اقتباسات من رواية مُقَامرةٌ على شرف الليدي مِيتسي

إن الحياة ذاتها عبث بلا هدف، إنه مثل الديك المذبوح؛ يرفرف وجسده يرتد بلا إرادة منه يمينًا ويسارًا بلا غاية؛ إن ما يحركه ليس روحه، ولكن طلوع روحه!

عام ١٩٧٥، ولذلك ظلوا مدفوعين طوال الليل بالفضول يفتشون في بيت الميت الذي لم تبرد جثته على ضوء لمبة كيروسين، وكانوا قد وضعوا لشيخهم مقعدًا أمام الباب.

الحياة يا سليم يا أخويا لعبة، لعبة وبس، وربك حط قوانينها وسابها، وسابنا نخبط ونضبّش، اللي ينوبه حاجة واللي يخسر حاجة، اللي يعيش، واللي يموت. حظ. كل اللي نابك في الدنيا دي كان بالحظ، كل اللي خسرته برده كان بالحظ،

استغرق في فكره، وتذكر الديك الآخر الذي كان يرفرف بجناحيه مذبوحًا، ثم خمد بلا روح! كان تجسيدًا لمفهوم الموت بلا قيمة، هل هناك موت بقيمة حتى يكون هناك موت بدونها؟ إن الحياة ذاتها عبث بلا هدف، إنه مثل الديك المذبوح؛

كانت تكذب، خرج الكلام منها مختنقًا، بابتسامة طفيفة منكسرة، قلبها يوجعها، يعرف ذلك يعيه ودَّ لو أنها ثارت، أو اعترضت، أو حتى تبرَّمت، لو قالت: «لا» لكنها لم تفعل ذلك فضَّلت أن يموت قلبها بصمت ‫ * * * *

اختفت العربة في نهاية الزقاق، فصعد لأعلى وقلبه يرتعش؛ خوفًا من المواجهة، لقد كان صوت الجرامافون هو الشيء الوحيد الذي يُسلِّيها في ليالي البرد والمرض، والحي الوحيد في بيت تموت قلوب أصحابه ببطء، وتظل مظلمة أركانه إلا من بصيص أضواء

ع سليم حقي من قبلُ أشياء أكثر أهمية من الجرامافون، ولكنه كان دومًا يؤجل بيعه، حتى صار شكله غريبًا في صالة خاوية على البلاط، ولم يكن ذلك لأنه عزيز عليه مثلما كان عزيزًا على زوجته، ولا لأنه عن طريقه سمع

كانت هذه هي أول مرة يدرك فيها مرعي المصري أنه وحيد. بلا ونيس في الحياة، لم يجد من يخبره بما جرى له. لم يجد أدنى حقوقه في أهم لحظة في حياته؛ أن يتكلم، ويحكي، ويُعبِّر عن ما يعتمل بصدره.

عندما خرج من مكتب خليل بك كان يشعر بأنه نظيف، أنه إنسان آخر. كان هناك لذة ما لا يعرف مصدرها، إن هناك لذة تكمن في انهيار كل شيء، ربما أمل للبداية من جديد. كانت نبضات قلبه مرتفعة، ويشعر بأنه أخف

كان يشعر بشعور جميل عندما يستطيع إضحاكها. كانت تضحك ثم تسعل ويظهر عليها الألم. ولكن تظل على شفتيها الذابلتين كوردتين بسمةٌ خفيفة ممتنة، وكانت حقًّا ممتنةً له.

يريد ألّا يظل الأمل أملًا.

الشيخ غالب، كان جالسًا في مربط خيوله، يدخن الشيشة مع العمدة وغيره من الشيوخ، فاقترب الخادم منه، ومال نحو أذنه، وهمس له بالخبر الذي كان ينتظره منذ زمن طويل:

‫ - فوزان الطحاوي مات يا حاج!

‫ لقد كنتِ دائمًا بين يديّ، ولكني كنت أبحث عنك في مكان بعيد

‫ - قد تكون أقصى أماني الإنسان هي أن ينسى ماضيه.

❞ لن تتألم مباشرة؛ لأنك ستُكذِّب نفسك. ثم ستسأل

لماذا؟ وستغضب، وعندما لن تأتيك الإجابة ستصمت، ثم ستساوم. سيظهر الأمل الكاذب. سيقول لك إنه من الممكن أن يعود كل شيء كما كان.. ثم… ثم سيأتي الحزن لينقذك، سيترسب عميقًا في قلبك مثل مرساة، ولن يفارقك، لكنك ستعيش. ❝

❞ لقد عشتُ طوال عمري أركض وراء أشياء لا أصِل إليها، حتى وإن وصلتُ فإنها لا تكون مثلما تخيلتها، السعادة في أحلامنا فقط، إن كل أمنية يصبو لها الإنسان ويصل لها تصبح منقوصة. ❝

❞ قد تكون أقصى أماني الإنسان هي أن ينسى ماضيه.

#مُقَامرةٌ_على_شرف_الليدي_مِيتسي

‫ إن هؤلاء الذين لم يصلوا لأمانيهم يعيشون طوال حياتهم وهم يجرُّونها وراءهم، كمن رُبِطَت فيه جثة، وهو كان يجرُّ جثة أمانيه المُتعفنة وراءه في تلك الليلة.

#مقامرة_على_شرف_،الليدي_ميتسي

أحيانًا يا عزيزي مرعي يكون علينا أن نتخلى عن الأماني التي ترفض أن تكتمل، أن ننسى الماضي معها، إن جزءًا من تعلُّقِنا بهذه الآمال الكاذبة هي لأنها جزء من ماضينا، جزء من أرواحنا، ولكن من أقرَّ هذه الأحلام إلا نحن؟

إن المنحة الوحيدة التي يمكن أن يمنحها العقل لكل من فقدوا الأمل هي المقدرة على خداع أنفسهم بأمل جديد. وعقله لا يزال يمنحه تلك المنحة. يعطيه السراب الذي يجب أن يركض وراءه. تلك الخديعة التي سيظل يتعشم فيها وإلا جُنَّ

إن كل أمنية يصبو لها الإنسان ويصل لها تصبح منقوصة لا تطابق أحلامه، لن تكون الصورة أبدًا كاملة، إن من تتطابق أمانيهم مع واقعهم هم الأنبياء فقط، أما نحن فإن أقصى ما يمكن أن نصِل له في هذه الدنيا هو أن نقف على عتبات أحلامنا.

إن كل أمنية يصبو لها الإنسان ويصل لها تصبح منقوصة لا تطابق أحلامه، لن تكون الصورة أبدًا كاملة، إن من تتطابق أمانيهم مع واقعهم هم الأنبياء فقط، أما نحن فإن أقصى ما يمكن أن نصِل له في هذه الدنيا هو أن نقف على عتبات أحلامنا فقط.