هل فهم من احتمالهن الصموت أن المعاناة من الرجال هي الأصل وأن الأمر طبيعي؟ أكان تجاهله طبْعًا غير إراديٍّ غرسته فيه نشأته وطبيعته التي تتخذ التغاضي عن الألم طريقة مُثلى للتعامل معه؟
غرفة إسماعيل كافكا > اقتباسات من رواية غرفة إسماعيل كافكا
اقتباسات من رواية غرفة إسماعيل كافكا
اقتباسات ومقتطفات من رواية غرفة إسماعيل كافكا أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الرواية.
غرفة إسماعيل كافكا
اقتباسات
-
مشاركة من Aya Shawqy
-
لكن المؤكد أنه فهم في ذلك الوقت أهم فارق بين الرجال والنساء، إنها امرأة، وهذا يعني أنها تقدس التحمُّل، تعتنقُه دينًا بعد دينها،
مشاركة من Aya Shawqy -
لكنه لا يحاسب نفسه بضراوة على ألم كانوا جميعًا شهودًا عليه، بل على تلك الآلام التي كانت تحرص أن تخفيها عن كل الناس ورآها هو على الرغم من ذلك، على إحساسه بها تتأمله في نومه كما يُحدِّق عاشِق في خيبة أمله،
مشاركة من Aya Shawqy -
كان يحتشد في حلقه كلام كثير ربما لو كان قاله في مرة من المرات لكان أصبح رجلًا آخر غير الذي هو عليه الآن
مشاركة من Aya Shawqy -
لكنه، ولسنين طويلة، سُلِب القدرةَ على طرح الأسئلة والأملَ في راحة الإجابات، إذا لم يكن هذا هو الجحيم فماذا يكون؟
مشاركة من Aya Shawqy -
لقد جلستُ في الزاوية وأكلتُ نفسي فقط حين كان عليَّ أن أفعل أشياء أكثر جدوى.
مشاركة من Aya Shawqy -
يحتاج من أجل ذلك أن يكون قويًّا كفاية ليتحمل ما يكره، متواضعًا كفاية لكيلا تأنف نفسه من الرضوخ والتقبُّل، ولم يكن يمتلك أيًّا من الفضيلتين
مشاركة من Aya Shawqy -
كان يُفوِّض خياله كلما أعجزه إدراكُ الأشياءِ بالحواس،
مشاركة من Aya Shawqy -
كان بوسعه أن ينسى ما فعله أبوه ويحكي له فقط عن فرحه بالعودة، عن اكتشافه وهو على وشك الرحيل نهائيًّا معنى ألا يرى أحبابه مرة أخرى وألا يعود له بيت، احتاج بشدة أن يتكلم عن ذلك وأن يرى على وجه أبيه الشيء نفسه، ثم كفَّ إسماعيل عن انتظار ذلك منه؛ انتظار أن يسمع منه القصة بكل ما يمور في نفسه من انفعال الناجي.
مشاركة من Aya Shawqy -
وعندما انتصف الليل تسحَّب الطفل متضعضعا على أطراف أصابعه إلى الغرفة التي كانت تنام فيها أمه معه، كانت أخته تنام في حضنها على غير العادة؛ منكمشةً وخائفة، ومن مكانه كان يرى وجهها وقد غسلته الدموع وجفت فوقه تاركة آثارًا لا تخطئها العين، بينما كان وجه أمه منقبضًا بتجعيدة بين الحاجبين، كانتا تألمان لأجله، ربما من هنا تعلم العجز عن تلك الفضيلة التي تنقصه؛ فضيلة دفع الأذى عمن نحب، ربما منذ ذلك اليوم أصيب بلَوْثة عدم القدرة على إبداء التعاطف أو التعبير عنه.
