ينظر إلى الدنيا نظرة اطمئنان، لا جازعًا على ما فات، ولا شديد التطلع لما هو آت، ولا مزهوًّا بما كان في يده، يعمل ما استطاع لتحسين حالته، وللخير الذي ينشده، وللرقيِّ الذي يصبو إليه،
فيض الخاطر - الجزء السادس
نبذة عن الكتاب
هي مجموعة من المقالات الأدبية والاجتماعية التي كتبها أحمد أمين وجمعها بين دفتي هذا الكتاب الذي سماه «فيض الخاطر» إن كتابة هذا العمل تأملية إلى حدٍّ كبير، تعكس خبرة ذاتية لا يستهان بها، فالكاتب يجعل أفكاره وعواطفه تمتزج امتزاجًا تامًّا بأسلوبه، بحيث تجيء عباراته جامعة لأكثر ما يمكن من أفكار وعواطف في أقل ما يمكن من عسر وغموض، فإذا قرأت هذا الكتاب فإنه سيروعك جمال معانيه أكثر مما سيشغلك جمال لفظه، فهو كالغانية تستغني بطبيعة جمالها عن كثرة حليِّها.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2012
- 609 صفحة
- [ردمك 13] 9789777191944
- مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب مجّانًااقتباسات من كتاب فيض الخاطر - الجزء السادس
مشاركة من محمد فرخ
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Rahel KhairZad
فيض الخاطر الجزء السادس
أحمد امين
مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة
إصدار 2012
صفحة 609
⭐️⭐️⭐️⭐️
كعادته الاديب الأريب يأخذنا في مقالاته في جولة سحرية ما بين الأدب والإجتماع والفلسفة والسيرة الذاتية والدين فيحدثنا عما يعتمل في القلب والعقل معا لتجد نفسك منشرح الصدر مطمئن البا تأخذ الحكمة الخالصة وهي للعجب تليق بما نعيشه اليوم في كثير من الأحيان فهيا بنا نتناجى في بعض الامور.
من منا لم يحلم بقوى خارقة أو عفريت عتيد يحقق له أمانيه ولكن علينا أن نحذر مما نتمنى فبعض الأمنيات قد تتحول إلى لعنات فها هو الكاتب تمنى ما لم يستطع عليه صبرا فلما كُشف عنه الحجاب رأى عجب العُجاب وانقلبت الأمور رأساً على عقب فاذا بالعظيم حقير والعكس والتاريخ يتبدل وينسب لغير أهله والبعض يُمحى عن قصد ليكتشف الكاتب أن الحياة كمغفل جاهل وسط جمع من المغفلين خير من له من الحياة عاقلا وسط كل تلك الغفلة.
وفي مقال آخر يحدثنا عن القلب ولكن ليس القلب بمفوهومه العادي من شرايين وأوردة ولكنه القلب بمعناه الروحي ذلك الذي يعنى بالحب والكرة والقسوة والرحمه وغيرها من علاقات والذي يجب ان نتعهده ونغذيه دائما ليكبر ويصلح وهنا غذاءه الحب المطلق للجمال والخير وليس حب النفس المرادف للأنانية فذلك يضعفه كما اخبرنا أن القلب الروحي قد يصاب بالعمى كما قال الحق تبارك وتعالى: ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارَ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ وفي الختام يخبرنا أنه إذا أردت ان تحكم على أمة فاستمع لنبض قلبها فهو الذي يبين مدى صلاحها من حاكم ورعية.
في إطار ديني حدثنا الكاتب عن علاقة سيدنا محمد بالتوحيد وكيف انه قام بالدعوة في شبه الجزيرة وكانت متفرقة لأشلاء كل قبيلة لها قانونها والهها ولكنه حينما نادى بالتوحيد كان هو طوق النجاة فتجمعوا بعد تفرق على مذهب واحد ورب واحد واصبحوا قوة عظيمة وتسأل لماذا لا يُطبق التوحيداليوم ليسود الحق والعدل بين الناس ولكنها التفرقة ضاربة جذورها في الأعماق الآن وهي سبب ضعف المسلمين وضياعهم.
"في الهواء الطلق" نستمع لحديث الاصدقاء عن سبب الشعور بالحزن في وقت الغروب مثلا وكيف أن الأمر يتعدى لما هو أكثر فيتحول إلى مقارنة بين الشرقيين والغربيين في طباعهم فيكون الشرقيين أميل للحزن عن الغربيين لتبدأ رحلة البحث عن السبب هل هم دعاة الامة الذين تبنوا فكرة الترهيب عن الترغيب أم هي الثقافة الفنية التي توحي بالحزن أم هو الشعور بالعجز أم البيئة المحيطة وغيرها من الأسئلة التي تظل مطروحة إلى لقاء اخر.
