«عقاب المجرم واجب وحقّ ولو لم تكن له نتيجة غير جزاء العمل بمثله ومقابلة الإضرار بالإضرار. فإنّ العدل الربانيّ يأمر بأنّ من يُؤلم يتألّم ومن يُسِئ يُسَأ.
الخليفة عليّ بن أبي طالب رضي الله
أغلال عرفة
نبذة عن الكتاب
يعسُر عليّ تقديم هذا الكتاب، ولا أجد له وصفًا يسيرًا أستهلّه به ولا تصنيفًا مُحدّدًا أُعلنه مُطمئنًّا... فمن الممكن أن يصنّفه بعض القرّاء أدبَ سجونٍ (وفيه كثير من ذلك)، وقد يُسمّيه آخرون (وهو كذلك ولو خالف السائد)، ويجوز أيضًا إلحاقه بأدب الفنتازيا (ولا حرج). لكن أدقّ وصفٍ يُسعفني هو: الأدب ، لما يرشح به المتن من مرارةٍ، وما يُضرّج الصفحات من أحزانٍ وخيباتٍ. وهذا الأدبُ المخصوص يشكّل صرحًا مهيبًا نشأ من ضرورةٍ، والأمثلُ ألاّ يخوض فيه من أنس البذخ والرفاه... ومع أنّ جزءًا كبيرًا من قصّة عرفة بن الإمام يقتصر إطاره المكانيّ على زنزانةٍ يفنى فيها ببطء كدُهنٍ فاسدٍ على نارٍ خابئةٍ، تتجاوز أبعادها تلك البؤرة القاهرة الظالمة، على غرار قول الشاعر: في غرفةٍ كلّما ضاقت اتّسع ما ، وتلك دقائق تخفى عن أمثالي، ولن يوفيها حقّها أيّ تحليلٍ أو تقريرٍ أو مقالٍ.عن الطبعة
- نشر سنة 2023
- 310 صفحة
- [ردمك 13] 978-9938-74-901-4
- دار رشم للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من كتاب أغلال عرفة
مشاركة من Beero Fouad
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
تقى
رواية أغلال عرفة.
تطرح رواية أغلال عرفة فكرة الجن والتلبس والشياطين من وجهات نظر مختلفة وتصوّر هذا المفهوم داخل المجتمع وعليها تقوم فكرة الرواية.
أختلفُ مع الكاتب في نِسبة الكتاب للأدب السجون، أو أدب فانتازيا، أو الأدب الجنائزي فهو يبتعد عنها في كُنهه ويركز على ثيمة الرعب والتشويق داخل رواياته ويستعين بأوصاف ومشاهد مرعبة. في رواية تصنف من روايات (أدب الرعب) وبالتحديد (Supernatural Horror)، لما تحمله بين طياتها عن العوالم الغيبية بشكل مخيف ووصف مريّع، فتصف حضورهم، وتلبُسهم وإيذائهم للبشر.
وأيضًا تسلط الضوء على ما يعانيه البطل من تعذيب نفسي وجسدي في طفولته وسجنه -إن صح التعبير- في منزله وفي سجنه الحقيقي.
تروي الرواية قصة شاب يصارع عائلته المتشددة في التدين التي تختلط أفكارها بالخرافة والجهل، ويحاول الخروج من تحت عباءة التشدد الديني إلى أفق أرحب لكنه يصطدم بالحياة ويقع فريسة لأفكاره؛ ومن هنا أقول إن الرواية فيها تحامل على المتدينين بشكل واضح. برأي ولم يُوفق الكتاب في اختيار زمن جائحة كورونا 2020م للحديث عن التشدد الديني ومشاكله وآثاره.
هندسة الرواية مُحكمة، وبنائها متين، أحداثها مترابطة تتسلسل بسلالة وتشويق، تتنامى أحداثها بشكل سريع ومشّوق من بعد ص مئة وثلاثين، لتجذب القارئ وتُدخله إلى عوالمها ليعيش مع شخصياتها.
الدهشة في نهاية الرواية ساحرة وجذابة جداً، وأشبعت عندي فضول المعرفة بعد بلوغ الأحداث ذروتها بطريقة واقعية، وأبانت عن معنى مهم وهو الخير والشر في الشخصية الإنسانية الواحدة.
الرواية تصف الأمكنة والروائح والظلام بشكل دقيق ومُفصل خصوصًا في بداية الرواية، وتصف مشاهدها المحوريّة بدقة بالغة ووصف مخيف يخدم ثيمة الرواية، لكنها تغفل وصف الشخصيات وتركز على أفعالها أكثر. وانطلاقاً من دقة الوصف وطريقة تجسيد المشاهد داخلها يمكن تصنيفها رواية سينمائية.
لغة الرواية رفيعة ورصينة وقلما تجد فيها خطأً وهذه نقطة قوة للرواية، في المقابل استعمال هذه اللغة مع كل الشخصيات الرئيسة بنفس الدرجة فيه خلل، فلم أجد تعدد لأصوات الشخصيات الرئيسة.
الرواية تميل للخطابية بكثرة التقارير والأبحاث والدراسات؛ فالروائي يريد طرح موضوع الجن بين العلم والدين والجهل -كما صرّح- فأدى به ذلك إلى الاستشهاد بالكثير من التقارير والدراسات وخطبة داخل روايته.
من وجهة نظري دور المحرر في الرواية مبالغ فيه كأنه رقيب على أفكاري ويوجهني لمنطقة ومعينة -والحقيقة إني كثيرًا ما تجاوزته- أحياناً تزيد تعليقاته عن النصف صفحة في الرواية، الكاتب يريد توضيح أموراً معينة، لكن برأي من الأفضل لو اختصر الكثير من تدخلاته وهوامشه.
مع أني لا أميل لهذا النوع من الروايات "الرعب" إلا أن الرواية خطفتني إليها وجذبتني لما فيها من نسج سردي محكم.