"توقفت كثيرًا أمام عبارة شهيرة منسوبة لعميد الأدب العربي طه حسين تقول: «القاهرة تكتب.. وبيروت تطبع.. وبغداد تقرأ». تفسيرات مقصده منها في الغالب تدل على أن الكتابة كانت فعًلا مهما لا يتكامل إلا إذا أصب...
كان لـ «طه حسين» ما يمكن اعتباره مشروعًا ثقافيًّا خاصًّا، سعى فيه لدراسة فنون الأدب العربي القديم دراسة نقدية، على أسس علمية رصينة، تحرَّرت من كافة التحيزات المسبقة، وتميزت بجرأتها في انتقاد الثوابت، ...
ألفُ عامٍ فصلت بين «المتنبي» و«طه حسين»، لكنها لم تحُلْ دون أن يكون كلٌّ من الأديبين العظيمين في معيَّة الآخر، ويكون هذا الكتاب مع كلِّ من أراد أن ينهل من مَعِين ما أغدقته تلك المعيَّة على الأدب العرب...
عندما وقَّعت مصر معاهدة «الشرف والاستقلال» عام ١٩٣٦م، اعتقد المصريون أن بلدهم يسير بخطًى ثابتةٍ نحو بناء دولة حديثة، وعكفوا على رسم الخطط للنهوض بتلك الدولة. و«طه حسين» من موقعه كأديبٍ ومفكِّرٍ ووطنيٍ...
مما لا شك فيه أن هذا الكتاب أثار من الجدل ما جعله يُعدُّ من أشهر كتب القرن العشرين؛ ففيه قال المؤلف بعدم شرعية بنوة «الشعر الجاهلي» إلى عصره، وأنه منتحل من عصر صدر الإسلام. ومثلت هذه الآراء الجديدة صد...
هيَّأت ظروف الجزيرة العربية لظهور الإسلام؛ فكانت كالتي تنتظر مولودها، فما لبث أن انتشر الدين الجديد بسرعةٍ غير متوقَّعة بعدما عانى نبيُّه من التضييق والمحاربة. ويتطرق «طه حسين» إلى المراحل التي مرت به...
يرى «طه حسين» أن الحضارة اليونانية القديمة بمفكريها وفنَّانيها الكبار كانت الرافد الأهم (بل ربما الأوحد) للحضارة الأروبية الحديثة، التي استفاد جميع البشر بمنجزاتها، ولكن الأمر لم يكن سهلًا، فقد مرَّ ا...
إذا كانت حرارة الصيف تجعل الناس يخلدون إلى الدَّعة والكسل، يُحيون الليالي بالمُلهيات، ويتوافدون على وجهات الاصطياف؛ فإن الشتاء ببرودته وتجهُّمه هو موسم للعمل والمُتع المؤجَّلة. وتستمر بنا دورة الحياة ...
من العظيم أن يجد المرء وقتًا تزهو فيه روحه، وتروق له أفكاره وذكرياته، يجلس فيه مع نفسه ولنفسه، يحادثها مصارحًا ومُعاتبًا لها عمَّا شُغِلَت عنه وانطوت الأحداث عليه من شئون الحياة وصراعاتها المتلاحقة، ف...
من زمانٍ ومكانٍ بعيدَيْن، وجَّه «طه حسين» كلماته لأبناء عصره، وظلَّ صداها يتردَّد حتى يومنا هذا. فكتابه الذي بين أيدينا ينقل صورةً عن الواقع المصريِّ في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، وقد صوَّره «...
لماذا «من هناك»؟ لأن الناظر في عمق نفسه وفي أعماق الناس والعالم من حوله، يحتاج من آن لآخر إلى تغيير زوايا الرؤية واتجاهاتها، يحتاج إلى أن يطأ بقدميه — أو بخياله — أماكن جديدة، يصافح وجوهًا جديدة، ويعا...
آمن «طه حسين» بأن للأديب دورًا إصلاحيًّا وتنويريًّا بجانب مسئوليته الثقافية تجاه المجتمع، لذلك كتب العديد من المقالات والكتب التي دعا فيها لإصلاح بعض أحوال مجتمعنا وتطوير أنظمته، خاصةً نظام الأسرة الذ...
آمن «طه حسين» بالأثر الكبير والمهم للحضارة اليونانية القديمة في قيام النهضة الأوروبية الحديثة، التي كانت لَبِنَاتُها من أعمال المفكِّرين والأدباء اليونانيين العظام ﻛ «سوفوكليس» و«أرسطو» و«سقراط» وغيره...
ببَّغاوات «يحاكون ويقلِّدون ويظنون أنهم مجدِّدون ومبتكرون»، هذا هو المصير الذي لم يُرِده عميدُ الأدب العربي لشباب المثقفين العرب، الذين وضعَتْهم مفرداتُ الحضارة المعاصرة بمواجهةٍ حَرِجة بين النظرِ إلى...
في خِضَمِّ الحياة وأحداثها المضطربة، ثمَّة أشخاص تكون قراءاتهم هي الحدث الرئيس؛ يعيشون ما يقرءون، ويخرجون عن رتابة الحياة اليومية إلى حيوات لا تعرف حدودًا للزمان ولا للمكان، فلكأنهم ينفصلون عن الواقع ...
