اقتباسات من رواية صفر اليدين

لا أمل فيكَ أبدًا.. ستظلُّ تتحكم في كل رغباتي. ثم ما معنى “سوف نأخذك إلى الشاطئ”؟! طفل صغير تعده بالنزهة وإحضار بعض السكاكر والحلويات إذا أبلى بلاءً حسنًا!

لم تختلف وفاء كثيرًا في تحكمها عن نادية، فكل منهما هو الوجه الآخر للثاني، الفرق الوحيد في آلية فرض القرارات: نادية تقرر تنفيذ قرارتها بالقوة وبالمواجهة، بينما وفاء تتبع مبدأ الضغط بالغضب والبكاء أحيانًا والانسحاب من أجل الشعور بتأنيب الضمير.

هذا العام حطَّم الوهم الذي عاشه آدم لسنوات، وتمكَّن من زرع البذرة الأولى من الحب الحقيقي الذي جمعه مع نجوى.

فكان للقائهما اليومي أثر آخر.. أثر يحمل مشاعر متأججة تدفعه إلى أن يلامس يدها عدة مرات، ويدفعه إلى أن يقترب منها أكثر؛ فيستنشق رحيقها، فيزيده وَلهًا لم يعلم عنه شيئًا من قبل.

كادت الأرض تميد بها عند سماعها كلمة “أخته”. وَقْعُ صدى الكلمة عليها كان كسقوط كتلة صخرية عليها من ارتفاع شاهق!!

‫ ظلت تسترجع جميع معلوماتها العلمية السابقة عن فصائل الدم، وكان بالتأكيد مستحيلًا أن تنتج فصيلة (B) من (O) و(A)!

فصيلة دم المريض (B)، وهي نفس فصيلة دم أخته، أما باقي نتائج فصائل الدم فكانت كالتالي:

‫ فصيلة دم السيدة فريدة (O)..

‫ السيد جاسر (A)..

‫ السيدة نجوى (AB)..

أسرع جاسر وفريدة إلى المختبر لإجراء الاختبارات مرة أخرى، كما قامت نغم ونجوى بإجراء الفحوصات أيضًا، لتظهر النتيجة بتوافق فصيلة نغم فقط مع فصيلة دم آدم.

‫ لا فائدة اليوم من الكلام، فقد انطلق السهم ووأد كل شيء في رحلته، حتى استقر في قلبي وقلبكِ، فقتل الحياة وترك الروح تتلظَّى بنار الفراق.

أهدي هذا العمل

‫ إلى كل مَن يُسوّل له شيطان نفسه أنه ضحية للجميع, فيسعى دون حكمة أو رؤية داعسًا بقدميه فوق الضعيف لتحقيق آماله العريضة.

‫ إلى كل مَن غرّته الحياة من قوة, ونفوذ, وسلطان.

‫ أقولُ لهم ستُكتب النهاية مُحطمة كل الآمال, وستخرجوا منها..

‫ «صفر اليدين»

الابتلاءات تقوِّي العزائم وتوثق العلاقات.. لن أترككَ يومًا، ولن يفرقنا سوى الموت.

إذا علمنا باشتعال النار في لحظتها نستطيع أن نطفئها سريعًا، أما إذا تركنا النار فستتحول لنيران تحرق كل من يقترب منها ولن تخمد أبدًا.

هناك أمور كثيرة يتمنى المرء أن يجهلها بدلًا من أن يعلمها ويكتوي بها.

أرى أن ما ستعانيه من ألم ووجع في هذه الزيجة يليق بها. يليق بمَن تركت العنان لمشاعرها تسبح في فضاء رجل غريب عنها.

ثلاثة أيام كانت نجوى فيها محمومة، تذبل كل يوم عن اليوم السابق. لم يفهم الأطباء سبب الداء، لكن والدتها كانت تعلم الداء، رغم اعتصار قلبها، لكنها كانت تعلم أن تلك الحمى ستمضي ويمضي معها سموم الحب المَرضي الذي أصاب ابنتها.. سينتهي آدم يومًا من حياتها

تتدثر بفراشها باحثة عن الدفء، لكن ما من فراش يمكنه بث الدفء للقلوب.

‫ القلب يدفأ بالطمأنينة وبالحب والسعادة.

لم تستطع أن تجيبه بالرفض أو القبول، ولم تقوَ على سحب يدها من بين يده.. تركتها تجيب بدلًا منها.. تركتها تسبح بين غيام الحب الخفي.. تركتها تنقل حرارة الحب بين أوردتهما..

‫ لم يتمالك آدم نفسه عندما رآها.. دون أن يشعر، اتجه نحو نجوى، وعانق يدها بيده، وأخذ يضغط عليها وكأنه يعلن حُبه لها وحاجته إليها في تلك اللحظات؛ كي تُطيب جُرحًا جَرَحه لنفسه منذ زمن.. جُرحًا لم يكن بسبب مشرط أو سكين.. بل كان بطله الوهم، فأصبح نصلًا حادًّا مزَّق قلبه وهو في المهاد.

كن هل الوحدة تنتهي بوجود الأجساد أم بوجود الأرواح!!

قالها واندفع خارج المطبخ متوجهًا إلى غرفته.. يشعر بثقلٍ في قدمه، ويشعر وكأنه مقيدٌ بجنازير من الحديد.. تقيد الحركة وتثقلها.. يشعر بالدمع يترقرق في مقلتيه.

يبدو أن قسوة الحياة ليست حكرًا على المغتربين فقط. يبدو أن القسوة هي أسلوب حياة غير مشروط بالمكان، بل بالبيئة، كما هو الحال معي.