ولم يتوقع أن العالم سيعود إلى الوراء كلما تقدَّم أكثر، وأن الحروب والأوبئة لا تتوقف أبدًا، وهذا المخلوق العجيب، المدعُوّ «إنسان»، لا يكفُّ أبدًا عن إثارة الفوضى والقتل والخراب، ويخلِّف الدمار، حتى كاد الكوكب الجميل أن ينتحر برمي بنفسه في
المؤلفون > يوسف المحيميد > اقتباسات يوسف المحيميد
اقتباسات يوسف المحيميد
اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات يوسف المحيميد .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.
اقتباسات
-
مشاركة من Shimaa Allam ، من كتاب
رجل تتعقبه الغربان
-
فأنا مجرَّد رجل حقير، لم يستطع أن يحافظ على شيء، لا امرأة استطاع أن يُخرسها حين تعصف به مجنونة كالريح، ولا أُمّ ردَّ عنها الأذى والألم والموت، ولا أب استطاع أن يُغسِّله، ويُكفِّنه، ويقبِّله، أو حتى يلمسه قبل دفنه، كل ما فعله أن تأمَّله من وراء زجاج سميك وهو يُحتضَـر، لم يحافظ على شيء؛ حتى بلاده التي انفرطت بين يديه بغتةً كمسبحة في هاوية نعم، كنتُ كرجل عجوز يجلس على سجَّادته ويُسبِّح، حتى انفرطت حبَّات مسبحته في الأنحاء، ولم يسعفه جسده المتخاذل من جمعها ونَظْمها، لم يملك سوى أن رمى الخيط معها، وتسلل من المكان خلسةً، واختفى هاربًا من البلاد التي أحبَّ تربتها ورائحتها وشمسها، لا يملك منها سوى أحلامه الصغيرة، وهديل، ابنته الوحيدة، وراتبه التقاعُديّ
مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتابرجل تتعقبه الغربان
-
بدو وفلاحون، آباء منكسرون تصفعهم الشمس والفقر، أمهات يلتحفن السواد والمرض والحزن، أطفال تنتشر الدمامل في وجوههم الطريَّة، بضع خيام وعُشَش في منطقة الشمسية خارج أسوار الرياض، في الشمال الشرقي منها كانوا يتكاثرون ويحاصرون المدينة بالمرض والموت، قبل أن يأذن لهم الحرس في القصر بالدخول، تهافتوا ركضًا نحو المدخل، حملت الأمهات بقشهن وأطفالهن المرضى، وهرولن بصعوبة، خوف وبكاء وصراخ، قام الحرس بتنظيم دخولهم في ساحة القصر، أجلسوهم على الأرض المتربة، كانوا كما أسرى حرب طائشة،
مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتابرجل تتعقبه الغربان
-
لماذا أشعر بكل هذه الوحشة، والحالات المصابة بالوباء بالكاد تتجاوز خمسمائة فقط، ماذا لو تضاعفت عشرات المرات، لو عجزتِ المستشفيات القائمة والميدانية عن استيعابها، لو تناثرت الجثث في الطرقات، كما تروي جَدَّتي عن قرى نَجْد زمن الطاعون، حيث يموت الناس عند أبواب بيوتهم، ماذا لو انهار النظام الصحي، وتصدَّع الأمن الغذائي، وأصبحت المدينة غابة، وإنسانها ذئبًا؟ كنت أحاصر مخيلتي الشـرسة، لكنها تحاصـرني، ولا أعرف كيف لمحت هذا الـﭭـيروس اللعين بتيجانه المُقزِّزة، وهو ينتظر يدي تلتفُّ حول الكوب الورقيّ لقهوتي الفرنسية، سحبتُ منديلًا ورقيًّا ولففته حول الكوب، ورفعته إلى شفتيَّ، وما إن تسللت القهوة حتى شعرت بمرارة مصحوبة بالصدأ، هل فعلًا لم أتذوق طعم البندق المعتاد، أم يتهيَّأ لي؟
مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتابرجل تتعقبه الغربان
-
...
"ما أقسى العمر يا سهى ,ما أقسى اللحظة وماأبرد أن يتجمد الدم المجنون الراكض في الجسد ثم يتوقف القلب عن الغناء "
مشاركة من Rahman Taha ، من كتابالحمام لا يطير في بريدة
-
سأفتح عينيّ ذات صباح، وأبحث عن زوجي الستيني، وقد غاب عني قرابة أسبوع، دون أن أملك السؤال عنه في بيوته الثلاثة الأخرى. سأتجاهل الأمر، حتى أبحث عن القارورة، التي جمعت فيها ما صرت أسميه فضائحي التي كنت أسميها أحزاني، فأقرر أن أتخلص منها، لكنني لا أجد للقارورة أي أثر. سأصرخ، لكنني لن أجد القارة مطلقاً، ولن يعود زوجي. سيقرأ سيرتي وهزائمي وخديعتي، وسيبكي بدوره في الخديعة.
السابق | 2 | التالي |