اقتباسات من كتاب الطمأنينة الفلسفية

ذلك أن الحياة حين نغلق عليها المنافذ تعرف كيف تجد لنفسها طرُقًا ملتوية إلى الضوء.

بعضها مخاوف مبثوثة في الذاكرة الجينية، مثلها مثل الأمراض الوراثية الصامتة، أو مخبّأة في اللاشعور الجمعي مثل بقايا مخاوف إنسان عصر الكهوف، فضلًا عن أن بعضها الآخر مكبوتات راسخة في ذاكرتك المنسيّة منذ الطفولة المبكرة، وكذلك هناك غِضاب وغضبات لم تُنفِّس عنها في إبّانها، فظلّت متأهّبة، وأنت تحاول بالكاد كبحها، وأيضًا تلك الأحزان والشجون التي لم تفرغها كما ينبغي، فصارت تترصّد فجوات للانفلات، وأنت تحاول لجمها بمشقّة، فضلًا عن بعض الأحقاد والضغائن الدفينة والتي تكتمها بعسر حفظًا لسمعتك أو خوفًا من القانون، أو من أحكام المجتمع أو من تأنيب الضمير، لكنها ثاوية تغلي في ثناياك، وأنت تحاول تهدئتها بصعوبة فضلًا

‫ قلت مرارًا إن القدرة على الحياة لهي القدرة أيضًا على تقبّل الميتات التي تؤلّف صيرورة الحياة (الوداع، الفراق، الانتقال، الهجرة، الاستقالة، الطلاق، الفقد، إلخ).

عندما تختار طريقًا معيَّنًا فمعناه أنك قبلت باستبعاد كل الطرق الأخرى التي كانت ممكنة أمامك. مثلًا، عندما تختار زوجة لحياتك فإنك تكون بذلك النحو قد أعدمت كل الممكنات الأخرى التي كانت أمامك. إن لحظة ميلاد الحكاية لهي نفسها لحظة إجهاض حكايات أخرى لا معدودة ولا محدودة، وكانت ممكنة قبل أن يجهضها عنف الاختيار. هنا يكمن البعد المأثمي في عملية الاختيار. حيث يكون كل اختيار محدَّد بمثابة إعدام لفرص لا محدودة.

ماذا قال الحكيم أبيقور؟ هكذا قال بالضبط: «…وعندما نضطرّ إلى مفارقة الحياة فإننا سنتفّ عليها وعلى كل الذين يتعلّقون بها من دون جدوى، وسننشد لحنًا جميلًا يقول: آه كم كان عيشنا شهمًا ونبيلًا» !

❞ المعضلة أن الكثير من خياراتنا المصيرية في الحياة قد تكون على النحو من الهروب المرتجَل إلى الأمام. وهو ما يجعل الحياة قد تبدو لنا في بعض الأحيان كأنها مجرّد متتالية من الورطات بلا أول ولا آخر ❝

❞ إن الرغبة في التخلّص من قسوة الاختيار لهي بالذات ما يجعل الكثير من خياراتنا متسرّعة ومرتجَلة. ما يعني - وهذه مفارقة - أن الاختيار قد لا يكون سوى هروبٍ من الاختيار ❝