إننا دائما نضيّق على أنفسنا عند تحديد شخصيتنا. بشكل عام نحن لا نعتبر جزءاً من شخصيتنا إلا ما نستطيع أن نعتبره سمة فردية أو مختلفاً عن المألوف. لكن كل منا يشتمل على كل ما يشتمل عليه العالم، وتماماً مثلما أن جسدنا يحتوي على قائمة التطوّر النسبي (السلالي) التي كان يحتوي عليها جسم السمكة وحتى ما هو أبعد من ذلك؛ كذلك فإننا نحمل في روحنا ما كان حيّاً في نفوس البشر. كل إله وشيطان وُجد، سواء عند اليونانيين أو الصينيين أو الزولو، موجود فينا، بإمكانية كامنة، كرغبة، كبديل. وإذا تعرّض الجنس البشري للفناء عن وجه الأرض وظلّ طفل واحد متوسّط الموهبة لم يتلقّ أي ثقافة فإن هذا الولد سوف يكون قادراً على إنتاج كل شيء مرة أخرى، من آلهة وشياطين وجنّات ووصايا وعهد قديم وجديد.