اقتباسات بيرل باك

المصاب لم يكن ليشعر بأي حاجة لأن يخفي نفسه، إذ إن المصاب في الصين موجود كما هو، وكان يعرفه كل فرد… فهذا الاعتبار أفضل من أي زعم معسول بأن هذا المعلول يشبه أي فرد آخر ‫ يضاف إلى هذا، أن الصينيين كانوا يعتقدون أن السماء هي التي تتحكم في رسم مصائر الناس.

نراجع الأطباء، النَطَاسِيّ منهم وغير النطاسيّ، بل إننا نراجع أي شخص كان ابتغاء بصيص من الأمل وحسب. لقد وقعنا فريسة لأناس لا ضمائر لهم- لأناس يربحون أموالًا طائلة مما أصبنا به من بلاء-

كان الأطباء رجالًا عطوفين

نعيش في مدينة «نانكنج» التي قد تأتي بعد «بكين» من حيث كونها من أغنى مدن الصين في التاريخ والإنسانية. ومع أن داري كانت داخل جدران المدينة، إلا أن حياتي فيها كانت لا تزال ريفية.

من ناحية والدها فإن طفلتي كانت ذات أسلاف أشداء أقوياء، كان من بينهم بعض الأحيان أشخاص مبرزون والحقيقة أنني لم يكن يعتريني أي نوع من الخوف، بل كنت بعيدة عنه بعدًا تامًّا وقد حدث أن رأيت في صغري طفلًا واحدًا فقط من الأطفال ذوي العيوب.

أتذكر أنني قلت للممرضة: «ألا تبدو أعقل مما يقتضيه عمرها؟» ولم تكن ابنتي آنذاك قد بلغت من العمر ساعة واحدة. أعلنت الممرضة موافقتها قائلة: «إنها كذلك فعلًا» ثم أضافت: «كما أنها جميلة أيضًا. إن هناك لحدثًا خاصًّا ينتظر هذه الطفلة».

كان كل شيء طبيعيًّا معي طيلة حياتي، وقد كنت من أولئك الذين يولدون محظوظين. ومن هنا فقد اعتبرت حسن طالعي أمرًا مسلمًا به..

الأطفال عنوان استمرار الحياة الإنسانية وامتدادها

من حسن الطالع أن تولد أختي الصغيرة في ذلك الربيع نفسه في قلب المدينة القديمة الواسعة الواقعة على نهر يانجتزي Yangtze River حيث كنت أقيم. لقد شغلت نفسي جهد الطاقة بطفلتنا هذه، فقد مرضت أمي مرضًا ميئوس الشفاء بعد الولادة.

أول خبرة لي مع طفل أمريكي، كما كانت أول خبرتي بكل تلك العناية الرقيقة التي يتلقاها الطفل الأمريكي عادة ‫ فقد كان عليَّ أن أحضر، كل صباح، عملية استحمامها، كنت أصب الماء وأدفئ المنشفة، وأناول الأم «البدلات» الصغيرة واحدة بعد الأخرى.

المرأة إذا أصيبت بالحصبة الألمانية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، فإن طفلها قد يولد ناقصًا أو مشوّهًا عقليًّا، ولكننا لا نعلم لم يحدث ذلك، وعلى هذا يجب أن نعلم لماذا يحدث هذا النقص العقلي على أثر هذه الإصابة.

هذا القرار لم يأتني عفو الخاطر، فقد انتهيت إليه بعد طول روية. ولكنني حين انتهيت إليه تمسكت به طيلة سنى حياتي. لقد هيأت لهذا القرار أن يعمل عمله بطرق هادئة بعيدًا عن أولئك الفضوليين ذوي العيون الباردة.

التحمل في الواقع هو البداية وحسب، إذ يجب أن يكون هناك قبول وإدراك بأن الأسى أن تقبل قبولًا تامًّا فإنه سيؤتي ثماره، ذلك أن في الأسى مرهمًا حيويًّا، يمكن تحويله إلى حكمة إن هي قصرت في اجتلاب البهجة والفرح فلا غرو تُجلب الحكمة.

أجل إنه لاهتمام متأخر جدًّا بالأمر من ناحية بعض أطفالنا، غير أن مصيبة هؤلاء الأطفال إذا استطاعت أن تجعل الناس يدركون أن أكثر هذه المأساة هو حدث غير ضروري فإن حيوات هؤلاء الأطفال، على ما هي عليه من خيبة، لن تكون خلوًا من المعنى.

سعيد عبده

إن هؤلاء الأطفال التعساء تشترك في آفاتهم المنكودة عدة عوامل، منها عامل الوراثة الذي برأته المؤلفة بحق من أن يكون العامل الأول والأخير في إحداث هذا القصور العقلي المستديم، ثم عوامل البيئة المستمدة من آفات الحمل التي تصيب الجنين في رحم أمه.

خمسين عضوًا تستمر عضويتهم ما امتدت بهم الحياة، وبيرل باك هي إحدى عضوين اثنين من النساء بين هؤلاء الأعضاء الخمسين. ‫ بهذه القدرة الأدبية الفذّة، وبهذه الروح الإنسانية السمحة، اتخذت بيرل باك من مأساتها الخاصة في طفلتها، وسيلة للدفاع .

وتزوجت مرة ثانية من ريتشارد وولسن مدير شركة النشر التي طبعت ونشرت لها هذا الكتاب، وعاشت معه، ومع طفلتيها من زوجها الأول الذي احتفظت باسمه، ومع أربعة أطفال متبنين: ثلاثة صبيان و فتاة.

عاشت مع زوجها المبشر في الصين خمس سنوات، وانتقلت معه إلى نانكنج، فاشتغلت بجامعتها مدرسة للغة الإنجليزية، وأنجبت خلال إقامتها هذه بالصين طفلتين، كانت إحداهما هي الطفلة التي تدور حول مأساتها قصة الطفلة التي لا تنمو أبدًا.

ولدت بيرل باك في 26 من يونية سنة 1892 بولاية فرجينيا، إحدى الولايات المتحدة الأمريكية، من أبوين أمريكيين، مبشرين، هاجرا بها وبإخوتها، وهي طفلة، إلى الصين، ففقدا هناك كل أولادهما عدا اثنين، كانت أحدهما بيرل.

عدم استقرار الروح هو أمر شديد الحساسية؛ لأن يتحمل حتى قراراته الخاصة.