اسم الرواية: ذبابة بشرية
اسم الكاتب: هانز أولاف لهلوم
ترجمة: يارا أيمن
دار النشر: العربي للنشر والتوزيع
تصنيف العمل الأدبي: بوليسي، غموض، خيالي وتاريخي
عدد الصفحات: 384 ورقي/ 519 أبجد
إصدار: 2010 أصلي
2023 مترجم
تقييم ⭐️⭐️⭐️⭐️
عن الكاتب: هانز أولاف لهلوم (من مواليد 12 سبتمبر 1973) هو مؤرخ نرويجي، ومؤلف جرائم، ولاعب ومنظم شطرنج، وسياسي. لقد كتب سيرة ذاتية عن أوسكار تورب وهاكون لي، وكتابًا تاريخيًا عن جميع رؤساء الولايات المتحدة.
في 22-23 مايو 2013، أجرى VG مقابلة معه لمدة 30 ساعة ودقيقة واحدة و44 ثانية، مسجلاً رقمًا قياسيًا في موسوعة غينيس للأرقام القياسية لأطول مقابلة على الإطلاق، متجاوزًا الرقم القياسي السابق بأكثر من أربع ساعات.
لهلوم هو لاعب شطرنج نشط حصل على تصنيف 2193 من الاتحاد الدولي للشطرنج اعتبارًا من مارس 2014، وكان حكمًا دوليًا منذ عام 2000.
وتعد هذه الرواية هي الجزء الأول من سلسلة أعمال بوليسية تضم كل من المحقق K2 وباتريشيا الشابة ذات العقلية الفذة.
■ هناك العديد من الناس الذين يمرون بشيء مؤلم وصادم في فترة ما من حياتهم ولا يستطيعون تجاوزه أبدًا، فيصبحون ذبابًا بشريًّا، ويقضون الباقي من حياتهم نوعًا ما وهم يدورون حول ما حدث لهم مثلما يدور الذباب فوق القمامة، مثالًا بسيطًا.
كان هذا هو التعريف لمصطلح الذباب البشري الذي إبتكرتبه إحدى أبطال العمل الرئيسين وقد ترأى لي وجوب إيضاحه مقدماً حتى تتضح الرؤية من بداية العمل وهو مصطلح له مغزى فلسفي عميق وتشبيه واعي في ذات الوقت ناتج عن دراية بمجريات الحياة وطبيعة النفس البشرية .
تبدأ الرواية على لسان المحقق "كولبيرون كريستيانسين" ليخبرنا عن يوم مشهود في حياته المهنية وهو الرابع من إبريل عام 1968 والذي بالرغم من كونه يوم هام على الصعيد السياسي حيث أغتيل فيه الزعيم والناشط السياسي "مارتن لوثر كينج" إلا أن هذا الحدث لم يكن الوحيد في ذلك اليوم ففي العاصمة "أوسلو" ب "النرويج" تمت جريمة أخرى في إحدى البنايات في وقت متأخر من الليل راح ضحيتها أحد السياسين والذي كان بطل سابق للمقاومة كما تقلد الوزارة والعديد من المناصب السياسية الأخرى .
بوصول المحقق "كولبيرون كريستيانسين" والشهير ب K2 يبدأ بمعاينة مكان وقوع الجريمة وهي شقة المدعو "هارالد أوليسين" في 25 شارع كريبس يتضح له أن القتل تم بواسطة عيار ناري نفذ من القتيل إلى الحائط خلفه وأنه لا توجد آثار مقاومة أو عنف كما لا توجد آثار إقتحام أو كسر للباب ولا يمكن أن يكون القاتل قناص إذ لا توجد زاوية رؤية للقنص ولا يمكن أن يكون القاتل هرب بعد إطلاق النار الذي سمعه السكان سواء من الدَرَج أو المصعد لوجود شهود وسكان في كلا المكانين وقت سماع الطلق الناري هذا بالإضافة لوجود حارس العقار وقتها ، هذا وأيضاً يستحيل الهروب من الشرفة لأنها كانت مغلقة من الداخل ولا أثر لحبال أو غيرها للتسلق . ليصبح الإحتمال الوحيد هو خروج القاتل من باب الشقة وهذا أيضاً لا يمكن لصعود السكان على الفور بعد إطلاق النار . وتبدأ التحريات ليكون سكان العقار جميعهم قاتل محتمل وتبدأ رحلة البحث عن الدافع.
