اقتباسات إليف شافاق

«لقد خلقنا كلَّنا على صورته، ولكنّنا، على الرّغم من ذلك، نختلف، ولا يشبه أحدنا الآخر. لا يوجد اثنان متشابهان، ولا يوجد قلبان ينبضان على الإيقاع نفسه. ولو أراد الله أن نكون كلّنا متشابهين، لكان له ذلك. لهذا السبب، فإنّ عدم احترام الاختلافات، وفرضَ أفكار المرء على غيره، يرقيان إلى عدم احترام النظام المقدّس الذي أبدعه الله».

«إذا أردت أن تغيّري الأسلوب الذي يعاملك به الناس، فعليك أوّلًا أن تغيّري الأسلوب الذي تعاملين به نفسك. فما لم تتعلّمي كيف تحبّين نفسك حبًّا شاملًا ومخلصًا، فليست ثمّة وسيلة يمكن أن يحبّك بها الآخرون. ومع هذا، إذا ما حقّقت تلك المرحلة، فإنّه ينبغي لك أن تتوجّهي بالشكر إلى كلّ شوكة ربّما رماك بها الآخرون. فتلك علامة تدلّ على أنّ الورود سوف تنهال عليك عمّا قريب».

لو كان ثمّة شيء واحد لا غير تعلّمته من كلّ هذه السنوات الطويلة من تناول الكحول، فهو أنّ الناس، على اختلافهم، يختلفون في تناول الشراب. أعرف أُناسًا يحتسون غالونات من الشراب في كلّ ليلة، وكلّ ما يفعلونه هو أنّهم يمرحون ويغنّون قبل أن يداهمهم النعاس. ولكنّ آخرين ينقلبون وحوشًا في إثر شرب قطرات من الكحول. فإذا كان الشراب نفسه يجعل بعض الناس مرحين وثملين، ويجعل آخرين أشرارًا وعدائيّين، أفلا يتعيّن علينا أن نلقي بالمسؤوليّة على الشاربين، لا على الشراب؟

أتدري أنّني أكره الدين، لهذا السبب؟ كلَّ الأديان! الناس المتديّنون واثقون بأنّ الله يقف إلى جانبهم على نحو يدفعهم إلى الاعتقاد أنّهم متفوِّقون على الآخرين.

«الكون كلّه يحويه إنسان واحد هو أنت. كلّ ما تشاهدين من حولك، بما فيه الأشياء التي قد لا تعجبك، وكذلك الناس الذين قد يثيرون اشمئزازك ونفورك، موجودٌ داخلك بدرجات متفاوتة. لهذا السبب، لا تنظري إلى الشيطان خارج نفسك أيضًا، فالشيطان ليس قوّة جبّارة تهاجم من الخارج، بل هو صوت اعتياديّ من الداخل. وإذا عرفت نفسك معرفة تامّة، وواجهت جوانبك المظلمة والمشرقة، بالنزاهة والمشقّة، فسوف تصلين إلى شكل سامٍ من أشكال الوعي. وعندما يعرف الإنسان نفسه، أو نفسها، فسوف يعرف، أو تعرف، الله».

«القذارة الحقيقيّة تكمن في الداخل، أمّا ما تبقّى منها فيُغسَل ويزول. وثمّة نمط واحد من القذارة، لا يمكن غسله بالمياه النقيّة، ويتجسَّد في الكراهية والتخندق اللذين يلوّثان النفس. في إمكانك تنظيف جسدك بالتقشّف والصوم، ولكنّ الحبّ وحده هو الذي ينقّي القلب».

«سهل جدًّا أن يحبّ الإنسانُ اللهَ الكامل الذي لا تشوبه شائبة والذي لا يخطئ، لكنّ الأصعب من هذا كثيرًا هو أن يحبّ الإنسان إخوانه من بني البشر بكلّ ما فيهم من نقائض وعيوب. تذكّرْ أنّ الإنسان لا يمكنه أن يعرف إلّا ما يقدر على حبّه، فما من حكمة بلا حبّ. وما لم نعرف كيف نحبّ مخلوقات الله، فإنّنا لا نستطيع أن نحبّ الله حبًّا صادقًا أو نعرفه معرفه حقيقيّة».

«حاول ألّا تقاوم المتغيّرات التي تصادفك في طريقك، بل اترك الحياة تنتعشْ في داخلك، ولا تقلقْ إذا انقلبت حياتك رأسًا على عقب، إذ من أين لك أن تعرف أنّ الجهة التي تألفها أفضلُ من الجهة الأخرى؟».

لأنّك ترغب في الحصول على استحسان الآخرين، فإنّك لن تنجو من نقدهم على الرّغم من الجهد الكبير الذي تبذله.

