لا تلُمني، فإن كنتَ تحسب أن حضور الأفكار كافيًا، دعني أقُل لك إن غياب الأفكار يماثل عجزَ المرء عن كتابتها على نحو مفهوم. رأسي يشبه حجرة حافلة بالمُهمَلات
بريد الذكريات > اقتباسات من كتاب بريد الذكريات
اقتباسات من كتاب بريد الذكريات
اقتباسات ومقتطفات من كتاب بريد الذكريات أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الكتاب.
بريد الذكريات
اقتباسات
-
مشاركة من Khaled Zaki
-
قصر الإليزيه فهو المقر الرسمي لرئيس الجمهورية الفرنسية.
(2) بوغوتا: عاصمة جمهورية كولومبيا.
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
شارل دي جول (1890 - 1970): عسكري وسياسي كان قائد جيش فرنسا الحرة في فترة الاحتلال النازي لفرنسا تولَّى عدة مناصب رفيعة المستوى منها رئاسة الجمهورية التي شغلها ابتداء من عام 1959 وحتى تاريخ كتابة هذه الرسالة (28 أبريل 1969)
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
أما عدوّنا الوحيد فهو الشيطان، ذلك الذي عرفنا عنه كل شيء، بل إننا عرفنا عن الشيطان أكثر مما عرفنا عن الرَّب نفسه
مشاركة من Fatma El desoky -
لم أبكِ، لأن الدموع لم تكُن لتكفيني. لم أصرخ، لأن شعوري بالتمرُّد فاق صوتي شدةً.
مشاركة من Fatma El desoky -
تعلَّمتُ أن طفلًا في الرابعة من العمر قد يشعر بأنه لا يرغب في العيش أطول مما عاش، ويشتهي أن يبتلعه جوف الأرض. ولسوف يظلّ ذلك اليوم هو أقسى أيام حياتي، بلا أدنى شك.
مشاركة من Fatma El desoky -
اتَّجهنا مباشرةً إلى حجرة الطفل، حيث جلسنا قرب السلَّة وأجهشنا بالبكاء، بينما الطفل ينظر إلينا فاتحًا عينَيْه الواسعتَيْن، وكما لو أنه قد أحسَّ بألمنا الدفين، طفرَت الدموع من عينَيْه وانسابت غزيرة، وإن لم تندّ عنه صرخة واحدة.
مشاركة من Fatma El desoky -
في يوم آخر سألني عما إذا كان لي بابا وماما، فسألتُه عما يعني بذلك. فأجابني بأنه لا يعرف هو الآخر.
مشاركة من Fatma El desoky -
كانت السيدة ماريا توصد باب الحجرة دوننا طوال الوقت الذي تقضيه في الخارج أحيانًا لم تكُن ترجع إلَّا في الليل، غير مبالية إن بقينا بلا طعام ذات يوم عادت في وقت مُتأخِّر جدًّا، جدًّا كُنَّا قد انخرطنا في البكاء من شدو الجوع.
مشاركة من Fatma El desoky -
في يوم آخر سألني عما إذا كان لي بابا وماما، فسألتُه عما يعني بذلك. فأجابني بأنه لا يعرف هو الآخر.
مشاركة من Fatma El desoky -
في الخامسة استدعَتني الأخت تيوفيليتا، الراهبة حارسة حجرة المُقدَّسات. فأطلعَتني أول ما أطلعَتني على الأزهار التي في حجرة المُقدَّسات، لم أكُن قد رأيتُ أزهارًا على هذا القدر من الجمال قط، فتلك المتناثرة أسفل الشجرة القزمة كانت ضئيلة قبيحة لا عطر لها، بخلاف الأزهار الكبيرة. أطلعَتني عليها واحدة تلو الأخرى، وأخبرَتني بأسمائها. فللأزهار أسماء مثلنا، ولكل منها ثوب مختلف، رائع الجمال، ولكل ثوب لون مختلف، يمسُّ الواحد بشرتها فيجد لكلٍّ منها ملمسًا مختلفًا، ولكنها علَّمَتني التعامل معها بكثير من الرفق والحذر لئلَّا تتمزَّق. ولبعض الأزهار عطور ذكية، أما البعض الآخر فلا تفوح منه سوى رائحة الحقل.