وفي الحديث عن الحيرة نجد الشباب مشتت بين التوجهات السياسية والدينية وغيرها لا يعرف اي طريق يسلك هل يتبع تعاليم الدين التي ترى في من يخالفها ضال ام يتبع طرق الحداثة التي تدعوا لاعمال العقل والفكر فبالرغم من كثرة الصالحين لا يوجد زعيم لهم يوحد الكلمة والرأي والتوجه وهو ما رجاه الكاتب متمنيا أن يكون هذا التخبط والظلام بشارة لبدء عصر جديد من الهداية.
وها هو في "على هامش الحكم" يحدثنا عن وظيفة الحاكم وحقوقه وواجباته وينفض عنا الفكرة البالية بأن الحكام كالقدر حتى مقولة إن صلح الرعية صلح الراعي يفندها ليبين لنا اننا نحن مصدر الإصلاح للحاكم إن هو جار وشت عن الطريق المستقيم ويجب علينا ألا نسكت عن حق ابدا.
و"في الهزاء الطلق" نجده يتحدث عن التقدم المستمر للعالم وما اسبابه وهل حقا العالم في تقدم مستمر أم هي وجهة نظر قاصرة إذ أن الإنسان إذا أُمتحن عاد لبدائيته وتوحشه كما هو الحال في الحروب وإنما التطور يكون في الطبيعة وخدمة المجتمع أصدق.
وها هو في "خطاب" يبوح لنا بمكنون نفسه عن وحدته في مرضه وتفكره في حاله وتأنيبه لذاته إذ آثر أن يعيش الحياة كمتفرج لا كفاعل ويعترف أن أصعب شيء هو معرفة خبايا النفس.
ليخبرنا بعدها عن دور "التفاح في الأدب العربي" وكيف تغنى به الشعراء كما أوضح كتاب الأغاني فهو يمكن أن يستخدم لوصف الحبوب وجماله او لوصف تقلبات النفس البشرية وكان يهدى كنوع من الهدايا النفيسة فيكتب عليه بالعنبر وماء الذهب وما الى ذلك من فن بديع.
أما "في الحياة الروحية" يحدثنا الكاتب عن معنى يتخطى العقل وهو الإلهام وكيف يميز صاحبه كمثل أحمد شوقي وشكسبير وجان جاك روسو ليصبح أقوى من العقل كما قارن بين من يحكم عقله ومن يحكم قلبه أو إلهامه لنجد المقارنة تتم بين الفلاسفة والصوفية وكيف أن العقل عاجز عن تفسير كل ما حوله فوحده الإيمان يفسرها ولعل أكبر مظاهر الإلهام هي النبوة بكل ما تحمله من صعوبات للتفسير والإيضاح دون اللجوء لإستعارات تغير في جوهر الرسالة والرقي بالقلب ليصل لمرحلة الإدراك الروحي وكانت الفلسفة تعنى بالعلم والصوفية تعنى بالرؤية.
وحينما تحدث عن "مستقبل الادب العربي" نجده ينادي بالتوجه إلى الأدب الإجتماعي لا الفردي فيجب أن يتعرض الأدب للمشاكل التي تعاني منها المجتمعات ويجب الا يقتصررعلى فئة المثقفين فقط كما يجب أن يطرح المشكلة وسبل حلها وان تكون لغته جميلة بسيطة تتضح للجميع وياحبذا لو توحدت اللغة بين الفصحى والعامية كما طالب ابن خلدون من قبل للتيسير على القارئ فلا يتحدث بلغتين ويشقى.
وفي "منطق العقل ومنطق الدنيا" يخبرنا أن العقل ليس المتحكم فأحيانا كثيرة يغلبه المحسوبية والفهلوة والهوى وكلما كان الانسان ارقى عقلا كانت صدمته اكبر كما ناقش التناحر بين دارسي اللغة في منابعها الثلاثة وضرورة المزج والتوفيق بينهم.
وفي القارنة بين "الشرق والغرب" يتجلى السؤال هل يجب أن يتمدن الشرق كما تمدن الغرب ام يترك على جهله واستغلال سوء حالته لنعرف المبادئ التى قام عليها تمدن الغرب ويبقى السؤال هل تؤخذ المبادئ بحذافيرها ام ننتقي ما يناسبنا لنتقدم به.
