اقتباسات من كتاب مسرات القراءة ومخاض الكتابة : فصل من سيرة كاتب

❞ ورثتُ مثلما ورث أخي تدينَ أمي الفطري العذب، وكفاحَ أبي الفلّاح، وبراءةَ القلب المشبَع بسخاء الأرض. القلبُ البريء غيرُ محصنٍ من إغواء البشر والدعوات الحماسية ❝

❞ شلال الكتابة الهادر في الإنترنت، لا يترك للإنسان فرصةً للتفكير والتأمل، والتريث في تمييز وفرز ما تتوفر فيه شروطُ الكتابة الحقيقية، وما هو هذر رث يأكل عمرَ الإنسان ويستنزف طاقاتِه لو انشغل بمتابعته والنظر فيه. ❝

❞ الخطوط: الهيروغليفية، والهيراطيقية، والديموطيقية، والقبطية. واستخدمت الأبجديةُ الفينيقية (الكنعانية) الحرفَ الفينيقي منذ القرن الحادي عشر قبل الميلاد إلى القرن الخامس قبل الميلاد. التحول الثاني في مسار الكتابة تمثّل في اختراع الصينيين للورق في القرن الميلادي الأول، انتشر الورق لاحقًا وكثرت ❝

❞ شهدت الكتابةُ منعطفات تحولت فيها من حالة إلى أخرى، كان تحولُ الكتابة الأول بالانتقال من الصورة إلى الحرف. بعد اكتشافه انتشر الحرفُ جغرافيًا وامتدّ زمانيًا، ولبث الحرفُ المسماري، الذي ظهر نهاية الألف الرابع قبل الميلاد، ❝

❞ الإبداع اختراقٌ للقوانين المتعارَفة للكتابة وخروجٌ على الطرق المرسومة من قبل، ومغادرةٌ للأساليب المملة. أحيانًا يعجب الكاتبَ نصٌّ، ينزلق قلمَه عندما يحاول تقليده، لا هو ارتقى إلى لغته، ولا استطاع أن ينتج نصَّه الخاص. أحيانًا يحاول أن يستأنف محاكاةَ نصِّه ❝

❞ حياةُ كلّ إنسان قصةٌ بل سلسلةُ قصص لا تكرّرها حياةُ إنسان آخر.‏كلُّ شيء في هذا العالم قصة، ❝

❞ تفرض الكتابةُ على الذهن أن يفكر بعمق في كلّ كلمة، ❝

❞ الروائي الحاذق لا يقف عند القراءة والتخيّل، بل يجد نفسَه يتقمّص أدوارَ أبطال روايته ومواقفهم، ويتموضع في أماكنها وأزمنة حوادثها، وينصهر بوقائعها، يعيش الأحداثَ ويتماهى مع الشخصيات ويسكن الأماكنَ وتسكنه ❝

❞ الرواية من أثمن أجناس الكتابة وأغناها وأصعبها احترافًا ❝

❞ التكوين الفكري، دائماً، يفرض سياقاتٍ فردية، تحتاج بدورها إلى قراءاتٍ تتسع لعمر الإنسان كلِّه، وتفكيرٍ مزمن ومران يوميّ على الكتابة، مضافاً إلى سياحةٍ متواصلة في الثقافات والآداب والفنون والمعارف والعلوم، وشغفٍ بالكتاب وولعٍ لا ينطفئ بالمطالعة. لا تتراكم الثقافاتُ والآداب ❝

❞ وسائل التواصل إدمانَ الشهرة، وينهل هذا الإدمان أحياناً ما نهله الوهم من إدمان الهيروئين أوهامًا وتهويمًا في الفراغ، مثلما أفرغ قناعُ ❝

❞ الترجمةُ ضربٌ من امتحان الضمير الأخلاقي للمترجم ❝

❞ الترجمة نهر حيوي لتغذية الثقافات وتلاقحها وتوالدها واتساع آفاق رؤيتها للعالم، وإثراء منابع العيش المشترَك فيها، وانفتاح مفاهيمها وقيمها الكلية بعضها على بعض، وتواصلها من أجل بناء فضاءٍ يستوعبها ❝

❞ تنبه الجاحظ في وقت مبكر إلى عدّة المترجم وما ينبغي أن يتسلح به من أدوات، وهو يعيد إنتاجَ المعاني بلغته، وكيف يجعل المترجم لغةً تتحدث إلى لغةٍ أخرى وتتفاعل معها بالأخذ والعطاء، بقوله: «ولابد للترجمان من أن يكون بيانه في ❝

❞ الترجمةُ عمليةُ أخذٍ وعطاء متبادَل، اللغةُ كائنٌ حيّ يتجدّدُ بالأخذ كما يتجدّدُ بالعطاء. ❝

❞ التملّك غير تلقي الكلمات كما هي بمعناها الحرفي، عدم تملّكها يعني استنباتها حرفيًا في فضاءٍ دلالي لا يمدّها بشيء من نهر الحياة. تملّك معاني الكلمات يعني أن تتكلم كلُّ واحدة من اللغتين إلى الأخرى بما هو خارج دلالة كلماتهما الحرفية، ❝

❞ أن تتملك معاني الكلمات شيء، وأن تنقلها للغتك كودائع مغترِبة عنها وعن فضائها الدلالي ورؤيتها للعالم شيء آخر ❝

❞ كان أرسطو يقول: «تكلم لأراك»، ❝

❞ قوة الكتابة في اختلافِها، وفاعليتِها في إيقاظ الوعي، وتكريسِ الروح، وإيقاظِ الضمير الأخلاقي، وتهذيبِ الذائقة الفنية. ❝

❞ أسوأ كاتبٍ ‏مَن يعمل كما يعمل البائعُ المتجول ❝