اقتباسات نردين ابو نبعة

موتًا عاديًا.. البقاء حيًا في هذا العالم المخيف ليس مطلبًا أبدًا..

عرفت أن حياتها مع رسام كهذا مثقل بالوجع ومقيد بسلاسل الحنين.. ومُدمى كخيل مكممة متعبة من الرحيل ومجروحة بحديد سرجها.. حياتها معه ستكون بدون توقعات.. فكل شيء ممكن

أكثر ما يؤلم ليس الموت. المؤلم أنك لا تستطيع تفسيره ولا وصفه. إنه باختصار. لا يُوصف ولا يُكتب. إنه يتسيَّد الزمان والمكان. لا يكرر نفسه. رائحته أقوى من صورته!! ‫ الرائحة لا تطاق!! إنها مزيج من القهر والفزع والرعب

الموت لم يعد الحدث الأكثر إثارة.. على النقيض من ذلك.. أضحت الحياة هي الحدث الأكثر غراب إن النفس إذا جاعت!!

يكفي أن يموت شخص واحد أمامك لتختبر الموت وتعرف بشاعته.. ويكفي أن ترى ميتًا واحدًا لتعرف أن الموتى يتشابهون!! يتشابهون لدرجة أنك تظن أنك تعرفهم جميعًا!!

قد تستغرب عندما ترى الموت يُفلت يدك ويمسك بآخرين أمام عينيك!! قد ترى الموت يتسكَّع بالقرب منك يذكِّرك بنفسه في كل لحظة غير أنه يسخر منك في اللحظة الأخيرة ويغير وُجهته فتعيش الموت ولا تذوقه!

كيف نجحوا في صنع عدو وهميٍّ مقابل العدو الحقيقي؟

‫ كيف تم توظَّيف المشاعر العدائية التي من المفترض أن تتجه صوب العدو الواضح والصريح وتحوَّلها صوب الإخوة؟

ففي كل حكاية عربية تحضُر فلسطين، وعندما تحضر فلسطين تحضر كل حكايات الوجع العربي؛ فالشريان واحد والجلاد يحمل نفس الملامح»

وهي تربيهم ليهزموا الاحتلال.. فأن تكون فلسطينيًّا ابن مخيم فهذا يجعلك مختلفًا عن الآخرين.. يجب أن تكون الأصلب والأقوى والأكثر ذكاء وعلمًا..أن تكون لبيبًا ، عاقلًا..حتى تستطيع أن تتطاول بين الأغراب وتزاحم

هكذا أستطيع أن أكتب؛ فهذه الأشياء تذكرني دومًا بأني مازلت لاجئًا.. لاجئًا مذ كنت في ظهر أبي.. وسأورِّث اللجوء لأطفالي وأحفادي بكل بساطة لمجرد أن أنسى!!

أيقن أبي أن كلماتك التي أودعتِها الأوراق ستغدو يومًا أرواحًا تقاتل وتمسح صدأ السنين وتنير الدرب للثائرين.

‫ لطالما أيقن أبي بقدرة الكلمات على التحليق والطيران.. كان يرى ذلك في الثورة التي اندلعت..

لقد تخطى الأزمة التي مرّ بها فور غيابك بأن واصل الحياة وكأنك معه. عالج الأمر. إنه يعيش معك فعلًا في كل لحظاته. مع أنه فقدك وسط الطريق. إلا أنه يصر أن يكمل الطريق معك. كان يراك حيث لا نرى. ويسمعك

«يتدفق النصر دافئًا.. في اللحظة التي ينضج فيها اليقين ويهدأ ارتعاش الشك في الأهداب»

«لا تنتظر صلاة الفتح يا بني..

‫ لا ترسمها على الورق..

‫ دع أقدامك ترسم الخطى..

‫ كن أنت التكبيرة الأولى والخطوة الأولى»

«قد تذبل الأوطان ولا يبعثها من مرقدها سوى كف امرأة تحترف المقاومة كما تحترف الأمومة»

‫ «لا معركة يمكننا أن نكسبها مادامت المرأة تشعر بالخيبة والخضوع ولا حرية يمكننا أن نكسبها ما لم يرعَ الرجل خطوط النور في كفها.»

أشعر أنني أصحو كل يوم لأقاتل.. أقاتل حتى لا تبتلع العَتمة بصيص النور المتبقي.. أقاتل حتى لا أسقط.. أعلم أنك ستقولين «في كل سقوط الله يسندنا» وأعرف أن أجمل ما في السقوط أننا نسقط لنتعلم الثبات..

.. هذه الساعات كفيلة بإعادة تركيب ما تناثر من روحي.. إنها تهِبُني النور والحبور، هؤلاء الشهداء هم وَهِجُ المخيم وطريقه للانتصار على العَتمة، ما فُتنوا.. ما همَّهم ظمأ ولا نصَب

لكن الحرب تعلمك ما لم تكن تعلم.. تنبش داخلك لترى المُذهِل، الحرب تتكفل باستخراج المستحيل من داخلك، تعلمك ألا تتعلق وألا تأخذ، تجد ذاتك التي لا تعرفها.

«عندما يشتد الموج.. اجعل قلمك هو الشراع.. حينها ستصل لمبتغاك»