إنّنا دائماً ما نحاول شرح الأمور بعقلانيّة، وصياغتها ببلاغة، لكنّ أذكى حالاتنا في الواقع تكون في اللّحظة التي تسبق الشرح، أو الصياغة مباشرة. يتحقّق الفنّ العظيم -أو يخفق- في تلك اللّحظة. إنّنا نلجأ للفن فقط من أجلها، عندما «ندرك» شيئاً ما (نشعر به) لكنّنا لا نستطيع التعبير عنه لأنّه شديد التعقيد والتركيب. غير أنّ «الإدراك» في تلك اللّحظة، مع أنّه يحدث خارج اللّغة، حقيقي. رأيي أنّ ذلك هو الهدف من الفنّ: أن يذكّرنا بوجود نوعٍ آخر من الإدراك، ليس فقط حقيقياً، بل أسمى من إدراكنا العادي (العقلاني، الاختزالي) أيضاً.
سباحة في بركة تحت المطر
نبذة عن الكتاب
"على مدى العقدين الماضيين، كنت وما زلت أدرّس فصلاً عن القصّة القصيرة الروسيّة المترجمة في القرن التاسع عشر، أدركت فجأةً أنّ بعضاً من أفضل لحظات حياتي، اللّحظات التي شعرت فيها بأنّني أقدّم شيئاً ذا قيمةٍ للعالم، هي تلك التي قضيتها في تدريس فصل القصّة الروسيّة. إنّ القصص التي أدّرسها فيه تصاحبني دائماً، وأنا أعمل، إنّها ذروة المقياس الذي أقيس نفسي عليه (أرغب في أن تؤثّر قصصي في الآخرين وتغيّرهم بقدر ما أثّرت القصص الروسيّة فيّ وغيّرتني). صارت تلك النصوص بعد كل هذه الأعوام مثل أصدقاء قدامى، أقدّمهم كلّ مرّة أدّرس فيها هذا الفصل إلى مجموعةٍ جديدةٍ من الكُتّاب الشباب الرائعين. من هنا قرّرت أن أكتب هذا الكتاب، لوضع بعض ما اكتشفته أنا وتلاميذي معاً عبر السنوات على الورق، وتقديم نسخةٍ متواضعةٍ من هذا الفصل إليك. بعد أن نقرأ كل قصّة سأُتبِعُها بأفكاري عنها مقالاً أسجّل فيه ردود أفعالي، وأوضح لماذا أعدّها قصّةً جيّدةً، وأقدّم شرحاً تقنيّاً للسبب الذي ربّما كان ما دفعنا للشعور الذي شعرنا به حيثما شعرنا به، وكيف يعلّمنا خلالها أربعة أساتذة روس بعض الدروس في الكتابة، والقراءة، والحياة. هذا إذنْ كتابٌ للمؤلّفين، لكنّه أيضاً، كتابٌ للقرّاء. جورج سوندرز"التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 456 صفحة
- [ردمك 13] 9789933701420
- دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب مجّانًا
124 مشاركة