على مدار 10 أيام متتالية نُعايش تطور الأحداث وتشابكها في حبكة تتسم بالغموض والإثارة، فبحلول اليوم التالي للجريمة نتعرف على حياة جيران القتيل كما نكتشف دليل هام في القضية وهو معطف أزرق واقٍ من المطر مُلقى في فناء العقار الخلفي بلا صاحب ولم يتعرف عليه أحد من السكان.
أثناء البحث نتعرف على مزيج عجيب من الخلفيات الخاصة بالسكان وهي كالتالي:
● داريل ويليامز/ رجل أعزب يعمل بالسك الدبلوماسي الخاص بوزارة الخارجية الامريكية والذي قامت السفارة بحجز هذه الشقه له.
● أندرياس جولستاد/ رجل أعمال مثقف تعرض لحادث تحول بعده إلى قعيد ودود بشهادة الجميع وذو ثقافة وكان سعيد بزيارة أحد له أثناء التحقيق مما محى بعض الملل عن حياته الرتيبه.
● كونراد جينسن/ سائق عجوز لا أصدقاء ولا أحد يزوره قليل الكلام والتعامل إلا فيما يختص بالكرة فتجده يهتم ويناقش جيرانه نوعاً ما هذا بالإضافة إلى أنه كان مُدان وحُكم عليه نتيجة إنضمامه للحزب النازي سابقاً مما ترتب عليه تغيير اسمه ومحل إقامته مرات عديدة .
● كريستيان لوند/ مدير متجر رياضي وزوج وأب لطفل رضيع والدته توفيت حديثاً وكانت أيضاً تابعه للحزب النازي وتم إعتقالها وقضت فترة عقوبتها ولم يعرف له أب مما جعله يشعر بالدونية والحقد طوال الوقت.
● كارين لوند/ زوجة كريستيان وام طفله والدها رجل أعمال ثري ومن عائلة معروفة تُكرس حياتها كلها لأسرتها.
● سارة سانديكفست/ طالبة سويدية حصلت على منحة للدراسة بالجامعة وهي مُتبناه كما أنها يهودية ولا تعلم شيء عن والديها الأصليين.
● راندي هانسن/ تحرس كل من العقار 25 و 27 سيدة بدينه، ستينية كما أنها مسؤلة توصيل المكالمات للسكان وتقوم بالعمل بدلاً من زوجها المريض وتتسم بالكثير من النشاط والتنظيم.
بحلول اليوم الثالث يعلم المحقق K2 عن شروع القتيل في كتابة مذكراته عن طريق إبني أخي القتيل بواسطة أحد طلبة التاريخ الذي يقوم ببحث ولكنه للأسف خارج البلاد وسيأتي خلال أيام ، كما أنه يتلقى إتصال من شخصية مرموقة ومعرفة قديمة لوالدية يخبره أنه لديه معلومات هامة في القضية ويدعوه لزيارته، والتي بموجبها سيتعرف على إبنته الشابة التي إنقطعت أخبارها عن العالم بعد حادث مروع ومع ذلك فهي تتسم بعقل نشط وذكاء حاد فكانت دائماً ما تسبق المحقق K2 بخطوة وتوجهه في قضية البحث عن القاتل فبفضل ولعها بقصص شارلوك هولمز وأجاثا كريستي والمحقق بوارو علمت أن القضية قضية غرفة مغلقة وبدأت معه رحلة البحث والتقصي. كما أنها إبتكرت مصطلح الذباب البشري الذي تقوم عليه البنيه الاساسية للعمل وتتمحور حوله الشخصيات.
بعدما قرر المحقق K2 الضغط على السكان لمعرفة المزيد من المعلومات تتضح خيوط أخرى في القضية كأن نكتشف العلاقة بين كل من كريستيان وسارة وكيف وقعا في حب بعضهما وأن حارسة العقار كانت مُضَلِلَة بناء على معلومات تلقتها من كريستيان بعدم إفشاء سره نظير مبلغ شهري من المال كما نلمس تعاطفها مع هذه العلاقة ونظرتها الطبقية للأمور جراء شعورها بعدم أحقية كارين لوند المُدللة بزوجها وحياتها الرائعة.
