير باعتبارها ترمز إلى السلطة، غير أن السياط لا تُكسب المرء غير الرغبة المكبوحة في التمرّد. فالفعل لا يكون أخلاقيًّا كما يعلّمنا كانط إلّا حين يصدر عن الضمير الأخلاقي الحر للإنسان الحر. ذلك أن الالتزام الأخلاقي مع الغير هو التزام أخلاقي مع الذات أوّلًا. وهذا مما لا تصنعه السياط.

  • يقال عن الإسبان إنهم لم يتعلموا الوقوف في الطوابير إلّا تحت سياط شرطة الديكتاتور فرانكو، وليس الحال كذلك. فرغم أن السياط كانت تنهال على الإسبان لكي يتعلموا الوقوف في الطوابير باعتبارها ترمز إلى السلطة، غير أن السياط لا تُكسب المرء غير الرغبة المكبوحة في التمرّد. فالفعل لا يكون أخلاقيًّا كما يعلّمنا كانط إلّا حين يصدر عن الضمير الأخلاقي الحر للإنسان الحر. ذلك أن الالتزام الأخلاقي مع الغير هو التزام أخلاقي مع الذات أوّلًا. وهذا مما لا تصنعه السياط.

  • حين يركز ذهنك على الانتظار يمرّ زمن الانتظار بطيئًا وثقيلًا عليك، قبل أن يستنزفك جزئيًّا أو كليًّا. ذلك هو الفخ الذي يمكنك أن تتمرّن على اجتنابه، ولأجل ذلك يمكنك أن تعتبر الانتظار فرصة للتمرّن على الاستفادة من وقتك في كل ظرفٍ وفي كلّ حين.

  • لذا، حين تضطر إلى الانتظار فلا تتعلّق بالانتظار، لا تضع تركيزك كله في وجهة الانتظار، لا تنتظر بكينونتك كلها، بل انتظر ببعضك فقط، انتظر بالحد الأدنى منك، انتظر خارج مشاعر الانتظار. بهذا النحو يمكنك أن تحمي طاقتك من الاستنزاف، ما دام الزّمن لا ينساب بسلاسة إلّا خارج قاعات الانتظار.

  • المعرفة والتعلّم طاقة. حاول أن تتعلم شيئًا جديدًا كل يوم، مهما كان بسيطا أو بدا كذلك. حين تفعلها تجازيك الحياة بالفرح العميق، حتى ولو كنت تعيش في خيمة بصحراء قاحلة، وحين لا تفعلها تعاقبك الحياة بالملل العميق، حتى ولو كنت تعيش في أحد أجمل فنادق العالم.

    ‫ أنت في ذمة الحياة إذًا.

  • الحب أعظم طاقة تحرّكك. والحب يتضمن الرغبة، الشوق، الحلم، الشغف، الإيثار… وهذه أدوات قتل الملل، لكن هذه تزول عندما تتحقق، فالرغبة مثلًا، ستنتهي عندما تحصل على ما ترغب به ويعود الملل. هكذا يمكن القول إنّ الملل فشلٌ في إدارة الرغبة، التي ما إن تتحقق حتى تمّحي وتزول، ثم يعود فتور الملل.

  • تعاقبنا الحياة بصقيع الملل القارس حين نعجز عن تحريك الطاقة في داخلنا ونعجز عن التركيز، فنقطع المسافات دون أن ننتبه إلى انسياب الأشياء من حولنا، نعبُر الحياة إجمالًا من دون أن نمرّ بالتفاصيل، وبذلك النحو لا نعيش، ذلك أن العيش يكمن في التفاصيل.

  • وإن كان المطلوب منّا في حضرة الألم أن نشتت تركيزنا، فإن المطلوب منا في غياب الألم أن نرفع من منسوب التركيز في كل ما نفعله، فنكون حاضرين في اللحظة الراهنة بكل أحاسيسنا وحواسنا، لئلّا يجثم علينا الملل على حين غرة. وقد نحاول الهرب من الملل إلى أي مكان آخر، لكن الملل سرعان ما يلاحقنا.

  • عليك أن تجد حلمًا تعيش لأجله، وذلك لأجل أن تعيش.

    ‫ عليك أن تنسج حلمك بنفسك.

    ‫ لا تنس أنّ كل شيء كان مجرد حلم في البداية.

  • ‫ لم يكن إبيكتيتوس قادرا على تحمّل الألم إلّا لأنه كان قادرًا على تقبّل الأسوأ برباطة جأش. تلك هي المعادلة التي لم يدركها الجلّاد في حينها. ذلك أن العامل الأساسي في إضعاف قدرتنا على تحمل الألم هو الخوف مما قد يخبرنا به الألم: الموت، البتر، الشلل… إلخ. قد لا نستطيع أن نطرد الألم، لكننا نستطيع أن نحد من أثره السلبي على النّفس والروح، إلى أن يزول.

  • لا تحيل استراتيجية التكيف مع القدر إلى الجبن والفشل إذا، بل تمثل نوعًا من الحنكة والشجاعة في تدبير الطاقة الحيوية، والتي لا يجب استنزافها في معاكسة قوة القدر، وهذا من الأمور التي يعرفها الرواقيون، بل يجب امتلاك القدرة على امتصاص الضربة، والتكيف معها بالسرعة الكافية والمرونة اللازمة، أملًا في تعديل مسارها ولو قليلًا، وذلك عندما تحين الفرصة، أو بعد حين.

  • الغالبية العظمى من الثورات في تاريخ العالم أعادت إنتاج الطغيان في أسوأ مظاهره، فقد أنتجت الثورة الفرنسية المقصلة ومئة عام من الحرب الأهلية، وأنتجت الثورة الروسية سبعين عاما من التطهير والقمع والسجن، وأنتجت الثورة الإيرانية تسلّط الحرس الثوري والإعدامات، دون الحديث عن النتائج المأساوية لما سُمّيَ بـ«الربيع العربي» والتي أوشكت أن تعيد منطقتنا بالكامل إلى أزمنة الغنائم والأسرى والسبايا وجز الرؤوس والعبرة في ذلك كله المعادلة التالية: إذا لم يتحرر العبد من غرائز الانحطاط، وإذا لم يصبح سيد نفسه، فكل ما سيفعله أثناء الهيجان الثوري هو أن يعيد إنتاج صورة الجلاد التي تسكن لاوعيه، بل سيعيد إنتاجها في أحط صورها