في كل فن نزعة دائمة للهرب من رتابة الحياة اليومية وجمود الواقع بالسِّحر والمفاجآت، والانحراف المثير عن منطق المعتاد والمألوف.
في غرفة الكتابة > اقتباسات من كتاب في غرفة الكتابة
اقتباسات من كتاب في غرفة الكتابة
اقتباسات ومقتطفات من كتاب في غرفة الكتابة أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الكتاب.
في غرفة الكتابة
اقتباسات
-
بالتزاوج ما بين تسليع الفن والثقافة وبين وسائط التواصل الاجتماعي ومنصات التعبير الإلكتروني المتاحة لمعظم الناس، تحول مستهلكو الفن إلى قطيع من نوع آخر، وإن كان أرقى قليلًا، ما انتقص كثيرًا من الطابع الفردي والخاص في استقبال العمل الفني وتذوقه، والحكم عليه بهدوء وأناة، تحولت أنشطة العمق والصفاء والانفراد بالنفس إلى ممارسة اجتماعية في نادٍ معقود ليلًا ونهارًا. وبدلًا من أن يكون الفعل الفني، في خَلقه وتلقيه، من أقرب الممارسات الإنسانية إلى التحرر ومجابهة قبح الواقع وأشكال سلطاته المختلفة، يصير حلقة أخرى في سلاسل العبودية، فيجرجر المستهلكون أنفسهم، مثل المنومين مغناطيسيًّا، من كتاب إلى ألبوم موسيقي إلى مسلسل إلى فيلم، ومع كل غلاف ومنشور دعاية يظهر على شاشاتهم الصغيرة يتحلَّب ريقهم على وعد بمعرفة نهائية ومتعة لا تقارَن، ومن قبل الوعد هناك الوعيد ضد من يتخلف عن القطيع النظيف الأنيق، قطيع المطَّلعين الملمين بكل جديد، لأنه سيكون خارج دائرة الحديث والنقاش الدائر أيامًا أو أسابيع حول هذا الفيلم أو الألبوم أو الكتاب.
مشاركة من إبراهيم عادل -
في كل فن نزعة دائمة للهرب من رتابة الحياة اليومية وجمود الواقع
مشاركة من Lamya Musaad -
وهكذا، حتى يأخذك الآخرون مأخذ الجد (وفق ما تُردده الأسطورة القديمة)، لا بد ألا تبدو لهم خفيفًا، ضيفًا عابرًا على العالم، ألا تبدو مثل نكتة أو قفشة، ربما تُضحك لكنها لا تمكث في الأرض لأنها لا تنفع الناس لكي يأخذك
مشاركة من khaled abdeen -
صار استهلاك المنتجات الفنية والثقافية جزءًا مكمِّلًا للوجاهة الاجتماعية بين فئات كثيرة، لا يكاد يختلف عن الثياب والمظاهر المادية الأخرى، التي طالما وجَّه إليها المثقف التقليدي، أو اليساري على الأقل، نظرات الريبة والاتهام والساقية تدور، والدائرة مغلقة، والمستهلِك معصب العينين
مشاركة من khaled abdeen -
نتأكد الآن من أن عادة الكتابة اليومية ليست محض هوس لدى موظف حكومي يقدس الروتين، بقدر ما هي السبيل الوحيد تقريبًا لإنجاز مشروع كبير وله معنى، وللتطور المتواصل.
مشاركة من Michel Hanna -
كأننا حين نبدأ الرحلة وفي أذهاننا ـ سلفًا ـ مقصد واضح لا يعنينا سواه، فإننا لا نبدأ رحلة ولا نقطعها بالمرة، فنقول ما نعرف ولا نرى إلا ما نريد.
مشاركة من Michel Hanna -
العقل ثرثار لا يهدأ، تتواصل وسوسته خلال جميع ساعات اليقظة وجانب كبير من النوم،
مشاركة من Michel Hanna -
الشجاعة كلمة السر هنا، فالخائف لا يرقص إلا على موسيقى الأسواط وضحكات الجلادين، وهذا ما يعرف حرفيًّا باسم التعذيب.
مشاركة من Michel Hanna -
وسرعان ما يصير هذا المستهلك منتِجًا للآراء النقدية، بلا أي مؤهلات أو معايير أو مقومات، ناقدًا من منازلهم، وموجِّهًا للذائقة من وراء شاشة الكمبيوتر، وكلما كان أغلظ قولًا وأثقل ظلًّا في الجدالات التي تثار حول عملٍ ما استطاع أن يثبت وجهة نظره، ولو عن طريق الاستمرار لوقت أطول من الآخرين. وقد نجد المبدع، بجلالة قدره، صار يتوجه بفروض الولاء والطاعة والامتنان لهذا القارئ المحترف، الذي صار يرفع ويضع بتوجيه دفة السوق وقطعان المشترين، شأنه شأن نقاد الزمان القديم أو المؤسسات الرسمية المانحة والراعية للفنون والثقافة.