ومنها نعرف أنه ليست كل الحروب بالسيف فها هي "موقعة شعرية" تقوم بين هارون الرشيد ونيقفوز حينما كنا امة قوية لتكون الغلبة لنا وينقلب الحال بعدها بين نيقفوز والمطيع لله الخليفة العباسي يتطاول بها على العرب فيحاول كل من القفال الشاشي الخراساني ومن بعده ابن حزم أن يحفظ ماء وجه العرب ولكن هيهات فالأمه كانت تتداعى وقتها.
وفي فصل "في الادب العربي" نعرف انه كما ان الجاحظ كتب عن الحيوان وكما كُتبت كليلة ودمنه فقد كتب المعتزلة ايضا القصائد في بديع صنع الله ومما كان له الحظ الوفير "الفيل" فتغنوا بحسن خلقته واخلاقة وصنعه ومناها تطرق إلى تصنيف الأدب فليس هو بالقاصر على الشعر والنثر وإنما يجب أن يتضمن الشعر والنثر الصوفي وكتاب الإحياء للغزالي ومقدمة ابن خلدون وبعض رسائل اخوان الصفا والف ليلة وليلة كمقامات الحريري وتاريخ الطبري وتجارب الأمم والفخري ورحلات ابن جبير وابن بطوطة كما وضح ان الادب لابد أن يناقش أوضاع البلاد ويرتكز على كل من الموضوع والاسلوب ولو اعتمد على الاسلوب فقط لكان كالحاوي يزول سحره بعد فترة وبالجملة تطرق إلى "المنطق العلمي" وأوضح أنه ليس علم خاص بالدراسات والنظريات فقط فالجميع يمتهنه ولكن هناك فرق فقط في التسمية بين دراسة علم المنطق الندرية وتطبيق فن المنطق العملي .
وفي الحديث عن "سلطان العقل عند ابي العلاء" نجده مجد العقل وعظمة وجمع بين الفلسفة اليوناية والفلسفة الاسلامية فتارة غلب العقل وتارة غلب القلب فنجده قد نقد كل من المجتمع والأخلاق والأخبار فنجح ونقد الدين في صميمه ففشل فيصدق عليه القول وإن كان في غيره "إنه رجل كفر عقله وآمن قلبه" او "إنه عقل طغى على القلب فأشقى صاحبه" .
وأما عن نصيحته في "ابتسم للحياة" فكانت التفاؤل ونشر البسمة في الشعوب وضرب مثلا لنقيضين وهما "محمد عبده" و "عبد الكريم سلمان" وكيف بلغ كل منهما رسالته وإلى اي مدى انتشرت كما أوضح حاجة الشرق إلى التبسم وأسباب عدم وجوده وكيف يكون اثره على المجتمع وكيفية التغلب على اليأس والتشاؤم.
وفي "الرحمة الكاذبة" يشرح أن حق الفرد يمكن التسامح فيه بينما حق المجتمع لا فلا يمكن أن نسامح السارق مثلا بحجة الرحمة فهي رحمة كاذبة تقويه وتشجعه وتجني على من سرقهم وعلى المجتمع ككل.
ويشرح لنا العلاقة بين "الجامعة والسياسة" ودور كل من الساسة والطلبة فكل له وظيفته ولا يصح أن يستغل أحدهما الآخر بأي شكل كان. وحينما كنت أعتقد أن "الرجل الثقيل" هو ثقيل الظل كانت النتيجة مغايرة تماما فكان هو الرجل صاحب الرأى والمبدأ الحر والذي لا يقبل بالمهادنة ولا يخشى في الحق احد ويراعي ضميره في كل موضع ويخدم الجميع قدر استطاعته فليتنا جميعا ثقال حتى ننهض. وعليه كان لابد في "كناس الشارع" من توضيح أن الكرامة حق للجميع فلا فرق بين غني وفقير كما نادى بالمساواة في الحقوق من تعليم وغيرها فلا نريد طبقية ولكن مساواة وعدل.وحينما إحتدم الجدال بين الملك والوزير حول وجود "الحظ" رجحت رأي الكاتب في صدق المنطقين فلابد من أخذ الأسباب في كل أمر وترك ما تبقى للحظ او فلنسميه "القدر" أفضل.
وكيف يغفل سير من رحلوا من المصلحين مثل "عبدالله النديم"والذي اكتشف حبه للأدب في سن مبكرة فحرص على مجالس الأدباء وانشأ أول جمعية اسلامية في مصر والتي تعنى بالخطابة والتدريب عليها بالإضافة إلى إصدار مجلة "التنكيت والتبكيت" بالإضافة لكونه خطيب الثورة العرابية ومنه إلى "عبد الرحمن الكواكبي" ويكفي أن يكتب لنا كتاب ك "طباىع الإستبداد" ليخلد ذكراه ومنه إلى مصلحين الوطن العربي وتحديدا تونس حدثنا عن "خير الدين باشا التونسي" ودوره الهام في إصلاح الإقتصاد والتعليم وما ألفه من اعمال.