مشاركة من haya sultan -
قرَّرَت المشرفة أن خير موعد لإقامة المناولة الأولى لنا هو قدَّاس عشية عيد الميلاد، في ساعة ميلاد الطفل يسوع نفسها. قلتُ للأخت ماريا إنها يجب أن تساعدنا في الحصول على ثوبَيْن لونهما أبيض مثل الأختَيْن سانتوس، لأني لا أودُّ تلقِّي المناولة الأولى ما لم أرتدِ الثوب الأبيض. فحزنَت حزنًا جارفًا وقالت إن ليس في وسعها شيء، فذلك أمر لا يقدر عليه سوى المشرفة والأخت إبانخيلينا. يومذاك أدركتُ أن البشرية تنقسم إلى طبقات اجتماعية، وأن السلطة لا يملكها سوى أبناء الطبقات صاحبة الامتيازات، أدركتُ ذلك في الدير بوضوح، كما أدركتُه في العالَم لاحقًا.
مشاركة من haya sultan -
كانت الأخت إبانخيلينا تعشق الجغرافيا. علَّمَتنا ما النهر، وما الفارق بين النهر والبحيرة، والفارق بين البحيرة والبحر، وبين الجبل والربوة. قالت إن المدن مثلها كمثل الأشخاص، فكل مدينة تحمل اسمًا. وعلَّمَتنا أسماء أهم المدن الكولومبية.
مشاركة من haya sultan -
عانينا كثيرًا في الأيام الأولى، فكل شيء غريب علينا، وكل ما تقوله الراهبات عصيٌّ على إدراكنا. كُنَّا نخشى البنات، ولم نتحدَّث إلى أيٍّ منهنّ. فلم يتقرَّبن إلينا هنَّ أيضًا، بل كُنَّ يدعوننا الجديدتَيْن كلَّما اضطُرَّت إحداهن لأن تقول لنا شيئًا أو تعلِّمنا شيئًا. في أوقات الراحة كان الجميع يشارك في شتَّى الألعاب الكثيرة، أما نحن فما كُنَّا نعرف أيّ لعبة. في المُصلَّى كانت الأخريات يصلّين ويرنِّمن، في حين لا نعرف نحن ما ذاك ولا ما الغرض منه. كانت الراهبات يتحدَّثن عن الخطيئة، والشيطان، والسماء، والجحيم، وخلاص نفوسنا، ونيل الغفران، والندم على خطايانا، والامتنان للعذراء لأنها أنعمَت علينا وآوتنا في بيتها. لم يكُن أيٌّ من ذلك يعني لنا شيئًا. في تلك الأيام عرفنا ما العزلة المطبقة وما الغياب التام للألفة. بذلنا جهودًا هائلة كي ندرك ذلك الذي يُدعَى باللغة المعاصرة غياب التفاهم المطلق.
بدا القلق الجاد على الراهبات. أما نحن فخفنا أن يتخلَّين عنا لأننا آثمات. تُرى، ما الإثم…؟ ومن عساه يكون ذلك الشيطان الذي يأخذ البنات الآثمات؟
مشاركة من haya sultan -
قد تعجب لقدرتي على سرد تفاصيل الحوادث التي جرَت في تلك الحقبة البعيدة كل البعد، بهذا القدر من الدقة. وأوافقك في ما ذهبتَ إليه، ذلك أن طفلًا في الخامسة من العمر لن يتذكَّر طفولته لاحقًا بمثل هذا الوضوح ما دام قد عاش حياة طبيعية. أما أنا وإيلينا، فنذكر طفولتنا وكأنها كانت اليوم، وليس في وسعي أن أشرح لك السبب. لم تغِب عنا تفصيلة واحدة، لا اللفتات، ولا الكلمات، ولا الأصوات، ولا الألوان، بل يبدو لنا كل شيء جليًّا.
مشاركة من haya sultan -
أعتقد أني في تلك اللحظة تعلَّمتُ معنى الظلم دفعةً واحدة، تعلَّمتُ أن طفلًا في الرابعة من العمر قد يشعر بأنه لا يرغب في العيش أطول مما عاش، ويشتهي أن يبتلعه جوف الأرض. ولسوف يظلّ ذلك اليوم هو أقسى أيام حياتي، بلا أدنى شك.
لم أبكِ، لأن الدموع لم تكُن لتكفيني. لم أصرخ، لأن شعوري بالتمرُّد فاق صوتي شدةً.
مشاركة من haya sultan -
وعلى مدى أيام نزلنا في تلك البلدة التي لم أعرف لها اسمًا قط. دأبت السيدة ماريا على الخروج بصفة شبه يومية مصطحبةً إيلينا معها، أما أنا فكانت تتركني مع الصبي الذي يجلس معي ويلهو بالنحلة الدوارة. ذات يوم وضع النحلة الدوَّارة فوق يدي وهي تتراقص فتملَّكني الخوف بشدة حتى إني أجهشت بالبكاء. وفي يوم آخر سألني عما إذا كان لي بابا وماما، فسألتُه عما يعني بذلك. فأجابني بأنه لا يعرف هو الآخر.
مشاركة من haya sultan
السابق | 1 | التالي |