اقتباسات من كتاب سلاطين الوجد -دولة الحب الصوفي-

وسري عندك مكشوف وأنا إليك ملهوف

تكلؤهم في مضاجعهم

يلتذ بالخلوة؛ لأن مَن يستأنس بها يستمكن من بساط الفراغ

«ازهد في الدنيا ترَ العجب

وسرحت رُوحه في العلى، وحطَّ قلبه في الملكُوت، وجال بين سرائر حجب الجبروت، ومالت روحه في ظلِّ نسيم المشتاقين، حتى جعل قلبه معقودًا بسلاسل النور.

عاش ذُو النون حياته يحاولُ مُجاوزةَ دار الظالمين، ويستوحشُ من مُؤانسة الجاهلين، ويركبُ سفينة الفِطنة، ويقلعُ بريح اليقين، ويرسُو على شُطوط الإخلاص، عابرًا جسرَ الهوى

فقد عاش يردِّد: «البلاءُ ملحُ المؤمن، فإذا عدمه فسد حاله»

أليس هو القائل: «ما أخلص عبدٌ لله إلا أحبَّ أن يكونَ في جُبٍّ لا يُعْرَفُ»

قال فتح بن شخرف: «دخلتُ عليه عند موته، فقلتُ له: كيف تجدك؟ فقال:

‫ أَموتُ وما ماتَتْ إليك صَبابَتي

‫ ولا قضَّيتُ مِن صِدْق حُبك أَوطاري

وقيل له عند النزع: «أوصنا»، فقال: «لا تشغلوني فإني متعجِّبٌ من سر لطفه».

والصديق كالذهبِ، والبلاءُ مثل النَّارِ، والذَّهبُ الخالصُ مُتهللُ الوجْهِ في قلبِ النَّار

وأليست علامةُ المحبَّةِ هي السرورُ في البلاءِ والآفةِ ومعاناةِ المِحَن؟

فضحكَ مُقهقهًا، وهزَّ رأسَهُ، وقال: أنظر إلى نفاجِ هؤلاء الأصدقاءِ وادِّعائهم.