اقتباسات من رواية نادي الأربعين

❞ وكانت هي أبَ اعترافِه، يجودُ أمامَها بكلِّ ما يُخفي بدون حذر، يأتي إليها مفكَّكًا، وبنظرةٍ واحدةٍ وقليلٍ من الحروف كانت تلُمُّ أجزاءَه، وتعيدُه إلى الشكْلِ الأمْثَل. ❝

#أبجد

#نادي_الأربعين

‫ واحذَرْ؛ فإنَّ التخبُّطَ في نورِ المعرفةِ أشدُّ قسوةً من التخبُّط في ظلمةِ الجهل. لا تُطلِق العَنانَ لعقلِكَ المحدود. استقِمْ كما أُمِرْت وفكِّرْ لكن بقدْر.

هنا كان رجل يظن أنه عصي على الفتن، حتى وقع في شرك التجربة

التخبُّطَ في نورِ المعرفةِ أشدُّ قسوةً من التخبُّط في ظلمةِ الجهل.

تَدَّرَبْ على الغياب كي لا تُفجَع بالفقْد.

عاودتْها تلك المخاوفُ التي فارقتْها من سنين وكادتْ تنساها للأبد أطلَّت عليها من جديدٍ بشكلٍ مفاجئ وعنيف، لتؤكِّد لها صدْقَ مخاوفِها السابقَة، من انتزاع شيءٍ ممَّا تمتلك لتتحقَّق فلسفتُها في الحياة ‫ لم تيأس، وقرَّرت التعامُلَ بنفْس الهدوء، واحتضانَ زوجها .

قالت له «حازم» بدون ألقاب، واختتمتْ المكالمةَ بكلمة (رفيقي الغالي) ‫ جارٍ الآنَ انهيارُ «حازم» بمنتهى الاستسلام ‫ تسمَّر مكانَه لبضع دقائق محدِّثًا نفسَه: ‫ ما الذي يحدُث؟ ‫ أهي حقيقةٌ أم حُلْمٌ طويل؟ ‫ لقد أصبحتُ الآن على شَفا حفرة من الوقوع في غيابات الحب.

المهندس «ربيع الصعيدي» عضوُ مجلس الإدارة وسطَ حاشيةٍ من صغار المهندسين العاملين في مكتبه تصادَف ذلكَ مع وصول «حازم أمين» فتبادلَ الاثنان تحيَّةً فاتِرة، أعقبتْها نظرةٌ من المهندس «ربيع الصعيدي» لـ «حازم» تحمِلُ اتِّهامًا غيرَ مباشر بمسئوليَّة الأخير عن كلِّ ما يحدث اليوم.

استمرَّ الحديثُ حتَّى الواحدة، كانت تتحدَّث بلا توقُّف، كأنها لم تتحدَّث مع أحدٍ منذ ألف عام ودَّ لو تمنحُه نسخةً من معالِم وجهِها الدقيقة قبلَ أن تغادِر تناغمَت الأرواح، وتحطَّم كلُّ ما كان يؤمن به دفعةً واحدة انتهى اللقاءُ مع وعد بلقاء مرة أخرى.

و بدأ هجوم الروح على الروح.

يوم الأحد 4 أغسطس 2019 ‫ كان «حازم» في غرفة مجلسِ الإدارة يتابِعُ القنواتِ الإخباريَّة التي كانت تحملُ أخبارًا سيئةً للمصريين في ذلك اليوم اهتزَّت مصرُ بنَبأ تفجيرِ معهدِ الأورام بوسطِ القاهرة ‫ انفجارٌ كبيرٌ أوْدَى بحياة عشرين شخصًا، وإصابة سبعة وأربعين آخرين.

حتَّى في فتراتِ الهدوء النسبيِّ بين العائلات المتناحِرة يتمُّ إهدارُ آلاف الجنيهات يوميًّا على شكْل طلقاتٍ ناريَّة في الهواء.

‫ قبلَ أن يصلَ منزلَه وردَتْ إلى هاتفه رسالةٌ من رقمٍ غير محفوظ:

لماذا لم يتمُّ اعتبارُ استخدامِ مكبِّرات الصوتِ في المساجد مثلًا بهذا الشكلِ العَشوائي نوعًا من البدَع المُستحدَثة؟! وأيُّ نقدٍ لمثل هذه السلوكيَّات يعتبرُه البعضُ حربًا على الدين ‫ ردَّ «عماد» بنبرةٍ اكتستْ بمَلَل: ‫ -إذًا، فلنترُكْ هذه المهمَّةَ لرجال الدين و أصحاب الفكر.

الأجيالُ الجديدةُ لا تقرأ يا صديقي، وغارقةٌ في تحقيق طموحاتِها حتى الثُّمالة، أو تعاني من أجْل توفير حياةٍ كريمة حدَّ الغرق.

بيروت ‫ -مدينةٌ جميلة، ولكنها صغيرة يمكنُك الاستمتاعُ بزيارتها لمدَّةِ أسبوعٍ واحدٍ فقط لا أكثر ما لفتَ نظري بشدَّةٍ هناك وجودُ هذا الكَمِّ من الطوائف في هذا البلد الصغير ‫ -ولكن على ما يبدو أنَّ الأمور تسيرُ هناك بشكلٍ جيد .

حينما يعترضُ السُّكَّانُ على عشوائيَّةِ استخدامِ مُكَبِّراتِ الصوتِ لديْهِم أدَّى ذلك إلى كثيرٍ من المُشاحناتِ والمشاكل، وصلَ بعضُها إلى قسْمِ الشرطة، ليتمَّ الاحتكامُ فيها إلى عشراتِ الكاميراتِ المُنتشرةِ أعلى تلك المَحالّ بأمْرٍ من رئيسِ مباحثِ القِسْم المُقدَّم «أحمد حسانين»؛ صديق حازم وابن عم زوجته ياسمين.

تمضي الحياة على نهجها ولا تكترث بغياب

❞ (أنا لن أستَجدي منكِ وصالًا، فأنا مَن جعلتُ منك ملكةً على قلبي، وأنا الذي سوف أنزِعُ منكِ ذلك المُلْك). ❝

‏اقرأ الكتاب على @abjjad عبر الرابط:‏****

#أبجد

#نادي_الأربعين

وعندَ سؤالِها عن الشخص الذي كان يدعمُها للوصول إلى ما وصلَتْ إليه، خفقَ قلبُه بشدَّة، وتسارعتْ نظراتُه ليرى إجابتَها، ليجدَها تقول:

‫ شخصٌ عزيزٌ هجرَ عالمَنا المزيَّف إلى عالمِنا الحقيقي

🌷💚🌻.

‫

-اذهبْ إليه بكَسْرِك ووجعِك ولنْ يرُدَّك خائبًا، وحينَها فقط ستُفتَح لك المغاليق، وترى كلَّ شيء برؤيةٍ جديدة.

ستعلمُ الحكمةَ كلَّها، ولكنْ ليس الآن، ستعلمُها عندما يكون بصرُك حديدًا، تَرى ما لا ترى الآن، وتعلمُ ما لا تعلمُه الآن، وتستردُّ ذاكرتَك الأصليَّة، وتتذكَّر عهدَك، وعرْضَ الأمانةِ عليك، وقبولَك لها ستعرف كلَّ شيء، ولكنْ لن تستطيع وقتَها أن تُخبِرَ بها أحدًا عندما يُكشَف عنك الغطاء. اطمئنّ يا ولدي؛ لديك ربٌّ رحيمٌ يحبُّك، ويدعوك إليه باستمرار.