اقتباسات خالد حسيني

لكن وهي تغمض عينيها، لم تعد تشعر بالندم، وإنما غمرها إحساس بالسلام. فكرت في دخولها إلى هذا العالم: طفلة «حرامي» من قرية وضيعة، غلطة، حادثة تثير الشفقة وتستدعي الندم، عشبة ضارة. وها هي تغادر العالم امرأة أَحبت وأُحبت. تغادر العالم صديقة، ورفيقة، وحامية، وأمًّا، شخصًا له وزن أخيرًا. فكرت مريم أن ميتتها بهذه الطريقة ليست بهذا السوء، ليست بهذا السوء.

ظنت مريم أيضًا أنه ربما رأى شيئًا في وجهها، شيئًا جعله يراجع نفسه. ربما رأى أثرًا من كل ما قدمته من إنكار للذات، وما بذلته من تضحيات، وما عانته من ضغوط لكي تعيش معه طيلة تلك السنوات، مع غطرسته وعنفه الدائمين، مع وضاعته وميله الدائم للتفتيش عن العيوب. هل ما تراه في عينيه هو الاحترام؟ الندم

إن الطالبان عندما اكتشفوا الرسومات، ساءتهم سيقان الطيور الطويلة العارية. وبعد أن ربطوا قدمي ابن العم وجلدوه على باطن قدميه حتى أُدميتا، خيروه بين أمرين: إما أن يطمس الرسومات أو أن يجعل البشروش محتشمة. وهكذا التقط ابن العم فرشاته ورسم لكل طائر سروالًا

حتى من يعضه ثعبان ينام، إلا الجائع»

يُحظر عليكِ، تحت أي ظرف، إظهار وجهك. يجب عليك الاستتار بالبرقع خارج البيت. إذا خالفت ذلك، فسوف تُضربين ضربًا مبرحًا.

⁠‫ـ مساحيق التجميل ممنوعة.

⁠‫ـ المجوهرات ممنوعة.

⁠‫ـ يُحظر عليكِ ارتداء ملابس مثيرة.

⁠‫ـ يُحظر عليكِ الكلام ما لم تؤمري بذلك.

⁠‫ـ يُحظر عليكِ النظر في عيون الرجال.

⁠‫ـ يُحظر عليكِ الضحك علنًا، وإذا خالفت ذلك فسوف تُضربين.

⁠‫ـ يُحظر عليكِ طلاء الأظافر، وإذا خالفت ذلك تُقطع إحدى أصابعكِ.

⁠‫ـ ممنوع على الفتيات الذهاب إلى المدرسة. كل مدارس الفتيات ستغلق فورًا.

⁠‫ـ ممنوع على النساء العمل

لعب الورق، ولعب الشطرنج، والمقامرة، وتطيير الطائرات الورقية ممنوع.

⁠‫ـ كتابة الكتب، ومشاهدة الأفلام، والرسم ممنوع.

⁠‫ـ إذا وُجد عندك ببغاوات فسوف تُضرب، وسوف تُقتل الببغاوات.

⁠‫ـ إذا سرقتَ، فسوف تُقطع يدك من عند الرسغ، وإذا سرقت مجددًا، فسوف تقُطع قدمك.

⁠‫ـ إذا لم تكن مسلمًا، فلا تتعبد حيث يمكن لأي مسلم أن يراك. وإذا خالفت ذلك فسوف تُضرب وتُسجن. إذا قُبض عليك وأنت تحاول تبشير مسلم بدينك فسوف تُعدم.

⁠‫انتباه أيتها النساء:

⁠‫ـ سوف تقررن في بيوتكن في جميع الأوقات، فلا يصح أن تتسكع المرأة في الشوارع بلا هدف. ولا تخرجن إلى الشارع بغير محرم. إذا قُبض عليكِ في أثناء السير

الاسم الجديد لبلادنا هو «إمارة أفغانستان الإسلامية». وتلك هي القوانين التي سوف ننفذها والتي سوف تلتزمون بها:

⁠‫ـ يجب على جميع المواطنين أداء الصلوات الخمس في أوقاتها. فإذا حان وقت الصلاة وقُبض عليك تمارس فعلًا آخر، سوف تُضرب.

⁠‫ـ يجب على كل الرجال إطلاق اللحى، على ألا يقل طولها عن قبضة مضمومة أسفل الذقن. إذا لم تلتزم بهذا فسوف تُضرب.

⁠‫ـ على جميع الصبية وضع العمامات: الصبية من الصف الأول إلى الخامس يضعون عمامات سوداء، والصفوف الأعلى يضعون عمامات بيضاء. وعلى كل الصبية الالتزام بالزي الإسلامي، وإغلاق ياقات القمصان.

⁠‫ـ الغناء ممنوع.

⁠‫ـ الرقص ممنوع.

إنَّ قلب الرجل، يا مريم. ليس مثل رحم الأم. لا ينزف، ولا يتمدد ليفسح لك مكانًا.

لم يخطر ببال مريم الصغيرة أن تتمعن في الظلم الواقع عليها إذ تعتذر عن مولِدها

افهمي هذا الآن وافهميه جيدًا يا ابنتي: مثل إبرة البوصلة التي تشير إلى الشمال، فإن إصبع الرجل تجد دائمًا امرأة. دائمًا.

مثل كل شيء في كابول، كانت دار والدي صورة لمجد غابر

كم يبدو الحب صافيًا، ثم يقع البلاء»

عندما زحف الطالبان وطردوا التحالف من كابول، رقصت رقصًا في ذلك الشارع. وصدقني، لم أكن وحدي. كان الناس يحتفلون في «تشَمَن»، في «دِه مَزَنْج»، يحيُّون الطالبان في الشوارع، يتسلقون مدرعاتهم ويلتقطون الصور معهم. كان الناس متعَبين من القتال المتواصل، متعَبين من الصواريخ والرصاص...

لكن السرقة إثم لا يغتفر، منبع كل الآثام. عندما تقتل رجلًا، فأنت تسرق حياة، تسرق حق زوجته في أن يكون لها زوج، تسرق من أطفاله أباهم. عندما تكذب، تسرق حق شخص في معرفة الحقيقة. عندما تغش، تسرق حق المنافسة الشريفة. ما من فعل أخبث من السرقة.

ـ كنت أنا وحُمَيره ضد العالم. وأقول لك هذا، أمير جان: في النهاية، يفوز العالم دائمًا. هكذا تسير الأمور

حتى إن وجهي آلمني من الإجهاد نتيجة تكلف الابتسام

"كنت أتصورنا مثل ورقتي شجر، عصفت الريح ففرقت بينهما مسافة أميال، ولكنهما مرتبطتان بالجذور العميقة المتشابكة للشجرة التي سقطتا منها"♥️

"عرفتُ أن العالم لا يرى ما بداخلك، أنه لا يهتم مثقال ذرة بالآمال والأحلام، والأحزان، التي تختفي خلف قناع الجلد والعظم."

تطلعتُ إلى وجهك في ضوء القمر الساطع، يا بنيّ، إلى رموشك الجميلة مثل خطٍ عربي بديع، وأنت تطبقها في نومك الهانئ.

الرواية شيّقة وأحداثها تجذب لمتابعة القراءة ..ولكنها حزينة