اقتباسات من رواية حين يراقصني الموت

جميلة هي، تشبه القمر ليلة اكتماله في سمائه اللامعة..

‫ هيفاء تسير بين الحشود فتميل لها الرقاب، ولا يميل قلبها أبدًا..

‫ غنجُها عاصفة، تهب رياحها كلما أمطرت السماء معاني الحسن والدلال، فتُختزل جميعها في كلمة تنساب بين حبتي توت قُطفتا من ثمار الجنة، أو نظرة تلوح للمحبين كقبلاتٍ تروي عطش قلوبهم المعذبة في هواها، على أمل التفافة واحدة من جيدها، علّها تبصر ما أخفته العيون والأفئدة.

تلك الفلاحة الساذجة التي نبتت في الطين، أصبحت زهرة يانعة ولا بد من وضعها في إناء ثمين "ولكن، هل مجرد وضعها في هذا الإناء سيضمن لها البقاء؟ فكم من زهرة مرعية جفت حتى تمنت لو بقيت جذورها مهملة في الطين".

لا للمزيد من الذل، فأرضهم خالية من الحياة دوننا، بينما أرضنا لا تزال قادرة على النبض من جديد، قادرة على الرفض والشجب والاعتراض، والنطق إذا أرادت".

‫ أنا مشوش، بالكاد أتنفس، تطوقني شخصيات وأزمنة وأماكن عدة، ذاكرتي مترعة بالكثير من المواقف والأحداث والأصوات، رأسي ثقيل، أثقل من أن أحمله، والنوم هو ملاذي الوحيد للهروب، إلا أنه صعب المنال، فما إن أغمضت عيني حتى سقطت في بئر سحيقة، تلتهم جسدي، لا أعلم قرارها ولا حتى سبيلًا للنجاة منها..

من نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره

‫ ثمة من يعريه الفقر، ينتزع إنسانيته، يشتت أحلامه قبل لمسها أرض الواقع، يبدد ويفتك بهويته، فلا يجد الخلاص سوى في تغليف عقله بالضلال، وإيهام روحه بموتها المحتم، فيطعن بالكلمات ويخون بالمعتقدات، متخذًا من أوهامه حجة.

‫ حتى يُباغَت بشرّ منيّة "لا وصف لها في لغة الحياة".

يا لخيوط الشمس الذهبية، أي قدرة منحها الرب! تحجب ضوءها عنا تارة، وتحرقنا بلهيبها تارة أخرى

فلكل داء دواء إلا العبودية، إن تملكت من نفسٍ أهلكتها، وإن تسربت بين العقول أفسدتها، وإذا توغلت في روحٍ أزهقتها، حتى إن قُدر لمعتنقها الشفاء بأثمن العلاجات، تكالبت عليه معتقداته الراسخة "فأبطلتها".

ولكن، أين العدل في بلدة أبى كل أحمق فيها إلا أن يعيش ذليلًا، مسلوب الحرية! فباتت القصور الفارهة تحت إمرة الصعاليك، بينما أسياد القوم -خلقًا وعلمًا- خدام فيها.

أين العدل في بلدة أبى كل أحمق فيها إلا أن يعيش ذليلًا، مسلوب الحرية! فباتت القصور الفارهة تحت إمرة الصعاليك، بينما أسياد القوم -خلقًا وعلمًا- خدام فيها.

فقيرة المال، ولو قورنت بالنبيلات، لاستحقت أن تكون أكثر منهن مالًا وأعز نفرًا..

‫ جميلة هي، تشبه القمر ليلة اكتماله في سمائه اللامعة..

‫ اللحد بالكاد يكفيني، والتراب ما انفك يغطيني..

ها أنا أرقد كجيفة نتنة، وحيدًا.. ظلام داجٍ خيم على روحي يخنقها ويقتلني.. القبر يضيق شيئًا فشيئًا. أما هذا الكائن القابع أمامي، يحاسبني على أفعالي، فتبًّا له.

أنا هنا لأخبرك أن الظلم زائل والإنصاف قائم، وأن سحب الظلام ستنجلي يومًا ليقص التاريخ حكاية، روتها "مِقصلة العدل" الباقية، بينما اندثر أبطالها وباتت ذكراهم مجرد كلمات، خُطت فوق بضعة سطور، قد يقر بها القارئ والمستمع أو ينكرها، بيد أنه لا يملك أحقية تحريفها أو المزايدة على مصداقيتها.

حين يراقصني الموت، أحتضن ضحاياي، أراهم يتهاوون تحت قدمي، يخورون، ينازعون لحظاتهم الأخيرة بين أسف وندم، حزن ويأس، وربما فرح وانتشاء، أو بالأحرى "لذة انتصار" يودعون بها دنيا فانية زهدتها أرواحهم المنهكة، وضلوعهم المهشمة بقبضة جلاد لا يرحم..

البعض يرى الحقيقة بعينه ثم ينكرها بلسانه، والبعض يشهد جرمًا في وضح النهار، ويبصر الأفعى تبُخ سمها في وجوه الجميع، لكنه يستكين في منأى متلذذًا بالصمت.

أن سهام الحب إذا غرست نصلها في القلب، لن تنتزعها ألف يد حانية

أن الظلم زائل والإنصاف قائم، وأن سحب الظلام ستنجلي يومًا

في مدينتنا الساحرة لا تسير سفننا وفقًا لأهوائنا..

فذاكرة الجبناء دومًا ضعيفة