اقتباسات من كتاب مطبخ دلع

الزوجة التي تودع زوجها في البيت، يجب أن تكون أجمل وأظرف وأرتب من السكرتيرة التي تستقبله في المكتب» ويا لتلك السكرتيرة التي تنتظره هناك، منافستها صعبة جدًا ‫ دخلت المطبخ تنادي: «ماري، اجلبي اللحمة المفرومة من الثلاجة». ركضت ماري ملبية الأوامر الصباحية المفاجئة.

مقادير طبق الدجاج بالحمص*

دجاجة واحدة مقطعة أرباع

ثلاث حبات من البصل المفروم ‫ - كوب حمص مسلوق ‫ - نصف كوب زيت زيتون ‫ - خمسة فصوص ثوم ‫ لتتبيل الدجاج: ‫ نصف ملعقة صغيرة من كل مما يلي: زنجبيل مفروم، كركم، بابريكا، فلفل أسود، ملح وبهارات مغربية (رأس الحانوت)

الرائحة؟ ‫ - نعم، ستكون لفتة جميلة لو عطرت مناديل النساء، فيشتمون رائحة عطر جميل عندما يمسحن أفواههن هذا ما علمتهم إياه في قصور الأندلس ‫ - لكننا لسنا في قصر، نحن عائلة بسيطة ‫ - وإن كنتم بسطاء، أين الضرر في القليل من الأناقة والتجمل والرقي؟

فليكن

الطبق نفسه في البلد نفسها ستجد له مذاقًا مختلفًا في كل منطقة، لهذا تجدون طبق ورق العنب هنا يختلف عن ورق العنب هناك، وكبة أم أحمد ألذ من كبة أم سعيد وهكذا. ستكون الوصفات من ضمن الحكايات.

عندما كُسرت يدي، كنت أدخل المطبخ وأطبخ بيد واحدة، وبعد انتهائي من جلسات علاج السرطان، كنت أدخل المطبخ حال ما أعود إلى البيت كان المطبخ يشعرني أني بخير وأني شفيت وعدت للحياة عندما رأى طبيبي صور طبخاتي في تويتر بعد خروجي من المستشفى فرح بي و شجعني أن أستمر.

شحذت ذهني وارتجلت حكاية، بدأتها سعيدة ثم شيئًا فشيئًا ومن دون تخطيط مني أصبحت حزينة، لا أدري لماذا انتبهت للهدوء الذي خيم على السيارة، التفت لأولادي فوجدتهم غارقين بدموعهم، عندها عرفت أنّ لي أسلوبًا مقنعًا في سرد الحكايات سقى الله تلك الأيام التي كنت أستطيع أن أشدهم لي بحكاية.

كل هذا كان يقدم في صحون صغيرة على صينية ألمنيوم كبيرة كنا نسميها «صينية تفضل ابن عمي»، فهذا ما كانت تقوله خالتي لزوجها عندما تناديه للعشاء.

تفوح رائحة السمنة في البيت بينما تحمّص خالتي السميد فيها إلى أن يشقرّ، ثم تسكب فوقه القطر الحار. تغطي القدر وتتركه على نار هادئة لمدة عشر دقائق تضيف ماء الزهر وتسكب المامونية في صحون بلور ثم تزينها بالقرفة والفستق والقشطة على الوجه.

يضيف الهيل وفوقه (حبة البركة) كما يسميها بمعنى «القليل المجاني»، ثم يوزّع علينا حبات «الملبّس» الملوّن تحمل أمي كيس القهوة الفوّاحة؛ فقد ضمنت فنجان قهوة طازج ولذيذ حول البحرة عند وصولها لبيت أختها ‫ أثناء زيارتنا في بيت خالتي كانت توكل إلينا الكثير من المهام.

مطعم «بوز الجدي» أشهر فوّال في دمشق، نطلب من أمي أن تمنّ علينا بصحن فول أو صحن «تسقية»، فترفض متعللة أن خالتنا قد أعدّت لنا وليمة محاشي للغداء، ولن تفسد شهيتنا بصحن فول.

‫ - أنا زرياب، ولدت عام ٧٧٧م، كانوا يلقبونني بـ «الرجل الأنيق» في كلامه وطعامه، موسيقي وشاعر وفلكي وأديب، ضربت شهرتي الآفاق، ونقلتُ إلى بقاع الأرض آداب المائدة. انظري إلى الشرشف الذي تضعينه فوق طاولة الطعام

كان المطبخ يشعرني أني بخير وأني شفيت وعدت للحياة.

«النملية» لمن لا يعرفها كانت بمثابة ثلاجة من دون كهرباء، فهي خزانة خشبية لحفظ الطعام، بأبواب من المنخل الناعم الذي يسمح بدخول الهواء ويمنع الحشرات، ويخزن فيها الزيت والزعتر والزيتون والمربيات بأنواعها، والحبوب والمكسرات كبذر البطيخ الذي كنا نحمصه