كانوا يتبادلون التحيات بود رغم أن أحدهم لا يعرف الآخر يصير الناس اقرب ما يكون لبعضهم عندما يشتركون فى فقد الشئ ذاته انها رابطة أعمق من رابطة الدم يكونون على استعداد للموت من اجل شبيههم فى الخسران ولن تعرف ابدا هل يفعلون ذلك دفاعا عما تبقى أم ثأرا لما ضاع
ماكيت القاهرة
نبذة عن الرواية
في روايته الجديدة ينقل طارق إمام القارئ إلى القاهرة 2045. والمشروع إنجاز ماكيت للعاصمة المصرية السابقة قبل ربع قرن، جوهره إحياء ذاكرة المدينة. ولأن السؤال لا ينجي من تقاطع واقع - مصيره المحو، مع خيال - يجتاح الأمكنة التي تخلق قاطنيها؛ ستبحث عن ذاتك في مرايا الحكاية. ماذا يحدثُ لو اكتشفت أنك مجرد شخصية روائية تتحكم في مصيرها شخصية روائية أخرى؟ تعيش في ماكيت أكبر من ماكيت اعتبرته، لسنوات طويلة، مدينتك؟ ستكون حتمًا إما أوريجا أو نود أو بلياردو، وستمضي في قراءة روايةٍ هي ماتريوشكا من المدن المتطابقة، كلَّما فضضت مدينة واجهتك مدينة مضادة. وللقارئ أن يتساءل عن شرط الوجود القاسي: ألهذه الدرجة يمكن لمكان متخيل أن يمحو مكاناً حقيقياً؟ من الكتاب: بدأ محاكاة القاهرة بالورق. في الطفولة يتساوى بيتٌ من ورق وبيتٌ من الخرسانة، وفقط عندما يكبر الناس، يكتشفون أن البيوت تُصنَع من الموادِّ التي تجعلها قادرةً على حماية نفسها وليس الدفاع عمَّنْ يقطنونها. فيما كان أقرانه يصنعون مراكب وطائرات كان هو آخذاً بتشييد بيوت بيضاء تقطعها خطوط الورق المسطَّر، يضع عليه توقيعاً بدائياً سيظلُّ يطوّره استناداً لأصله الطفولي حتَّى يمنحه أخيراً هذه الهيئة: أوريجا. لكنه لن يلبث أن يكتشف أن المدينة تحتاج موادَّ أقوى، وألواناً أخرى، فلا وجود لمدينةٍ بريئةٍ إلى هذه الدرجة. مُطوِّراً من ولعه، سيكتشف أن المُدُن، حتى لو كانت غير حقيقية، خُلِقت لتبقى، بينما لم يُخلَق الإنسان نفسه إلَّا ليموت. كانت المراكب الورقية تغرق في مياه الحمَّامات، والطائرات تحلِّق لسنتيمترات، ثمَّ تنتحر على خشب الدكك الوعر أو تحت الأحذية، وحتَّى لو وجدت لنفسها مكاناً في السماء الواطئة خارج شبابيك الفصول، سرعان ما كان يبتلعها رمل الفناء. مدينته أيضاً كانت تدهسها الأقدام مع رنين جرس المغادرة. كان يفكِّر، يمكن لطائرةٍ أن تسقط ولمركب أن يغرق، إن هذا يحدث في الواقع أيضاً، لكنْ، لا يجب لمدينةٍ أن تختفي لمجرد أن جرساً أطلقت صرخته يدٌ ما، كأن الوجود محض يومٍ دراسي.عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 408 صفحة
- [ردمك 13] 978-88-32201-91-8
- منشورات المتوسط
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية ماكيت القاهرة
مشاركة من Manal Younis
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Khaled Abdelgaber Mohamed
هل تعرف ماذا تعني كلمة (ماكيت)؟
( تمثيل مُصَوَّر لمبنى هدفه أن يظهر ما سيكون عليه شكل المبنى عند اكتماله على الطبيعة، وذلك قبل البدء في بنائه)
من العنوان – فإن المقصود بماكيت القاهرة – هو أن تصنع تمثيل مصور للقاهرة ولكن ما الهدف؟
هل هي خطة للتطوير؟
أم خطة لحفظ مكان بكامل تفاصيله حتى يكون مرجعا عندما يهينه ويغيره الزمن؟
أليست الصور كافية؟ الفيديوهات والأفلام الوثائقية؟ لماذا ماكيت؟
لماذا تريد أن تجسم مدينة بأكملها؟
حسنا عزيزي القارئ، هل تريد إجابات عما سبق؟
يخبرنا "طارق إمام" في أول صفحة ومباشرة مع الإهداء:
❞ الأمكنة تَخْلُقُ قاطنيها. إن نشأت نسخةٌ جديدة من بيت، ستنشأ نسخةٌ جديدة من ساكن. ❝
إذن فأنت لا تريد فقط أن تسجل كيف كانت أو ستكون المدينة، ربما تريد أن تصنع مدينة بساكنيها وشخصياتها وأيضا أحداثها.. ربما
مع توالي الأحداث تبدو الرواية تقليدية للغاية؛ فإذا تجاوزنا براعة الاستهلال التي لم أرها في أي نص روائي سابق بطفل يقتل أبيه بأصبعه الذي ألصقه لجبهته متخيلا أنه مسدس ومطلقا دويا من فمه: بوم
أو بشاب يرى شيئا لامعا تحت قدميه فيكتشف أنها عينا بشرية يأخذها ثم يلصقها في جرافيتي مرسوم على حائط لوجه بلا عين.. فإن الأحداث توالت كمزج بين ثلاث شخصيات – أوريجا ونود وبلياردو.. تتقاطع شخصياتهم لتنسج القصة في ثلاث محاور زمنية ٢٠١١ ثم ٢٠٢٠ وبعدهم ٢٠٤٥ .. قبل ان تتداخل معهم من المستقبل شخصية جديدة هي مانجا ..
ويمكنك أن ترى بسهولة
- اوريجا : شاب مصري من المستقبل يعيش في رتابة الحاضر الذي لم يتغير وكأنه يريد أن يخبرنا أنه لا اختلاف بين الحاضر والماضي والمستقبل لشعب بأكمله وتلك هي القاهرة بمفرداتها.
- نود: مصرية بكل ما تعانيه المصريات من آلام ومشاكل وطموحات مكبوتة، وحياة تعيشها في مرآتها دون أن يكون لها الحق في النطق أو التعبير،
- بلياردو: أحد شباب مصر الثورة.. شاب يمثل جيل كامل بدأ بطموح وانتهى كضرير..
تتورط من البداية بسبب ببراعة التشخيص في اكتشاف نفسك داخل حياة شخص منهم .
تتوالى الأحداث ويتوالى التداخل.. حتى تدخل عالم "طارق إمام"
هل تعرف "كريستوفر نولان"؟ شاهدت أفلامه سابقا؟
يبدأ معك بهدوء، رجال برابطات عنق رمادية حوارات قريبة ومركزة تتم في نطاق واسع ولكنها عن قرب يتحدث في الوجودية والأخلاقيات والتجارب الذاتية بخليط من البداهة والهندسة، واقع ممزوج بالخيال والفانتازيا التي لا يكبحها لجام. ثم تتورط معه بالدخول إلى عالمه.. فيغير كل مفاهيمك ويؤرق ثوابتك وهذا بالفعل ما فعله "طارق إمام"
هل تضمن بينما تقرأ كلماتي تلك أنك لست شخصية خيالية في رواية؟ أو أنك شخصية مخلوقة داخل خيال شخص ما؟
هل يمكنك التأكد من أن مدينتك التي تحيا بها هي مدينة حقيقية ليست ماكيتا مصغرا داخل مدينة أكبر؟
ما دليلك على ذلك؟
يقول "طارق إمام"
❞ التصديق قرين التلقِّي. لا علاقة له بجوهر الموضوع. ❝
❞ هل تدرك الشخصية الروائية أنها شخصية في رواية؟ هل يمكنها التعرُّف على نفسها؟ وحتَّى وهي تفكِّر أو تُلقي بجملةٍ حوارية أو تتحدَّث لنفسها، ❝
انظر جوارك وتحدث إلى الشخص المجاور لك؟ هل سمعت الجملة التي نطقتها برأسك قبل أن تقولها.. ألا يمكن أن يكون ذلك الصوت هو صوت ملقن ما على خشبة مسرح؟
فكر.. وعاود التأمل في كل ما يدور حولك
لماذا تتخذ قرارت خاطئة ثم تعاود التفكير في إمكانية تعديل القرار او القول لو تمت إعادة الموقف الذي قطعا لن يتكرر.
تعيش عالم كريستوفر نولان المصري "طارق إمام" – ولا أعلم هل سيوافقني طارق ويعجب باللقب أم لا- ويبهرك بالتفاصيل وبفلسفته الخاصة.. هل الذكريات تسير في خطوط أفقية أو رأسية؟
يأتي الماضي من خلفك أم ترفع رأسك للأعلى حتى تراه؟
أبهرني واستفزني وأثار مئات الأسئلة داخلي.. أكملت الرواية بينما أتوقع مع كل جملة قادمة تويست يزيدني إبهارا حتى انتهت رغما عني.
لا مجال هنا للحديث عن روعة السرد ولا عن جمال المفردات اللغوية أو البلاغية أو حتى البناء الروائي وتداخل دوائر الشخصيات الرئيسية الثلاث مع المحاور الزمنية للحكاية... لقد برع فيها بكل تأكيد وكلها أدوات نستطيع الحديث عنها وتحليلها في الروايات العادية..
تمهلت كثيرا في قراءة الرواية واستمتعت بها.. وأستطيع أن أقول بمنتهى الثقة أن قراءة تلك الرواية فرض على كل من يهتم بالأدب والفنون..
* * * * * *
عن "طارق إمام"
إذا أعطيتك ورقة بيضاء وقلم رصاص وطلبت منك استخدامهم..
هناك شخص سيكتب..
وهناك شخص سيرسم..
وهناك طارق إمام يكتب أدبا مرسوما.. بدقة تفاصيل وإبداع الفنان.. وبروعة وإبهار الحكاء والأديب..
"طارق إمام" في ماكيت القاهرة من وجهة نظري يستحق عدة جوائز:
- جائزة أفضل عمل أدبي وروائي
- جائزة أفضل فيلم قصير عن فيلم العاصفة والذي كتبه وأخرجه وصوره أيضا بشخصية نود
- جائزة جرافيتي القاهرة عن فكرة جرافيتي بلياردو
- وربما جائزة إضافية أيضا عن فكرة ماكيت القاهرة كإبداع يستحق التسجيل
لم يكتب رواية فقط ولكنه كتب فيلم قصير ورسم جرافيتي ووضع فكرة لقصة كوميكس مصورة بشخصية مانجا..
ولا عجب أن يتهافت الجميع على توقيعه المميز علي الرواية.. فهو فنان مكتمل وليس مجرد كاتب روائي
* * * * * *
الرواية مليئة بالاقتباسات الفلسفية الرائعة والكثير من العبارات التي تستحق التسجيل:
- ❞ يغدو الناسُ أَشَدَّ شبهاً بصور طفولتهم عندما يصبحون عجائز. يسهل اَلتَّعَرُّف على ملامحهم القديمة في الصور، كأن الأطفال يولدون فقط لكي يشيخوا، وفقط في هذه اللحظة، يعرفون أَيّ وجه يمتلكون. ❝
- ❞ كثيرون قتلهم أوريجا في ذهنه دون أن يضغط الزناد، كثيرون جدَّاً، حتَّى أصبح يملك مقبرةً جماعيةً في مخيِّلته، تضمُّ عدداً لا يُحصى من رفات أشخاصٍ لا يزالون على قيد الحياة. ❝
- ❞ ثمَّة أشخاصٌ يعبرون العالم دون أن يُنفِقُوا سوى كلمات قليلة، وكأنهم يملكون مخزوناً محدوداً منها سيَنْفَدُ إن هم لم يقتصدوا في استخدامه. ينتهي الأمر بهؤلاء إلى الموت وقد خلَّفوا وراءهم عدداً هائلاً من الكلمات التي لم تُقَل. ❝
- ❞ بدأ من لحظة المصافحة الأولى. لم تنهض عن مقعدها، ما جاء كموقفٍ، تُشبِعُهُ الرمزية، حيث يكون أوَّل ما يفعله شخص في حضرتها أن ينحنيَ أمامها مُجبَرَاً، وهو ما لا يُنسَى أبداً بعد ذلك، فَمَنْ ينحني لشخصٍ مرَّة يظلُّ محنياً أمامه للأبد. ❝
- ❞ أيُّ حَدٍّ يفصل بين المعنى الحَرْفي لعبارة ونظيره المجازي؟ ما الذي يجعلنا نتلقَّى عبارةً ما، باعتبارها الحقيقة، وعبارة أخرى، باعتبارها صورةً ما للحقيقة؟ لماذا نعبر سطح جملةٍ ما ملتقطين المعنى المُلقَى ببساطة على الشاطئ بينما نُضطرُّ في جملةٍ أخرى للغوص، كي ننتشلَ المعنى الغارق في الأعماق مُهدَّدِيْن بالغرق رفقته؟ وهل تظلُّ اللغة نفسها في الحالتَيْن؟ ❝
- ❞ - التناقض قرين الثنائيات. الشخص الذي ينظر للعالم كحزمة من الثنائيات يظلُّ يتعذَّب .. شكل/ مضمون .. واقع/ خيال، حقيقة/ وَهْم .. جسد/ روح .. صمت/ كلام .. بريء/ قاتل .. ❝
- ❞ كلَّما نجح في الفرار، كان بلياردو يفكِّر أن أسوأ ما في النجاة أنها تُفقِد المرء كبرياءه. مرَّة بعد مرَّة، كان يسأل نفسه: أيُّ نجاةٍ وَهْميةٍ يُمثِّلها الهرب، وفي الوقت نفسه، أيُّ شجاعةٍ زائفة، تنطوي عليها مواجهةٌ مع مدينةٍ، لا ترى مَنْ يراها؟ ❝
- ❞ بالمناسبة، ما يُرعِب في المتاهة ليس فكرة التيه، بل انتفاء التمايز. يُحبِطُني أن الناس يخافون دون أن يستطيعوا حتَّى معرفة سبب خوفهم. المتاهة خلية مركزية، تتكرَّر عدداً غير نهائي من المرَّات، هذا التماثل ❝
- ❞ تأمَّل فكرة أن ينظر لماضيه من أعلى لأسفل. كان ذلك قلباً عنيفاً لفكرة الماضي الذي يلتفت الحاضرُ للخلف، كي ينظر إليه. يعني ذلك أنه يمكن لحياة ما ألَّا تتحرَّك خطِّيَّاً للأمام بقانون الزمن القهري، يمكن أن تتكرَّر وتُستبدَل صعوداً وهبوطاً، كأنها محض ترادفات، يعني ذلك أن التكرار يحلُّ محلَّ التطوُّر، مع تلك الفروق الطفيفة التي تكاد لا تُلحَظ بين عبارتَيْن اختفت مفردةٌ من إحداهما أو أُضيفت أُخرى للثانية. ❝
- ❞ الحياة الواحدة، لو تسنَّى لها أن تتكرَّر، فلن تُعاش أبداً مرَّتَيْن بالطريقة نفسها حتَّى لو كتبها صاحبها نفسه. لا بدَّ من بعض الفروق مهما بدت النسختان متطابقَتَيْن. ❝
مئات الاقتباسات والجمل الفلسفية .. لو أردت كتابتها ربما ساأعيد كتابة الرواية ..