مشاركة من Aya Shawqy -
حينئذٍ تتلاشى كل الأسباب التي تدفعنا لتقديس آبائنا، وكما لو كنا نفيق من حلم خِلناه حقيقة لسنين؛ يتبين لنا أننا قادرون على عدم الاتفاق معهم دون أن تحل بنا لعنة وأيضًا –للغرابة- دون أن نشعر بالخزي أو بعذاب الضمير، نثور لهذا في سنين يسميها بعضنا مراهقةً؛ لغضبِنا من الشعور بالخديعة، من أننا قضينا سنين طويلة نعتقد بفرادة شخص عادي ودفعنا هذا الشعور بالفرادة –مع أخذ المحبة في الاعتبار- إلى تنزيهه عن الخطأ
مشاركة من Aya Shawqy -
حزينًا كان يربض هناك مثل حيوان بدَا له أنه سيظل يلفظ أنفاسه الأخيرة إلى الأبد، كان القميص الملطخ بالدم والتراب، الذي خلعه عن عُرابي لتفقُّد مواضع إصاباته قبل تكفينه، يُعذِّب ذاكرته باستعادة الوجه المشطوف بالشظية،
مشاركة من Aya Shawqy -
نعم، يريد الإنسان بشدة أن يفوز على مُبارِزه ولكن لا يُمكنه أن يُجهِز عليه إذا سقط سيفه وصار أعزلَ، ينتظر حتى ينفض عن نفسه التراب ويتناول سيفه حتى لا يُحرز نصرًا غير جدير بسوى البصق واللعنة،
مشاركة من Aya Shawqy -
وما إن غادروا جميعًا ودخل الغرفة على مريم حتى اشتغلت في رأسه تورية أبيه، عندما وقعت عيناه عليها لم يرها إلا غزالة قابلة للافتراس، وهو كان يكره أن يكون مفترسًا، كان يريد امرأة يستطيع معها أن يكون إنسانًا، امرأة تُمكنه من أن يكون رجلًا آخر عكس أبيه في كل شيء، وهذه الغزالة المنكمشة التي تجلس على طرف السرير وتطرق برأسها كانت تذكِّره بأمه، تستفز حساسيته تُجاه احتمال أن يصير أباه.
مشاركة من Aya Shawqy -
لقد حددت يدُ نانا في ذلك اليوم شخصيته كرجل في مقابل امرأة، سيُدرك بعد سنين طويلة أنه عاش حياته ينتظر فيما ينتظر من النساء تلك اليد التي تمسح جروحه وتحنُّ عليه، بالنسبة لأبيه كان هذا نوعًا من خور الرجال الذي كان عليه أن يستخزيَ منه، أمَّا هو فكان يرى أنه لا يمكن عيشُ حياةٍ فيها أب مثلُ أبيه بدون امرأة مثل نانا
مشاركة من Aya Shawqy -
ما زلت أذكر كل المرات التي حملتني فيها على كتفيك عندما أبديت رغبتي في لمس نجمة، كم أحب أنك فعلت ذلك لي دائمًا، لكنني أريد الآن أن أُريك كم أصبحتُ أطول قامة!
مشاركة من Aya Shawqy -
بدت له بعد آخر جملةٍ امرأة مغرورة إلى حدٍّ لا يُطاق، وطوال حياته كان أكثر مَن يكرههم ثلاثة: الجبناء؛ مثله، الأذلَّاء؛ مثل زوجته مريم، والمغرورين؛ مثل هذه المرأة الوقحة بأحمر شفتيها المُستفز.
مشاركة من Aya Shawqy -
هل بوسعي، يا إلهي الذي لا يُضيِّع فُتات حسنة في قلب عبده، أن أعتبر هذه النقطة من حسناتي القليلة؟ أنني على الرغم من مساوئي الجَمَّة لم أشعر بالرغبة في محاسبة الآخرين؟ سأسعد إذا ثمَّنت ذلك في قلبي عندما أقف وقفة الحساب الرهيبة.
مشاركة من Aya Shawqy -
لم يكن يشعر في قلبه بأيَّة غضاضة في كونه لم يكن جنينًا مرغوبًا فيه، كان يعتقد أنه لا يمتلك الحق في أن يحاسب أمه على سعيها للتخلص منه في حين لم يكن أكثر من مجرد بويضةٍ ملقّحة لأم مقهورة ورجل سيء، أضف إلى ذلك أنه عندما دلفَ إلى هذه الحياةِ لم يجدْها رائعةً إلى الحدِّ الذي تستحق معه أن يتخذ موقفًا من محاولة أمه أن تحرمَه منها.
مشاركة من Aya Shawqy -
وهكذا تكدَّست في هذه الغرفة أغراض كانوا يكتشفون عدم جدواها من وقت لآخر، كان هو أولها.
مشاركة من Aya Shawqy