تظنين أن وطنك بحاجة إليك، أليس كذلك؟ تمنين عليه بما ترينه نضالاً؟ تقعين في فخ العنجهية الذي تقع فيه النُّخب ”المثقفة“ في بلادنا ولا يعلمون أنهم قد يكونون هم داء هذا الوطن! تبّاً!
تفاجئني وتُلجمني تحاول الرجوع إلى هدوئها
بعد هذا الانفعال المفاجئ تخاطبني كأنها تجلس في الإذاعة ومكبر الصوت أمامها
– كوني متأكدة أن وطنك ليس بحاجتك، وطنك أرض عمرها ملايين السنين، وستبقى… نحن نتوارثها جيلاً بعد جيل، يطمع فيها أبناؤها تارة ويطمع فيها أعداؤها تارات عدة،يبرها أبناؤها مرة ويعقّونها مرات عدة، ولكنها باقية. الوطن لا يحتاجنا؛ نحن من يحتاجه. ألا ترين أن عمليات الهجرة ما هي إلا محاولات لإيجاد أوطان جديدة؟ قد تنجح مرة، ولكنها تفشل مراتٍ أكثر… ويبقى الحنين إلى تلك البقعة كأنها مركز الكون لكل منا، المرفأ الذي رُبطتْ به قلوبنا، فلا نحن نملك الإبحار بعيداً عنه، ولا الرسوّ فيه مجدداً بعد أن باتت أعماقه ضحلة.
عايدون > اقتباسات من رواية عايدون > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب