مع صعوبة البيئة التي كان يعيش فيها طه حسين سواء المتعلقة بحياته الشخصية أو بالحركة العلمية والأدبية في وقته إلا أنه استطاع أن يتفوق ويثبت اسمه ليس في مجال الأدب فحسب بل في مجال الغوص في التحليلات النفسية ويعد كتابه هذا مثالا بارزا على جودة أدبياته وعمق فهمه للنفس البشرية
فهو هنا يحلل شعر أبي العلاء ونثره وحياته بصفة عامة بما فيها من عزلة بأسلوب نفسي بالدرجة الأولى يزيل الكثير من الغبار الذي قد يعلق بذهن من يقرأ أدب أبي العلاء ويذهب تفكيره إلى الادعاء بإلحاد المعري وتكفيره
أظن أن الدكتور طه حسين كان موفقا جدا في تحليلاته إلا أن ما كان ينقص الكتاب المزيد من الأمثلة شعرا ونثرا وأن يحتوي على مواقف حياتية لأبي العلاء لتقريب الفهم إلى الأذهان..