شكرا .. "طارق إمام"
يوما ما ساأجلس معك بالورقة والقلم لتشرح لي كيف استطعت بناء هذا الصرح العملاق ماكيت القاهرة.
Tareq Imam
-
amani.Abusoboh
العمل الثاني الذي أقرأه لطارق إمام. مشكلة هذا العمل في لغته والتي رغم عدم تعقيدها إلا أنها متحجرة ومتكلفة جداً لدرجة شعرت أنها وضعت حاجزاً متيناً بيني وبين النص، فجاء العمل جامداً جداً ولم أشعر أنه له روح. حتى الفانتازيا التي أراد أن يقدمها، شوهها تحجر لغته فلم تصلني!
فالغرابة وحدها ليست سبباً كافياً لصنع أدب جيد ما دامت اللغة متعثرة والأسلوب غير ملائم!
-
نورهان الجندى
ماكيت القاهرة أو كيف تمحو مدينة بالكامل من ذاكرة قاطنيها..
"إنّها مفارقة فادحة أن تعرف أنّ مكاناً قد وُجد فقط لأنّك رأيت حطامه."
كيف يستطيع الفن محاكاة حيوات وتواريخ الأشخاص؟
كيف للفن علي اختلاف انواعه و مدارسه وأشكاله أن يختزل تاريخ شخص؟ فما بالك بمدينة بالكامل، بتفاصيلها، و شكلها، بل وأيضا في روحها.
قدم الكاتب تشكيلة غريبة وعالم يختلط فيه الواقع بالخيال، يمتزج فيه الحقيقي بالفانتازيا. فقدم من خلال ثلاثة أشخاص - تتقاطع حيواتهم ومصائرهم وعوالمهم - تجسيد وتجسيم لمعاناة مدينة بالكامل. مدينة تحيا كقاطنيها ومواطنيها، حياة القهر و التخفي بل والتعري في الظل، تظهر بكامل رونقها وجمالها في النور، وبكامل فضائحها وقباحتها في قلب الظلمة.
تحكي الرواية عن ثلاثة أشخاص: بلياردو، ونود، و أوريجا، كل منهم في قالب زمني مختلف، تتقاطع ارتباطاتهم ببعض ليكمل كل بطل حكاية الآخر. ومن خلال تجسيد كل منهم للون مختلف من الفن يظهر معني وتجسيد لحياته.
ومن خلال (جاليري شغل كايرو) الذي يلعب دور القاسم المشترك والرابط بين الشخصيات، تظهر شخصية المسز التي تحاول توجيه كل بطل لإضفاء لمحة من حياته في عمله الفني.
التتابع الزمني في العمل متقن وبارع لاقصي حد، وتماسك الشخصيات كان رائعا، لدرجة تجعل منهم أناس متجسدين أمامك في الواقع، تشاهدهم وتتفاعل معهم.
أما عن السرد.. وما أدراك ما روعة اسلوب السرد ومفرداته ومصطلحاته وتعبيراته عند طارق إمام، فطارق من الكُتاب الذين لن تستطيع ان تَسلي حلاوة وصفهم، ولا رصانة و عظمة سردهم.
فعلي سبيل المثال هذه بعض المقتطفات من الرواية :
"ذات يوم دخل الثائر المقهى وقد غيَّر وضعية الشريط اللاصق، وضعه أفقيا بين جبهته وأنفه، بحيث يُغطي عينيه الاثنتين، بالطريقة التي تضع بها الصحف خطًا أسود على عيون المتهمين في صفحات الحوادث.
فكّر بلباردو: لقد تحوّل وجهه من وجه ميت إلى وجه سيء السمعة."
"ثمة أشخاص يعبرون العالم دون أن ينفقوا سوى كلمات قليلة. ينتهي الأمر بهؤلاء إلى الموت وقد خلفوا وراءهم عددا هائلا من الكلمات التي لم تقل."
"ما الفنان إن لم يكن لصاً؟ وما الفن إن لم يكن نشلاً لشئ ما من محفظة العالم، حكاية أو صورة، يعتقد أصحابها أنها ملكية شخصية، قبل أن يُجرَّدوا منها، لتصبح حكاية أي أحد؟"
أما عن الافتتاحيات فهي من الأمور التي تبرز ذكاء وموهبة الكاتب، فعلي غرار الافتتاحيات العظيمة لأمهات الأعمال، انتقي طارق أبدع ما يمكن ان يجتذب عقل و فضول القارئ، فأستهل نصه بالجملة التالية:
( يتذكر أوريجا أنه كان طفلا حين قتل أباه بهذه الطريقة: ألصق أصبعه بجبهته متخيلا أنه مسدس وأطلق دويا من فمه: بوم.)
فأي جنون ينتاب الكاتب و هو ينصب سيركاً امام قرائه ويجعل منهم مشاركون في مسار الأحداث، ليس فقط مشاهدين، فكل قارئ لنص طارق إمام، متورط بشكل ما في تناول وتحليل الحدث من وجهة نظره.
أخيرا اقول ان هناك كُتاب كُثر يستطيعون كتابة حكاية شيقة، ولكن هناك مبدعون قلائل يمتلكون القدرة علي إشراك القارئ في نصوصهم، وتحويل العمل إلي علاقة تفاعلية بين المُرسل والمتلقي.
هناك كُتاب لديهم ملكة السرد والحكي، وهناك طارق إمام بقدرته الإستثنائية علي كتابة نص إستثنائي متفرد، كأنه قطعة من أحجار كريمة تضيف لك وتضيف لها، وتكتمل بقراءتك لها.
فنحن أمام كاتب يمتلك لغة سرد متفردة ومتميزة و مفردات ملهمة، وإجمالا نحن بصدد الحديث عن نص قلما يقابله قارئ. فيكفي ان اقول لك أبتسم انت في عالم وحضرة طارق إمام.
-
Rooh Rooh
ولإن المذاق فى الأعماق أكثر
جمالا ...
أفلت روحى الممسكة بتلابيب الواقع لأسقط فى بئر ماكيت القاهرة ...
أي مدينة لم تتعرض للمحو هي مدينة لم توجد....
جملة استفتاحية رهيبة
ودعوة مفتوحة للخيال والشطحات الفكرية
فعلى غرار الجملة ...
أى شخص لا يتعرض للموت فهو لم يخلق بعد
واى حاله لم تنتهى لايمكن إنجاب حالة أخرى منها . ..
وهذا ماأراد (طارق إمام )
إيصاله بفكرة الماكيت كترسيخ للتشييد والمحو
ماأجمل ان ينقلك الكاتب من قارىء لصانع أحداث .
من بداية دخولك عالم طارق إمام السرى
وعقلك يعمل بشدة وسرعة تتناسب والتنقل بين سطور الرواية ...
وضعنا الكاتب على ثلاث محاور
زمنية ....
..2011 ... 2020 ...2045
أشخاص..
اوريجا
نود
بلياردو
ممسكا بإحكام خيوط اللعبة مابين الحقيقة والفانتازيا
ظهرت جليا فى تنوع الإنتماء الفنى لشخوص الرواية
نود ...مخرجة أفلام
بلياردو... رسام جرافيتي
أوريجا... صانع ماكيتات
ومانجا ...رسامة كوميك
اذن فالابداع وحده يمتلك ريشه الخلق كما المحو أيضا
الإبداع يتحكم فى ذاكرة تاريخ شعوب محوها أوتخليدها
وهنا يظهر الكاتب براعته بالإهتمام بالجمل الإبداعية
ومغازلة القاريء بالتفاصيل الدقيقة جدا والمبهرة أيضا للرواية...
فتطرق للكثير من
المصطلحات الفنية الخاصة بالتصوير والعمارة والكوميكس والموسيقى و الجرافيتى
وأيضا المجسمات الفنية والصور واللوحات
وكأنك تمضى قدما نحو معبد عتيد تلونت جدرانه بلون القدم ....
ومن فرط ماكتب عليها طمست معالمها ....
تفوح من ذلك المعبد رائحة غريبة ومبهرة ..خيل إلى انها تشبه التخدير المؤقت حيث أنك مابين الوعى واللاوعى لاتملك الا المضى ..
تقرا ماكيت القاهرة فتمر بكل حالاتك النفسية
انبهار
ذهول
صدمة
حنين
ثم غباء ( فى كثير من الأوقات)
تشعر أنك مشدود وفقط لذلك العالم الذى صرت تنتمى إلى أحداثه رغم أنفك..
ومابين الماضى والحاضر والمستقبل
وبحثا عن الذات والحقيقة ...
تعمد الكاتب أن ينقلنا معه الى لعبته الكبرى
متحديا سبقه لمارك بدخولنا الى الميتافيروس
لندخل ذلك العالم اللانهائى على حذر يقودنا ذلك الصوت الحيادى لمدير اللعبة ( المسيز )
صنع منا الكاتب طلبة تحتاج لقراءة الجملة مرات ومرات حتى يتضح المعنى ونستمر فى فريق اللاعبين للماكيت
وبداخلنا ذلك الصراع النفسى المحتدم ...ماذا لو ..؟؟!!
مسيطر علينا ذلك المجهول المتمثل فى ( المسيز) الذى يدفعنا دفعا لتحقيق مآربه .
اراد الكاتب ان ياخذنا لقيمة تتمحور حولها روايته ...
انه لا أحد كامل ولا اشياء مكتملة
كلنا نعانى الفقد
ك ابطال الرواية
بداية من المسز وبلياردو واوريجا ونود
حتى الشخوص المحيطة متمثلة فى الكابو صاحب المقهى
و مانجا التى عانت من نقص مختلف وهو نقص الاتجاه الواحد
بامتلاكها ذاكرتين
ماحدث بالفعل ......
مذ أن شرعت فى قراءة
ماكيت القاهرة للكاتب طارق إمام
وكانى ألقيت بحجر فى مياه روحى الساكنة
لم يشكل دائرة فى موضع الرمى فحسب بل أصدر أصواتا تنبىء عن زلزال لايعترف بريختر
وبلمح البصر إتسعت الدوائر التى صنعها (إمام) متعمدا.
بداية من تلك الدائرة الصغرى بجبهه الأب الى الجاليرى المتخم بالدوائر
وكل دائرة تتمخض عن أخرى فى نقاط سرمدية تنتهى بنا حيث نحن
دوائر... ازمنة ..وحضارات.. ودول وعهود.. وشعوووووب ووو
ولن تتوقف هذه الدوائر وتتلاشى إلا عندما تبلغ الشاطئ الأخير.....
الموت النهائى حيث لا أحد يدور ولا دوائر ..
في النهاية تذكروا أنه إذا سقط الحجر في بحيرة، فلن تعود البحيرة ذاتها مرة أخرى
وكذلك فعل بنا ( طارق إمام ).....
# ريم علوان
-
Mohamed Khaled Sharif
"مر الربع قرن، لكن شيئاً لم يتغير، حتى الحاكم لم يتغير. كُل ما حدث أن بنايات سقطت ونهضت غيرها، أن القاهرة فقدت تصميمها، وانسحبت خطوة للوراء، لتُصبح العاصمة الثانية، فيما بقي التاريخ مُجرد رقم يتبدل على نتيجة الحائط."
رواية "ماكيت القاهرة" هي رواية فانتازية غرائبية، ورغم ذلك تمس الواقع، تُحاول أن تتنبأ بالمُستقبل، الذي أصبح واضحاً من الحاضر المُظلم المُتجه إلى ظلمة أكبر. من خلال ثلاث شخصيات يستعرض "طارق إمام" حكايته، أو فلنقل حكاياته؟
حتى الأسماء التي حملتها الشخصيات في منتهى الغرابة، "بلياردو"، و"نود"، و"أوريجا"، وحتى "المسز"، شخصيات بدأت حكاياتها بشكل فردي، حتى تشابكت بشكل لا تستطيع أن تفصل حكاية كُل شخص فيهم، عن الأخرين.
ومن خلال ثلاث أزمنة مُختلفة اختيارهم كان عبقري؛ عام (2011) بداية الثورة المصرية من القاهرة، الأمل الذي انتشر في جميع البقاع، لتكون رائحته أقوى من رائحة الفساد -الذي لم يكن حجمه هيناً-، عام (2020)، عام الكورونا، ونهاية هذا الأمل، لم ينتهي الأمل في هذا العام بالتحديد، ولكنها تتبعات جعلتنا نُدرك، أن ذلك الأمل لم يصبح له أي آثر، وأن حتى القاهرة لن تكون العاصمة مرة أخرى. عام (2045)، يتخيل الكاتب المُستقبل للعاصمة، التي لن تكون موجودة في هذا الوقت. أهو مُجرد تخيل، أم واقع نتجه إليه بدون رحمة؟
من المواضيع الهامة التي تناولتها الرواية بكل تأكيد كان الفن بأشكاله الحديثة، مثل: الأفلام القصيرة ذات التمويل الذاتي، الكوميكس، الجرافيتي، وصُنع المُصغرات بكل تأكيد. وعند نقطة الفن هذه وجدت نفسي في حيرة، أحياناً كان يتكلم الكاتب بشكل جدي، وتشعر أن الحديث عن الفن مُمتع وثقيل في نفس الوقت، وفجأة تشعر أن الكاتب يسخر من التعقيد الذي أصبح يلازم الفن، وتأويله، فيخترع مثلاً أسماء لفنانين، بشكل ساخر تُشبه أسماء لاعبي كرة قدم، ومُطربة حسناء. حتى أنني وصلت إلى نقطة أن كُل ذلك الحديث عن الفن وطبيعته وكُنهه هو فخ، بمُجرد أن تشعر أنه حقيقة، يُفاجئك الكاتب أنه يسخر من كُل ذلك التعقيد والتأويلات الغريبة للأعمال الفنية المُختلفة. وأن أحياناً الكاتب قد لا يقصد أن يكون أي شيء على الإطلاق في نطاق الرمزية، ولكن تجد متناولي العمل الفني، يأولونه، أن الفنان كان يقصد كذا وكذا وكذا، في حين أن الفنان، كان فقط يرسم لوحة ما، أو يكتب جملة ما، بدون أي قصد على الإطلاق.