نكتشف أيضاً ماضي أندرياس جولستاد وأنه قام يتغيير أسمه بعد أن أصبح قعيداً ، ونعلم عن مأساة قتل والده على يد الألمان بعد أن إشتبهوا به أنه يعمل مع المقاومة حتى أننا نكتشف أنه إلى الآن لم يتخطى هذه المحنه ولا يستطيع التحدث عنها فكلما تحدث عنها إزداد الأمر سوءاً في رأيه.
بمقابلة "بيورن إريك سفيندسن" والذي يقوم بكتابة مذكرات القتيل للمحقق K2 نكتشف أن القتل يمكن أن يكون بواسطة العديد من الجهات ولصالحها كالإستخبارات الأمريكية المتعجرفة أو النازيين القدامى أو حتى الشيوعيين فلم يكن الضحية نزيه اليد بل كانت له العديد من العلاقات وكان حلقة وصل للعديد من الأطراف المعنية بقتله لو إستلزم الأمر ذلك، كما ظهرت فقرة مشفرة في مذكرات هارالد تضمنت رموز لأسماء ستساعد في حل القضية بالتأكيد (O, N, J, D) ، أيضاً سيتم إرسال برقية من مكتب المحامي الخاص بالضحية لجميع سكان العقار بما فيهم الحارسه له ولكن قبل أن يحين الموعد سنكتشف أن أحد السكان هو إبن الضحية وقد قام بإبتزاز والده وأخذ مبالغ مالية كبيرة تم سحبها قبل قتله بفترة قليلة بالرغم من مرضة الشديد والذي يستوجب موته خلال أيام ، أيضاً سنجد ساكن آخر للعقار مقتولاً في شقته مع إعتراف منه بقتل الضحية وإنتحاره بعدها ، هذا بالإضافة إلى العديد من التهديدات التي تعرض لها المحقق والخاصة بمستقبله المهني جراء الشك في كل الأطراف.
بحلول موعد قراءة الوصية وحضور جميع السكان تتكشف الكثير من الأحجيات وتنقلب الموازين فبعد إكتشاف الشخصية N نستطيع معرفة الشخصيات O, J لتزداد الشكوك حول أحدهم بأنه القاتل بعد معرفة ماضي مشترك له مع الضحية وما عزز ذلك إختفاؤه بعد إعادة التحقيق معه، كما يظهر دليل جديد على يد هانز أندرسن يعود ل 24 عام مضت ويتعلق بعمل كل من هارالد و المدعو D مع المقاومة وتهريب اللاجئين عبر الحدود.
بإنقضاء اليوم العاشر من التحقيق تتكشف لنا كل خبايا القضية بعدما قرر المحقق K2 أن يجمع كل المشتبه بهم بشرط أن تكون بصحبته الرائعة باتريشيا لتخبره كيفية التعامل مع كل منهم لإستخلاص النتائج وتحليلها في أسرع وقت لمعرفة من الجاني والذي كان مفاجأة للكثير من السكان حتى أنهم تعجبوا من ذكاء المحقق الحاد واستطاعوا أن ينعموا بالهدوء بعدما اعترف القاتل الحقيقي بجريمته والتي كان يهدف من وراءها أن يمنع الضحية من كشف سر خطير مضى عليه ما يقرب من 24 عام .
بالنظر في كل من اسم الرواية والغلاف كانا بمثابة عامل جذب لي فالغلاف معبر حيث يوضح عقار محاط ويبدو عليه أنه مسرح لجريمة ما أما الأسم فغريب ويجذب القارئ وإن كان لولا الغلاف لما عبر عن محتوى الرواية فقد كان الغلاف خير معين للأسم لإستفاف فحواها.
أعتقد أن الكاتب كان يهدف لإيضاح أثر الحروب والمتمثلة في الحرب العالمية الثانية في الرواية على حياة الأفراد الذين عايشوها فما بين من خان ومن قاوم الكل تشبع بمرارة الحرب وحفرت أثرها في نفسه فإن لم يكن هو من تأثر فقد عانى أولاده نتيجة لها أيضاً .
