واية للكاتب "عبد الرحمن سفر" - وحين بدأتها وجدت أنني سأقرأ رواية حزينة مؤلمة مفجعة - فالمحرر كما قدم نفسه صنف الرواية بـ"الأدب الجنائزي" من بشاعة محتواها!! فتوكلت على الله وحاولت أن أجد رواية فكاهية لأقرأها على التوازي حتى لا أصاب بالحزن والبؤس والكرب! والغريب أنني لم أجدها مأساوية كما وصفها الكاتب بل هي رواية نفسية لطيفة في العموم!
كما وجب العلم أن الرواية حصلت على المركز الأول في جائزة القلم الذهبي ٢٠٢٥ أثناء قراءتي للرواية - مبروك للكاتب ❤️
اللغة فصحى قوية وقد امتلأت بالوصف الجيد الذي يضعنا داخل الأحداث - فيها مغالاة لوصف المواقف المختلفة وهو ما وجدته مناسباً بل ومطلوب للرواية!
الرواية مكتوبة بصورة غير تقليدية - فالمحرر هو من نسقها ووضعها في صورة رواية وقد نقل محتوى أحداثها من عدة مصادر أولها محامي المتهم ومن تفريغات لبعض حلقات واعترافات وأوراق وكأن الرواية ورقة بحثية ما - وأعطى هذا مساحة جيدة للمحرر لكي يضيف بعض نقاط التوضيح وبعض الشرح لما ورد من أحداث!
القصة عن "عرفة" الذي تعرض للكثير في صغره من والده ومن موت أخيه ومن عزلته في بيته بسبب ضغوط أسرته ومن بعدها بسبب الكورونا ومن ثم عزلته في السجن مما أقر سلباً على عقله ونفسيته! والمتابع للأحداث - والتشويق الذي يجعلنا نقفز بين سطور الرواية ثم يتركنا الكاتب فجأة لينتقل لفصل جديد متشوقين لنعرف أكثر - يفهم كم استطاع الكاتب على ادخالنا في القصة لنشعر ما يمر به بطلنا وما واجهه!
رواية نفسية من الدرجة الأولى حيث تركز على الحالة النفسية التي يعيشها "عرفة" والتي كانت سبباً مباشراً للضغوط الأسرية والاجتماعية و بسبب صراعه الداخلي الناتج عن ارتكابك لجريمة القتل والشعور بالذنب حيالها!
اقتباسات
"الإنسان إمّا يحظى بالحرّيّة أو بالطمأنينة، وقلّما يحظى بكليهما."
"إيمان الإنسان بفكرة ما (حتّى إن كانت من وحي خياله) يجعلها تتغلغل داخله وتتجذّر بمرور الوقت كالسرطان والطفيليّات فيصعب اقتلاعها"
قرأتها على "أبجد"
#فريديات