رواية خبز على طاولة الخال ميلاد
الكاتب محمد النعّاس
التقييم: ٥/٣
هذه رواية من ليبيا
هل تعرف شيئا فنيا من ليبيا؟! كاتب، كتاب، فنان أو عمل سينمائي أو تليفزيوني؟!
في الأغلب لا تعرف.
أنا أيضا لا أعرف أي شيء من ليبيا،
وأتخيل لو تمشيت في شوارعها فمع أول نقاش مع أحد سكانها سينتهي بي الحال مقتولا وملقى في الصحراء.
سمعت عن إبراهيم الكوني وهشام مطر لكن لم أقرأ لهما أي عمل وتصدني عناوين إبراهيم الكوني الصحراوية الخشنة، لكن في خطتي على أي حال.
أقول هذا عن إحساسي وأعتذر عن جهلي وسطحيتي، لكن هذا مصير البلاد التي لا تنتج فنا أو ثقافة، البلاد التي أكلها الأخ القائد ووضعها بشعبها ومواردها في كرشه لسنوات طويلة.
نرجع لموضوعنا
هذا العام فازت رواية خبز على طاولة الخال ميلاد بجائزة البوكر العربية ولولا هذه الجائزة ربما لما وصلت الرواية إلى يدي بأي حال من الأحوال وهو دور الجوائز الأدبية على ما أظن.
رجلا رقيقا من ليبيا ليس كباقي رجال المدينة..
ميلاد يعيش وسط أهله كغريب، لا يشبههم، قلبه ليس كقلوبهم وعقله يحاول التكيف والوقوف في حد وسط بين قلبه وشعبه.
حدث هذا مصادفة، لا يد له في ذلك، وجد قلبه هكذا،
لم يقرر أن يكون لطيفا حنونا على أخواته البنات غير كل رجال المدينة حتى أبوه الذي ينتهره إذا رآه لا يكبر أمامه خشنا وفظا ورجلا ليبيا كباقي الرجال
❞ «رافقهنّ كحارس أو أب فقط» ❝ وصية أبيه
كل شيئ يجبر ميلاد على تعلم القسوة ولا يعرف،
فلم ينجح قائده في الجيش أن يجعل منه بندقية يوجهها حيث يشاء ولم يعرف صديقه العبسي أن يقسّي قلبه على زينب حبيبة عمره، ربما نجحت زينب نفسها في النهاية!
❞ «تعيش يوم ديك ولا عشرة دجاجة ❝
مجتمعا بأكمله رجالا ونساء، شعبا وسلطة تحرض ميلاد أن يعيش حياته بهذا الشعار يوم ديك ولا عشرة دجاجة وميلاد المسكين مقطعا بين قلبه وشعبه ولم يختر أي منهما ولم يرث عن عائلته وأبيه سوى مهنة صناعة الخبز والغرام به
❞ كان أبي عصبيًّا ولا يحبّ الناس، إلّا أنّه كان لطيفًا مع العجين ❝
يحكي ميلاد قصة حياته لكيان مجهول بصوت شخصي وبسرد جيد أو قل جيد جدا "بيتمشى في الزمن" في حياة ميلاد جيئة وذهابا من اليوم الذي نبدأ في التعرف عليه إلى أن يفقد قلبه وجزءا كبيرا من عقله في نهاية الرواية.
علاقة ميلاد بالعجين وصناعة الخبز أكثر جزء أصيل وملموس في الحكاية وتطغى على باقي علاقات البطل التي تبدو عادية ومكررة من روايات وأفلام أخرى حتى أننا لم نعرف الكثير عن علاقته بالله سوى في إشارات عابرة
❞ تذكّرت كلام الشيخ، في إحدى صلوات الجُمع، أنّ المنتحرين لن يدخلوا الجنّة. خفت أنّ الله لن يراني. حلمت مرارًا بمحاولتي الحديث معه، وهو يدير ظهره لي ❝
مشكلة الرواية بالنسبة لي أنها بدت عادية ومتوقعة في أجزاء كثيرة ولم تقدم أي جديد لغوي يذكر تقريبا وتعرضت للملل أكثر من مرة ولم يمنعه في مرات أخرى سوى طريقة السرد الذي لا يمشي في اتجاه واحد متقدما للأمام non linear
وفي محاولة التعرف على أي فن يأتي من ليبيا حاولت البحث عن موسيقى المغني الليبي أحمد فكرون، المغني المفضل عند ميلاد، لكن لم أستطع أن أكمل خمس دقائق من أغاني مختلفة له.
كما أعتقد أنه كان على الكاتب أو دار النشر أن يضعا تشكيلا عربيا معتبرا للكلمات القادمة من العامية الليبية مثل كوشة - بوخة - خطّيفة ...
عموما لم يكن وقتا ضائعا