ولكن هذا العمل، لا يخلو من الرمزيات، السياسية كانت واضحة ومُستترة، تستطيع أن تستشف السخرية المريرة من ما وصلنا إليه، الفكرة في أساسها مبنية على أن القاهرة لم تعد قاهرة، بسبب أنهم سيتخذوا عاصمة جديدة، وما سيحدث لها بعد ذلك. ولكن هناك رمزيات عديدة لم أستطع أن أفكها أو حتى أفهمها، شخصية "المسز" وما تُمثله، تحمل تأويلات كثيرة، كتاب "منسي عجرم"، وغيرهم، رُبما قد تكون تلك الحالة أشبه بما أخبرتك عنه في الفقرة السابقة، أن الكاتب كتب كُل ذلك من أجل الغرائبية، وأن حللناها أكثر من اللازم لن نستمتع بهذا النص، فهذا النص أن حاولت أن تفهمه، قلت متعته، يُشبه أعمال "هاروكي موراكامي"، فأنت مع "هاروكي" تقرأ ولا تفهم ولكنك مُستمتع، وهنا بشكل كبير، كانت هذه الحالة جلية.
ولكن، الفارق بين هذه الرواية وبين روايات "موراكامي"، أن هذه الرواية كانت شديدة التكلف في الخيال، وفي الألفاظ، فصنعت جدارين خلفهم المُتعة الكامنة في النص، لو كانت الألفاظ أقل تكلفاً مع الخيال الجامح، أظن أن المتعة كانت ستكون أكبر بكثير، وخصوصاً أن الخيال هُنا شديد القوة، صنع الكاتب نُسخ عديدة من حكايته داخل حكاية واحدة، وتلك الفكرة المجنونة، كانت مُمتعة، إلى الدرجة أنك بعدما تصل إلى أواخر الأحداث، هناك أحداث بعينها كنت تعرفها لأنها سُردت من قبل، ولكنك ما زلت تستمع بالحكاية، لأنها من منظور آخر، أعلى من المنظور الذي قرأته منه، أو أسفله، لعبة مجنونة، صنعها الكاتب، كالماكيتات.
ختاماً..
رواية "ماكيت القاهرة" من أكثر الروايات (جناناً) وروشنة، قرأتها مؤخراً، رواية مُمتعة، ومُستفزة، ومُربكة، ولكن ستظل تقرأها، برمزياتها التحذيرية من مُستقبل نخشى أن نقع فيه، أو فن أصبح الحديث عنه شديد التكلف، أو حتى حيواتنا الشخصية، التي أصبحت مُعقدة ومشوهة. رواية بها خيال جامح وسرد لفظي جيد، أحياناً كان شديد التكلف، ولكنها ما تزال، من أجمل ما قرأت.
-
مريم العجمي
أثر سقطة حجر في مجرى مائي هاديء: نهر مثلا، ترعة أو بحيرة، دوائر تتسع في تتابع هندسي ثم تتلاشى، لكن طفلا أكثر مهارة يستطيع برمية واحدة للحجر أن يترك عدة آثار على وجه الماء الساكن كأن الحجر يسير على الماء قبل أن يسقط: ليترك عدة آثار بذات الرمية، تترك دوائراً تتشابك ويختلف أثر قوتها وتتداخل في مشهد بديع لا يتخلى عن شكله الهندسي الماتع، هذا ما فعله طارق إمام بالماكيت دوائر الزمن والمكان والشخصيات.
في التصميم الهندسي يبدأ الأمر بالماكيت المتخيل لينتقل إلى أرض الواقع على غراره، يحدث أن الماكيت هنا سيصُمم لمدينة قائمة بالفعل، إذن الأمر أبعد من البناء: تأصيل، تأمل، تخليد، إعادة نظر لما هو قائم بالفعل، يترك إمام أثر البناء في الكتابة، القسم الأول من الرواية يعد تشييدا بما للكلمة من معنى رسم وتخطيط وحفر ومعدات بناء، رمي أساس، تشكيل حديد الأعمدة، رمي خرسانتها حشو الفوارق بالطوب، انتظر بقي خطوة.. نعم، هو لن يضع السقف أبدا..
يلعب إمام بتكنيك الحدث الدائري: حيث يلتقط مفتتح الرواية من لحظة ذروة، طفل لا يتجاوز الخامسة يقتل أباه، لا يمكن أن تغفل مشهد قتل الأب على ماذا يحيل؟ هذه النغمة التي لعب عليها الإعلام المصري أثناء ثورة يناير عن الرئيس الأب و.. و.. و.
لا يكف عن الدوائر: القصر المدوّر، ميدان التحرير الدائري، عين بلياردو، اسم "بلياردو" يرمي على شكل الكرة الصغيرة الدائرية، المسز ورسمها للدوائر المتتابعة؛ في أي دائرة نحن لا تسأل! أنت تائه لا محالة، هل أنت جزء من الحياة، أم ماكيت مصّغر، أم مصغر للمصغر، أسئلة لا تكف عن الطرق بمطارق حادة في الفكر والفن والحياة بلا نهاية.
استخدم طارق إمام تقنية ال GBS في تتبع الشخصيات ورصدها من أعلى، كأنهم مكان، يرسمه من أعلى، بقي المكان شخصا صاحب الحس والأثر الأقوى والأبقى بالرغم من زوال أثر ساكنيه: المكان القادر على صناعة الشخصية ليس العكس.
الفن بشعابه يجمع الشخصيات: أوريجا صانع المصغرات، نود مصورة الأفلام التسجيلية، بلياردو رسام الجرافيتي هذه الفنون التي أنتجتها الثورة وسلطت الضوء عليها؛ تضاؤل مكانة الرئيس ليبدو صغيرا وصورة الميدان من أعلى لتبدو كل الرؤس المتشابكة مصغرة في حضرة الميدان، الهوس بتسجيل كل اللحظات مهما بدت تافهة، رسوم الشارع المعبرة عن غضب الشعب وفهمه وتغييره لمسار الأمور ولو لمرة واحدة حتى وإن لم ينجح الأمر، يظل الأثر، الفن أبقى أطول عمرا من أصحابه قادرا على النفاذ عبر الزمن ومزج الشخصيات مهما بدا اختلافها.
المسز هنا باقية عبر الزمن في موضعها تطبق على كل الخيوط، تتحكم في المسارات، ترسم الدوائر وتمسحها، في مكانها الدائم على الكرسي!
تخط في كتاب منسي عجرم _الكتاب العارف بكل شيء المحيط بكل علم_ تتعدد رؤاه، تختلف وجهات نظره في كل مرة تقرأ فيه؛ لكن يبقى أثر تخطيط الميسز في الكتاب على اختلاف النسخ المطبوعة باختلاف أشكالها وأحجامها وأعدادها، كأنها تفرض رؤيتها فرضا مع الكتاب.. تشكل الوعي بعين بصيرتها هي؛ مسيطرة على كل العقول تاركة بصمتها الشخصية على الكتاب! هذا الكتاب المتخيل! نعم متخيل، وكل الاقتباسات منه من خيال المؤلف، أحد الدوائر التي وقعت في قبضتها وصدقت وبحثت عنه على شبكة الإنترنت، لأعرف من هو منسي عجرم؟ لا يسعك إلا أن تصدق كل ما يقال، كل شيء حقيقي ويحدث فقط دس وجهك في الكتاب وابدأ القراءة وسيشد لحم الوجه إلى أن تسقط فيه تماما حتى أصابع أقدامك.
ينتهي العمل بنهاية دائرية أيضا، فتمارس الميسز لعبتها مع شخصية جديدة _مانجا رسامة الكوميكس_ كل شيء مكرر ومعاد بلا نهاية.
-
حيدرعاشور
ما رسمه الكاتب والروائي (طارق إمام) في "ماكيت القاهرة" بالسرد الخيالي والمتخيل، قراءة لمستقبل مكان وهو (مصر) بعد أكثر من عشرين سنة ماذا سيحصل بها، فوضع المتلقي في مخيلة مستقبلية وأمل ان يرى ما لا يراه في 2021 من خلال ثلاث شخصيات "أوريجا وبلياردو ونود" في فترات زمنية مختلفة ما بين- الماضي والحاضر والمستقبل- . والماكيت في مصطلح الهندسي والطباعي هو قراءة لمحتوى سيظهر ان كان مطبوع او مشروع او بناء.. وماكيت القاهرة عمق مستقبلي لاحداث جبارة سيعيشها المجتمع المصري فوق ما يتصور الخيال فواقع المصريين منذ الفراعنة والفترات الفاطمية والمغولية والغزو الثلاثي والجمهورية المصرية والخلافة الاخوانية والآن السيسية كلها تنبأ ارض مصر بمجهول قادم لا يعرف تكنهه الا الله، وما يقال في الخيال هو مجرد من الواقع ينمو في المخيلة كمصير مجهول الفعل.. ولكن شخصية كتابية واعية مثل الاستاذ (طارق إمام) اجزم ان قراءته التاريخية بالميثولوجيا المصرية هي اوقعته في بحر المستقبل العائم على التكهنات والاوهام.. وما يريد تأكيده في ماكيت القاهرة هو بقاء الارض وانتهاء الكل فيكيف سيقود الجيل القادم الارض بعد فناء كل شيء وبقاء الارض.. هذا رسم سردي متخيل لعام 2045 وضعه الكاتب للاطلاع والقراءة ولكن على شكل رواية.
-
Tareq Ghanem
رجل يصنع دمي نساء مانيكان وهاملها معاملة الاحياء فيتعبر منها من مات يغسله ويكفنه ويدفنه ويموت في احضان احدى الدمي وهو يجامعها وابنه لا يثيره الا المانيكان ويستنكي عليها وامرأة يطاردها خيال رجل تراه وحدها اذا نظرت في اي مرآه وينتهي بها الامر ان تجامع الخيال المعكوس من المرآه واحول يعثر علي عين ادمية بينما يمشي في الطريق يلطقتها ليضعها مكان عينه المصابه وطفل يقتل اباه بتصويب اصبعه الي صدغ ابيه مع صياحه بم وتنزف ابوه حتي الموت،
نحن امام فانتزيا تصل لدرجة العبث وتكزاز لوقائع نفسها يصل الى درجة الملل ، الشيء الوحيد الأيجابي في الروايه خو تكنيك الرواية الذي جاء متميزا من سرد عوالم متداخلة لم تستطع فك شفرتها إلا في نهاية الرواية
والسؤال هل روعة التكنيك يشفع لكل هذا العبث والثرثرة التي امتلئت بخا الرواية؟ رأيي انالكاتب اذا لم يكن عنده فكره ومعنى يريد ان يوصله فالعمل لاقيمة له
اسلوب وتكنيك وفنيات الرواية والسرد هي الجسد اما المعاني في روح العمل وكم من الروايات هي جسد بلا روح
-
Jano
الرواية تطمح إلى سبق في الرواية العربية والتميز من خلال الغرابة والفانتازيا لكن مايدمر هذا الطموح هو خضوع الكاتب لفكرة إبهار المعنيين بهذا الكم الهائل من السوبر فانتازيا غير عابىء بالحدث ولا بالشخصيات ولا بمتعة القص رغم اللغة الباذخة التي يمتلكها والتضمينات المجازية الشعرية التي بإمكان المنقب في ثنايا الرواية أن يظفر بمجموعة شعرية من أبهى قصائد النثر الجديدة؛أما لماذا تمت التضحية بالسرد والحكي وتفاصيل القص وإيثار هذا الشكل من الرواية التي تكاد تخلو من التشويق ومتعة السرد وتترك انطباعاً قويا بالملل والتكرار غير المجدي ولم تتمكن لغة الكاتب وتمكنه من فنه من إنقاذ الحكاية التي انتهت جثة دونما نبض وربما توخى هو ذلك في عالم من الجثث والمانيكانات ربما الله أعلم!
-
Nada Qanbar
https://m.youtube.com/watch?fbclid=IwAR3LnlvrxeMme
b286euZxxriA2e1 VCTi -brW0PhV_MiOUPBn6NStnDBP pw0 &v=-saB_IefH-k&feature=youtu.be قمنا بمناقشة هذه الرواية في هذه الحلقة للمهتمين.
-
Nasser Ellakany
ماكيت القاهرة ... ذلك الصرح المهيب
أولا ... طارق إمام وماكيت القاهرة
عندما يتفوق الأديب على عصره، ويعلن لزمانه عن نفسه، ويكتب ملحمة أدبية تتخطى مفردات اللغة وتذيب دلالات العبارات وتقفز فوق محددات المعاني، ثم تقتحم شرائح من أزمنة مبعثرة تتناثر فوق مكان واحد، هو مسرح الأحداث، الذي تولد به كل الآلام، وتحتضر فيه كل الأحلام، التي كانت، والتي لم تكن قَطّ.
الأديب المبدع "طارق إمام" وروايته "ماكيت القاهرة"، هذا هو العنوان وتلك هي الحكاية.
طارق إمام هو واحد من أهم أدباء مصر في القرن الواحد والعشرين، ويتردد اسمه كثيراً في المحافل الأدبية المصرية والعربية، وفي العديد من المحافل الدولية، مكتبة طارق إمام شديدة الثراء، مليئة بالأعمال الأدبية البديعة، سبع روايات مبدعة وخمس مجموعات قصصية ممتعة، ورف مزدحم بالجوائز المصرية والعربية والدولية، جائزة الدولة التشجيعية، وجائزتي ساويرس، وجائزتي وزارة الثقافة المصرية، وجائزة سعاد الصُباح الكويتية، وجائزة متحف الكلمات الأسباني (متحف الكلمة)، نلحظ بوضوح النهج التجريبي الواثق الذي تبناه طارق إمام في أدبه، كما نجد أعماله كلها تحفز عقل القارئ وتداعب وجدانه، ... وكذلك تحرك قلمه.
روايتنا الرائعة "ماكيت القاهرة" هي صرح أدبي من نوع فريد تتجاذبها تيارات شتى وتحاول ضمها إلى صفوفها، وهي تأبى، وعلى الرغم من عدم ولعي بالتصنيف الأدبي، لست أدري لماذا استفزتني هذه الرواية عندما قرأتها، ووجدت نفسي مدفوعاً أحاول أن أصنفها أفقياً ورأسياً، في التصنيف الأفقي وجدتها تتوزع بين الرمزية بسحرها والبرناسية بجسارتها والسريالية بعجائبيتها وعوالمها اللامحدودة، وفي التصنيف الرأسي وجدتها تتسربل بفلسفية جامحة، وسيكولوچية متوغلة، وأنثربولوچية حائرة.
