اقتباسات ايزابيل الليندي

في الشهور الأولى من سنة 1939 استنفدت تقريبًا كلِّ احتياطيّها من الدموع، فلم تعد تبكي إلاَّ نادرًا. تعلَّمتْ أن تلوك همومها وحدها وبكلِّ كرامة، واثقةً بأنْ لا أحد يكترث لمشكلات الغير، وأنَّ الآلام الصامتة سرعان ما تذوب.

لم يسألها أحد عن سنوات غيابها. لم يشأ أحد أن يعرف أين كانت ولا كيف كانت حياتها. هذا المقطع الفاصل من حياتها مُحي بالكامل.‏

كانت ألما تحاول تمالك نفسها، والحفاظَ على تماسكها الذي لُقِّنتْ بشأنه دروسًا منذ نعومة أظافرها.

جنود الجيش يقترفون فظاعات ضدَّ أُناس مثلهم، من العِرْق نفسه، من الطبقة نفسها، ومن البؤس نفسه الذي لا يُسبَر له غَور. إنَّهم ينفِّذون أوامر، هذا صحيح، ولكنَّهم ينفِّذونها مسمَّمة بالمخدِّر الأشدّ إدمانًا: ممارسة السلطة بلا عقاب.‏

تكسب الشياطين، في بعض الأحيان، الصراعَ ضدَّ الملائكة، وتكون النتيجة صُداعًا يُصيب المرء بالشلل، وهذا جزء من الثمن أيضًا. إنَّه يحمل دَيْنًا ثقيلاً من الأخطاء المقترفة، وهو دَيْن لم يتقاسمه مع أحد حتى هذا الشتاء

كبار السنِّ هم أكثر الناس تسليةً في العالم. عمَّروا كثيرًا، يقولون ما يعشقون، وهم في ذلك لا يبالون بأحد

❞ إنَّ حياتي مكوَّنة من متناقضات، وقد تعلَّمت أن أرى وجهَيِ العملة. ❝

❞ الرواية تُصنَع بالعمل، والقصَّة القصيرة بالإلهام. ❝

❞ عندئذ فكَّرت في أنَّ النساء، منذ عصور لا ترقى إليها الذاكرة، يفقدن أبناءهنَّ، إنَّه أقدم آلام البشريَّة وأكثرها حتميَّة. ❝

❞ إنَّ البيوت في حاجة إلى ولادات ووفيَّات لتتحوَّل إلى منازل. ❝

❞ الكتابة تريحني، بالرَّغم من أنَّها تكلِّفني الكثير، لأنَّ كلّ كلمة هي أشبه بجمرة حارقة. ❝

❞ صمت ما قبل الولادة، وصمت ما بعد الموت، والحياة هي مجرَّد صخب بين صمتين لا قرار لهما.‏ ❝

❞ وكثيرًا ما تكون الأحلام المزعجة أكثر حياة من الواقع. ❝

❞ وخذلانًا. لقد كنت أظنّ، حتى الانقلاب العسكريّ، أنَّ شبابي سيستمرّ إلى الأبد. وكان العالم يبدو لي مكانًا رائعًا، والناس يبدون طيِّبين في جوهرهم، وكنت أعتقد أنَّ الشرّ هو نوع من الحدث الطارئ، وأنَّه خطأ من أخطاء الطبيعة. ❝

سأكون وحدي معك لآخذك من يدك حتى عتبة الموت نفسها، وسأجتازها معك إذا كان ذلك ممكنًا.‏

لم أكن نظيفة ولم يكن هناك أحد نظيفًا، ففي داخل كلِّ واحد منَّا يوجد مسخٌ كامن. جميعنا لدينا جانب قاتم وشرِّير.

ولكنَّني كنت أحتجز تلك الحادثة في أشدّ أعماق ذاكرتي ظلمةً.

أبحث عن اليد الصديقة فأجد الفراغ. أصرخ من دون صوت، أسقط من دون ضجَّة

هذه قصَّة رجل وامرأة، أحبَّ كلٌّ منهُما الآخرَ بكلِّ جوارحه، لينجوا بذلك من حياة مبتذلة وقد حملتُ القصَّة في ذاكرتي بحرص كي لا يُبليها الزمن

ليست قسوة. الأمر ببساطة هو أنَّ الحياة الإنسانيَّة لا قيمة لها في بلادي. هناك بشر كثيرون، ويولد على الدَّوام أطفال أكثر ممَّن يُمكن إطعامهم.