إننا بحاجة إلى العاطفة، ويجب أن تكون عاطفة صارخة، أو أن يكون التفكير فيها صراخاً، أو كتابتها صراخاً. يجب الصراخ في مسامع الناس، لأن صممهم الظاهري هو نوع من الدفاع الذاتي، من الجبن والدفاع الذاتي غير الصحي. يجب علينا أن نوقظ في الآخرين إحساسهم بالخجل من أنفسهم، وأن نحول ما فيهم من دفاع ذاتي إلى قرف ذاتي. فاليوم الذي يشعر فيه مواطن أروغواي بالقرف من سلبيته الذاتية، هو اليوم الذي سيتحول فيه إلى شئ نافع
المؤلفون > ماريو بنديتي > اقتباسات ماريو بنديتي
اقتباسات ماريو بنديتي
اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات ماريو بنديتي .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.
اقتباسات
-
مشاركة من Aber Sabiil ، من كتاب
الهدنة
-
أعرف أن المرء حين ينظر إلى الأمور من بعيد، ولا يكون غارقاً فيها، يصبح من اليسير عليه أن يقول ما هو الخطأ وما هو الصواب. أما عندما يكون المرء غارقاً حتى أذنيه في المشكلة (وقد حدث لي ذلك مرات كثيرة)، فإن الأمر يختلف، والتوتر يختلف، وتبرز قناعات عميقة، وتضحيات لا مفر منها، وتنازلات قد تبدو غير مفهومة بالنسبة لمن يراقب الموقف وحسب.
مشاركة من Aber Sabiil ، من كتابالهدنة
-
قبل سنوات طويلة سمعت أكبرهم سناً يقول: "إن خطأ بعض رجال الأعمال الكبير هو في معاملتهم موظفيهم باعتبارهم كائنات بشرية" ...
وقد أحسست اليوم برغبة شديدة في قلب تلك الجملة والقول: "إن خطأ بعض الموظفين الكبير هو معاملتهم أرباب عملهم باعتبارهم أشخاصاً". ولكنني قاومت هذه الرغبة. فهم أشخاص. صحيح أنهم لا يبدون كذلك، ولكنهم أشخاص. إنهم أشخاص يستحقون شفقة كريهة، أكثر أشكال الشفقة شناعة، لأنهم يضفون على أنفسهم، في الحقيقة، قشرة من الكبرياء، ومظهراً منفراً، ونفاقاً متماسكاً، ولكنهم فارغون في أعماقهم، إنهم مقرفون وفارغون. وهم يعانون من أرهب أنواع العزلة: عزلة من لا يشعر بوجود نفسه بالذات
مشاركة من Aber Sabiil ، من كتابالهدنة
-
لكم هي متنوعة ومتماثلة في الوقت نفسه هذه الصحف. إنها تلعب فيما بينها لعبة المكائد، وتخدع كل منها الأخرى، وتغمز من مصداقيتها. ولكنها تستفيد جميعاً من المطرقة نفسها، وتتغذى على الكذبة نفسها. أما نحن فنقرأ. ومن خلال هذه القراءة تتشكل قناعاتنا، ونصوّت في الانتخابات، ونناقش، ونفقد الذاكرة، ونتناسى بكرم وبلاهة أنها تقول اليوم عكس ما قالته أمس، وأنها تدافع اليوم بحرارة عن ذاك الذي جعلته مكروهاً بالأمس.
مشاركة من Aber Sabiil ، من كتابالهدنة
-
ولكن ما هو الشئ الذي أريده، وما هو الشئ الذي أفضله؟ أأريد له ألا يكون مخنثاً، أم أنني ببساطة أريد الإحساس بالتحرر من أي شعور بالذنب؟ كم نحن أنانيون، رباه كم أنا أناني. حتى محاولة تصفية ضميري هي نوع من الأنانية
مشاركة من Aber Sabiil ، من كتابالهدنة
-
في المكاتب لا وجود للأصدقاء؛ هناك أشخاص يتقابلون كل يوم، ويتميزون غيظاً معاً أو على انفراد، ويروون الدعابات ويحتفون بها، ويتبادون شكواهم وينقلون عدوى سخط بعضهم إلى البعض، ويتهامسون عن مجلس الإدارة بصورة عامة، ولكنهم يتملقون كل مدير على انفراد. هذا كله يسمى تعايش
مشاركة من Aber Sabiil ، من كتابالهدنة
-
سألني إن كنت أرى أن الأمور قد تحسنت أم ساءت عما كانت عليه قبل خمس سنوات، عندما غادر البلاد. وردت خلاياي كلها بالإجماع: "ساءت". ولكن كان عليّ أن أوضح السبب فيما بعد. أُف ! يا للمهمة الشاقة.
