"كانت تستولي عليه رغبة في أن ينصرف ذاهباً إلى أي مكان، وأن يغيب غياباً تامًّا وأن يختفي اختفاءً أبديًّا. كان يتمنى أن يلجأ إلى ملاذ مظلم قاتم يخلو فيه إلى أفكاره ولا يستطيع أحد أن يهتدي إليه. أو كان على الأقل يتمنى أن يكون في بيته، على الشرفة، شريطة ألا يكون إلى جانبه أحد، لا ليبيديف ولا الأولاد. كان يتمنى أن يجد نفسه هناك فيرتمي إلى الأريكة دافناً رأسه في الوسادة، فلو أتيح له ماتمنّاه لبقى إذاً على تلك الحال يوماً فليلة فيوماً آخر."