◾اسم الكتاب : صنايعية مصر "الكتاب الثاني"
◾اسم الكاتب : عمر طاهر
◾نوع الكتاب : كتاب بحثي ارشيفي، مقالات
◾اصدار عن دار الكرمة للنشر و التوزيع
◾عدد الصفحات : ٤٤٣ صفحة على أبجد
◾تصميم الغلاف : كريم آدم
◾التقييم : ⭐⭐⭐⭐⭐
"هذا بلد يخبئ من قصة حياته أضعاف ما أفصح عنه."
- عمر طاهر
يأخذنا الكاتب في رحلة إلى دهاليز الماضي لمعرفة أصول الكثير من الصناعات التي مازال بعضها قائماً حتى الآن، وبعضها مازال عالقاً في الذاكرة من الصعب طمسه، وعلى مدار ثلاثة عشر فصلاً، كل فصل منهم موضوعاته متقاربة الي حدٍ ما، يكشف لنا الكاتب جانب هام من حياة صنايعية مصريين تركوا اثراً عظيماً من الصعب محوه مهما مر الزمن، صنايعية بمثابة أبطال في الظل خفت بريق اسمهم ليسطع بريق صناعتهم جيلاً بعد جيل، انهم أناس أخلصوا في عملهم وقدموه بكل حب وإتقان، وأفنوا حياتهم في سبيل هذا العمل، ليكون تخليد التاريخ لاسمهم ومعرفة الاجيال الجديدة بهم بمثابة جزء قليل من رد جميلهم الذي يطوق اعناق المصريين.
يبدأ الكاتب بمحاولته لاقتفاء أثر صنايعي التكييف ومبردات كولدير، (المهندس الطاهري) ابن المنصورة، قصة نجاحه وحياته في ظل التأميم، والمناصب التي تقلدها، في صورة حكاية يرويها تنبع بالحيوية وليست مجرد سطوراً ضمن مقال خالية من الحياة، وفي التنقُّل من صناعة لأخرى ومن صنايعي لآخر، اختار الكاتب الصناعات التي تركت أثرا واضحاً في حياة المصريين، أخذنا الكاتب الي (بديع صبحى) صنايعي الأفلام الهندية، من ادخل اميتاب باتشان الي حياة المصريين، التأميم كيف بدأ وكيف سار وكيف أثَّر؟!
أجاب عن اسئلة.. من ألبس المصريين (الكوتشي)؟ ومن اخبرهم عن الورنيش؟ الجوارب والفانلات كيف بدأت في مصر؟ صناعة البلاستيك من وراءها؟!
اتجه الكاتب للصناعات الغذائية فتحدث عن صنايعي (الشيبسي)، كيف بدأت الفكرة الي ان وصلت لشكلها النهائي، مشروبي "الكينا" وبيرة "سيتلا" أين اختفيا؟ أين اختفت الوجبات الغذائية؟ ومن الذي ادخل المناديل الورقية الي جيوب المصريين بديلاً عن المناديل القماشية؟!
تحدث الكاتب عن الصناعات اللي نراها الآن أمراً مسلماً به ولم نفكر في كونها صناعة هامة لاقت ذات يوم هجوم وانحناءات، لاقت القبول أحياناً والرفض أحياناً أخرى، أجاب الكاتب عن اصل صناعة الأدوية في مصر، ومتى تحولت الاجزخانة الي صيدلية؟ ، تنظيم الأسرة وتحديد النسل واول من نادى به، المؤسسات و المنشآت المصرية العريقة مثل (كوبري ٦ أكتوبر) و(استاد القاهرة) مدينة (المهندسين) ومسار (مترو الانفاق)، (المقطم) و (كورنيش النيل) ميدان (التحرير) وغيرها من المشاريع الهائلة والتي صُرِف عليها الملايين كانت في الأساس فكرة على ورق قوبلت احيانا بالرفض وأحيانا بالتسويف.
ومن اكثر الفصول التي راقت لي كان الفصل الذي يتحدث عن (كامل البوهي) صنايعي إذاعة القرآن الكريم، الإذاعة الأكثر استماعاً في مصر، (الشيخ الحصري) خادم القرآن الكريم واول مقرئ في إذاعة القرآن الكريم.