«البحث عن الحبّ يغيّرنا. وما من باحث بيننا يسعى وراء الحبّ ولم ينضج في طريقه إليه. ففي اللحظة التي تبدأ فيها بالبحث عنه، يبدأ التغيير فيك باطنًا وخارجًا».

الحرير يشبه الحبّ بقوّته المدهشة ورقّته المؤلمة.

كان في ودّي أيضًا أن أصلّي من أجلك، لكن زمنًا طويلًا مضى منذ أن طرقتُ آخر مرّة بابَ الله، وأنا لست متأكّدة إن كان موجودًا في المكان نفسه. أتراني أتكلّم مثلَ صاحب الحانة في روايتك؟ لا تقلقْ. فأنا لست لاذعة إلى هذا الحدّ. ليس بعد.

الحبّ لأولئك الذين يبحثون عن مبرّر أو منطق في هذا العالم الدوّار دورانًا عنيفًا. ولكن، ماذا عن أولئك الذين تخلّوا منذ زمن بعيد عن البحث عنه؟

«الصبر لا يعني التحمّل سلبيًّا، بل يعني أن يكون المرء متحلّيًا ببعُد نظر يكفي لأن يثق بالنتيجة النهائيّة التي ستصل إليها عمليّة ما. ماذا يعني الصبر؟ يعني أن تنظر إلى الشوكة وترى فيها وردة؛ أن تنظر إلى الليل وترى فيه الفجر. أمّا نفاد الصبر فيعني أن تكون قصير النظر إلى الحدّ الذي لا تستطيع فيه رؤية النتيجة. إنّ عشّاق الله لا يفقدون الصبر، لأنّهم يعلمون بأنّ الوقت ضروريّ كي يصبح الهلال بدرًا». ❝

‏

«الصبر لا يعني التحمّل سلبيًّا، بل يعني أن يكون المرء متحلّيًا ببعُد نظر يكفي لأن يثق بالنتيجة النهائيّة التي ستصل إليها عمليّة ما. ماذا يعني الصبر؟ يعني أن تنظر إلى الشوكة وترى فيها وردة؛ أن تنظر إلى الليل وترى فيه الفجر. أمّا نفاد الصبر فيعني أن تكون قصير النظر إلى الحدّ الذي لا تستطيع فيه رؤية

تذكّر أنّك لا تستطيع رؤية نفسك وحضور الله في أعماقك إلّا من خلال قلب شخص آخر».

«العقل والحبّ من مادّتين مختلفتين. العقل يربط الناس ربطًا محكَمًا ولا خوف في ذلك. أمّا الحبّ، فإنّه يفكّ جميع العُقَد وينطوي على مخاطر كبيرة. العقل حَذِر، يوجّه النصائح دائمًا، ويقول «حذار الإفراط في النشوة». أمّا الحبّ فيقول: «آه، لا بأس! خاطر في اتّخاذ خطوة جريئة بغضّ النظر عمّا يترتّب على ذلك». ليس سهلًا على العقل أن يتفكَّك، ولكن يمكن للحبّ أن يُحيل نفسه، من دون عناء يُذكَر، على حطام. بيد أنّ الكنوز مخفيّة وسط الأنقاض. فالكوكب الكسير يُخفي كنوزًا».

تقول إحدى القواعد: يمكنك أن تدرس اللهَ في كلّ شيء وفي كلّ شخص في الكون، لأنّ وجوده لا يقتصر على مسجد أو هيكل أو كنيسة. لكن، إن كنت لا تزال في حاجة إلى معرفة مكانه، فثمّة مكان واحد ينبغي لك أن تبحث عنه فيه، وهو قلب الحبيب الصادق. ما من أحد عاش بعد مشاهدته، وما من أحد مات بعد مشاهدته. وكلّ من يعثر عليه سيبقى معه إلى الأبد.

لا تحكم على أسلوب الآخرين في صلتهم بالله. فلكلّ واحد طريقته وأسلوبه الخاصّان في الدعاء، لأنّ الله لا يحكم علينا من خلال كلماتنا الخارجيّة، بل ينظر إلى أعماق قلوبنا. إنّ الطقوس والمناسبات ليست هي التي تشكّل الاختلاف، بل قلوبنا إن كانت صافية بما يكفي، أم لا.

كلّ قارئ يفهم القرآن الكريم فهمًا مختلفًا يتّفق وعمقَ إدراكه. ثمّة أربعة مستويات من الفهم. المستوى الأوّل هو المعنى الظاهريّ،(4) وهو المستوى الذي يقتنع به أغلب الناس. أمّا المستوى الثاني، فهو المستوى الباطنيّ؛ أي المستوى الداخليّ. وفي حين أن المستوى الرابع، له من العمق ما تعجز عن ذكره الكلمَاتُ، فلهذا يبقى عصيًّا على الوصف