لكن يبقى هناك سؤال ملح وهو أن الفكر الإخواني مبني على المشاركة الشعبية والسياسية والاجتماعية الفاعلة بالدرجة الأولى، والتصريح العلني بالمرجعية الإخوانية وهو الأمر الذي لا يمكن أن يوصف به إخوان السعودية أو يصرحوا به، فهل التكتيك السياسي أم الإستراتيجية المغايرة أم هو ولادة فكر إخواني بنكهة سعودية هذه المرة؟!.
المؤلفون > خالد المشوح > اقتباسات خالد المشوح
اقتباسات خالد المشوح
اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات خالد المشوح .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.
اقتباسات
-
-
كما أن الإخوان في السعودية حرصوا على افتعال معارك أيديولوجية مع تيارات الحداثة والليبرالية لكسب شريحة أكبر من المجتمع المحافظ عقدياً.
-
وإذا كانت السرورية دخلت في صراع مع السلفية من خلال الردود المتبادلة والاتهامات، إلا أن الإخوان السعوديين فضلوا الصمت دائماً والعمل من خلال المنافذ المتاحة لهم فكرياً ودعوياً وإغاثياً
-
هناك أسماء كبيرة ومؤثرة ومعروفة بانتمائها أو محسوبيتها فكرياً على الإخوان وشغلت مناصب سياسية وأخرى شعبية بقرار سياسي
-
ما يعنينا هو أن وجود كوادر تعليمية مبكرة في السعودية قاد إلى وجود تنظيم إخواني سعودي ينطلق من القاعدة ذاتها التي تنطلق منها الجماعة في العالم، مع اختلاف بسيط يراعي الوضع السياسي والجغرافي، ونتيجة تشكل فكر الإخوان بشكل مبكر لاسيما في الحجاز، فإن هناك عدداً كبيراً من الأكاديميين ورجال الأعمال والمثقفين ممن تأثروا وانتسبوا إلى التيار الإخواني السعودي من وراء حجاب! لكون السعودية تمنع الانتماء إلى أي جماعة أو تنظيم.
-
والتي كان من ضمنها إعفاء إخوان السعودية (ممن يحملون الجنسية السعودية) من البيعة والارتباط التنظيمي المباشر، كما أن الخلفية السلفية لإخوان السعودية كانت محل مراعاة وإن كانت لم تنعكس بشكل كبير على مفردات الخطاب الإخواني السعودي
-
أعود إلى الإخوان السعوديين الذين تشكلوا في فترة مبكرة من خلال التمدد الإخواني في التعليم والمؤسسات الثقافية،
-
لكن وصلت العلاقة إلى مستوى عالٍ من التوتر بعد أن قررت المملكة الاستعانة بقوات أجنبية، وهو الأمر الذي عارضه الإخوان بشدة في بيانهم الصادر في ٢ أغسطس ١٩٩٠م، وتلاه بيان مؤيد في ١١ أغسطس من العام نفسه، وكان هذان البيانان بمثابة صدمة من قبل تيار الإخوان للحكومة السعودية التي كانت تنتظر موقف مساندة لها مساوياً لمواقفها مع الإخوان!.
-
لكن العلاقة الحميمة بين النظام السعودي والإخوان توترت عند قيام الثورة الإيرانية ١٩٧٩م نتيجة موقف الإخوان المرحب بالثورة قبل التراجع عنه لاحقاً، لتعود علاقة الإخوان بالحكومة السعودية إلى سابق عهدها
-
وتمدّد الوجود الإخواني في معظم الجامعات السعودية التي تأسست غالبيتها في هذه الفترة وكانت بحاجة إلى استكمال هياكلها الإدارية والأكاديمية، وكذلك في عدد من المؤسسات الإسلامية الرسمية وشبه الرسمية، وأهمها «الندوة العالمية للشباب الإسلامي».
-
لعل من المفارقات العجيبة في المجتمع السعودي أن الخصوم هم من يختارون مسميات التيارات الأخرى الناشئة في الغالب لا التيار نفسه،
-
السرورية تختلف عن الإخوان في تنظيمها، فهي لا تعتمد على الهرمية في هيكلة وإدارة هذا التيار ولاسيما الفكري منها،
-
وخلال هذه الفترة بدأ سرور بالانشقاق الفعلي والتأسيس لتيار جديد يمكن أن يستقطب السعوديين من خلال اشتماله على المرجعية السلفية والمفاصلة العقدية بالإضافة إلى الحركية الإخوانية من حيث التنظيم والسرية، وهو ما بدأه فعلياً أثناء وجوده في المعهد العلمي في بريده شمال العاصمة السعودية.
-
ونظراً للبعد السلفي الكبير في المجتمع السعودي برزت تشكلات من التيار السلفي العام ذاته،
-
ولكون التيارات الدينية في المملكة العربية السعودية متأثرة بشكل كبير بالسلفية كنهج عقدي عام، فهي لذلك من الناحية العقدية، لا تبتعد كثيراً عن السلفية التقليدية، لذا يمكن وصفها بـ (السلفية الحركية).
-
ولعل الواقع عندنا في السعودية أكثر تعقيداً منه في غيرها لعدة أسباب يجب مراعاتها، أولها أن الخطاب الديني أصل وأساس في حياتنا كلها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لدى غالبية المجتمع، فاستخدام هذا الخطاب والوصول عن طريقه هو الأكثر في حشد وتجنيد الشباب للأفكار المتطرفة والضرب على وتيرة الدين وجلد الذات القاصرة والمقصرة من خلال استخدام آلام الغير في العالم الإسلامي، بالإضافة إلى المواقف الفكرية نتيجة بعض القصور في الوصول إلى حوار ناضج وهو ما يجعل نمو هذه الأفكار أكثر في الخفاء منه في العلانية.
-
هنا ينتهي العجب وندرك أن ثمة خللاً في خطابنا الديني السعودي وشحننا الدائم تجاه أولئك الشباب المحتاجين إلى فضاء من الحرية يمكنهم من التفكير بأصوات مسموعة. ومن ذلك نعلم أن تدفق الشباب السعودي إلى القاعدة لن يوقفه إلا مواقف واضحة وصريحة من العلماء والدعاة تجاه ما يحدث حولهم، بالإضافة إلى أجواء النقاشات العلنية المسموعة مهما كانت غرابتها وتطرفها.
-
الخطاب الديني السعودي بشكله العام يعاني ضبابية في تحديد مواقفه من الحركات الإسلامية الجهادية، التي أصبحت اليوم تتلاقى وتتفق مع القاعدة في كثير من الأمور!
-
فاستخدام السعوديين لهذه الأغراض نابع من الشحن العاطفي الكبير والعاطفة الدينية الجياشة النابعة من تدين المجتمع السعودي، بالإضافة إلى انغلاقه على آراء فقهية محددة حتى في المراحل الجامعية للدراسات الإسلامية حيث لا يوجد تنوع وانفتاح علمي يمكن الطالب من مناقشة الآراء بشكل عفوي وواضح، مهما كانت حساسيتها وتعقيدها
-
ومن خلال قراءاتي في الفكر المتطرف، يمكن أن أعرفه بأن (التطرف عبارة عن أفكار دينية متشددة تتعدى تدين الشخص إلى الإضرار بالآخرين لتحقيق فكرته).
السابق | 1 | التالي |