عندما بدأت قراءة الرواية، سرعان ما وجدت نفسي في عالم مُبهَم، إنه يشبه عالمنا، تابعت القراءة، وبعد لحظات أدركت أنه عالمنا بالفعل، انتابتني أحاسيس ومشاعر ملتبسة من المتعة والحيرة والرهبة، وداهمتني أفكار ورؤى مرتبكة من الرفض والفهم والتجاوب، اضطربْتُ وسَرَت في جسدي رعشة، مَن هؤلاء؟ هل نعرفهم؟ هل يعرفوننا؟ ربما هم آحاد ممن شهدناهم، ربما هم أكثر من ذلك، ثم هدأت قليلاً، ومضيت في القراءة.
خلق الكاتب عالماً تنتفي فيه كل قوانين الطبيعة التي نعرفها، الزمان والمكان والمقاييس والحركة، وتسوده قوانين طبيعة أخرى وضعها الكاتب، هو مكان واحد، مدينة واحدة، تغمرها شرائح زمنية مختلفة، تخلق عالماً يلفه الالتباس ويغشاه الخطر، ليس فيه مكان أو زمان آمن، فيجد القارئ أن أكثر المواضع أماناً له هو أن يظل جالساً بجوار الراوي، ولكن سرعان ما سيجد نفسه متورطاً في الحركة والمكان وهائماً في كل الأزمنة.
الرواية مكتوبة بلغة أدبية بديعة، وقاسية، لغة تبعث نشوة القراءة التي تشوبها رهبة الإقبال على المعرفة المؤلمة، لغة تثير شجون الإدراك والفهم وتخلخل صخور الحكم واليقين، لغة تُمدد مسافات الوديان وتُعلي قمم الجبال ثم تحلق فوق السحاب، لغة تجذب القاري بعيداً وترفعه عالياً، تجعله ينظر من أعلى، تخرجه من واقعه الثقيل إلى واقع أثقل، هو نفس واقعه، بعد أن أزال مساحيق الخديعة البالية وخلع رداء الزيف الباهت.
الرواية تطرح عشرات الأسئلة التي تبحث عن إجاباتها، كما تطرح عشرات الإجابات التي تبحث عن أسئلتها، ثم تترك القارئ حائراً يحاول أن يطابق الأسئلة مع الإجابات.
سأحاول في البوستات التالية استعراض بعض ملامح ذلك الصرح المهيب ... ماكيت القاهرة.
ثانياً ... شخصيات الرواية
عرفتنا الرواية بثلاث شخصيات رئيسية هم:
■ "أوريجا" (القاهرة - ٢٠٤٥)
فنان شاب مع سبابة قزمة، إصبع في يده لم يكبر ولكنه يطلق الرصاص، ويقتل افتراضياً أو واقعياً، يقتل بإصبعه وخياله، ويقابل "المسز" ذات الوجوه المتغيرة التي تدير إنترڤيو لمنحة صانع مصغَّرات، للعمل في مشروع "ماكيت القاهرة ٢٠٢٠"، ويقع عليه الاختيار لعمل "الديوراما"، يبحث عن نقطة بداية لبدء تنفيذ مشرعه، وينفذه، ثم تختفي القاهرة.
■ "نود" (القاهرة - ٢٠٢٠)
مخرجة شابة، مع رفيق مجهول داخل المرآة، ومع هواجسها، فهل الرفيق هو انعكاس لهواجس الحلم والألم، تحيا معه حياة افتراضية بها كل مفردات الحياة، العِشرة والصحبة والرفقة والجنس، بل والموت، فالحياة من حولها هي الألم، تقابل "المسز" التي تدير إنترڤيو لمخرجة أفلام وثائقية، للعمل في مشروع "سينما الذات والجاليري"، ويقع عليها الاختيار في منحة "كايرو كام"، تبحث عن فكرة لبدء تنفيذ مشروعها، وتجد ماكيت القاهرة ٢٠١١، لتنسج منه نص ذاتي الانعكاس لعمل ميتا-فيلم وتنفذه، ثم تكتشف "نود" أن لديها نفس إصبع ابنها، تقتل به رجلها، رجل المرآة، ثم تختفي القاهرة.
■ "بلياردو" (القاهرة - ٢٠١١)
رجل يلتقط الأشياء من الأرض، مع عين مفقودة من وجهه، وعين حية عملاقة في كف يده، كانت هي عينه المفقودة ذاتها في شريحة زمنية أخرى، يقابل "المسز" أثناء هروبه، لقاء يتحول إلى إنترڤيو لرسام "جرافيتي القاهرة العنيف"، يقتلها، أو يقتل إحدى نسخها، ثم يكتشف أنها ما زالت هناك، يحيا حياة افتراضية في طول الرواية وعرضها، يعيش ميتاً، أو يموت عائشاً، ولم تختف القاهرة.
وخلال ذلك تعرفنا على شخصية مهيمنة في كل الأحداث والأزمنة هي:
■ "المسز" (القاهرة - كل الأزمنة)
المديرة الفنية ل "جاليري شُغل كايرو / ساحة فنون المدينة"، امرأة بلا زمن، عجوز دائماً في كل أزمنة الرواية، والتي ربما لم تغادر غرفتها أبداٌ، ووجهها المُتَبدِّل كل حين، مع صورة ذات شارة سوداء تحمل وجه الطفلة التي ربما كانتها يوماٌ، والكتاب الرمز المرتبط بها والذي لا يَقْبَل إلا خط يدها، والذي يوجد منه نسخة لكل فرد، ذلك الكتاب الذي يتغير محتواه بتغَيُّر قارئه، "كأنه نزل خصيصاً من أجله وحده"، كتاب عجيب بتفاسيره وهوامشه وأسراره، هل "المسز" هي "الأنا العليا" للجميع، أم هي أعلى من ذلك.
ثم تعرفنا على شخصية جديدة (بعد انتهاء الرواية) هي:
■ مانجا (القاهرة - "بعد زمنٍ ما" من الرواية)
رسَّامة كوميكس، تظهر بعد انتهاء الرواية، تملك ذاكرتين، تقابل "المسز"، التي تدير إنترڤيو لرسَّامة في مشروع "تحدي ٢٤ ساعة كوميكس"، وتجد ماكيت القاهرة ٢٠٤٥، وتشاهد نسخ مصغَّرة كثيرة، ونماذج "المسز" بمقاييس متعددة، كما تشاهد قبراً للمسز بمقياس صغير، تجمع لنا كادرات الرواية، هل أنكرت أو رفضت أن يكون لها ذاكرتين، لكي لا تتكرر الشرائح الزمنية مرة أخرى، حتى نستطيع إنهاء حكاية لا تريد أن تنتهي، كي نبدأ روايتنا الجديدة.
ثالثاً ... أجزاء الرواية
رتبت لنا الرواية لقاءات افتراضية مثيرة، لقاءات لها زمان وليس لها مكان، أو هي لقاءات في كل الأزمنة وفي نفس المكان، في القاهرة، أو تحديداً في "جاليري شُغل كايرو"، وانقسمت الرواية إلى ثلاثة أجزاء:
☆ في الجزء الأول
ظهرت الشخصيات والأزمنة وفصول الرواية لتصنع مصفوفة بديعة "ماتريكس"، جعلتنا نستطيع قراءة الرواية طولياً كالمعتاد، ونستطيع قراءتها عرضياً إن شئنا، بمعنى قراءة فصول "أوريجا" بالتتابع ثم فصول "نود" ثم فصول "بلياردو"، لنفهم الحكايات الثلاثة.
☆ في الجزء الثاني
سنكتشف عبثية ما كنا نفعل في الجزء الأول، عندما تلتقي خطوط الحكي، وتعلو دقات طبول الدراما، وتتقابل شخصيات الرواية، سنجد شخصيات تقفز داخل فصول شخصيات أخرى، عندها ستجبرنا "ماتريكس" الفصول والأزمنة على القراءة طولياً وعرضياً في نفس الوقت، وعندها ستتكشف العلاقات، فنجد أن "أوريجا" هو ابن "نود" و"بلياردو" ثم ندرك أنه ابن "نود" و"رجل المرآة"، ونعرف كيف تقابلت "نود" مع "بلياردو" وكيف أنجبت ابنها "أوريجا، وتتسارع الأحداث ويشتد اللهاث.
☆ في الجزء الثالث
سنكتشف عدمية كل الأحداث، وبعد فترة يتحول هذا الجزء إلى معرض مفتوح من الميتا سرد أو الميتا فيكشن، مراجعة وفرز للشخصيات الرئيسية ونسخ "المسز" الأربعة والشخصيات الثانوية في الرواية، وتكتمل مشاريع "جاليري شُغل كايرو" في الأزمنة المختلفة، وتتحول "ماتريكس" الفصول والأزمنة إلى أبراج مراقبة، إلى متبادلات من المقاييس والأحجام، نجد في كل شريحة زمنية مقاييسها الحجمية الأكبر من الشريحة السابقة لها، تراقبها وتدهمها، ثم يأتي الفصل الأخير ليحل المصفوفة، ويجمعها في معادلة خطية بسيطة (أوريجا - نود - بلياردو)، وتتتابع السيناريوهات بتتابع المقاييس الحجمية، "أوريجا" الأكبر، ثم "نود" الوسطى، ثم "بلياردو" الأصغر، تبدأ الحكايات وتنتهي أكثر من مرة، نفس الحكايات، ولكن في كل مرة بمقاييس حجمية مغايرة، ومن برج مراقبة مختلف.
☆ في تعقيب ما بعد انتهاء الرواية
سنكتشف مع ظهور "مانجا" أن المعنى يمكن أن يكون بين أيدينا طوال الوقت من دون أن ندركه، سوف نتحقق من الثلاثة كادرات الرئيسية في الحكاية، كادر الطفل يلصق سبابته بجبهة رجل معتم الوجه، وكادر الشابة النحيفة أمام مرآة كبيرة، وكادر الشاب في وضع انحناء بعين مُصفَّاة من وجهه ويلتقط عيناً عملاقة مضيئة على الأسفلت، انتابتنا الرهبة، فمع ظهور العينين العملاقتين اللتين رأتهما "مانجا" لنفسها، أدركنا أنه ما زال هناك زمن آخر قادم.
في الدوائر الثلاثة التي رسمتها المسز للأزمنة كانت تمحو الدائرتين الكبرى والوسطى فقط، كانت تمحو دائرة القاهرة ٢٠٤٥ ودائرة القاهرة ٢٠٢٠، لكنها لم تستطع أن تمحو دائرة القاهرة ٢٠١١، هي غير قابلة للمحو.
رابعاً ... استرسال
الرواية ليست ديستوبيا مُطْبِقة، ولكن في فصولها تُطرَح الأسئلة وتُعزَف سيمفونية الفلسفة، فنشهد وصلات رائعة، عندما تداخلت الفصول وامتزجت الأزمنة، شهدنا أفلاطون (بكهفه وعربته وأمثلته) وسبينوزا (بوحدة وجوده) وكيركجارد (بموجوداته التي سبقت ماهيتها)، شهدناهم يجتمعون في غرفة واحدة، ولمحنا "بيركلي" بأطروحاته الحائرة وإنكاره وجود الجوهر المادي، وأن الموجودات ما هي إلا أفكار في عقول من يدركونها، ثم رأينا ثلاثية الرغبة والجدوى والفعل، وتساءلنا عن ثنائية الإرادة والقدرة، وعن معضلة الشر المجَّاني الذي يلف كل ثنايا المكان والزمان، وحاولنا أن نرتدي قُبَّعة المنطق وثوب الموضوعية وأن نكتشف حقيقة "منسي عجرم" وسره وتاريخه وكتابه.
لكن الفلسفة لا تقدم إجابات، بل تطرح مزيداً من الأسئلة.
لعلّي أستعير عبارة من الرواية تقول (أحد الفوارق الجوهرية بين الفيلم الروائي ونظيره الوثائقي، أن الأوَّل يُحوِّل الحكاية إلى واقع، فيما يُحوِّل الثاني الواقع إلى حكاية)، فأقول إن نفس هذا الفارق أيضاً هو بين الرواية والفلسفة، لكن طارق إمام قد مزج الحكاية والواقع مزجاً مؤلماً، جعل الأمر يختلط علينا ويوجعنا، في وصلات من أدب رفيع وتخييل بارع وفن ساحر وفلسفة كاشفة.
يبدو أن طارق إمام يرى أن الزمان والمكان يُشَّكِلان نسيجاً واحداً هو الزمكان، الذي نعيش في طياته و انحناءاته، لذلك ففي روايتنا "ماكيت القاهرة" نجد لحظة الحقيقة هائمة بين أربعة أزمنة تقبع في شرائح مرصوصة فوق المكان، وقد التبس اتجاه الحركة المؤدي إلى نهاية الرواية، ولن نعرف الاتجاه الصحيح للحركة إلا بمعرفة المعنى المفقود.
كان طارق إمام يبحث عبر الإبحار في الأزمنة عن ذلك المعنى المفقود، والذي لن يأتي النهار إلا بمعرفته، والذي لن تُضاء دروب الحياة إلا بأنواره، مهما ألبسناها أثواباً مزركشة من المعاني والدلالات الزائفة، ستبقى ليلاٌ دامساٌ، ما لم نأت لها بالمعنى الحقيقي.
خامساً ... هوامش
١) الميتا سرد
لا ينسى الكاتب أن يداعبنا بمقاطع ميتا سردية بارعة، عندما كان النص يعي ذاته ويدرك كاتبه وما يفعله في الرواية، ويقرر منحه استراحة محارب مستحقة، وجدنا إطلاق أسماء موحية مثل منسي عجرم، وليونيل مرسي، وهيلاري خميس، وزيد الدين زيدان، وذِكر مجموعته القصصية السابقة "مدينة الحوائط اللانهائية" في سياق الحكي، واللهو مع الجمل الاعتراضية في سياق الصياغة، ويعلو إيقاعه في الفصل الأخير عندما يقرر "أوريجا" مراجعة السيناريوهات المختلفة لمشهد دخول "نود" الشقة ومقتل "بلياردو"، وأخيراً يصل إلى ذروته عندما تذكر الرواية نفسها "رواية ماكيت القاهرة" (البالغ عدد كلماتها ٨٣،٠٣٨ كلمة) كأحد أعمال "جاليري شُغل كايرو"، يا له من خيال بديع، ويا لها من مغامرة جسورة.
