اقتباسات من رواية الحاج ألِمان - غيوم الريف

أن تفقد شخص شخصًا عزيزًا يعنى أن ينسلخ جزءٌ من روحك، أن تسهر الليل متذكرًا تلك الأمسيات الرائعة برفقته، أن تبحث عن أثره في كل ما تفعله، يا ليت من يرحلون يعلمون كم نحبهم، وكم نتعذب بفراقهم، إن كانوا أحياء فربما يكون لنا لقاء يومًا ما، وإن كانوا أمواتًا فلعلهم يروننا من حيث لا نراهم

الله وحده يعلم مصائرنا، توكل عليه وسيزيل لك كل صعب. واعلم أن هناك دومًا رجاء مهما أغلقت الأبواب وضاقت بك سبل الحياة، لا تنطفئ من خيبة أو عثرة أوجدها الله في طريقك، ففي كل حزن وضيق يصيبك هناك حكمة من الله، الفجر يسطع كل يوم قاهرًا الظلام والعتمة، لا تيأس ولا تركن لحياة دون معنى أو هدفٍ، فما خلقت لتحزن وتنغلق على ذاتك وتضيع أيامك في هذه الدنيا هباء

تمضي أيام العُمر، وما فات لا يمكن تعويضه، وما هو آتٍ يخضع لاختياراتنا التي بفعلها نجني النتائج، وكل بداية جديدة تصبح أصعب بفعل جذور الذكريات المتشبثة بأرواحنا، وكل تلك الأحلام التي بُنيت بغرض تحقيقها تنسف وتتفتت، كجبل يُغرس بجوفه أصابع المتفجرات لصنع فجوة كافية لمرور قطار الحياة، الذي لا يتوقف أو يتأخر لرحيل أحدٍ، وكل تلك الآلام العالقة بأذهاننا تصبح كمثل الصدأ فوق قنديلٍ قديم لا يكاد يُضيء

هكذا هي الحياة دوما.. عفوية.. حتمية وغير عقلانية، تضعنا تحت ضغوط قد لا نتحملها فلا نحسن اختيار كلماتنا وقرارتنا، وعلينا تحمل العواقب، نجلد أنفسنا ونبحث عن مخرج ونحن الوحيدون الملامون على كل فعل اقترفناه بوعي أو في لحظات الغضب العارمة، ولا يغفر لنا زلاتنا إلا أناسًا يحبوننا بصدق ويمنحوننا فرصة ثانية.

#الحاج_ألمان

الحياة ثمينة للغاية.. هي واحدةٌ وإما أن تظفر بها وتقاتل لأجلها أو تقبع تحت طيات من تراب النسيان

لم نخلق عبثًا، كل صُنع لغاية ما.. هكذا هو الأمر، حتى وإن تعددت السبل نسير إلى هدفنا بطرق مختلفة، عقبات هذه الحياة مجرد اختبارات لنحدد بها مصائرنا، نحن البشر نخطئ ونصيب، لسنا مثاليين وليس لدينا أجنحة ولا نستطيع فعل المعجزات، نحن بشرٌ ولنا في الحياة مقام، وسواء قَصر أم طال الأمد بنا؛ فعلينا المضي قدمًا، من يلتفت يتأخر ويَسقط على وجهه، وفي كلِّ يَومٍ جديدٍ علينا الاختيار أن ننهض مجددا أم نبقى منبطحين نولول ونرثي حظنا السيء، نلوم الدنيا والناس والعيب فينا نحن، نجزل العتاب على أفعال الآخرين وننسى أنفسنا، وكأننا

لم نفعل شيئًا لنستحق ما نحن عليه

إننا نقاوم، لأن المقاومة هي كرامتنا، نُغني ولو لم تكن هناك أذن تسمعنا، ونعيش كل يوم ونحن على ثقة أن النصر سيأتي يومًا، حتى لو لم نكن موجودين بهذه الدنيا، نسير ونحن على دراية بأن أمد المعركة طويل، وكل ما علينا هو أن نقاوم فقط.

#الحاج_ألمان

يا ليت من يرحلون يعلمون كم نحبهم، وكم نتعذب بفراقهم، إن كانوا أحياء فربما يكون لنا لقاء يومًا ما، وإن كانوا أمواتًا فلعلهم يروننا من حيث لا نراهم.

على عالم الأحرار، سيأتي يوم وتسقط فرنسا وتنهزم كما حدث في الريف، الإسبان دُحروا في أنوال وقتل منهم جيش عظيم، وكذلك كان يسعى «أوحمو الزياني» ورجاله قبل أن يُقتل في أعظم معركة رأيتها في حياتي، ذلك العجوز المهيب كان ذا بأسٍ شديدٍ لا يكل ولا يمل وقاتل حتى آخر رمق، الناس يقاتلون بإيمان النصر وتحرير الأرض والذود عن أعراضهم ولو بَعد حينٍ، الجميع سيفعل كما فعل ابن عبد الكريم الخطابي أوحمو الزياني، المجد سيطال من انضموا إلى جانب الحق، وسيخلِّد التاريخ ذكراهم فهذه أرض تسكنها الأسود فلا تكن مع الخاسرين.

من يلتفت يتأخر ويَسقط على وجهه، وفي كلِّ يَومٍ جديدٍ علينا الاختيار أن ننهض مجددا أم نبقى منبطحين نولول ونرثي حظنا السيء

، وحين يتعلق الأمر بالاختيار يختار البشر أسهل الطرق للحياة أو الموت.

لما يتقاتل البشر فيما بينهم؟ ولأجل ماذا؟ ربما أتعاطف مع أولئك المساكين المدافعين عن أرضهم وعرضهم، ولكن على الجانب الآخر هؤلاء الجنود الإسبان لديهم عائلات وأبناء وقصص في انتظار الاكتمال، كلاهما لديه أحلام وطموحات ومن ينتصر اليوم يُهزم غدًا، والموت لا يفرِّق بينهما.

   عدو غبي أخطر عليك من عدو ذكي.

تطوان روح أندلسية تجلت على أرض المغرب،

كذب من قال إن الأيام كفيلة بأن تُنسيَ، لا شيءَ يُنسَى. فقط نحاول أن نتناسى وننشغل بالحياة ولكن في لحظات وحدتنا تداهمنا الذكرى.

كان يأمل دومًا بنهاية سعيدة ولم يحصد إلا أشوك الورود،

من لا يَعرف تاريخه يقضي مستقبله تائهًا.

تمضي أيام العُمر، وما فات لا يمكن تعويضه، وما هو آتٍ يخضع لاختياراتنا التي بفعلها نجني النتائج،

الهَجر والوحدة قادران على تبديل النفوس.

البشر ليسوا ملائكة قطعًا، لم نولد بأجنحة ولم نخلق من النور، بل نحن بشر من طين، لا أحد كامل وحتمًا ينقصنا شيء وربما أشياء، أما المثالية ليست سوى وهم وسراب أحلام، كلنا ننسى ونغفل ونقصر ونخطئ ونطمع ونكره ونحسد ونكذب