اقتباسات من رواية ورثة قارون

مدخل هرم (هوَّارة) الشمالي عليه النقش نفسه مكررًا مرتين، تمساحي الحبيب ذو الذيل المائل نحو اليمين، أراه أمامي بنفس الحجم وإن كان هنا حاله أفضل.

قصر الـ (لابيرنت)، متاهة "أمنمحات الثالث" أو مدينته السحرية على حسب بعض الأوصاف. المتبقي منه شذرات، وكل ما قيل عنه في كتب المؤرخين لا يشبه الموجود. لكن الحجر الملقى قبالة

يأخذونها للمعبد لتتربى هناك حتى تتم عامها الخامس عشر. تبقى عذراء إلى أن يأتي أجلها فتتزين بأربعين كيلو جرامًا من الأحجار الكريمة. ثم يسقونها خمرًا مصنوعًا من (الماريجوانا، والينسون، والذرة، والعسل، والفانيليا)، وعندما يكتمل سُكرها يلقون بها في الـ (سينوتي)، أي حفرة الماء التي يسكنها الآلهة، فتسحبها زينته إلى القاع. هل لاحظتم أن عيد الأم عندنا هو في نفس اليوم أيضًا؟ المقارنة تقودني للجنون.

في الحادي والعشرين من مارس كل عام يبحث (الشامانات) عن فتاة

بل الرابح هو القتيل، وينفذ فيه الخاسر حكم الإعدام. اللاعبون منذورون لخدمة الآلهة منذ طفولتهم. يختارهم الكهنة - ويسمون بالشامانات - بمواصفات خاصة، يفرح الآباء عندما يُصطفى أحد أبنائهم. يتدربون لسنين على اللعبة وتتبدل معتقداتهم مع الزمن، فيصبح الهدف الأسمى لكل واحد هو الفوز في اللعبة ليُذبح كقربان للآلهة. ملعون هو الخاسر الذي يذبح خصمه لذا يحاولون الفوز بضراوة تمامًا مثل الانتحاريين.

أهرامهم مُدرَّجة ومجوَّفة، تُستخدم كمعابد وليست كأهرامنا قبورًا، لكن العجيب أنهم فكروا في نفس الشكل الهندسي. أيضًا بجوار الهرم الأكبر ساحة كبيرة للرياضة تُمارس فيها لعبة تُسمى "بوكتابوك" حيث يتنافس فريقان على إدخال كرة صغيرة في حلقة حجرية ارتفاعها سبعة أمتار. والتنافس هنا في منتهى القوة فاللعبة لعبة حياة أو موت.

"لن يشتري البقرة من يحصل على الحليب مجانًا".

ينحتون قصة رأس "مارمرقس" التي حاول العرب سرقتها من مصر - وقت "عمرو بن العاص" - ولم تتحرك سفينتهم حتى أعادوا الرأس مكانه.

معابد ومنازل وقصور ومقابر.. مقبرة "أمنمحات الثالث" مثلًا كانت على شكل متاهة بجوار سد "اللاهون". تخيَّل معي ماذا يمكن أن نجد أيضًا.

عشرون قرنًا قبل الميلاد لم تُفتح كل أبوابها بعد. سبعة ملوك وعاصمة لمدة مائة وتسعين عامًا لم نجد من آثارها الكثير.

وأتت الحفائر لتؤكد قصته، بدليل المقابر المكتشفة من هذه الأسرة، على قلتها فقد كانت عامرة بالأحجار الكريمة والذهب الذي أتوا بهما من سيناء والشام والنوبة. حتى المواطن المتوسط كان ثريًّا مترفًا بمقاييس هذا الزمان، وأصبح من حق موظفي الدولة الأثرياء أن يُدفنوا في منشآت جنائزية تليق بهم، فهم أرقى درجة من مرتادي الجبَّانة العاديين.

"سنوحي" المصري المدونة في ست برديات تحكي عن أسفاره للشام ومظاهر الترف في عصر "أمنمحات الأول".

ستعود إلى مكانها، والظلم سيُنفى من الأرض، ويبتهج كل من يراه ومن يكون من نصيبه خدمته".

‫ ما كان ليستقر في الحكم دون كذبة كتلك. يقال أيضًا إن أعداء الشرق الذي سيقي مصر شرورهم هم كذبة أخرى احتاج لمناوشتهم كثيرًا حتى يصبحوا خطرًا يحقق نبوءته المفتراة. لكنه برغم تربعه على العرش احتاج لعاصمة جديدة، لم تعد "طيبة" تنفعه ولا "ممفيس"، فكهنة "آمون" و"أنوبيس" هناك قُوى لا يستهان بها. انتقل سريعًا إلى (اللشت) بجوار الفيوم. واختار لها الإله "آمون" معبودًا، كيف لا و"أمنمحات" تعني: "آمون في المقدمة".

تقول إن حامي مصر الذي سيحميها من ناحية الشرق ستكون كنيته "أميني".

‫ "ثم سيأتى ملك من الجنوب

‫ أميني المدعوم باسمه

‫ وهو ابن امرأة نوبية، ابن الجنوب

‫ وسيتسلم التاج الأبيض

‫ وسيعتمر التاج الأحمر

‫ فيوحد العظيمتين

‫ سيقتل الآسيويين بسيفه

‫ والليبيون سيحترقون بلهيبه

‫ والثوار سيستسلمون لنصائحه، والعصاة إلى بطشه

‫ وسيخضع المتمردون للثعبان الذي على جبينه

‫ سيُقام سور الحاكم حتى لا يتمكن الأسيويون من أن يغزوا مصر، والعدالة

بعد وفاة "منتوحتب الرابع" آخر ملوك الأسرة الحادية عشرة بلا وريث، اغتصب وزيره "أمنمحات" الحكم. كان جنديًّا ولم يكن من الأسرة المالكة لكنه دس نبوءة دينية كاذبة اسمها نبوءة "نفرتي"، التي

لعنات كثيرة أصابت من حاولوا الكشف عنه. سألته كيف لم نسمع بقارون هذا في الكتاب المقدس، أتعلم منه بعض الأمور الدينية - فهو أكثر التزامًا مني بالصلاة والعظات - أفادني بأن اسمه في العهد القديم "قورح" وكان من أثرياء بني إسرائيل الذين خرجوا لسيناء ثم تمرد هو و"داثان" و"أبيرام" ضد "موسى" و"هارون" فانشقت الأرض وابتلعتهم هم وبيوتهم، لدى المسلمين قصة شبيهة مؤداها أن الرب خسف به الأرض مما يعني أن كنزه تحت البحيرة قولًا واحدًا.

تعرف حضرتك لماذا سميت بالفيوم؟ لأن الماء ظل بالبحيرة لمدة ألف يوم وقت السبع العجاف في عهد سيدنا "يوسف". كانت هي مركز الحياة، أهم من النيل ذاته.

المدفون في الأرض من كنوز تجدها في ملكك تسمى شرعًا بالركاز، وهي حلال لا شبهة فيها.

أنا في عمر الكون نقطة وأنا مركز الكون في رحلتي.

❞ الأمل لا يمنحك حياة أفضل كما يزعم السفهاء، بل هو من يمنعك حسم أمرك باليأس التام. ❝