لم أكن أخجل من دموعي التي تفاجئني في موقف بائس، أو في حضرة حزن لرجال لا تربطني بهم علاقة وثيقة، ومتى صارت دموع الرجال عيباً نخجل منه؟ من الذي وضع ذاك القانون الذي ينص على أن الدمعة إذا ما نزلتْ من عين الرجل في غير فقد لأبويه أو أحد أبنائه، فهي دليل على نقص في عقله، كالنساء! حرية التعبير عن العاطفة هي الشيء الوحيد الذي بقيت أحسد النساء عليه، الشأن الوحيد الذي احتفظْتْ به النساء بمطلق الحرية فيما كُبِّلنا، الرجالَ، وحُرمنا إياه.
عايدون > اقتباسات من رواية عايدون
اقتباسات من رواية عايدون
اقتباسات ومقتطفات من رواية عايدون أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الرواية.
عايدون
اقتباسات
-
مشاركة من Enas Al-Mansuri
-
هل للحرب وجه جميل؟ كنت سأؤكد جازمة الإجابة بالنفي؛ لا جمال وراء الحرب وآلة القتل والتدمير، ولكن في حالتي هناك شأن خاص، استثناء يشذ عن القاعدة: لولا الحرب، ما بقيت في بيتي متعطلة عن العمل، لولا الحرب، ما قضينا كل هذا الوقت دون تيار كهربائي صيفاً في رمضان! وفي النتيجة، ما أتيح لي كل وقت الفراغ هذا لأكتشف تاريخ أسرتي
مشاركة من Enas Al-Mansuri -
حال طرابلس هو حال كل العواصم في العالم، بوتقة انصهرت فيها كل الأعراق التي مرت بها، وكل الأهواء وكل الأمزجة تصبغُ كل من يقرر الانتماء إليها بألوان تناقضاتها كلها، فيُصاب زوارها بالحيرة، ثم يعرفون لاحقاً بأنها لوحة فسيفساء، كل قطعة فيها هي لوحة فسيفساء أخرى صغيرة، وهكذا… طرابلس مدينة لا تعترف أبداً بالحلول الوسط.
مشاركة من إبراهيم عادل -
تظنين أن وطنك بحاجة إليك، أليس كذلك؟ تمنين عليه بما ترينه نضالاً؟ تقعين في فخ العنجهية الذي تقع فيه النُّخب ”المثقفة“ في بلادنا ولا يعلمون أنهم قد يكونون هم داء هذا الوطن! تبّاً!
تفاجئني وتُلجمني تحاول الرجوع إلى هدوئها
بعد هذا الانفعال المفاجئ تخاطبني كأنها تجلس في الإذاعة ومكبر الصوت أمامها
– كوني متأكدة أن وطنك ليس بحاجتك، وطنك أرض عمرها ملايين السنين، وستبقى… نحن نتوارثها جيلاً بعد جيل، يطمع فيها أبناؤها تارة ويطمع فيها أعداؤها تارات عدة،يبرها أبناؤها مرة ويعقّونها مرات عدة، ولكنها باقية. الوطن لا يحتاجنا؛ نحن من يحتاجه. ألا ترين أن عمليات الهجرة ما هي إلا محاولات لإيجاد أوطان جديدة؟ قد تنجح مرة، ولكنها تفشل مراتٍ أكثر… ويبقى الحنين إلى تلك البقعة كأنها مركز الكون لكل منا، المرفأ الذي رُبطتْ به قلوبنا، فلا نحن نملك الإبحار بعيداً عنه، ولا الرسوّ فيه مجدداً بعد أن باتت أعماقه ضحلة.
مشاركة من إبراهيم عادل -
لقد دفعنا، يا بنتي، ثمن الغربة مرتين: مرة حين خرجنا مضطرين إلى وطن ليس وطننا، ومرة حين عدنا إلى وطن لم يعد يعرفنا، ولم يرغب في معرفتنا، وحين تعرف علينا أشاح بوجهه عنا.
مشاركة من إبراهيم عادل -
”آه، إنت عايدون“ دعيني، يا بنتي، أحدثك قليلاً عن هذه الكلمة التي قد تكون استفزَّتك كثيراً لم أستوعب ما رمى إليه كثيرون بها، فقد كنت بحسن نية أؤكد صحتها بالرجوع إلى معناها الأصلي؛ نعم، أنا من العائدين الذين هاجروا لأسباب متعلقة بالاحتلال الايطالي، ثم عادوا بعد عودة الوطن إلى أبنائه، ولكن المعنى بالنسبة إليهم لم يقتصر على هذا المفهوم، لقد رأوا في الهجرة خيانة، والعودة طمعاً فيما ليس لنا حق به بعد أن خذلناه! لقد ربطوا مفهوم الوطنية بالبقاء في الوطن، رغم أن الواشين أيام الطليان، من كانوا لهم السمع والبصر، هم ليبيون بقوا في أرض الوطن ولم يرحلوا عنه، لا هم ولا ذريتهم وهم من خذله حق خذلانه، ومن قدمه قرباناً مراراً وتكراراً إلى الفاشيستي في الوقت الذي لم نكن فيه مهاجرين هنيئي البال طوال سنوات هجرتنا، وكنا ننام ونستيقظ على هواجس استحقاقنا للاستقلال، كانت الخلافات القبلية تقض مضاجعنا، وتشعلنا غيظاً لأنها تصب في مصلحة الإيطالي.
مشاركة من إبراهيم عادل -
الطريف أن كل نقيض في هذه المدينة يعتبر نفسه طرابلسياً حقيقياً، ويعتقد بأنه وحده يمثل الأيقونة المثالية لها، وبأنه يمثل الصورة المشرقة عنها؛ ولكن رغم تناقضاتنا، نعرف جيداً أننا كلنا دون استثناء نحبها، وكل منا يحبها بأسلوبه الذي يمثل جزءاً من فسيفسائها.
وأنا وحسناء نمثل صورة من صور كل ذلك التناقض، فأنا السمراء النحيلة، وهي الصهباء الممتلئة، أنا البنت المطيعة، وحسناء المتمردة، أنا المحجبة، وحسناء السافرة، غجرية الشعر، تطلقه دون خجل من لولبيته ونوبات جنونه.
مشاركة من إبراهيم عادل -
غالباً كان الوقت وحده رفيقي في حل مشكلاتي، وحده قادراً على تصغيرها كلما طال عليها أمده.
مشاركة من Enas Al-Mansuri -
شيء عجيب! لأسلوب الكراهية والحقد جاذبية خاصة، كالنور الذي يجذب إليه الفراشات ثم يحرقها! احترقوا بحقدكم أيها الأفاقون، سأكتب ولن أبالي إن قرأ زوجي ت
مشاركة من Enas Al-Mansuri
السابق | 1 | التالي |