بالنظر في حبكة الرواية والأحداث نجد أنها كانت متشعبه ومترابطة بالرغم من غموضها في نفس الوقت فمع تتابع الأحداث يتضح أن الجميع له وجهان فمن تظهر عليه أسمى معانى الود يتسم أيضاً بالكثير من الدهاء والحذر فالاحداث مستمرة والألغاز كذلك تتضح من بداية الرواية وحتى أخر لحظة فيها والكل يتكتم سواء كان خائف على شيء أو خائف من شيء.
مع قراءة كلمة النهاية شعرت بالرضا والراحة فخلال صفحات الرواية كانت الإثارة على أشدها وكلما قرأت زادت رغبتي في معرفة الجاني فكلما مرت الصفحات زادت أسباب القتل للجميع حتى أنهم لو أجتمعوا كلهم لقتله لما أستبعدت الأمر .
أعترف أني شككت في الجاني ولكن هناك ساكن أخر حامت حوله الشبهات في النهاية كثيراً وكانت دوافعه أكبر ولكن يبدو أن الجاني كان مصابه أفدح فكان جرحه أغور من غيره هذا بالطبع مع توضيح فكرة كشف السر والذي لو حدث كان سيتعرض الجاني للعقوبة بعدما استطاع الإفلات منها لمدة 24 عام فكان المتبقي له عام واحد فقط لتسقط عنه التهمه نهائياً.
تنوعت الرواية ما بين السرد والحوار فكان السرد عن طريق راوي عليم وإن غلب عليها الحوار، كما تميز السرد بالإثارة والتشويق والغموض في أغلب الأوقات وإن كنت شعرت في مرحلة ما بالملل من كثرة التشابك والتفاصيل حيث تولد لدي شعور بالثقل من كل هذا الغموض والتقصي أو لعله تلهفي لمعرفة الجاني وسط كل هذا الغموض والشك .
كما تميزت لغة الرواية بالبساطة وعدم التكلف فكانت مفهومة وواضحه من غير تطويل مُمل ولا إيجاز مُخل من ناحية وبالإبداع من ناحية أخرى فقد أعجبني مصطلح الذبابة البشرية المبتكر والذي تدور حوله الرواية من أحد جوانبها، وكانت لغة الحوار مناسبة بين شخصيات العمل فكل تحدث بحسب شخصيته المرسومة له ما بين حريص وبين واقعي وبين مُدافع وبين خائف كل أستطاع التعبير جيدًا عن حالته وأكثر ما أعجبني هو بساطة الترجمة فتمكنت المترجمة من إبراز روح النص بلا إخلال وبسلالسه وبراعة كبيرة حتى وكأنك تقرأ النص بلغته الأم بلا ترجمة لولا طابع الأسماء الغربي والأماكن.
تعددت شخصيات الرواية وتنوعت ما بين الرئيسية والفرعية ولكل كان دوره الهام في الرواية وخط سير أحداثها فلم تقتصر الاهمية على الشخصيات الرئيسية فقط والتي يمكن اعتبارهم سكان العقار محل وقوع الجريمة وحارسة العقار بالإضافة الي المحقق وباتريشيا وقد اتضح خلال الرواية أهمية ادوارهم بالفعل ومدى تاثير كل فرد منهم الفعال في إكتشاف حقيقة الجاني وفي رأيي هناك ايضاً شخصيات فرعية ظهرت لم تقل أهميتها مثل حارس العقار "انطون هانسن" و"هانز اندرسن" الشرطي السويدي واللذان أشارا لأحداث هامة مضت منذ ما يقرب من 24 عام كانت السبب الرئيسي في معرفة الجاني كما أنه بمساعدة "بيورن إريك سفيندسن" تمكن المحقق من معرفة مذكرة أخرى للضحية تحوي معلومات مهمه عن عامي 1967 و 1968 والتي بدورها أوضحت أحداث وقعت كان من شأنها إستنتاج أصحاب الرموز التي سبق ذكرها ومعرفة شخصياتهم الحقيقية والضغط عليهم ليعترفوا بما أخفوه من معلومات في هذه الجريمة الغامضة. ومما لا شك فيه أن الكاتب نجح في توظيف الشخصيات ورسمها بحرفية وجعل لكل منها خط درامي وحياة خاصة به وماضي مُحمل بالكثير من الأحداث الشيقة والغامضة .
