• لقد مات الرّافعي ولكنّه خلّف وراءه صدى بعيدا ممّا كان بينه وبين أدباء عصره من الخصومات الأدبيّة ؛ فما أحدٌ إلا له عنده ثأرٌ ، وفي صدره عليه حفيظةٌ ، أو له عليه مَعْتَبَةٌ !
ولقد اهتزّتْ بلادُ العربيّة كلّها لنعي الرّافعي ، وما اختلجتْ نفسٌ واحدةٌ من خصومِه فكتبَ إلى أهلِه كلمةَ عزاءٍ إلا رجلا واحدا كتبَ برقيّةً إلى ولدِه ، هو الدكتور طه حسين بك ؛ فلا جرم كان بذلك أنزَهَ خصومِ الرّافعيّ ، وأعرَفَهم بالأدب اللائق !
• لقد كان ناقدا عنيفا ، حديدَ اللسان ، لا يعرفُ المداراة ، ولا يصطنعُ الأدبَ في نضال خصومِه ، وكانتْ فيه غيرةٌ واعتدادٌ بالنّفس ، وكان فيه حرصٌ على اللغةِ ( من جهةِ الحرص على الدّين ، إذْ لا يزالُ منهما شيءٌ قائمٌ كالأساس والبناء ، لا منفعة فيهما معا إلا بقيامهِما معا ) ..
وكان يؤمنُ بأنّك ( لنْ تجدَ ذا دِخْلَةٍ خبيثةٍ لهذا الدّين إلا وجدتَ له مِثلَها في اللغة ) ..
فكان بذلك كلِّه ناقدا عنيفا ، يُهاجمُ خصومَه على طريقةِ عنترةَ : يضربُ الجبانَ ضربةً ينخلعُ لها قلبُ الشّجاع !!
.
[ ، ص : 148-149 ]
حياة الرافعي > اقتباسات من كتاب حياة الرافعي > اقتباس
مشاركة من آية
، من كتاب