مشاركة من Aber Sabiil ، من كتابالهدنة
-
لقد صرت أعرف أن حالات ما قبل ما الانفجار التي تصيبني، لا تؤدي دائماً إلى الانفجار. إنها تنتهي أحياناً إلى مذلة جلية، وإلى إذعان محتم للظروف وضغوطها المتنوعة والمهينة
مشاركة من Aber Sabiil ، من كتابالهدنة
-
ربما كنت مهووساً بالتوازن. ففي أي مشكلة تعترضني، لا أميل أبداً إلى الحلول المتطرفة. وربما كان هذا هو أصل خيبتي. ولكن هنالك أمر جليّ: إذا كانت التصرفات المتطرفة تثير الحماسة، وتجرف الآخرين، وتكون مؤشراً للقوة، فإن التصرفات المتوازنة بالمقابل، تكون غير مريحة في معظم الأحيان، ومزعجة في أحيان أخرى، ولا تبدو بطولية على الإطلاق تقريباً. والاحتفاظ بالتوازن يتطلب، عموماً، قدراً كبيراً من الشجاعة (وهي شجاعة من نوع خاص)، ولكن لا سبيل إلى الحيلولة دون رؤية الآخرين فيه دليلاً على الجُبن. ثم إن التوازن ممل. ويعتبر التوازن، في أيامنا هذه، عيباً كبيراً لا يغفره الناس عموماً.
-
لا تخجل من أي سؤال إذا كان صادقا. غالبا ما تكون الأجوبة هي التي تستدعي الخجل، لأن النفاق عادة ما يظهر فيها: أن تفكر شيئا و تقول عكسه.
مشاركة من هبة ، من كتاببقايا القهوة
-
لقد توصلت بالنهاية إلى أن الضمير هو جنتنا وجحيمنا في الوقت نفسه . يوم الحساب والعقاب المشهور نحمله هنا , في صدورنا . ونحن في كل ليلة عن غير وعي منا نواجه يوم الحساب . وحسب الحكم الذي يصدره ضميرنا , ننام مرتاحين أو نغرق في الكوابيس . لسنا لا سليمان الحكيم ولا حتى محللين نفسسين . نحن قاضٍ وطرف , مدعٍ عام ومحام , لا مفر !
إذا لم نكن نستطيع إدانتنا أو تبرئتنا من بوسعه أن يفعل ذلك ؟ من تتوفر لديه كل هذه العناصر على سريتها , لكي يصدر حكما علينا , مثلنا نحن أنفسنا ؟ ألا نعرف منذ البداية ودون أدنى تردد متى نكون مذنبين ومتى نكون أبرياء ؟
مشاركة من هبة ، من كتاببقايا القهوة
-
وهي متأكّدة من أن كثيرين من مدّعي التعاسة هم سعداء في الواقع، ولكنهم لا يلحظون ذلك، لا يتقبّلونه، لأنهم يعتقدون أنهم بعيدون جدّاً عن الحدّ الأقصى من الرخاء.
مشاركة من Mohamed Yehia ، من كتابالهدنة
-
ولكنّ الإذعان ليس هو الحقيقة كلّها. ففي البدء كان الإذعان؛ ثم تلاه انعدام الضمير؛ وتبع ذلك، في ما بعد، التواطؤ الجماعي.
مشاركة من Mohamed Yehia ، من كتابالهدنة
-
إن السخرية تضفي نوعاً من التضامن. فالمرشّح المختار للسخرية اليوم هو هذا، وغداً يكون ذاك، وبعده سأكون أنا. المختار للسخرية يلعن الساخرين بصمت، ولكنه لا يلبث أن يخضع لقدره، فهو يعرف أن ذلك ليس إلا جزءاً من اللعبة، وأنه في المستقبل القريب، ربما بعد ساعة أو ساعتين، قد يختار طريقة الثأر التي تتناسب مع ميوله. أما الساخرون، من جهتهم، فيشعرون بالتضامن والحماسة والظرف. وكلّما أضاف أحدهم توابل جديدة إلى السخرية، احتفى به الآخرون، وتبادلوا الإيماءات، وأحسّوا بشبق التواطؤ، ولم يعد ينقصهم إلا أن يعانق بعضهم بعضاً ويطلقوا صيحات النصر. وكم هو مريح الضحك!
مشاركة من مصطفي الشيخ ، من كتابالهدنة
-
وفي عينيه شيء من عدم التوازن، وهو ليس عدم توازن ناتجاً عن غفلة أو ذهول، وإنما عن عدم اكتراث. إنهما عينا شخص فوجئ بالدنيا لمجرّد وجوده فيها.
مشاركة من Bassma Alenzi ، من كتابالهدنة