اقتباسات من كتاب إعادة تدوير الخيبة

سأغيب كما يليق بشاعرٍ

ماتَ وعلى وجههِ غيمةٌ.

‫ يتوقَّفُ صَخَبُ العالَمِ

‫ عند عتبةِ الباب..

‫ بينما يهمسُ توأمي في أُذُنِي:

‫ “من أين يتسرَّبُ كُلُّ هذا الحُزن؟!”

الحياةُ، التي نُريدُها،

عصيَّةٌ على التحقُّقِ والمُوسيقى تنتصرُ على الألمِ

‫لأنها لا تُقاوِمُه. ‫

بل تسمحُ له بالوجودِ، والانتشاءِ. ‫

هو -مثلُنا- يُريدُ فقط ‫ فُرصةً للحياة. ‫

‫أنا عالقٌ في اللغة..

‫وفضاءُ المعنى لا يتّسعُ -بما يكفي- لليقين

‫واليقينُ ليس سوى نافذةٍ

‫مُعتمةٍ على العالم.

لدينا

⁠‫المساءُ الأزرقُ

⁠‫وقلوبٌ مُعدَّةٌ -مُسبقًا- للموت.

لا أخاف من العدمِ

‫ يرعبني الوجود

أُحدِّثُكم عن الخيبةِ

‫ وعن الحُبِّ.

غارقٌ في هذا العالمِ..

‫ الذي لا ينتهي.

الحياةُ، التي نُريدُها، عصيَّةٌ على التحقُّقِ والمُوسيقى تنتصرُ على الألمِ

‫ لأنها لا تُقاوِمُه..

‫ بل تسمحُ له بالوجودِ، والانتشاءِ..

لديكِ

‫ الكثيرُ من الخَيبةِ

‫ والقليلُ من الشيءِ الذي لم تريه

‫ لدينا

‫ المساءُ الأزرقُ

‫ وقلوبٌ مُعدَّةٌ -مُسبقًا- للموت.

تعريف

‫ تعريفُ الاكتئاب:

‫ أن يتوقَّفَ الزمنُ عن الحركةِ، لتعيشَ أنتَ في السجنِ، الذي لا يراهُ الآخرون، حياةً مُؤبَّدةً.

كيف يصيرُ الشخصُ لا مرئيًّا،

‫ لأن شخصًا آخَرَ مَرَّ خلالَه دونَ أن يُلقِيَ التحيَّة؟

أنتقمُ من الوقتِ بالنومِ..

‫ ومن القهوةِ بشُربِها باردةً..

‫ ومن الحُبِّ بالغفلةِ..

‫ ومِنِّي باشتهائِكِ!

لم يَعُدِ الليلُ طويلًا بما يكفي

‫ لترتيبِ الخَيباتِ

‫ وإحصاءِ الثقوبِ في قلبي

‫ ومُناجاةِ المطرِ البطيءِ،

‫ وتجاوُزِ وَلَعي بوجهكِ

‫ وعطشي لظِلِّكِ

‫ واحتفائِي بارتباكِكِ

‫ وتشبُّثِي بأصابعِكِ الطويلةِ

‫ التي تُشبهُ الحُزن.

نُهدْهِدُ آمالَنا في التوابيتِ

‫ يسكننا الليلُ

‫ نأكلُ سنابلَ الأحلامِ

‫ نصحو كي ننام

‫ وننامُ كي نفنى

‫ ولكنَّا نعيش..

كان عليَّ أن أُطهِّرَ قلبي

‫ من خطيئةِ المعرفةِ

‫ ولوثةِ الفضيلة..

‫ وكان عليها ألَّا تغرِسَ فأسًا في قلبي..

‫رحيل

‫ أحيانًا يقفُ خوفُنا من خسارةِ الآخرين لنا -بمحضِ إرادتِهم- حاجزًا بينَنا وبينَهم، إلى الحدِّ الذي يدفعُنا إلى خسارتِهم اختياريًّا؛ خوفًا من تلك اللحظةِ التي يُقرِّرون فيها التخلي عنَّا.

عن الخُططِ المُؤجلة. ‫ والأحلامِ الباهتة ‫ عن البعيدِ الذي لا يقترب ‫ وعن القريبِ الغريب ‫ عن الدفءِ الذي لا نجدُه سوى في كوبِ قهوةٍ في ليلةٍ شتويَّةٍ حزينةٍ. ‫ والقُربِ الذي لا يتجاوزُ احتضانَ وسادةٍ مُشبَّعةٍ بالاكتئاب ‫

يحدثُ كثيرًا أن أستيقظ بفعل حنينٍ مفجوعٍ لا ينفكُّ يصرخُ باسمِكِ.

‫ لا أُقاوِمُه..

‫ بل أنسجمُ معَه

‫ ونُردِّدُ اسمَكِ -معًا- فيما يُشبهُ الذِّكْرَ

‫ حتى يصيرَ صوتُنا

‫ -كما وجعُنا-

‫ واحدًا.

لا شيءَ على مايُرام..

‫ ولكنِّي أنظرُ في عينِ مَنْ يُخاطِبُني

‫ وكأنِّني أهتمُّ حقًّا..

‫ وهذا يُخيفُهم.

الخادمة ‫ نظفت المنزل يوم السبت ‫ وتركت نفايات قلبي كما هي‬ ‫ النافذة منفتحة بالكامل ‬ ‫ ولكن الشمس لا تفضلُ المبيتَ هنا ‫ مستقبلي كان على وشك المجيء ‫ ولكنه ضاع في حادثةٍ ‫ والعابرون لا يرون دمي