• عمرٌ طويلٌ بين العشرين والسّابعةِ والخمسين لم يُشرقْ فيه صباحٌ ، ولم يجنّ مساءٌ إلا وللرّافعيِّ جديدٌ في [ الحبِّ ] ؛ بين غضبٍ ورضا ، ووصْلٍ وهجرٍ ، وسلامٍ وخصام ، وعتبٍ ودلالٍ ، وحبيبٍ إلى وداع ، وحبيبٍ إلى لقاء ..
وشابَ الرّافعيُّ وماشابَ قلبُه ، وظلّ وهو يدبُّ إلى السّتين كأنّه شابٌّ في العشرين .. ومات وعلى مكتبِه رسالةُ ودادٍ من صديقةٍ بينها وبينه جوازُ سفرٍ وباخرةٍ وقطار ، وكان في الرّسالةِ موعدٌ إلى لقاء !!
• لم تكن هي أولى حبائبه [ يعني الأديبة اللبنانية مي زيادة ] ولكنّها آخر منْ أحبّ ؛ عرفها وقد تخطّى الشّبابَ ، وخلّف وراءه أربعين سنة ونيّفا حافلةً بأيّامِ الهناءةِ ، مُشرقةً بذكرياتِ الهوى والصّبابةِ والأحلام ، وكان بينهما في السّنِّ عمرُ غلامٍ يخطو إلى الشّباب !!
• كان يُحبّها حبّا عنيفا جارفا لا يقفُ في سبيلِه شيءٌ ، ولكنّه حبٌّ ليس من حبِّ النّاس ، حبٌّ فوق الشّهواتِ ، وفوق الغاياتِ الدّنيا ، لأنّه ليس له مدى ولا غاية !!
.
[ ، ص : 94 ، 99 ، 100 ]
المؤلفون > محمد سعيد العريان > اقتباسات محمد سعيد العريان
اقتباسات محمد سعيد العريان
اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات محمد سعيد العريان .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.
اقتباسات
-
مشاركة من آية ، من كتاب
حياة الرافعي
-
• لقد مات الرّافعي ولكنّه خلّف وراءه صدى بعيدا ممّا كان بينه وبين أدباء عصره من الخصومات الأدبيّة ؛ فما أحدٌ إلا له عنده ثأرٌ ، وفي صدره عليه حفيظةٌ ، أو له عليه مَعْتَبَةٌ !
ولقد اهتزّتْ بلادُ العربيّة كلّها لنعي الرّافعي ، وما اختلجتْ نفسٌ واحدةٌ من خصومِه فكتبَ إلى أهلِه كلمةَ عزاءٍ إلا رجلا واحدا كتبَ برقيّةً إلى ولدِه ، هو الدكتور طه حسين بك ؛ فلا جرم كان بذلك أنزَهَ خصومِ الرّافعيّ ، وأعرَفَهم بالأدب اللائق !
• لقد كان ناقدا عنيفا ، حديدَ اللسان ، لا يعرفُ المداراة ، ولا يصطنعُ الأدبَ في نضال خصومِه ، وكانتْ فيه غيرةٌ واعتدادٌ بالنّفس ، وكان فيه حرصٌ على اللغةِ ( من جهةِ الحرص على الدّين ، إذْ لا يزالُ منهما شيءٌ قائمٌ كالأساس والبناء ، لا منفعة فيهما معا إلا بقيامهِما معا ) ..
وكان يؤمنُ بأنّك ( لنْ تجدَ ذا دِخْلَةٍ خبيثةٍ لهذا الدّين إلا وجدتَ له مِثلَها في اللغة ) ..
فكان بذلك كلِّه ناقدا عنيفا ، يُهاجمُ خصومَه على طريقةِ عنترةَ : يضربُ الجبانَ ضربةً ينخلعُ لها قلبُ الشّجاع !!
.
[ ، ص : 148-149 ]
مشاركة من آية ، من كتابحياة الرافعي
-
إنّ الرّافعيَّ بكبريائه وخُلُقِه ودينِه واعتدادِه بنفسِه لم يُخلَقْ للحب ! ولكنّه أحبَّ !! .. فمن ذلك كان حبُّه سلسلةً من الآلام ، وصراعا دائما بين طبيعتِه التي هو بها هو و فطرتِه التي هو بها إنسان !
.
[ ، ص : 138 ]
مشاركة من آية ، من كتابحياة الرافعي
-
وأخبرني أنّه لمّا مات أخوه المرحوم محمّد كامل الرّافعي اسْتحضَرَ روحَه ، فلبّتْ نداءَه ، وكان بينهما حديثٌ لا أذكرُه ! .. وحاول مرّة أن يعلّمني وسيلةَ تحضيرِ الأرواح ولكنّي لمْ أتعلّم !!
وكان يحفظُ كثيرا من الأدعية والدّعوات لأسبابها !!!
ولمّ وقع في حبّ ( فلانة )* ، ونال منه الوجْدُ بها ، لجَأَ إلى العرّافين في أملٍ يأملُه ، فكتبَ تميمةً ، فعلّقها في خيطٍ ، فربطَها في ساريةٍ بأعلى الدّار تتلاعبُ بها الرّيحُ !!
.
[ ، ص : 332 ]
مشاركة من آية ، من كتابحياة الرافعي
-
لم يكن للرّافعيّ ميعادٌ محدودٌ يذهبُ فيه إلى مكتبِه أو يغادرُه ؛ فأحيانا كان يذهبُ في التّاسعةِ ، أو في العاشرَةِ ، أو فيما بين ذلك !
فلا يجلسُ إلى مكتبِه إلا ريثما يُتِمُّ ما أمامه من عملٍ على الوجهِ الذي يُرضيه ، ثمّ يخرجُ فيدورُ على حاجتِه ؛ فيحلسُ في هذا المتجر شيئا ما ، وعند هذا الصّديق وقتا آخر ، ثمّ يعودُ إلى مكتبِه قُبَيْلَ ميعادِ الانصرافِ لينظرَ فيما اجتمع عليه من العمل في غَيْبَتِه ، وقد لا يعودُ .. !!
وكان هذا منه يُغضِبُ زملاءَه في العمل ، فكانوا ينفّسون عليه ، ويأكلون لحمَه ، ويبلُغُه ما يتحدّثون به ، فيهزُّ كتفَه ويسكت ... !!!
[ ، ص : 39 ]
مشاركة من آية ، من كتابحياة الرافعي
-
[ وكانَ الرّافعيُّ رديءَ الخطّ لا يكادُ يُقرأُ إلا بعدَ علاجٍ ومعاناةٍ ، فكانَ الأستاذُ مهدي (أستاذُه في اللغة العربية) يسخَرُ منهُ قائلاً :" يا مصطفى ، لا أحسَبُ أحداً غيري وغيرُ اللهِ يقرأُ خطّكَ" ، وقدْ ظلَّ خطُّ الرّافعِيِّ رديئاً إلى آخرِ أيّامِهِ ] .
( – ص 28)
مشاركة من آية ، من كتابحياة الرافعي
-
والشّاي أو القهوة هما كلُّ المنبّهات العصبية التي يطلبُها الرّافعي عندما يكتبُ ، وفنجانة أو اثنتان هما حسبُه في هذا المجلس الطّويل ، وعلى أنّه في أخرَياتِ أيّامِه قد وَلَعَ بتدخين الَكَرْكَرَة ( الشّيشة ) ، ويستعيضُ عنها بالدّخان في أثناءِ الكتابةِ ، فإنّه لم يكنْ يُشعلُ إلا دخينةً ( سيجارة ) أو دخينتَين في مجلسِ الكتابةِ ، فكان يشتري العلبةَ فتظلُّ في درجِ مكتبِه شهرا إذا لم يزرْه في مكتبِه زائر !!
.
[ ، ص : 227 ]
مشاركة من آية ، من كتابحياة الرافعي
-
الرافعيُّ ..والشّام ..
كمْ يؤنِسُني الرّافعيُّ الأديبُ ، وكمْ يحْييني الرّافعيُّ المجاهدُ ، وكمْ أسعدُ أنّ في دمائهِ ماءَ الشَّام ، وعطرَ الشّام ، وسحرَ الشّام !
قالَ محمّد سعيد العَريان :
[ وأمُّ الرّافعيّ ، كأبيهِ ، سوريّةُ الأصلِ ، وكانَ أبوها الشّيخُ الطّوخيُّ تاجراً تسيرُ قوافلُهُ بالتّجارةِ بينَ مصرَ والشّام ، وأصلُهُ منْ حلبَ .. ]
( – ط2 – ص 27)
مشاركة من آية ، من كتابحياة الرافعي
-
وكانت أمّ الرّافعيِّ تُحبُّه وتؤثرُه ، وكان يُطيعُها ويبرُّها ، وقد ظلّ إلى أيّامِه الأخيرة إذا ذكرها تغرْغرَتْ عيناه كأنّه فقدَها بالأمس ، وكان دائما يُحبّ أن يُسندَ إليها الفضلَ فيما آلَ إليه أمرُه .
[ ، ص : 27 ]
مشاركة من آية ، من كتابحياة الرافعي
-
أنا ما عرفتُ أبا لأولاد كما عرفتُ الرّافعي ؛ إذ يتصاغرُ لهم ، يُناغيهم ويُدلّلهم ، ويُبادلُهم حبّا بحُبّ ، ثمّ لا يمنعُه هذا الحبّ الغالي أن يكون لهم أبا فيما يكون على الآباء من واجبِ التّهذيب والرّعايةِ والإرشاد ، ناصحا برفْقٍ حين يحسُنُ الرّفقُ ، مؤدّبا بعنفٍ حين لا يُجدي إلا الشّدّةُ والعنفوان !!
[ ، ص: 62 ]
مشاركة من آية ، من كتابحياة الرافعي
-
كان واسعَ الأمل ، كبيرَ الثقة ، عظيمَ الطّموح ، كثيرَ الاعتدادِ بالنّفس ، فمن ثَمَّ نشأَ جبّارا عريضَ الدّعوى ، طويلَ اللسان من أوّل يومٍ !!
[ ، ص : 43 ]
مشاركة من آية ، من كتابحياة الرافعي
-
* يقرأ كلَّ يومٍ ثماني ساعاتٍ متواصلةً ، لا يملُّ ، ولا ينشدُ الرّاحةَ لجسدِه وأعصابِه كأنّه من التعليم في أوّلِه ، لا يرى أنّه وصل منه إلى غاية !
* كان إذا زاره زائرٌ في مكتبِه جلسَ قليلا يُجيبُه ويستمعُ لما يقوله ، ثمّ لا يلبثُ أن يتناولَ كتابا ممّا بين يديه ويقولُ لمُحدّثه : " تعال نقرأ " .
* استظْهرَ كتابَ " نهح البلاغة " في خُطَب الإمام علي وكان لم يبلغْ العشرين بعد !
[ ، ص : 32 - 33 ]
مشاركة من آية ، من كتابحياة الرافعي
السابق | 2 | التالي |