#قرأت_لك_هذا_الكتاب
#خبز_على_طاولة_الخال_ميلاد
#محمد_النعاس
"عيلة وخالها ميلاد"
هذا مثل ليبي يقال للإشارة إلى العائلة التي يتهاون فيها الرجل الشرقي في أن يمارس شرقيته بمفهومها المذموم في إحكام قبضته على عائلته
ومن هنا ينطلق خيال الكاتب " محمد النعاس" في نسج رواية جميلة ذات سرد ممتاز
الرواية تحكي عن أخ اسمه ميلاد ، أخ لأربع أخوات بنات ، من وجهة نظر المجتمع فقد أثرت نشأته في عائلة أكثرها من النساء على رجولته
وفي الحقيقة لم أرى إلا جانباً إنسانياً جميلاً في الخال ميلاد ، رجل حنون ، طيب لدرجة السذاجة في بعض الأحيان ، قد أختلف منه في بعض المواقف وأتفق معه في أخرى ولكن أليس تلك هي حال النفس البشرية ؟
ما أعجبني بالرواية السرد والتسلسل الزمني إذ يتنقل الكاتب برشاقة بين الأزمنة فتارةً يذهب للماضي البعيد وتارة يكون أكثر قرباً ، ولكنه يفعل ذلك بمهارة فائقة ، يفتح لك عدة تساؤلات ويجعلك تفكر فيها دون أن يعطيك الجواب فتظل متشبثاً بأوراق الرواية لتعرف الجواب على الأسئلة المطروحة
الأحداث غير متوقعة أبداً ، ربما لم تعجبني النهاية بسبب ما طرحته من ألم وإن كانت نتيجة متوقعة للأحداث
من يقرأ الرواية لا يتصور أبداً أنها الإصدار الأول للكاتب ، كتابة جميلة وعذبة ومتميزة
من الاقتباسات التي أعجبتني:
-"كانت هي المركز وكانت حياتي تدور حولها"
-"كنت احب أن أعيش ألف سنة دجاجة ولا أن ألقي بنفسي كالديك من فوق سطح الإسطبل مدركاً أنني لن أطير عالياً إلا لدقائق "
-" لم أهتم يوماً بالرجال الأقوياء، أحببتك لأنك أنت، حنون ولطيف ولأنك تعد لي البيتزا وتنصت لكل ما أقوله، ولأنك تحترمني ، لا يهم إن كنت قوياً وقادراً على اللكم والضرب والركل ، كما لا يهم إن كنت شجاعاً كفاية للقتل من أجلي، ما يهمّ .. أنني عندما أمسك إصبعك الأصغر، أشعر بالسكينة"
-"ماذا يسمون هذا الشيء؟ أقصد حالة الرضى التي تمر بها المرأة بعد أن يضربها زوجها أو ولي أمرها، وبعد ذلك بأيام تعود حياتهما طبيعية كما كانت، يتركها تطبخ له دون أن يشعر بخشية من محاولتها تسميمه . ثمة شيء يفعله مربو الكلاب وهو تأديب كلابهم بالضرب والتعنيف ثم إطعامها، لكنهم لا يستخدمون اليد نفسها لفعل ذلك ، يضربونها باليسرى ويطعمونها باليمنى ، مع الوقت ينصاع الكلب ، وعندما يرفع المدرب يده اليسرى تجد الكلب قد تأدب . هل هذا ما يفعله الأزواج لزوجاتهم؟"
#لبنى_الحو