٢) العبث
طوال قراءتي للرواية كانت تراودني تساؤلات عن انتماء هذه الكتابة الثرية، يأخذنا الكاتب تارة ناحية مسرح العبث ونزوق شخصيات "يوچين يونسكو"، وتارة أخرى ناحية الأدب السريالي وتذمر كتابات "ﺃﻧﺪﺭﻳﻪ ﺑﺮﻳﺘﻮﻥ"، ولكنه في الحالتين يأخذنا إلى مناطق جديدة خلابة، وفي كل الأحوال كنت أتذوق الطعم الأدبي والتجريبي البديع الذي تعودناه من أديبنا الرائع "طارق إمام".
٣) الزمن
يحاول الكاتب توضيح نظرته الخاصة للزمن واتجاهه الرأسي لأعلى عوضاً عن اتجاهه الأفقي للأمام، الزمن ربما يكون شرائح مرصوصة فوق بعضها على المكان، أو أن الزمن هو اللحظة الحاضرة فقط ولكنها مستعرضة بعرض الكون وتشكل الزمكان، وينحني نسيج الزمكان فيرينا الماضي والمستقبل، وأنا مولع بفكرة التلاعب بالزمن وبنظرية الفيزياء الحديثة عنه، وأرى أن الأدباء المُلهَمين قد أدركوا كُنْه الزمن في رواياتهم دون الحاجة إلى الإثباتات الرياضية التي تقدمها الفيزياء، وتسحرني الروايات التي تتماهى مع تلك النظرة والنظرية، حيث تتفتح منها آفاق لا تُطوَى وتنبعث منها متعة لا تنتهي.
٤) اللعبة
"بلياردو" هو اسم لعبة نطلق فيها الكرة إلى نقطة ليست هي المقصودة، لكن لترتد الكرة مرة أو مرات عديدة حتى تصيب الهدف، كان الكاتب يفعل ذلك طوال الوقت في فصول التساؤل وعلى طاولة الرواية.
٥) راكور
رواية مثل هذه هي شديدة الصعوبة في كتابتها، يحتاج الكاتب أن يحتفظ طوال الوقت بكل تفاصيله الدقيقة، ليس فقط بملامح الشخصيات وتدفق الأحداث وخطوط الدراما، ولكن أيضاً بملامح الشرائح الزمنية والأحجام المكانية المختلفة التي يستخدمها، وبتفاصيل نقاط تقاطع الحكايات والأزمنة، ومثل فيلم السينما عند كل "قَطْع" يجب أن يحفظ جيداً تفاصيل "الراكور"، لقد أبدع الكاتب في ذلك ببراعة شديدة، وأجلسنا في صالة العرض، نستمتع بدقة الراكور ونعومة المونتاچ.
٦) الصرح المهيب
تذكرت "مادورودام" في مدينة لاهاي بهولندا، وتذكرتني وأنا أتجول في أنحاء الماكيت بشوارعه المصغّرة، وحول مبانيه التي لا يزيد ارتفاعها عن متر، وبجانب مصغّرات القطارات والسيارات والسفن والنهر والجسور والتفاصيل القزمة، ووجدته ماكيتاً جميلاً.
وتصورت ماكيت القاهرة إذا تم تشييده، يمكن أن يكون صرحاً مهيباً، تماماً مثلما كانت هذه الرواية.
في النهاية لا نملك إلا أن نرفع القُبَّعة للأديب المبدع طارق إمام.
ناصر اللقاني
-
Akram Mohamed
رواية من علامات الأدب العربي الفترة الأخيرة ..علامة خلقها فنان .. يخط بقلمه المجيد ، المبدع لوحته .. يخلق هذا الماكيت .. ماكيت الكمال و الإبداع و المتعة ...
إله يخلق الماكيت البديع ...
رواية عبقرية .. من كل الجوانب .. رائعة بإسقاطاتها و جانبها الفلسفي العبقري ...
الاسقاطات جريئة جدا سواء الإجتماعية أو السياسية أو الدينية ، عبقرية .. بديعة ..و الجانب الفلسفي عبقري .. و بالتأكيد الرمزيات عبقرية .. كل كلمة من كلمات الفنان طارق امام تحمل فب ثناياها معان ...
فلسفة الإنسان و عذاب الحياة .. فلسفة معاناة الإنسان مع وجوهه ليغيرها حتى يكتشف في نهاية المطاف وجهه الحقيقي ...
عن النظر للسماء و من فيها دون الإكتراث للنظر تحت القدم...
اسقاطات عن الفن و تحويله لجانب فلسفي ...
اسقاطات عن الكلمات التي لا اتفع و إن كانت مقدسة
اسقاطات سياسية و اجتماعية عن فترات كثيرة مثل ٢٠١١ و الوقت الحالي و نظرة مستقبلية جريئة جدا و رائعة...
اسقاطات جريئة جدا في وضاحتها .. و ما ورائها .. هو جن .. يرعب أكثر من الواضح .. يلعنك بطلسم جرأة الفنان ...
الإنسان يختار اسمه .. نفسه .. لا حق لأهله أو لأحد أن يختاره ...
رمزية شريك مرآة نود.. الرجل .. رمزيته .. رمزية الإنسانية .. الشهوة .. الجنس .. الخيانة .. البلوغ و حب المضاجعة .. مص حلمتها للرضاعة .. ثم .. لتلبية نداء شهوته .. طبيعة الإنسان .. علاقة الجنسين ...
فقع العين في مصر و المطاردة الدموية .. لأنهم خرجوا عن الأخلاق ...
رمزيات عبقرية ...
فصول كاملة من الرمزية الرائعة . مثل هذه الخاصة ببلياردو خاصة في الجزء الثاني ( طبق الأصل ) ...
رسم التاتوز على المؤخرة لإخفاء أثر الخيزرانة .. رسم هذه الأفكار لإخفاء ضربة الخيزرانة و الذقن و الحفرة في منتصف جبهته في حصة الدين ...
رمزية فيلم ( ماكيت القاهرة ) ...
هذا الفيلم العظيم ...
القدمان المتلاحقتان المصدرة احداهما لصوت طنين الخلخال الرقيق الناعم المنسدل على قدمين أنثوتين ...
تتقدم أحداهما و الثانية ورائها مع صوت ارتطام الخيزرانة في الهواء .. خيزرانة مدرس اللغة العربية و الدين .. صوت مدوي .. يتأذى به الهواء و أذن نود .. و المباني العلامة .. التاريخية في مصر ...
صراع .. خيزرانة .. تاريخ تحمل أنقاضه على ظهر سيارة محملة بخردة .. بعلم مصر و ( تي شيرت ) عليه ( أخويا ) و رقم هاتف .. بكتاب دين و خيزرانة .. بخلخال و تاتوز .. بكمامة و طلقات مطاطية .. بقنابل مسيلة للدموع .. قامعة للعيون .. العيون .. التي لم يفقدها شباب الثورة .. و يافطة لعاصمة مستقبلية جديدة .. اختارها الحاكم ...
رمزيات عبقرية ...
رمزية كاتب منسي عجرم .. الحياة .. حاكمه .. عالمه .. الذي لوهلة يشعرك أنه إله .. لا نو ذكر و لا أنثى .. يتجسد فيخلق فيقمع بالتنبأ فتبكي ...
منسي عجرم .. الإله .. صاحب اللاحكاية .. الذي يكتب الحكايات فتكون الحكم النافذ .. الصادر من فم علوي يسقط من علي منهمر بالقمع .. قمع لأحداث حياة كل من سكان المدينة الفانية ...
رمزية تصل الى ( جاليري شغل كايرو ) ...
هذا المكان القاطن في رمزية .. مصر .. العالم .. الكون ...
كل حكامه و أصحابه قبلهم لقب مسز ...
المسز تحمل كل الوجوه ...
كلهم واحد ...
قصر قديم تغيرت ماهيته في ٢٠١١ ...
لكن ظل حاكمته المسز ...
و احتفظت صاحبته بلقب المسز .. محتلة كل الوجوه ...
شبحها الذي عاد بسبب أن لغتها متغيرة .. عن لغة مدينة يظن أصحابها أن الله لا يتحدث سوى لغتهم .. لغتهم المقدسة .. السطحية .. الظاهرة .. المتخلفة .. يضنوا عندما يعلموا بمن كفر بها ...
أو حتى العالم .. و الهه المسز ...
رمزيات بزوايا عديدة كالسهم المنطلق .. تجعلك ترى طريقها حتى تصل لمنتهاها .. و ترى بكل تفصيلة عبقريتها ...
هذا الجانب عبقري .. يصل لأسئلة و إجابات فلسفية عن الإله ...
إسقاطات دينية سواء رمزية أو واضحة ...
المسز .. الإله .. أو الطرف الثالث .. غير المرئي .. متناهي الضخامة .. لا يرى ...
الجاليري .. الكون .. المتمسك به كيان ما على راحة يده .. سواء المسز .. أو الطرف الثالث .. يفضي الطريق بالجميع اليه .. و الى غرفة المسز .. الكيان الإلهي .. أو ما تحت الإله ...
إسقاطات فلسفية لا متناهية .. رائعة و عبقرية ...
هل الإنسان مسير أم مخير ؟
هل مجرد معرفة كيان ما بالأحداث التي يمر و يسبح فيها الإنسان على أمواجها العالية تعتبر قمع له و لإختياراته .. بل إختيار له .. أم أنه مجرد اكتشاف ساحر و مبهر ...
اسقاطات دينية رائعة ...
من أعظمهم بكل تأكيد ( حكاية شخص ) ...
*** الشخصيات ...
الشخصيات في هذه الرواية معقدة جدا .. بنائها عظيم ، و تقديم رائع ...
تقديم شخصيات عبقري .. منفرد بتفاصيله الغارقة في ابداع و عبقرية طارق امام .. تقديم مبهم و رائع .. عرض لفكر الشخصيات المستند على جانبهم النفسي عن طريق تفاصيل يرسمها الفنان طارق امام .. النظر لصورة المسز التي تعرض تفكير كل منهم .. توقيع بلياردو اللذي هو دليل على تنقله ، عدم ثباته . من كل النواحي .. شخصيات معقدة الخلق .. مليئة بالتفاصيل و الجوانب النفسية ...
و اختيار الشخصيات جميعا كمرضى نفسيين أكثر من رائع .. جميعهم مرضى نفسيين .. مرضى بالحياةو من الحياة ...
و تقديم شخصية ( نود ) و ( بلياردو ) لم يظهر كاملا و تكتمل لوحتهم و بنائهم في لحظة تنوير ما .. عبقرية .. تم اختيارها بعناية .. لاكتشاف أنهم نفس الشخص بمعايير مختلفة .. نفس التمرد .. حب الإمتلاك .. الشغف .. الجنون و المرض النفسي الفانتازي .. الهروب و عدم كشف الوجه .. و ان كشف القضيب .. و ان أظهرت عريها و أول شعر من عانتها ...
الشذوذ الجنسي الغريب المتفرد لكل منهم ...
و قبل مجئ هذه اللحظة من الممكن أن تضن .. لكنها في النهاية عبقرية .. متفردة .. بديعة ...
و بناء الشخصيات عبقري .. شخصيات معقدة .. مليئة بالجوانب النفسية و حوائط و دهاليز القصر و القبر التي تريد أن تدفن فيه .. أو لا تدفن .. بناء ينأى به طارق امام عن الرائع ليكون عبقري .. بديع .. بحر تغرق فيه .. تضن على اختيار الكلمة المناسبة لوصفه .. تفاصيل للشخصيات رائعة .. تفاصيل تصل لشخصيات ثانوية مثل عاشق حميد ، مانجا ، و غيرهم كثير ...
تفاصيل و استناد على جوانب نفسية عبقرية ...
تفاصيل تصل لعدم طرحه للأسئلة .. حبه للتميز و الغرور .. نظرته لبرج القاهرة الكائن في يد المسز ...
جميعهم يتصفون بالأنانية .. أو حب الامتلاك ، حب النفس ...
الفطرة ...
الطبيعة ...
الإنسان ...
الخارج عن مدينة الواقع ...
ليكون الواقع في الفن .. فقط ...
*** السرد محكم .. تنظيمه و ترتيبه رائع .. سرد موازي لكل شخصية تلو الأخرى في دورة متكررة ...
يظل يرسم في اللوحة .. يترك هذه الثغرات .. ليكملها في لحظة نشوة .. فتكتمل لوحة الكمال و المتعة ...
ملئ بالتفاصيل ...
رغم أني كنت أفضل وجود تفاصيل أكثر و تقديم أقوى لثورة يناير ٢٠١١ لكنه اكتفى بجمل تحمل رمزية عظيمة جدا .. بديعة و مؤثرة و رائعة .. و لكن الدخول في أعماقها و تفاصيلها لم يكن كافي إطلاقا .. كنت أريد شم هذه الرائحة التي لم أشمها غير مرات قليلة ، كنت أريد هذه المشاعر التي أتوحد معها .. مشاعر بالتأكيد أكثر بكثير مما هو موجود .. كنت أريد اسقاطات أكثر عن ٢٠١١ .. الإسقاطات التي عنها رائعة و الكلمات المتدفقة من ابداع طارق امام مليئة برمزيات رائعة .. لكنها ليست كافية .. خاصة و أن هناك مساحة ضخمة لوضع هذه المشاعر ،و الرمزيات ،و الإسقاطات لكنه اكتفى بهذا القدر الذي أحببته لكن كنت أريد أكثر بكثير .. و كما ذكرت فهناك مساحة كبيرة لأن هذا التاريخ تدور فيه أحداث محورية لشخصية محورية و هو ( بلياردو ) و كان هناك مشاهد من الممكن جدا وضعهم فيها .. فلماذا لا توجد هذه التفاصيل عن يناير ؟
ممتع ، جذاب .. يسحب لعالمه دون حساب ...
ملئ بالجمل الإعتراضية الرائعة .. الموضوعة في أماكن مناسبة و متوظفة توظيف مناسب و رائع ، عبقري ...
لكن ذكر (( مدينة الحوائط اللانهائية )) سخيف الى حد ما .. يفقد النص العظيم نضجه الواضح ، البين .. ليكون قشة .. يمكنها قضم ظهر البعير . يمكنه قضم ماكيت الإبداع .. النضج البين .. ماكيت خلقه الفنان طارق امام .. مصغر للكمال ...
لكنه في النهاية لم يؤثر في الكمال .. لم يقضم ظهر البعير ...
بمجرد انتهاء ذكرها لم أشعر بالضن و كأنه دن من قطرات الحزن على النص ...
فمبجرد انهاء الجملة شعرت أني عدت لسحر و نشوة الرواية ...
سرد عظيم .. يسرد الحبكة العبقرية ...
أحداث مترابطة .. مرتبطة بالجاليري ...
حبكة مميزة جدا ...
