بفضل بعض المنصات والتطبيقات على شبكة الإنترنت، وطبعًا جميع مواقع التواصل الاجتماعي، صار للمستهلك سلطة تعلو سلطة النقد، وإن كان هذا سائغًا أحيانًا عند تناول الطعام أو شراء ثياب جديدة أو أثاث منزل، فإن الأمر يصير أشد إرباكًا عندما يتعلق بمنتجات الفن والثقافة، فإن جزءًا من مهمة العمل الفني الجيد تحدي الذائقة المستقرة للجمهور، حتى إن لم يكن المنتج الفني طليعيًّا وتجريبيًّا مائة في المائة، أما حينما يسلم نفسه كليةً لحكم الجمهور فسيكون عليه ألا يغامر باستفزاز المتلقي أو خلخلة ثوابته ومعتقداته، بل أن يخضع لوصفة سهلة مجربة وتكاد تكون مضمونة النتائج.
مواقع مثل «جودريدز» لتقييم الكتب أو «روتن توميتوز» لتقييم الأفلام، صار بوسعها الآن أن تحدد مصير كتب وأفلام بمجرد نشرها أو عرضها، حسب عدد النجوم أو درجات التقييم. يمكن لعمل قد يراه النقاد والمتخصصون ضعيفًا وبلا طموح جمالي خاص أن يصعد حتى يستوي على رأس قوائم الأفضل، في حين يظل يتوارى ويهبط عمل آخر له قيمته الفنية لمجرد أنه لم يلفت انتباه القاعدة العريضة لسبب أو لآخر.
في غرفة الكتابة > اقتباسات من كتاب في غرفة الكتابة > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب