اقتباسات من رواية ماكيت القاهرة

إن إنكار موت شخص لا يساوي أبداً الادِّعاء بأنه حيٌّ، وإن فعل شخص، فسيعبُر ببساطة إلى الضفَّة الأخرى من الواقع، وهذا هو تعريفي للجنون.

‫ تبنَّى عقيدة مفادها أن أيَّ شيء هو حقٌّ أصيل لمَنْ يجده، لا لمَنْ يفقده، وكان قادراً على خوض حربٍ ضدَّ الناس، والمدينة، والعالم، كي يدافع عن جميع الممتلكات التي باتت تنتمي له دون أن يستحقَّها.

كم أن الفنَّ في جوهره شيءٌ قاس، فهو قادرٌ على جعلكَ تنهار لسقوط ذبابة في كوب، ولا تعبأ بنزول جثمان إلى مقبرته، وكم من فيلم أو رواية أو لوحة، كان فيها صمتُ بناية من الخرسانة أهمَّ من كلمات شخصٍ من لحم ودم

كم أن الفنَّ في جوهره شيءٌ قاس، فهو قادرٌ على جعلكَ تنهار لسقوط ذبابة في كوب، ولا تعبأ بنزول جثمان إلى مقبرته، وكم من فيلم أو رواية أو لوحة، كان فيها صمتُ بناية من الخرسانة أهمَّ من كلمات شخصٍ من

فعندما يخسر الإنسان شيئاً، يبحث عمَّا يُعوِّضه وليس عمَّا يستحقُّه.

فالواقع ليس واحداً بالنسبة إلى الجميع

يغدو الناسُ أشدَّ شبهاً بصور طفولتهم عندما يصبحون عجائز. يسهل التعرُّف على ملامحهم القديمة في الصور، كأن الأطفال يولدون فقط لكي يشيخوا، وفقط في هذه اللحظة، يعرفون أيَّ وجه يمتلكون.

الحياة الواحدة، لو تسنَّى لها أن تتكرَّر، فلن تُعاش أبداً مرَّتَيْن بالطريقة نفسها حتَّى لو كتبها صاحبها نفسه

هُيِّئ لها أنها عرفت، أخيراً، لماذا كلَّما حاول الناس الهرب من سجونهم، منحوها المزيد من الطوابق.

فإن الأوطان جميعها زائفة، الفارق الوحيد أنها تملك مَنْ يقطنها، فما إن يصبح مكانٌ ما مأهولاً، حتَّى يُقنِعَ قاطنيه أنه مهدَّد، وفقط عندما يبدؤون بالقتل من أجله، يصبح حقيق

هل كان قتل الأب ضرورة، كي يعرف هو أيّ يدٍ يملك؟ هل اليُتم سبيلٌ وحيدٌ لمَنْ قرَّر ألَّا يكون صورةَ شخصٍ آخر؟ في نهاية المطاف _ كان يجيب نفسه _ يستحقُّ الآباء جميعُهم من الكراهية قَدْر ما يستحقُّون من الحُبِّ

بين المدينتَيْن، عاش أوريجا، عالقاً كوقفته على السقالة، دون أن يستطيع التطلُّع في عين الشمس أو النظر صوب الأرض، لأن النتيجة الوحيدة في كلتا الحالتَيْن كانت السقوط.

ثمَّة مدينة ستصبح عمَّا قريب عاصمة جديدة، لم يعثروا لها على اسم بعد، صارت القاهرة كلُّها ممرَّاً إليها.

يصير الناس أقرب ما يكونون لبعضهم عندما يشتركون في فَقْد الشيء ذاته. إنها رابطة أعمق من رابطة الدم. يكونون على استعداد للموت من أجل شبيههم في الخسران، ولن تعرف أبداً، هل يفعلون ذلك دفاعاً عمَّا تبقَّى أم ثأراً لما ضاع.

القَتَلَة جميعهم يُطلقون الرصاصة الأولى بِنِيَّة قتل أنفسهم، والتردُّد فقط يجعلها تُغيِّر طريقها في اللحظة الأخيرة، لتقتل شخصاً آخر. بعدد مرَّات التردُّد، يكون عدد القتلى، لذلك، فالقَتَلَة هم أولئك المنتحرون الذين لا يزالون على قيد الحياة.

لكن الأقنعة جميعها كانت تسقط رغم إرادته، وانتهى به المطاف بأن وجهه صار هو قناعه.

القتلة جميعهم يطلقون الطلقة الأولي بنية قتل أنفسهم، والتردد فقط يجعلها تغير إتجاهها في اللحظة الأخيرة لتقتل شخص آخر.

ليس من حقِّ أحد أن يموت دون سبب في نصٍّ بينما يموت الناس جميعهم دون سبب في الواقع

لم يُدهِشْهُ ذلك، بقَدْر ما جعله يتساءل عن الكيفية التي بها تبكي عينٌ ما وقد انفصلت عن ألم صاحبها.

وكان أوريجا قد تعلَّم أن أيَّ شخصَيْن يتقابلان للمرَّة الأولى يظلَّان صديقَيْن، إلى أن يبدأ أحدهما بالتحدُّث