اقتباسات من كتاب جواد يبلغ منتهى وجهته

الحقيقةُ أنَا مفتون بكل ما يفعله الإنسان للاستمرار، وبكلّ أملٍ يَصنعه أو يعتنقه ليواصل يومًا آخر، كل حاجة بيعملها عشان ميستسلمش لرعب إنّه لوحده في عالم عشوائي لا يعبأ به، طيف الأديان على اختلافها وكل يقين يعتنقه المرء ليهدئ روعه ويجعله ألطف مع الآخر، طيف الفنون على اختلافها وقدرتها على كسر غُربة المرء في ذاته ومد جسور وصال مع الغير، فيلم أو رواية أو رسمة أو تحفة فنية تهمس لك أننا كُلنا بنتشارك إحساس قديم بالدهشة، وكلنا واقفين على أرضية السؤال أكتر من الأجوبة الجاهزة، وكُلنا على الضجيج والتشويش نلتمس برهافة حاجتين، الجمال والطمأنينة.

‫ تُشبه الحواس إحاطة كلية للجمال فلا ينفلت، عطِل حاسة واحدة، وستُرهف باقي الحواس إيقاعها، شوقًا وحُزنًا على باب مُغلق لم تطأه لشهود الجمال، كثيرًا ما أفقد أشياء شتى، وأستيقظ عابسًا فارغًا من كل أمل، وعاطلًا عن خططي، لا أملك سوى حواس خمس، فيغمُرني دفء الامتنان، كل أبوابي مُشرعة لشهود الجمال، كيف يفرغ امرؤٌ فيَّ وصال كُلي مع العالم؟

بمجهولين، مُسخرين في كل زحام لجبر خواطر هشة، لرتق ما يوشك أن ينفرط عقده، لتطبيب جروح توشك أن تنفتح، يسير المرء جابرًا بالخواطر، فيحمي الجمال في العالم ويمنحه موطأ قدم وسط البلادة، مجهولين يسيرون في الخلق، يجبرون الخواطر مثل القش حول تُحف جميلة في دنيا مثل عربة تهتز بلا هوادة، قش لا تلتفت له، لكنه حافظ الجمال في عربة لا تهدأ عن تحطيم حمولتها ألف مرة، يُجملهم فؤاد حداد في شطرة وردية:

‫ “في قلبي تُقل الجبل، ورقة العصافير»

‫ بهم يُحفظ الجمال في الخلق، رغم هشاشته ورغم البلادة ورغم جنون العربة التي لا تهدأ.

الحكمة ليست في البحث عن كل معاني اللُطف الخفية، إنّما البحث عن قدر السعة في قلبك لتستقبلها.

الآخرة لازمة لأنَّها السياق الوحيد الذي تُحال فيه كل حماقاتك إلى جمال

حقيقتك هي كل ما يتبقى معك في الغرفة المغلقة، عندما لا تكون منظورًا بعين أحدهم، عاريًا من كل نظرة تثير فيك تكلف كاذب أو تجمُل فج.

حقيقتك هي كل ما يتبقى معك في الغرفة المغلقة، عندما لا تكون منظورًا بعين أحدهم، عاريًا من كل نظرة تثير فيك تكلف كاذب أو تجمُل فج

‫ لا ثُقل يُخالط الخفة أبدًا، سوى نور الرب في الحكاية، إذ كلما كانت مرساة الرب ثقيلة في نفسك؛ سرت الخفة في كل ما حولك

“الرب ليس محجوبا إنما أنت محجوب عنه»

الأخلاق مطلب جواني موجه للذات، والوعظ مطلب استعراضي موجه للآخرين

تُثيرك فكرة أن المعروف لا يُقاس بالثقل والحجم، إنما بقدر الكوة التي تكشفت أمام كل نفس، ليتسرب منها النور لعالمها، أحدهم تكشفت أمامه فُرجة وطاقة وآخر تكشف أمامه شِق وشَرخ.

لا تتسلل الرقة لمسعاك فتسكن، ولا تتسلل الخشونة لقلبك فتهلك، توازن مُرهف تُزهر به الروح.

أنَّ الدنيا قوامها أن يملك الفرد روح فراشة رقيقة، وجلد وحيد قرن ثخين ليتحمل السير بها في العالم

تُحرضك النبوة أن تُنفق بسعة من طيب قلبك، ومن كل جميل فيك، ضمانة أن الجمال لن يفنى والبر لا يبلى، فاللَّه حافظًا للحكاية ذاتها

الله يقترب منا أكثر حتَّى ننفطم على الوجود ونحبو في رحلتنا الخاصة، لاستعادة أكثر المفاهيم بداهة

في مرحلة ما تودع طفولتك، ومفهوم الإله الشخصي القريب ذاك، لمنطقة جافة من المنطق أو موروث خائف أو تفنيد مُرتاب للألوهة كأحد مُستلزمات البلوغ، يتمزق هذا الوصال الطفولي بشكل تراجيدي لكنه لازم، ليبلغ المرء، أحن كثيرًا ليقين طفولي شديد البداهة لا امتلكه رجلا