عبقرية ...
عظيمة ...
*** لغة السرد ...
بمقولة طارق امام التي تدل أن اللغة هي طريق الأدب و محركه لتوصيل الإبداع فطارق امام يستخدم لغة بديعة .. عبقرية .. مليئة بالتشبيهات الملائمة كل منها لوقت ذكرها .. مذكرة بابداع و جمال فن الفنان طارق امام ...
*** الحوار ...
الماكيت ...
حوار قليل .. شحيح .. بارع الجمال .. ضخم .. كثير ...
الحوار قليل نسبيا لكن الفنان طارق امام قدر من خلاله أن يخلق ماكيت للصوت الشخصيات و طريقة حديثها .. التي في الأغلب لا تتحدث ...
أوريجا .. يخاف الزوال فلا يتحدث .. يخاف السؤال فلا يسأل ...
نود.. و رؤيتها الفلسفية للكلمة الخارجة من الفم المتمتم بها .. حتى و إن كانت مقدسة فإنها لا تنفع .. مقدسة .. الكلمة المقدسة و الدنيا .. لا تنفع و لا تغني من جوع .. لا تغني من الضرر و الأذى .. من مرض الحياة المتفشي ...
و لكن على الجانب الآخر فإن المسز تكاد تسمع صوتها .. لا تحدد لهجته .. أهو امر .. نادم .. ساخر .. يحمل المعنانين ككل شئ في الحياة و العالم الذي نحتل أرضه و يحتلنا مرضه ...
عربية شامية كهذه التي تستخدم في الدبلجة ...
*** لغة الحوار تتراوح بين العامية المصرية و العربية الفصحى .. في اختيار مذهل .. في كل حين و كل شخص له لغته .. لا يمكن أن تترجم .. هو يصنع ماكيت .. ليس ثابت بل طبق الأصل .. لا ينأى به عن الأصل .. هو يترجمه عن عقله .. خياله الفسيح و فلسفته و متعته .. يسرقه من العالم كعادة الفن .. لتدخل فيه و تشعر أنه حقيقي .. أنك جزء منه .. لأني جزء منه ...
-
Mohammed Mossad
قادتني قدماي إلى هناك، الغرفة ذاتها لم يتغير شيء بداخلها، جميع التفاصيل حاضرة، المكتب الذي تجلس خلفه، لوحة الطفولة، ونسخ تشبهها بأوضاع كثيرة، الورقة والقلم الذي تصنع به الدوائر قبل أن تمحوها لتعيد تأكيد دائرة، كل شيء كما هو، لم يتغير شيء سوى الضيف.
أنا الضيف الجديد الذي قرر زيارة " المسز" في مكتبها بعدما أنهيت قراءة رواية " ماكيت القاهرة" لطارق إمام، أنهيتها واتخذت قراري بزيارة الجاليري لمقابلة لم أخطط لها بالفعل، ربما كانت تلك إرادة ذاتية، وربما أجبرتني قوة غرائيبة على فعل هذا الأمر مادمت قد وطئت متاهة طارق إمام بقدمي.
- أنت هنا الأن ضمن مبادرة الجاليري لكتابة مراجعة أدبية عن ماكيت القاهرة، كيف تعرفت على المبادرة؟
ها هي المسز تحاول أن تعيد الكرة من جديد، وفق القواعد التي وضعت لها مسبقاً، اللعبة التي أوقعت أوريجا ونود وبلياردو في شراكها التي أحكمت إغلاقه عليهم فور جلوسهم أمامها، أعادت سؤالها من جديد وكان علي أن أجيب بوقاحة نيابة عن جميع القراء ممن لا يريدون تلويث ألسنتهم بسب تلك الــ.... " المسز ".
- ما الذي يدعوك لمعاداتي وأنت تعلم بأنني أقف على الحياد دائماً؟
- ومن قال لك بأنني أتخذتك عدوة لي،أنا لم أقدم على سبك إلا لأخذ بثأر هؤلاء الذين امتلأت قلوبهم بكراهيتك والخوف من تلك السلطة المطلقة التي منحها لك من أوجدك.
- وما ذنبي وقد منحني ما لم يمنحه لأحد غيري؟
- ذنبك أنك تخليت عن وضعك وحاولت التمرد على النص المكتوب، غرورك الذي جعلك تتناسين حقيقتك.
- وما هي حقيقتي ؟
- حقيقة وجودك داخل النص المكتوب، حقيقة كونك أداة سردية أوجدها قلم كاتب من عدم سردي لحاجة تتعلق بتكنيك سردي.
- ولكن تلك ليـ........
- اصمتي أيتها العاهرة ولا تنطقي حتى أنتهي من حديثي، لا تقاطعيني من جديد وإلا...... تعرفين بالطبع ما أريد قوله.
........ -
- رائع... الأن أكمل حديثي وحين أنتهي سأطلب منك الحديث على قدر الحاجة ، كما قلت من قبل، أنت أداة سردية أفلح طارق إمام في سترها خلف قناع لشخصية داخل نصه الذي صاغه ببراعة، عصا بلياردو أحسن في اختيارها لخوض مباراة لن تنتهي، على الأقل في الوقت الحاضر، عصا سحرية كعصا هاري بوتر منحها قوة عجيبة على تسيير الأحداث ومجريات الأمور حسب رؤيته الخاصة بالنص وشخوصه، أداة سردية حاولت التحرر من سلطة موجدها بعدما أضفى عليها هالة من القداسة وكساها بكساء الرعب ليسلطه على أروح القراء قبل شخوص الرواية، منذ اللحظة الأولى وأنا أدرك حقيقتك أيتها العاهرة، لقد جعلك طارق مرآة تعكس أسوأ مخاوفنا، مرآة تفضح ضعفنا وعيوبنا دون أن يجهر بذلك، العتبة الأولى لمتاهة المرايا التي صنعها ببراعة ليس لها مثيل، تلك المتاهة التي لن يقدر على الخروج منها إلا من أدرك الحقيقة فقط.... الأن باستطاعتك الحديث.
- تظن بأنك تعرف الحقيقة، ولكنك تجهل شيء هام.
- وما هو هذا الشيء......الهام؟
- تظن بأنك تكتب حوار تخيلي يجمعك بشخصية داخل رواية مكتوبة قرأتها بينما من الممكن أن تكون أنت أيضاً مجرد نسخة طبق الأصل تحيا داخل ماكيت لعالم تم صنعه من قبل أخرين، ألم تفكر في أنك قد تكون نسخة مصغرة لشخص أخر بمقاييس مختلفة؟
- من جديد تحاولين التلاعب بي، لن أغضب هذه المرة وسأخبرك الحقيقة التي وجدتها بين ثنايا نص طارق إمام وقد استترت داخل متاهة الماكيت، إجابتي تجدينها في الصفحة الأخيرة داخل الرواية، وضعها طارق في بالونة حوارية " لا" تلك هي الكلمة وهي أيضاً إجابتي.
لا يعنيني إن كنت أنا النموذج المصغر من العملاق الذي يحيا حكاية قد تكون مكتوبة مسبقاً ليؤديها كما كتبت، لا يعنيني وجوده ولن أبحث عن حل لإشكالية من منا الحقيقي ومن منا الزائف، من هو الأصل ومن هو النسخة المأخوذة عن الأخرى بالتكبير أو التصغير حسبما يقتضي السياق، ما يعنيني هو الحكاية، روح النص، جوهر القصة التي أكتبها بينما كتبت من قبل.
لا وجود للجاليري، لا وجود للماكيت، لا وجود للمسز، لا وجود لمنسي وكتابه العجيب، لا وجود للحقيقة فهي نسبية ولا تعني سوى أصحابها فقط، وكل منهم يراها حسب رؤيته الخاصة.
نود… بلياردو… أوريجا… مانجا… هؤلاء هم الحقيقة المطلقة، هؤلاء هم الأصل، لا فرق بين العملاق الذي يتلصص على النسخة المصغرة داخل ماكيت ٢٠٢٠ وما بين الجالس داخل غرفة المسز ليلمح عيني المتلصص عليه.
ماكيت القاهرة هو نص أدبي كتب بواسطة طارق إمام للأسف الشديد تلك أولى رحلاتي مع قلمه " ولن تكون الأخيرة بالطبع"، ونشرته دار المتوسط في طبعة أنيقة تتخطى أربعمائة صفحة، حصلت على الرواية من معرض القاهرة الدولي للكتاب بعد حوار مع بعض الرفاق تحدثوا عنها بعد وصولها إلى قائمة البوكر العربية، ولم يكن هذا هو الدافع الذي دعاني لاقتناء الرواية، لكن ما شجعني على ذلك هو فكرة الرواية، وما قيل عن " جنون المعالجة"
للحق أنا مؤمن بأن الجنون قرين الإبداع، ولا وجود لفن حقيقي أصيل إلا إذا خرج من رحم الجنون وتحرر من قيود الواقع السخيفة، وهذا ما فعله طارق إمام في معالجة فكرة ماكيت القاهرة.
متاهة زجاجية استبدلت المرايا داخلها بعدسات مقعرة ومحدبة، تعطي انطباعات لأحجام متفاوتة لذات الشخص، متاهة تصيب من بداخلها بالخوف وتدفعه لأن يكمل قدره المحتوم ليتمكن الكاتب من إرسال رسالة داعبت مخيلته قبل أن تتبلور الفكرة داخل عقله وقبل أن يوجد شخوصها.
الفكرة القائمة على الصراع النفسي لشخوص الرواية المتواجدين داخل القاهرة ذاتها أو داخل الماكيت الذي يتخذ صورة العاصمة لتدور الدائرة وليأتي الدور على صراعات نفوس شخوص مستحدثين داخل الماكيت الموجود في ساحة الماكيت ذاته.
لعبة الصناديق المتداخلة أو حلقات الساحر المتصلة المنفصلة، تلك اللعبة هي التي منحت المعالجة جنوناً وميزت النص عن غيره، وهي التي ستمنحه الخلود الذي يبحث عنه مبدعه.
رسم الشخصيات بتلك الأبعاد والخلفيات منحها قوة عجيبة، وأنا أقسم بأن البعض من القراء سيزيح صورة إحدى الشخصيات ليضع نفسه مكانها مع إسقاط " خاص" لفعل " خاص" قادته الإرادة السردية نحوه ليجد صورته التي تتوارى في المرآة ولم يراها سواه.
مع اعتماد صاحب الماكيت للغة خاصة بنصه اكتملت المتعة الأدبية، فإلى جوار التناص الذي اعتمده طارق إمام في اختيار الأسماء والمسميات وبعض الأحداث والأقوال المختارة كانت لغة الرواية لغة " خاصة بها" تعتمد على مفردات حداثية تتناسب مع المعالجة المطروحة للنص.
للحديث عن ماكيت القاهرة لابد من التحرر من قيود الحديث المعدة مسبقاً لوصف القوالب الأدبية التي يعتمد عليها البعض من المبدعين، وهذا الأمر يحتاج إلى وقفة طويلة، لكنني فضلت أن أجري حوار مع إحدى الشخصيات لإثارة عدة نقاط أردت الحديث عنها، ربما أكتفي الأن بأن أعود للتأكيد على براعة الكاتب في اختيار الفكرة ومعالجتها، ولأبدي إعجابي الشديد بهذا النص " الصعب" سواء كتابة أو قراءة واستيعاب، ولأشدد على أن أمثال تلك النصوص لم توجد لتقرأ قراءة عابرة دون الغوص في أعماقها حتى يصل القارئ إلى جوهرها وروحها وحتى يدرك حقيقة ماكيت القاهرة.
#مسافر_فى_دنيا_الأدب
#أبوماتيرا
#aboMatera
-
BookHunter MُHَMَD
❞ ابتسِمْ .. أنتَ في ماكيت القاهرة 2011. ❝
بالأمس كانت لدينا قاهرة المعز و الأن صار لدينا أيضا قاهرة الماكيت
يبدأ المشهد بطارق امام متحيرا في عمل يود له الخلود لكنه موقن أن الرواية ستفنى يوما ما. إذا فلتكن جرافيتي يزين حائطا ضخما على مشارف البلدة و لكن من يضمن بقاء البلدة ناهيك عن الحائط مهما بلغت ضخامته. فلتكن إذا ماكيتا مصغرا للواقع و لكن هيهات للواقع أن يبقى فما بالك بمجسمات صغيرة. جاءته فكرة الخلود مجسدة في فيلم على كاميرا محمولة بيد واحدة تماما كهذا العالم الذي لا يعرف الفناء طالما بقى الإله ممسكا بالكاميرا في يده. بعد ان انفرجت أساريره تذكر أن الإله نفسه وعد بدمار هذا العالم يوما ما و لم يضمن له الخلود أبدا و هنا قرر أن يدير ظهره للإله و يجعلها قصة مصورة على هيئة المانجا اليابانية التي لا تعترف أصلا بأي إله و تؤمن بتناسخ الأرواح في دورات لا نهائية من الحيوات و قبل أن يهنيء طارق إمام نفسه على الفكرة و بروح الفنان المرهف بداخله أيقن من لا يقينه و أدرك تهافت فكرته و شك في ذاته شكا لا فكاك منه و هنا تجلت عبقريته و اتخذ قراره المجنون. لن تكون رواية و لا ماكيتا و لا فيلما و لا جرافيتي و لا حتى مانجا.
ستكون كل ذلك.
