اقتباسات من رواية ورثة قارون

‫- أتدري لماذا لم ينقرض الماء؟ (سألني أبي) ‫

- لأنه أصل الحياة ‫

- بل لأنه لا يُقاوم تضع له عثرة في طريقه فيبدل مساره من فوره لا يفكر مرتين لا يعتبرها مسألة كرامة فإذا به يصل لهدفه. ليس هذا فحسب، بل ينحر العثرة بسلاسة تأقلمه فتتآكل مع الزمن بمروره بجوارها فتفنى هي ويبقى الماء كاملًا غير منقوص.

تحكي الأشياء تاريخ الإنس بطريقتها، فتجد بقعة قهوة على مكتب خشبي تخبرك عن مزاج صاحبه، أو حرقًا طوليًّا على شباك الغرفة يفضح مدخنًا في السر.

أنا في عمر الكون نقطة وأنا مركز الكون في رحلتي.

ولربما ظننت راحة في كشف سر فلم تنل من إماطة اللثام عنه سوى الشقاء.

لا يمس القدر مسارك إلا لتصحيحه.

إن أردت العيش في مصر ملكًا فلا تبحث عن البطولة الحقيقية.

إن أظلم المستقبل لن تجد خيرًا من الماضي لتسكنه.

الأمل لا يمنحك حياة أفضل كما يزعم السفهاء، بل هو من يمنعك حسم أمرك باليأس التام.

السعادة المبتسرة أسوأ من الولادة المبتسرة، الطفل يكمل نموه في الحَضَّانة، أما السعادة إن لم تكتمل تنقلب لحسرات.

كريمة هي، لا أنكر فضلها، لكني أشعر بثقل الإحسان.

فلعن الناجين أسهل من إطفاء المحرقة.

فنحن نسخر من الأفكار الساذجة أما الجادة منها فنصرخ في وجهها كي لا نسمع رؤوسنا المنحازة لها.

اسمعي يا ابنتي، الروح إن صعدت لبارئها لن تقرب الجنة إلا إذا سددت ديونها كاملة.

أصبحت مثل سيارتي المركونة بالخارج إطاراتها مسطحة على الأرض وبطاريتها فارغة وتبخر الوقود من خزانها وسكن التراب كل ثناياها، تحتاج معجزة لتدور، وهكذا أنا أيضًا.

حدثني أبي عن بطل قومي، مواطن بسيط من منطقة القناة حاول العدو تجنيده في إنجلترا وأغراه بالمال لكنه صمد وأبلغ مخابراتنا، وتعاون معهم للإيقاع بجواسيسهم في ملحمة وطنية خلدها ممثل شهير في مسلسل شهده الوطن العربي كله. ثم مات البطل المصري ضريرًا مبتور الساق بعد سعي مرير، بحثًا عن العلاج على نفقة الدولة التي لم تكف عن تكريم الممثل. قال لي أبي إن أردت العيش في مصر ملكًا فلا تبحث عن البطولة الحقيقية.

ملحوظة شخصية: المسلسل المقصود هو دموع في عيون وقحة للكاتب صالح مرسي. والبطل هو أحمد الهوّان الذي اشتهر باسم جمعة الشوّان.

صدقت، تبرع الملك ببعض المسلات ولم يسامحه أحد. وأهدى عبد الناصر خمسة معابد لأوروبا وسط تهليل الشعب. أحبائي، يبني المصريون موقفهم على الفاعل لا الفعل. نحن من البسطاء الذين لا يغسل الإعلام عارهم فإن افتضحنا انتهينا، أتفق.

من يستغل نكبة يظنها الأخيرة، إذ يجب على التاريخ من بعدها أن يتواطأ معه ويلعب لصالحه، دائمًا ما نخطط لذلك ونادرًا ما يحدث.

أما أنا فصرت أعلم المسكن الرئيسي بالكراكيب، فالمرء لا يشتري ما زاد عن حاجته إلا إذا كان مستقرًّا.

لا أحد يدري ما الأفضل لنا: أمس أم الغد؟. ها نحن الآن أملنا الوحيد في الحاضر هو أن يأتينا الأجداد بكنوزهم. إن أظلم المستقبل لن تجد خيرًا من الماضي لتسكنه.

اعترافك بجبنك قد يدفعك لتحليله ومواجهته، وربما انتهى الأمر بانتصارك عليه. أما تزيينك للفشل فلن يجعله يبدو كالنجاح.