ولم ينسَ الكاتب الرموز النسائية في كتابه، فتحدث عن (أمينة الصاوى) صنايعية المسلسلات الدينية و التاريخية والتي تربينا على الكثير من أعمالها العظيمة، (لفتية السبع) صنايعية محو الأمية الصحية، و(بهية عثمان) صنايعية التدبير المنزلي.
ليختتم الكاتب كتابه بالحديث عن بطولات سيدات السويس وقت الحرب، ليصبحن بمثابة صنايعية انتصارات الخطوط الخلفية وعلى رأسهم السيدة (كريمة يس).
لقد برع الكاتب في تقديم كل شخصية في مقالٍ مستقل بذاته عن باقي المقالات، يتكلم فيه عن الصنايعي بأسلوب أقرب إلى الحكاوي، ولم ينسَ إبراز التأثير السياسي على الصناعات وقتها فإما ان تزدهر او تتراجع ، و الاتجاهات الدينية كذلك وما كان ينجم عنها، لقد قدَّم الكاتب كتاب بحثي ارشيفي متكامل حفَّز بداخلي الرغبة في البحث و معرفة المزيد عن شخصيات بمثل تلك البراعة نسيهم التاريخ او تناساهم في وسط أحداثه الكثيرة.
◾رأيي الشخصي :
ليست اول ولن تكون آخر قراءاتي للكاتب (عمر طاهر)، في كل مرة يبهرني الكاتب في تناوله لافكار الكتاب الذي أنا بصدد قراءته، ومع صفحات الكتاب الأولى استطعت ان انفصل عن كل ما حولي للتركيز فقط في ما اطلع عليه من معلومات قيمة لن ابالغ ان ذكرت انها احتاجت لسنين عديدة لتجميعها لتخرج بتلك الصورة الرائعة و المتكاملة، اهتمام الكاتب بأدق التفاصيل، بداية من دافعه للكتابة عن تلك الشخصيات، هل ذلك بسبب ذكريات من الطفولة، ام حب البحث والاطلاع، ام أراد أن يعرف عنها المزيد؟! شعور الكاتب أثناء كتابته عن تلك الشخصيات، حتى الصور المرفقة بكل فصل تحمل اخبار او صور لصنايعية مصر وما انجزوه، الكتاب يحمل جواً رائعاً من النوستالجيا كعادة كتب (عمر طاهر) جعلني أشعر وكأنني أحيا حقاً داخل تلك الحقب التاريخية، أتمنى لو كان للكتاب أجزاء أخرى يمكن من خلالها الاطلاع على حياة صنايعية آخرين، كتاب رائع ولطيف رغم دسامة معلوماته أنصح بقراءته.
◾الغلاف :
جاء الغلاف رائعاً يحمل قصاصات وصور من معرض صور الكتاب، بعضها يحمل خيراً وبعضها صورة لصنايعي من صنايعية مصر، فجاء معبراً جداً ومتماشياً مع مضمون الكتاب.
◾الأسلوب :
جاء أسلوب الكاتب بسيطاً سلساً يميل الي الوصف ولكن دون استفاضة بلا داعٍ مما يدفع اي ملل عن القارئ.
◾اللغة :
اعتمد الكاتب لغة عربية فصحى خالية من الالفاظ والتراكيب المعقدة، متخللة ببعض الجمل العامية والتي نُقِلت على لسان اصحابها، إلى جانب بعض الألفاظ الشائعة والتي جاءت متماشية مع جو الكتاب مثل (على كف عفريت)، وقد جاءت اللغة على قدر من البساطة بما يتماشى مع اسلوب الكتاب وفكرته.
◾اقتباسات من الكتاب :
📌"آمن أن مستقبل الصناعة كلها في أن يشعر العاملون أنهم مُلَّاك."
📌"ولا شيء يدعم القائد في نجاح مهمة من هذه النوعية إلا شعور العاملين معه بالأمان ودعم الثقة بالنفس."
📌"لكنه كان يدرك تمامًا أن الجوع قد يكون مهلكًا للجميع."
📌"إن المدينة كائن حي ينمو ويكبر بمرور الوقت."
#صنايعية_مصر
#عمر_طاهر
#دار_الكرمة_للنشر_والتوزيع
#مراجعات_هدير #قراءات_2022 #تجربتي_مع_ابجد