❞ رغم ذلك كان على يقين أنه سيموت في عَرَاء أحد هذه الشوارع التي اختارها بيتاً، عاجزاً عن التكهُّن إن كان ثمَّة مَنْ سينحني عليه ليلتقطه، أم سيُترَك حتَّى تتفتَّت عظامه تحت أقدام العابرين. ❝
❞ عاصمةً خالية، لن تحصل أبداً على فرصة أن يعيش فيها أحد أو أن تختصر وطناً في اسمها لتُغذِّي كبرياءها. ❝
❞ المتاهة خلية مركزية، تتكرَّر عدداً غير نهائي من المرَّات، هذا التماثل هو عينه رعب الإنسان الذي يشكِّل مفهومه للأمان استناداً إلى نفي التطابق، بدءاً من اللغة، فلا دلالة دون حروف مختلفة، تشكِّل كلمة، ثمَّ كلمات مختلفة تشكِّل جملة، ثمَّ جُمل مختلفة تشكِّل كلاماً أو نصَّاً. والقانون نفسه يمتدُّ، ليشمل الموجودات والزمن والمكان .. تخيَّل لو أن الأشخاص جميعهم أنتَ أو كلّ البيوت بيتكَ. رعب المتاهة هو نَفْي اللغة. ❝
❞ لكنْ، أين المدينة؟ وأين هو منها؟ إنه هنا، هنا فقط، يفصله جدارٌ من فولاذٍ شفَّاف عن مدينتَيْن، إحداهما صَنَعَتْهُ، والثانية صَنَعَهَا، واحدة منهما داخل الأخرى، مثلما يشعر هو الآن أنه شخصٌ داخل شخص. ❝
❞ إنها ذاتٌ معروضة فقط، لكنْ، لا وجود لها إلَّا كموضوع للتلقِّي مثل مجسَّم بيت. ولو أنها قرصَت نفسها لتتأكَّد إن كانت حقيقية، فلن تشعر بشيء. ❝
❞ لم يفهم أبداً طبيعة الخطر الذي يمثِّله على المدينة. إنه أضعف من أيِّ شخص فيها، لا يملك مسدَّسات الشرطة وهَرَاوَاتِها، لا أسلحة الجيش ولا مطاوي البلطجية ولا منابر المشايخ. مجرَّد شخص هشِّ البنيان، وبعين واحدة. أيُّ رعدة يمكن أن تجتاح جسد مدينة كالقاهرة لمرأى شخص مثله. ❝
على الهامش
تحية خاصة للغائب الحاضر: منسي عجرم. ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
هامش أخر:
لينك قصيدة مضاجعة الواقع لعلي طاليباب
تجدها هنا
اقتباسات أخرى
❞ كانت نود زائرة يومية لكرنفال فعالياته الضجيجية والمفتوحة: مهرجان «الجاليري ميدان»، ملتقى «شغل كوميكس»، حفلات موسيقى الأندر جراوند، وعروض الفيديو آرت، ومعارض التصوير المفاهيمي، وأسبوع الكُتُب الممنوعة، فضلاً عن فعاليات السينما البديلة، والمسرح الفقير، وجرافيتي القاهرة العنيف، وغيرها من فنون الهامش والاحتجاج. ❝
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
❞ اكتشف أوريجا، بينما يمزِّق الشهادات الهشَّة جميعها التي لا يملك حائطاً يرصُّها عليه، أن مسرحه الوحيد هو المدينة، لا ليُزيِّنها، لا ليضيف الرتوش اللازمة لوجهها المستعار، لكنْ، ليُعرِّي ذلك الوجه. ❝
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
❞ لقد أدركت نود أنه الشيء الوحيد الأصيل في حياتها، حبرها السرِّيُّ، والقطعة الأصلية اليتيمة في عالمها المؤلَّف من كلِّ ما هو مقلَّد، هي التي لم تلمس أبداً شيئاً أصلياً، بدءاً من زجاجة البرفيوم وحتَّى وجهها نفسه، الذي جاء محاكاةً رديئة لتعاسة شخصَيْن. ❝
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
❞ ظلَّ يرى أيَّ شخصٍ مزدوجاً، فيما يتخيَّل نفسه أيضاً شخصَيْن في حدقَتَي محدِّثه. كان يسأل، أيّهما الأصلي وأيّهما المقلَّد؟ أيّهما يمثِّل محاكاة للآخر؟ وبالمنطق نفسه، كان يسأل نفسه: أيّ العينَيْن ترى الحقيقة، وأيّتهما ترى الخيال؟ ❝
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
❞ لقد أدرك مبكِّراً أن طريقته الوحيدة ليواجه العالم هي أن يُشيح بوجهه عنه. ❝
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
❞ كلاهما كان الزجاج وسيطه لاستنطاق شخصٍ يستحيل أن ينطق أو يغادر زنزانته، كلاهما منحتْهُ المدينةُ الشبقَ تجاه أشخاصٍ ينتمون لعالمها، لكنْ، لا يخضعون لشروط إنسانيَّتها. ❝
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
❞ كان يسأل نفسه: هل كان قتل الأب ضرورة، كي يعرف هو أيّ يدٍ يملك؟ هل اليُتم سبيلٌ وحيدٌ لمَنْ قرَّر ألَّا يكون صورةَ شخصٍ آخر؟ في نهاية المطاف _ كان يجيب نفسه _ يستحقُّ الآباء جميعُهم من الكراهية قَدْر ما يستحقُّون من الحُبِّ. ❝
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
❞ كم هي خطرةٌ اللغة إن لم نفهمها، وكم هي خطرةٌ إن فهمناها. ❝
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
❞ استغربت نود أن هذه القُصاصة القادمة من الماضي تخصُّ فعاليةً تنتمي للحاضر، وتحمل توقيعاً مؤرَّخاً بالمستقبل، وكأنها تجمع الأزمنة الثلاثة بجرَّة قلم. ❝
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
❞ وتساءل: هل تُكرِّر الغرفُ نفسها خلف هذه الأبواب، بالأحجام المتدرِّجة للمسز نفسها خلف كلِّ مكتب؟ أتكون حَيَّةً لا تزال في بقية الغرف أم يكفي موت أحد أجسادها لتموت جميع نسخها؟ ❝
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
❞ فمع اليوم الأخير للعرض سنفتح مزاداً لبيع ماكيت القاهرة لأعلى سعر .. وفور أن يرسوَ على المشتري، سيُدمِّر الماكيت نفسَهُ بنفسِهِ أمام الجمهور. ❝
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
❞ الآن، في اللحظة ذاتها، يُطلُّ أوريجا على نود، وتُطلُّ نود على بلياردو، مثل قاطني بناية واحدة، يحيا كلٌّ منهم عُزلة زمنه. ❝
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
❞ فهذه المرأة لم تكن مجرَّد إنسان، إنها سلطة، سُلطة نهائية وتامَّة، لا سبيل للنظر في عينَيْها، ولا يمثِّل جسدها، صغر أم كبر، سوى غلاف رقيق وهشٍّ لتوحُّشها العميق القادر على ابتلاع العالم في قدرته على الخَلْق والبناء والتدمير والمَحْو. ❝
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
❞ فوق ذلك، فإن منسي عجرم يحظى بأنصار، يصعب حصرهم، يملك كلٌّ منهم صورته المتخيَّلة له، فضلاً عن أعداء سيُرحِّبون بتجديفٍ كهذا، لأسبابٍ لا علاقة لها بالفنِّ، فالتجسيد، في بعض الحالات، لا يكون فحسب نوعاً من الاستفزاز، لكنه قد يغدو أحد أشكال الإنكار .. ❝
-
Mohamed Osama
#إعادة_صياغة_رأي
"ماكيت القاهرة....صنع الصورة وظلها"
عاصر معظمنا الضجة والجلبة التي أحدثتها تلك الرواية، والتي منها ما يستحق الوقوف عنده ومنها ما يطير هباءً من ابتعاده عن المنطق بالإضافة إلى سذاجة طرحه، ولا أخفي عليكم -كما كان شعور المعظم- أنني أجهدت في قراءة العمل والوصول لنهايته بصعوبة، والسبب معروف هو وجود كم من الأفكار والأطروحات والنظريات على حساب الحبكة في مواضع عدة، وذلك شتت القارئ أو بالأحرى استنزف عقله بين فهم فلسفة الكاتب وتسلسل الأحداث.
- غير أن بعد قراءة جزء من رواية هدوء القتلة لنفس المؤلف، تأكد في ظني"ومن الممكن أن ذلك لا جديد فيه" عن رغبة الكاتب في تركيب كل هذه الفلسفات "مع خطوط الشخصيات " كماكيت آخر للمدينة يصلح لأن يكون ظل القاهرة الذي بغيره تصير بلا معنى، لنشرح أكثر.
-عالم أصله تائه
يرى الكاتب من خلال حديث شخصية "المسز" عن اتحاد الأصل مع الصورة ليصير توأمه، وربما تكتسب الصورة ذلك المسمى فيكون لا قيمة له أصلا، وذلك موجود ومرئي في الواقع من هواة المحاكاة أو استسهال الناس لرسم صورة واحدة "من شكل العمارات والمدن إلى رصة منتج في سوبر ماركت" فتتلاشى الفروق باعتياد الصورة فينتهي الأمر لنسيان المشهد كله، ولذلك فيعتبر أي شكل مخالف شاذا تلتقطه العين قبل أن يستوعبه العقل.
- ولو تأملنا قليلا لقول الكاتب أن المصممين غالبا ما يقعون للوهلة الأولى بين صنع يديهم وبين المقلد، وذلك "سبب أرجحه ربما يكون بديهي" وضع الفنان أو الكاتب جزءًا من روحه ومشاعره واختلاجه في قالب الشكل، ولذلك لو أتقن المقلد ولو قطعة صغيرة من التصميم ذاته بمواد رخيصة، فإن العين كفيلة بخداع عقل المصمم الأصلي باندفاع المشاعر والاختلاجات فيعجز، قبل أن يتجه للحيل واستخدام باقي الحواس، ومنها غالبا نرى القول المأثور "ليس كل ما يلمع ذهبا" نتيجة خداع الصورة بالمثل، ومن هنا تتغير بعض الرتوش في جهة أو أخرى بمرور الوقت وبفعل التجديد ومقتضى الزمن، فتتعدد الصور وبما أنها في مقام الأصل يصير التيه بين كل هذه الأشياء.
-- مليون في واحد "تكثيف الواقع"
بالانتقال من الفكرة السابقة، يصل الكاتب بشخصية "أوريجا" لمعضلة المحاكاة، فأمام سلسلة متكررة من المواد والصور يقع في حيرة نقل الصورة كيفما هي بتكرارها وتوهانها وصراعها لتحل محل الأصل، أو اختزالها بشيء واحد يحمل نفس الصفة، وحسبما أشار الكاتب في رواية هدوء القت.لة عن مقارنة بين رغبة بطل القصة في صنع شيئا مميزا وبين رغبة العامة في الرتابة حتى في الشوارع وتناسقها.
-ونتيجة ذلك اتفاقه مع رؤية المؤرخين في الإلمام السريع بالحالة العامة دون الدخول لتفاصيل، أو الحاجة إليها أصلا لأن الجميع يحملون نفس الصفة، فيصير التعبير الواحد والمعاناة الواحدة والبهجة كذلك تصلح لعدد لا يحصى، وهنا نجد أنفسنا أمام نفس السؤال بصيغة مختلفة "أيهما مشاعرة صافية نقية"
--من يحرك من؟! ثلاثة مرايا
بالنظر للإطار الزمني بين الشخصيات الثلاثة "أوريجا- نود - بلياردو" يخطر في بالي رواية "أخيلة الظل" للأستاذة "منصورة عز الدين " في كونها صنعت شيئا شبيها ترسم فيه شخصيتي الرواية عوالم بعضهما البعض، فيتحد الخيال والواقع ولا نعرف من يحرك الآخر.
-وبالمثل تراها في شخصياتنا الثلاثة "مع اختلاف طبيعة الروايتين" ولكن بطريقة مختلفة، حيث يصبح الماضي والحاضر والمستقبل مرايا تشكل كل واحدة الأخرى بدون ترتيب، ومنها يدور شكل الأحداث ويعاد ترتيبها، وتعتبر منفذا للعبور نحو نظرية التخييل، والنقل المتفرد لأحداث وقعت وانتهت، وحتى في اللغة والصمت كذلك
-وربما مشهد القلم والممحاة هو خير تعبير عن تلك الحالة، فيوضح الكاتب أن التغيير مهما كان لا يقدر على محو سابقه، وإلا لما رأينا نفس الشخصيات كالمسز مثلا وتبدلها من وجه لآخر دون أن يغير من سلطتها ومهابتها، وإن خلينا المستقبل بعيدا فهو تفكير لتغيير النفس وأطلال ذواتها السابقة
-- طرائف جدية
- لوحظ طبعا استخدام بعض الأسماء الفكاهية لعلماء وكتب "كهيلاري خميس أو منسي عجرم أو ليونيل مرسي" وبناء نظريات الكاتب بلسانها، ويقصد من ذلك في رأيي وضع احتمالين، إما أن الكاتب يفترض أن بعض الأشياء مبني على أساس الملهاة والحياة قائمة على التوازن بين الجد والهزل، أو أن الكاتب يقصد أن الأشياء تمنح القيمة لصاحبها.
-من نظرة الكاتب عن حديث العامة للقصر " جاليري شغل كايرو " في مشهد واحد لخص الأزمة بين التاريخ والحداثة وكون المعظم بعيد عن ذلك كله، ولا يهمه تغير الجوهر ما دام المظهر موجود وما دام بعيدا عنه "بإشارة للمستعمرين القدامى مثلا"، وإن ذكر شيئا من تغير أو تبدل يقول ببساطة "مهي خواجاية زيها ...الدم بيحن برده
-
Ahmed Tharwat
رواية (ماكيت القاهرة)، للروائي/ طارق إمام ..
لم أقرأ للكاتب من قبل، ولم أعرفه للأسف، لكن ربما ادخرت لي الحياة تلك الجائزة للوقت المناسب.
إن الرواية التي تجعلك تتوقف أثناء قرائتها، لتفكر في حياتك، في تعاليمك ومبادئك، وفي رؤاك للعالم، هي رواية حقيقية، رواية تحقق المزج الرهيب بين المكتوب والمعاش، بين شخصياتها وشخصية القارئ.
فما بالك بالرواية التي تفعل بك ذلك مرات عديدة، بتنوعات كثيرة، ربما بامتداد القراءة من السطر الأول حتى نهاية السطر الأخير، إنها لا تكون رواية جيدة فحسب، ولكنها نص أدبي ملحمي متميز.
الموت، الحياة، الحب، القتل، الهوية، السلطة، الشهوة، الثورة، الفن، السماء والأرض والوطن..
ستجد كل ما تبحث عنه أو تفكر فيه، لن تجده مكتوباً لحكمة أو خلاصة تفكير، بل ستجده يتسلل لوعيك، لعقلك، دون أن تتهيأ لذلك.
فيلم داخل فيلم، أو رواية داخل رواية، الفن الذي يصور فنا بداخله، تلك خدع وتكتيكات استخدمها الكثيرون، قليلهم أفلح فأنتج فنا متماسكاً، وكثيرهم خاب وأنتج نصوصاً مهلهلة..
لكن الفنان الذي ينتج نصا داخل نص داخل نص.. يصنع فنا داخل فن داخل فن في عمق فن مختلف.. وينجح في دمجك بالواقعي، في مزجك بالمتخيل، حتى لا تكاد _ ولو كنت قارئا متمرسا_ تعرف أن الخيال خيال وأن الواقع واقع، لهو فنان معجون بماء الفن وطينه، مخبوزة روحه بدماء الفن وهوائه..
ثورة 25 يناير.
لم يكن لها لتغيب عن نص روائي بهذه العظمة، يتحدث عنها كأصل للحياة. لم تكن الكتابة عن الثورة هنا كتابة شعاراتية أو مجرد حكي لتفاصيل سابقة أو معاصرة أو لاحقة لها، بل كانت كتابة الثورة في هذا النص المذهل، كأنها كتبت بقلم الثورة نفسها، كأن الثورة تجسدت في عقل طارق إمام وجسده، ليكتب عنها ولها وبها.
هل كانت (ماكيت القاهرة) هي ماكيت الثورة؟
إن الكم الهائل من النصوص المطروحة هذه الأيام، جعلت الواحد منا حين يقابل نصا كتب بلغة متماسكة، يهلل ويصهلل فرحا، ناسياً أنه شرط طبيعي للكتابة أن يمتلك الكاتب أدوات كتابته، وأولها اللغة، وهنا، ينسيك طارق إمام هذه المعادلات التجارية الفاشلة، وتلك الانتصارات الخبيثة لما يسمى روايات أو نصوصاً قصصية..
إن اللغة في (ماكيت القاهرة) تتسابق مع التخييل المدهش مع البناء المتزن المتقن الشاهق، في البلوغ للنهى، البلوغ للقمة.. لغة رائعة، وكفى.
سواء حصلت (ماكيت القاهرة) على جائزة البوكر للرواية العربية، والتي ستكون حينها شرفا للجائزة وتطهيرا مما لحق بها من همهمات وهمسات، أو لم تحصل الرواية على الجائزة، ففي كلتا الحالتين، هي رواية أهم من الجوائز، إنها عمل فني ضخم.
لم أجد تشبيها للرواية أقرب من أنها مدينة ملاه ضخمة، حيث كل لعبة مرتبطة بلعبة أخرى بشكل ما، حيث ستلعب أيها القارئ وسيتم التلاعب بك من لحظة دخولك، حتى لحظة النهاية. إن صانع هذه الألعاب (خالق هذه المدينة)، هو روائي محترف بحق، أعلم يقيناً أنه يستحق أن يكون شيخا لهذه الحرفة.
-
Mac book
** الامكنة تخلق ساكنيها... إن نشأت نسخة جديدة من بيت ستنشأ نسخة جديدة من ساكن **
ماكيت القاهرة... هي رواية اشبه بدمية الماتريوشكا الروسية متعددة الطبقات قد تجعلك تشعر بالصداع ولا يوجد فيها حدود للغرابة ولا للخيال....
طارق أمام كاتب مصري شاب تعرفت على كتاباته العام الماضي ووقعت في شباك قلمه من العمل الأول الذي قرأته له ( مدينة الحوائط اللانهائية) تلك المجموعة القصصية السريالية التي كانت تجربة جديدة بالنسبة لي وقت قرائتها... ثم كانت محطتي الثانية مع روايته ( ضريح أبي) ليستمر هذا الكاتب في جذب انتباهي وعقلي بموهبته في خلط الخيال بالواقع وخلق عوالم غريبة الأطوار تجعلك تتسائل طوال الوقت وانت تقرأ عن نوع المخدر الذي يتعاطاه الكاتب لكي يصل إلى هذا الحد من مزج الخيال وتطويعه....
ثم كانت المحطة الثالثة ( ماكيت القاهرة)... تلك الرواية الكبيرة المرهقة التي جعلتني اتباطئ كثيرا في قرائتها كي لا اخسر انتباهي وتركيزي أمامها... الرواية اجوائها وطبقاتها المتعددة ذكرتني بأجواء فيلم inception لتجد نفسك وأنت تصل إلى النهاية تتمنى لو تكون هذة الرواية مجرد حلم يستيقظ منه الكاتب لتجد تفسيرا منطقيا لتلك الغرابة المعششة في صفحاتها....
تدور أحداث الرواية في مكان ليس ببعيد عن المكان الذي اجلس فيه حاليا... وسط البلد ( جاليري شغل كايرو)... الزمان قد يكون ٢٠١١ او ٢٠٢٠ او ٢٠٤٥...الشخصيات التي ستظل تشكك في وجودها طوال الرواية اوريجا ونود وبلياردو شخصيات غريبة الأطوار يجمعها عالم واحد وبيت واحد وجاليري واحد ولكن تختلف الماكيتات... الرواية اشبه بلعبة الميكانو ... انت تحتاج ان تخلق عالم داخل العالم الذي يسكن عالما اخرا وبداخله عالم آخر... وشخصية المسز التي تتنقل بين كل الماكيتات وموجودة في كل العوالم وكأن الحياة عبارة عن دوائر من التكرار والاعادة التي لا تنتهي....
رغم كونها رواية مرهقة في الرواية ولكن كم المجهود الذي بذله الكاتب ليجعل هذا العالم الغريب متماسكا أمامك كقارئ حتى النهاية دي نقطة تحسب له لا عليه... ربما ما كان ينقص تلك الرواية هو مرساة تربطها بارض الواقع تجعل شطحاتها لا تخبط في سقف الكتابة... ولكن مجددا طارق أمام كاتب لا يتوقف عن ابهاري بأفكاره وفلسفته والغرائبية التي يكتب بها ويخلق بها شخصيات مختلفة في التفاصيل ولكن تجمعهم غرابة الأطوار والفانتازيا....
-
Noha ebada
🔹ماكيت القاهرة🔹
إسم الكاتب/ة : طارق إمام
عدد الصفحات : ٤٠٥
دار النشر : المتوسط
👇عن الكتاب 👇
هو رواية من ست روايات تم ترشيحها في القائمة القصيرة لجائزة البوكر في الرواية العربية ٢٠٢٢
أحداث الرواية تدور في القاهرة ٢٠٤٥ ، والمشروع إنجاز ماكيت للعاصمة المصرية السابقة قبل رُبع قرن ، جَوْهرهُ إحياء ذاكرة المدينة ، لنكتشف فجأة أننا مجرد شخصية روائية تتحكم في مصيرها شخصية روائية أخري ، نعيشُ في ماكيت أكبر من ماكيت اعتبرناه ، لسنوات طويلة ، مدينتنا .مره نكون أوريجا أو نود أو بلياردو ، فكلما انتهينا من مدينة واجهتنا مدينةٌ مضادة .
👇رأيي👇
لغة الرواية متميزة جداً ، قوية ، فلسفية ، وجزيلة بشدة، ولهذا فربما تكون هذه الرواية من أكثر الروايات التي يخرج منها الكاتب بإقتباسات
لكن في أول ٢٠٠ صفحة ، أحداث الرواية بطيئة بشدة ، وثابته لأبعد حد ، تفتقر لعناصر التشويق والمفاجأة ، لدرجة تجعلك تترد في إكمال الرواية
ولكن أعتقد أن هذا مقصود من الكاتب لإضفاء صبغة تشويقية علي مايأتي بعد الصفحة رقم ٢٠٠
الرواية عبارة عن متاهة فيها الكثير من الإيهام ، التخييل والثنائيات الكلاسيكية
فالزمن خُدعة والأماكن نسخٌ مكررة والناس مزيج بين الوهم والحضور
فتبدو وكأنها متاهه دائرية تنتهي من حيث تبدأ .
أوريجا ، نود ، بلياردو والجاليري
هم الشخصيات الأساسية التي تدور حولهم الرواية
يُسهِم أوريجا من عام ٢٠٤٥ في تنفيذ ماكيت القاهرة ٢٠٢٠ الذي يُنتج ساكنِيه وبينهم نود ، ونود تُصور ماكيتاً أصغر داخل ماكيت أوريجا ، هو ماكيت القاهرة ٢٠١١ الذي يُمثل بلياردو أحد شخصياته ، وعبر الدوائر الثلاثة المتداخلة يُستبدل التعاقب الزمني الأصلي للحكاية بتداخل مكاني ، يجعل الحكايات الثلاثة تتحقق بالتوازي .. لتنهض قصة أسرة واحدة في علاقتها بجاليري شُغل كايرو عبر ثلاثة أزمنة ..
لا تخلو الرواية من التجاوزات الكثيرة التي تجعلها غير مناسبة لمن هُم دون السن .
ودُمتم🌾🌱
-
Dania Abu Taha
قويه ،صعبه ،مرهقه ...تحدي للجنه البوكر !
تستحق البوكر ،بثقل ...استحضر ايتالو كالفينو...
لا اصدق اني انهيتها!!!
ولي عود!
****
هل انت جاهز لتنظر للقاهره من الاعلى...كنظره اله، المكان واحد هو القاهره ،فعلا ؟ اهو مكان واحد ؟ هل المكان ثابت لا يتغير !!داخله مكان متعدد الطبقات كرقاقات ستنفذ له ببطء ذهاب و عوده في ازمنه متخيله ام حقيقيه...ستلصق عينك لترى حاذر ان تقع او يقتنصها غيرك...عند عبورك الزمني داخل تلك المتاهه ...ستغوص ،تذكر خارجه هو عدم حقيقي ولكن ربما داخله كذلك ..
و لي عود مع مونولوغات داخليه حقيقه لابطال من ورق 🙃🙃🙃 هم انا و انت...هل نتمايز عنهم...ام جميعنا ابطال من ورق ...في روايه داخل روايه داخل روايه!
حيره و تساؤلات ! هم و انا ! و انت ! ثلاثي الروايه وواحد احد...
في خلق،بعث،قيامه لانهائيه و مخاض عسير لمدينه ابديه ،في سلسله لا نهائيه و عبثيه... يعود سيزيف يحملها من جديد ليرفعها قائمه على راسه قبل ان تسقط و يعود في كل مره كاول مره!!
****
روايه فلسفيه مميزه بتساؤلاتها الوجوديه بين التمايز بين الحقيقه و الوهم ،كيف يمكن للوهم ان يمحو الحقيقه و يسوده،هل ما تؤمن به حقيقه او وهم و كيف لك ان تدرك ايهما حقيقه و ايهما وهم..
دستوبيا قاهره كتبت في لوح منسي...سلطه قويه تخلق و تهدم ..تكرار بلا نهايه ...متى تحدث المعجزه لترى ؟ هل تحدث عندما تقتل تلك السلطه لتظهر الحقيقه ...حقيقه اخرى خارج ما نعرف!!
قيامه....شريط عابر قبل النهايه
اين هي الحقيقه!
****.2022و قراءه ثانيه اخيره
كاتب رائع....يستحق البوكر بجداره منقطعه النظير ....و هو فعليا استبق الحقيقه و في الخيال استحقها،يظل تطابق الخيال مع الواقع 👌✌✌✌✌✌✌✌✌✌✌✌✌
✌✌👌 -
Hager Hegazy
ماكيت القاهرة :
رواية مربكة جدا.. رواية الاضداد.. والنسبية.. والتيه بين المصغر والمكبر.. بين الحقيقة والوهم
بين والواقع والمفترض... بين الاصل والصورة
بين الحكاية وما حدث بالفعل
بين البناء والهدم بين الاجساد والتماثيل
وتتوه وتتوه وتبدل اماكن الاضداد حتى لا تدرك من منها مكان الاخر
نظرية توحد الموجودات في نقطة ثم انفجارها عن بلايين الصور وبلايين الحروف وبلايين النفوس ... عدد لاحصر له من كل شيء تموج به المدينة الحقيقية والمدينة الماكيت والمدينة القابعة داخل النفوس فاين الحقيقة؟
عن الشعور الذي راودك مثلي يوما ما انك بطل في رواية احدهم المكتوبة بالحروف... او انك شخصية مرسومة في كارتون الاطفال.. او انك دمية في يد طفلة تلهو بك على بيتها اللعبة.. وادوات مطبخها اللعبة وتخيط لك ملابسك اللعبة... احساسك وانت تمشي في شارع مليئ بالبنايات انك صغير جدا وان شيئا عظيما يشاهدك بل ويحركك من الاعلى.. واحساس بانك جرم صغير فيه انطوى العالم الاكبر...
رواية اشبه بعدسة كاميرا تضيق وتتسع وتقترب وتبتعد فكرة غرائبية جدا... تحمل الكثير من الرموز و الفلسفات والتساؤلات والاسقاطات... تحمل حزنا على حيرة البشر وبؤسهم وضعفهم اللامتناهي بعدد قليل جدا من الابطال والكثير جدا من التباديل...
اللغة فصحى بسيطة والاسلوب جميل وجذاب
رواية من النوع الثقيل الذي يقبع في الذاكرة والوجدان ويترك بصمة عميقة الاثر.. حتى اني مكثت فترة بعد قراءتها اجتر افكارها داخل عقلي واتأمل بيت الدمية القابع في غرفة ابنتي بارتياب... شكرا على رواية عظيمة لكاتب رائع سيكون لي مع احدى مؤلفاته لقاء قريب 🌷
-
You Anna
خلال لحظة واحدة يمكن أن يحدث الكثير، واحداث مختلفة يمكن أن تلتف حول مكان واحد ليصبح جوهرها... و ما الغريب إذ حتي الخيال قد استحال حقيقة...
يتملك الذنب من "أوريجا" الصغير دون أن يدرك ما اعتراه لعبة طفولية انقلبت لمأساه و ما أشدها وطأه حين تقع علي أقرب الناس لنا، ما أشدها حين تأتي من أعضائنا تلك التي خذلت صاحبها و عزفت عن النمو حتي تضمن بذلك أبدية بقائها بينما "نود" قد تعلقت بشبح مرآتها هذا الذي أصبح حضوره اقوي من وجودها و "بلياردو" ثالثهم المصاب _ان صح القول_ بما يشبه الأكتناز القهري و لكن بطريقة أكثر تبجحا و أقل تعلقا، طأطأة رأسه الدائمة جعلته يلاحظ ما لا يلتفت له الآخرون و بجسارة محارب يدافع هذا اللص عما في يده و كأنه ملكه منذ أن خلق ولكن لعلها رغبة في تعويض ما لم يتمكن من حمايته ... لعلها رغبة في حماية ما تبقي من ذاته لنفسه ،
و اخيرا تأتي "المسز"... تلك الكائن الذي يتحدي المعقول ، يتخطي الزمن و يخترق العقول...المديرة الفنية ل"جاليري شغل كايرو / ساحة فنون المدينة" ....
أزمنة متعاقبة كونت ما ندعوه الآن بالحياه، رغم المواقف التي تطرأ تظل هي في حالة استمرار فذاكرة الأماكن هي ما تحافظ علي بقائنا فمهما تفاقمت الأمور و ملأ الرعب ثنايانا فما الخوف الحقيقي الا "كل ما يختبئ في كل ما تراه يوميا بوصفه حياه " ...و ما الحياة إلا صورة ، مجسم تخيلناه فحملناه و صدقناه فصار الواقع و ما فيه ثم عشناه.
رواية تشرح ما في الخلد من أفكار و تجدها تصف المشاعر بحرفيه معالج نفسي متمرس يتقن قراءة الفؤاد .