”آه، إنت عايدون“ دعيني، يا بنتي، أحدثك قليلاً عن هذه الكلمة التي قد تكون استفزَّتك كثيراً لم أستوعب ما رمى إليه كثيرون بها، فقد كنت بحسن نية أؤكد صحتها بالرجوع إلى معناها الأصلي؛ نعم، أنا من العائدين الذين هاجروا لأسباب متعلقة بالاحتلال الايطالي، ثم عادوا بعد عودة الوطن إلى أبنائه، ولكن المعنى بالنسبة إليهم لم يقتصر على هذا المفهوم، لقد رأوا في الهجرة خيانة، والعودة طمعاً فيما ليس لنا حق به بعد أن خذلناه! لقد ربطوا مفهوم الوطنية بالبقاء في الوطن، رغم أن الواشين أيام الطليان، من كانوا لهم السمع والبصر، هم ليبيون بقوا في أرض الوطن ولم يرحلوا عنه، لا هم ولا ذريتهم وهم من خذله حق خذلانه، ومن قدمه قرباناً مراراً وتكراراً إلى الفاشيستي في الوقت الذي لم نكن فيه مهاجرين هنيئي البال طوال سنوات هجرتنا، وكنا ننام ونستيقظ على هواجس استحقاقنا للاستقلال، كانت الخلافات القبلية تقض مضاجعنا، وتشعلنا غيظاً لأنها تصب في مصلحة الإيطالي.
عايدون > اقتباسات من رواية عايدون > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب