إنّنا دائماً ما نحاول شرح الأمور بعقلانيّة، وصياغتها ببلاغة، لكنّ أذكى حالاتنا في الواقع تكون في اللّحظة التي تسبق الشرح، أو الصياغة مباشرة. يتحقّق الفنّ العظيم -أو يخفق- في تلك اللّحظة. إنّنا نلجأ للفن فقط من أجلها، عندما «ندرك» شيئاً ما (نشعر به) لكنّنا لا نستطيع التعبير عنه لأنّه شديد التعقيد والتركيب. غير أنّ «الإدراك» في تلك اللّحظة، مع أنّه يحدث خارج اللّغة، حقيقي. رأيي أنّ ذلك هو الهدف من الفنّ: أن يذكّرنا بوجود نوعٍ آخر من الإدراك، ليس فقط حقيقياً، بل أسمى من إدراكنا العادي (العقلاني، الاختزالي) أيضاً.
مشاركة من Muhamad A. Jamal
، من كتاب