على ضوء خلفية الكاتب كمؤرخ استطاع بحرفية الحديث عن فترة هامة أثناء الحرب العالمية الثانية لم يتطرق لها الكثير من الكُتاب ففي حين أن الإهتمام كان منصب على البلدان العظمى مثل امريكا والمانيا قرر الكاتب التحدث عن البلدان المتضررة والمهمشة وقتها مثل النرويج وما عاناه شعبها ومما لا شك فيه أن دافعه لذلك ترك في نفسي أثر كبير حيث قرر أن يكون ذلك تخليداً لذكرى عمته وهي واحده من المتضررين جراء هذه الفترة، مما يجدر الإشادة به أيضاً أن الرواية لم يغلب عليها الطابع السردي أو الأكاديمي فقد راعى الكاتب أن يكتبها بروح الأديب الراوي حتى يتسنى لمن يقرأها أن يتذكرها ويشعر بمدى أثرها في نفسه فلا نفع من سرد وتأريخ بلا أثر في العقول والنفوس.
أحببت طريقة التعبير خلال الرواية بشدة فقد تضمنت روحاً إبداعية تجلت في مرات عديدة منها حينما وصفت باتريشيا لغز الجريمة باللوحة التي تتضح معالمها كلما حلوا شيء مبهم أو تجلت معلومة ،كذا التساؤلات التي طرحها المحقق في نفسه عن حياة "كونراد جينسن" البائسة ووصف حياته بكل ما مر فيها بالكذبة حينما قال "كم كان من المثير للشفقة أن يموت «كونراد جينسن» تاركًا وراءه كذبة حياة" ، وبالطبع أكثر ما آلمني هو نهاية الجاني فبالرغم من وصفه طوال الرواية على أنه قاتل ماكر ذو دم بارد وعقل داهية مما يعطي إنطباع بعدم التعاطف معه إلا أن ما تعرض له ووصفه لمشاعره خلال كل هذه الأعوام الماضية جعلني اتعاطف معه خاصة حينما قال " أرى أنني لن ألقى جنة أو جحيمًا، بل فراغًا واسعًا سأجد فيه أخيرًا السلام من الذكريات ومشاعر الذنب الغامرة التي طاردتني كل يوم وليلة في حياتي ".
مما كان لي مأخذ عليه كما قلت سابقاً شعوري بالإطالة في فقرات معينة، كما أني لم استصغ فكرة أن فتاة مراهقة هي من تقود التحقيق طوال الوقت فكانت بمثابة العقل والمحقق هو العضلات كما يقال، وددت لو كان له بعض الفضل في حل اللغز إن لم يكن الجانب الأكبر ، ومما أعجبني أيضا الحوار بين كل من المحقق و باتريشيا فكانا يفككان اللغز معي وكأننا ثلاثي يحل اللغز وليس هما فقط، هذا وبالطبع لم تُخيب باتريشيا ظني بها حينما قالت عن المحقق "يتمتع مفتش المباحث «كولبيورن كريستيانسين» بالعديد من الخصال الجيدة بلا شك، لكني لست متأكدة إن كان الذكاء أحدها حتى الآن" حيث أثبت هو ذلك في أخر مشهد من الرواية.
أثناء قرأتي تذكرت رواية للكاتب أغر الجمال أسمها الشيطان يموت مرتين كانت قريبه من الأحداث وملاباستها بينما من حل اللغز هو المحقق وزوجته مع إختلاف بعض الأحداث طبعا ولكن الإطار العام كان واحد تقريباً، وفي الختام كانت تجربة أولى رائعه وارشحها لكل من يبحث عن الإثارة والمغامرة.
إقتباسات:
● عندما تستبعد المستحيل، فإن المتبقي يكون الحقيقة مهما تبلغ غرابته.
● أولئك الذين يقولون إن المال لا يعني شيئًا، لم يكبروا في الفقر .
● كل شيء مباح في الحب والحرب .
● الناس مختلفون جدًّا. يعتقد البعض أنه من الأسهل التحدث عن الأشياء، لكنني خلصت إلى استنتاج بأن التحدث عن الأمور يجعلها أسوأ ببساطة .
● من السهل للغاية أن تنجرف إلى أحلام اليقظة عندما تملك القليل مثل الذي ملكته لوقت طويل.