مع دوران عجلة إنتاج الفنون والأدب يدور المستهلكون المحترفون مع السواقي وفي الأسواق، شاعرين بمسؤولية خطيرة ناحية كل جديد يظهر. يصير التأني في الحكم رذيلة، وتهديدًا بفقدان مكانتك المميزة كمتابِع يقظ. وبخلاف أي شكل آخر من أشكال الاستهلاك، ففي استهلاك الفنون ما يوحي بالمكانة الخاصة والرقي والتميز، والانفصال عن القطيع الأوسع للعامة الذين لا يملكون الوقت والنقود الزائدة عن النفقات الضرورية، لممارسة مثل تلك الأنشطة.
مشاركة من إبراهيم عادل -
بفضل بعض المنصات والتطبيقات على شبكة الإنترنت، وطبعًا جميع مواقع التواصل الاجتماعي، صار للمستهلك سلطة تعلو سلطة النقد، وإن كان هذا سائغًا أحيانًا عند تناول الطعام أو شراء ثياب جديدة أو أثاث منزل، فإن الأمر يصير أشد إرباكًا عندما يتعلق بمنتجات الفن والثقافة، فإن جزءًا من مهمة العمل الفني الجيد تحدي الذائقة المستقرة للجمهور، حتى إن لم يكن المنتج الفني طليعيًّا وتجريبيًّا مائة في المائة، أما حينما يسلم نفسه كليةً لحكم الجمهور فسيكون عليه ألا يغامر باستفزاز المتلقي أو خلخلة ثوابته ومعتقداته، بل أن يخضع لوصفة سهلة مجربة وتكاد تكون مضمونة النتائج.
مواقع مثل «جودريدز» لتقييم الكتب أو «روتن توميتوز» لتقييم الأفلام، صار بوسعها الآن أن تحدد مصير كتب وأفلام بمجرد نشرها أو عرضها، حسب عدد النجوم أو درجات التقييم. يمكن لعمل قد يراه النقاد والمتخصصون ضعيفًا وبلا طموح جمالي خاص أن يصعد حتى يستوي على رأس قوائم الأفضل، في حين يظل يتوارى ويهبط عمل آخر له قيمته الفنية لمجرد أنه لم يلفت انتباه القاعدة العريضة لسبب أو لآخر.
مشاركة من إبراهيم عادل -
والكتابة. تلك الأسرة الصغيرة، قد تتألف من كاتب واحد أو حفنة منهم، لكنهم سيكونون له السند والملجأ والملاذ. هؤلاء الأشقاء قد يكونون رحلوا منذ مئات أو عشرات السنين، وقد يكونون أحياء لكن تفصل بينهم القارات والمحيطات، وقد لا تفصل بين بعضهم البعض إلا مسافة يسيرة تُقطع في ساعة أو بعض ساعة، وتلك فرصة ثمينة وحالة نادرة لا تتكرر كثيرًا. سوف يتعرف عليهم من اللحظة الأولى التي يفتح فيها كتابًا لواحد منهم، وسوف يفرح كأنه عثر بمصادفة غير معقولة على صديق قديم عزيز بعد فراق طويل. سوف يشعر كأن هؤلاء فقط، من بين ملايين الناس في العالم ومن بين مئات الكُتاب، يتحدثون لغته، بل يتحدثون إليه شخصيًّا هو وحده. هؤلاء هم زادُ رحلته الحقيقي، وهم من سيرجع إليهم المرة بعد الأخرى، كلما أنهكه السعي أو ناوشته الشكوك، أو حتى طلبًا للأنس والصحبة الحلوة. قد يتعلم من الجميع، لكنه سيتعلم أكثر من هؤلاء الذين يجيبون بوضوح عن أسئلته الخاصة، الأسئلة التي لم يعرف كيف يصوغها ويطرحها بعد، والأهم أنهم سوف يطرحون عليه أسئلة أخرى جديدة ومتجددة، أسئلة سوف يكون عليه أن يعيد صياغتها في أغنيته، وبكلماته وألحانه وصوته، ليرسل إليهم تحيته من موضعه، تلويحة الرفقة من بعيد على تقاطعات نسيج الزمان والمكان.
مشاركة من إبراهيم عادل -
ليس عليك أن تكون شخصًا متدينًا لتعرف متعة التخلي عن كراكيب الماضي المادية والمعنوية، يكفي إدراكك البسيط أن كل شيء يخضع لتغير مستمر، وأن ما تقبض عليه ظنًّا أنه ذاتك أو حياتك يتفتت ويندثر باستمرار، يتغير، هنا قد يبدأ انتباهك نحو ما لا يتغير أبدًا، الأفق الصافي الذي يستضيف السحب العابرة، عبورها الخفيف يغازل المقيم. مسرح نفسك الخاوي الذي عُرضت عليه كل تمثيليات ذهنك النشط الخلَّاق.
مشاركة من إبراهيم عادل
السابق | 1 | التالي |