اقتباسات من كتاب إعادة تدوير الخيبة

أنا يا صغيرتي

‫ مُمتلِئٌ بالذكرياتِ

‫ وحقائبِ السفرِ الطويلِ

‫ والوجوهِ والرحيلِ.

‫ وغارقٌ في..

‫ مُحيطٍ من العتمةِ..

‫ غارقٌ في هذا العالمِ..

‫ الذي لا ينتهي.

“هذا العالَمُ نُشيِّدُه، فينهار.. ثم نُشيِّدُه، فننهارُ نحن”

‫(ريلكــــــــه)

حزنت قليلًا -كما يليقُ- وتجاوزت الأمرَ، ورددت:

‫ “ليس لهُ وجود”.

اقتلعتْني تمامًا من ذاكرتِها. استيقظتْ ذاتَ صباحٍ وقرَّرَتْ أنِّي مِتُّ في حادثِ سيرٍ

تعريفُ الاكتئاب:

‫ أن يتوقَّفَ الزمنُ عن الحركةِ، لتعيشَ أنتَ في السجنِ، الذي لا يراهُ الآخرون، حياةً مُؤبَّدةً.

أريدُ أن أكتُبَ بأصابعِ الطباشيرِ على جُدرانِ قلبِكِ: «أنتِ لي!»

أريدُ أن أُغرِقَ عقلي في حضورِكِ..

‫ أن أتجرَّدَ من الحياةِ ذاتِها

‫ وأدورَ حولَكِ

أريدُ أن أندسَ بين أشيائكِ..

‫ أن أكون الطلاءَ المُطمئنَّ على أظافرِكِ..

«حياتُنا مُغلقةٌ، والشارعُ الوحيدُ العادلُ ذلك الذي يأخذُنِي إلى قلبِك»

‫ لا تعودي؛

‫ لأنِّي-على الأرجحِ- سأتركُكِ مُجدَّدًا.

‫ ومضيتُ..

‫ بعدما أفرغتُ جيوبَ قلبي مِمَّا تبقَّى مِنْكِ..

‫ ثم نسيتُ.

أعرفُ أنَّكِ هنا في مكانٍ ما

‫ تركتُك بهدوءٍ ذاتَ مساءٍ

‫ ومضيتُ..

أمشي على أطرافِ ذاكرتي

‫ خوفًا من إيقاظِ الذكرياتِ النافقةِ.

المَجدُ للعَدمِ؛

‫ لأنه وحدَهُ الذي يبقى!

الضوضاءُ حولي

‫ لا تسمحُ لي برُؤيَتِك كما أُحب.

أنتقمُ من الوقتِ بالنومِ..

‫ ومن القهوةِ بشُربِها باردةً..

‫ ومن الحُبِّ بالغفلةِ..

‫ ومِنِّي باشتهائِكِ!

أنتِ بينَ يدي رجُلٍ يُحِبُّكِ وتُحبِّينه.

ولكن بجدوى اللونِ العسليِّ في عيني، وبالفراشاتِ اللواتي ينفجرن داخلَكِ كُلَّما ابتسمتِ أعلمُ أنني كُلَّما آويتُ إلى سريري حاولتُ إحصاءَ خسائري، على أنِّي إن أعُدُّ نعمةَ وجهِكِ لا أُحصيها أنا هنا أُغازلُ امرأةً لن أراها -على الأرجح- ثانيةً، بينما تستقرِّين

كان فراقُنا عاديًّا. لا يليقُ بثمرِ التوتِ الذي جمعتُه لعينَيكِ، ولا بما قرأتِ عليَّ من الشعر. الحُبُّ هو طريقتُنا للشعورِ بأن العالمَ يدورُ حولَنا -بالأساس- وحينَ نفترقُ بهذا الشكلِ الباهتِ، لا ينفرطُ إيمانُنا بالحُبِّ فحسب

‫ سيستوقِفُني المُتعبون

‫ يسألونني عن المسافةِ بيني وبينَكِ

‫ فأقولُ:

‫ «حُبٌّ!»