لم تكن رسالتا الأدب والإصلاح منفصلتين عن بعضهما البعض، بل تبنَّاهما «طه حسين» على التوازي حينًا وبالتقاطع أحيانًا، وأَوْلَاهما الاهتمام الذي تستحقانه، وهو ما يظهر بجلاء في هذا الكتاب. فطه حسين الأديب ...
يقدم «طه حسين» هنا عرضًا نقديًّا وافيًا لعدد من الأعمال التمثيلية لكُتَّاب غربيين، ولم يكتفِ بمجرد التقديم العام للعمل، بل تراه يغوص في أعماقه؛ ليُخرج لك دوافع الكاتب التي عاشها قبيل الكتابة وأثناءها،...
كان «طه حسين» على يقينٍ من أن الذائقة الأدبية الناضجة تتطلَّب في سبيل تكوُّنها واتِّضاح معالمها أن نستمع لأصواتٍ مختلفة؛ أصواتٍ من أزمنةٍ غير الزمن، وبِلُغاتٍ غير اللغة، ولأشخاصٍ من خلفيات ثقافية مغاي...
«لا يمكن أن تحدث هذه القصة في مصر.» يقول عميد الأدب العربيِّ متهكِّمًا، فالقصة التي بين أيدينا، والتي كُتِبتْ فصولها في منتصف القرن الماضي، تصوِّر أناسًا سيِّئي الطباع، يتجبَّر قويُّهم على ضعيفهم، ويس...
هذا الكتاب ليس صوت أبي العلاء وحده، بل هو تعانقٌ موسيقيٌّ صاخبٌ لصوتين فريدين في الأدب العربي؛ صوتُ الشاعر أو بالأحرى صداه الذي ظلَّ محافظًا على قوَّته وعنفوانه وتمرُّده رُغم تعاقب الأزمان، حتى أتى صو...
دائمًا ما يستشعر المثقف الحقيقي المسئولية تجاه أُمَّته وقضاياها، فيعمل على عرض مشكلاتها والتنبيه لخطورتها ثم اقتراح الحلول اللازمة لإزالتها، وهو الأمر الذي فعله الأديب الكبير «طه حسين» طوال حياته، حيث...
كان الجميع يعلم أنه عصبى .. هذه ليست المشكلة، المشكلة أنه كان يعترف بهذا، كان يعترف أنه عصبى، سريع الاستثارة، ومندفع؛ لكنه لم يحاول تغيير ذلك أبداً، كان ينتابه الغضب ويندفع فى السباب كالسيل العارم لأت...
كتاب "انتحار فاشل" عبارة عن مجموعة قصصية متنوعة تجمع ما بين القصة الساخرة، الاجتماعية، الرعب ، وحتى القصص المبنية على أحداث حقيقية، يلعب "أحمد رمضان" فى هذه المجموعة ببراعة شديدة على وتر الأفكار المخت...
بجانب الموهبة الأدبية الفذة التي كانت للأديب الكبير «طه حسين»، كان أيضًا ناقدًا أدبيًا مُعتبرًا، وصاحب مدرسة متميزة وهامة للنقد الأدبي نظرت للنص نظرة علمية موضوعية، ابتعدت عن المدرسة التأثيرية للنقد أ...
لا يمكن إنكار فضل الحضارة الرومانية القديمة وما قدَّمَتْه لمسيرة الثقافة الإنسانية؛ حيث كانت أعمال الروَّاد القدامى من الفلاسفة والمفكرين والعلماء الذين نبغوا في «أثينا» وحواضر الثقافة الباعثَ الرئيسي...
يُقَدِّم عميد الأدب العربي في هذا الكتاب مجموعة من المقالات المجمعة، تنوعت موضوعاتها ما بين النقد الأدبي، واستعراض المناخ الثقافي المصري، وبين عرْض لمشكلات بلاده الاجتماعية والسياسية التي زادت بدرجة ك...
لكأنَّ للبؤس شجرة تضرب بجذورها في أرواحنا، تتغذى على أيامنا، وتمتص حيويتنا وآمالنا، ثم تطرح ثمارًا من حَسَكٍ وشَوك نَلُوكُهَا مرغمين، فلا مفرَّ من قدرنا المرسوم. والرواية التي بين يديك هي حكاية فتاة ر...
قد تبدو حياة الحيوان وخِصاله غريبة، وليست كمثيلتها من حيوات بني الإنسان والنبات. ولكن إذا ما أنعمت النظر والتأمل فيها، وجدتها لا تكاد تختلف إلا في الأسماء والصور، وما عدا ذلك فهي صورة من حياتنا؛ فمشاك...
برع «طه حسين» هنا في تصوير مشاهِد عِدَّة من الواقع المصري الأليم في أربعينيات القرن الماضي، واقع استشرى فيه الفقر والجهل والطبقية، مجتمعٌ لا يحفل بغير ذي مال، ولا ينظر لهؤلاء الذين قُدِّر لهم الحياة م...
أسس «طه حسين» مدرسة نقدية مميزة، تعتمد الموضوعية أسلوبًا، والمنهج العلمي طريقةً وأداة؛ حيث رأى أن أي قراءة نقدية للنصوص يلزمها أن يطَّلع الناقد على حياة المؤلف مَحَل الدراسة، وتفاصيل بيئته التي عاش في...