وبالحديث عن خفة الظل والفكاهة أحببت ذلك النوع الذي ابتدعه كل من ابراهيم بك طاهر وعبد الحميد افندي نافع إذ كان مبني على اساس وغير مُبتذل. وبالحديث عن "العالم الجديد" نجد رأي الكاتب ❞ الحق أن المشاكل لا تُحل، والعالم لا يهدأ، حتى تتغير عقلية الشعوب الكبيرة وعلى الأخص قادتها؛ فالفرد لم يرقَ إلا يوم تعلم أن الأنانية مفسدة له وأن سعادته مرتبطة بالإيثار، وعلى هذا الإيثار تأسست الأسرة السعيدة والأمة السعيدة. ❝ كما نجد ان "اغنى الناس" ليس من جمع الكنوز والأموال ولكنه ❞ مزيج من رقي عقلٍ ورقة ذوقٍ وسعة قلب، خير من فدانٍ مِن ثراء الحرب. ❝
وها هو ينصحنا أن "أصنع حياتك" ولا تقف على حدود خيالك وتوهم نفسك بالمعوقات من حولك فكل ما عليك ان تختار لك مثل اعلى وتثق بنفسك ثم تتفائل وتبتسم للحياة حتى تقهر كل الصعاب، ويحدثنا عن قوة "الرأي العام" فهو يملك من القوة ما يفوق القانون أحياناً ولو صلح الراي العام لقوّم حكام الشعوب واصلحها، وفي تعريف "الشرف" يقول هو أن تحافظ على الكلمة تخرج منك وواجبك تؤديه مهما كانت الظروف، وفي "قصة محتال" نرى أن لكل عصر محتاليه وليس للأمر علاقة بغنى او فقر او تعليم وجهل فها هو سلطان الدولة الملك العادل نور الدين زنكي يتعرض للنصب وتُنشر حكايته في اخبار المغفلين ولو أُتي ب"الطبرمك" لما سمعنا نبأه، وفي "العدالة الإجتماعية"نتعرف على واجب الدولة تجاه الافراد فنجد ان ❞ الحكومة العادلة عدلًا تامًّا هي التي يكون لها من النظم والقوانين والأعمال ما يُمكِّن كل فرد من أفراد الأمة أن يُرقي نفسه على قدر استعداده في دائرة عمله ❝، ثم يعرض للعلاقة بين المدنية والحالة النفسية في "المدنية تحطم الاعصاب" لنكتشف أنه كلما زادت المدنية زاد تعب الاعصاب ويعرض لاسبابه من جهل وخوف فلا ينجو منها فقير او غني ويحدثنا عن علامات تحطم الأعصاب وأثرها على الفرد والمجتمع ككل وختاما يخبرنا بالوصفة السحرية لعلاجه. أما في "اسس الحياة الطيبة" يحكي عن معناها وما يعوقنا عنها واسباب تواجدها من عمل ورضا وتفاؤل وهدف نبيل نسعى إليه سواء على المستوى المجتمعي او الشخصي. أما "احرقوا اللوائح" نرى موقف علي باشا مبارك من اللواىح والقوانين ونرى اثر البيروقراطية على تعطيل مصالح الناس فكنا كالطفل والوصي عليه الوزرات ذات اللواىح وهي للعجب سفيهه لا تحل ولا تربط فكانت الماساة وياحبذا لو انتهى ذلك واعملنا العقل ويسرنا الامور واحرقنا اللوائح. و "في الأدب المصري الحديث" نجد أن ادبنا أساسه مزيج من الثقافة الاجنبية والثقافة العربية القديمة ونرى أثر كل من الثقافتين على تطور الادب الحديث وماذا اضافت له وكيف أثرت بالسلب أو الإيجاب على فروع الادب من شعر وقد ضعف ونثر وقصة ورواية وغيرها ونعرف الهدف من الأدب ❞ إنما يؤدي الأدب رسالته في الأمة يوم يكون صوت حياتها ووصف ما فيها من أمل وألم، وغذاءها الروحي الذي يهبها العزاء والأمل، عقلائها وأذكيائها معروضة عرضًا جميلًا. ❝ وكيفية تحسينه في وقتنا الحالي فماذلنا في أول الطريق.وفي "ما الذي الهمني الادب؟" يحكي الكاتب عن ما الذي يصنع الاديب وكيف تؤثر عليه بيئته المادية والمعنوية وما هي مواصفات الاديب الذي اصبح عليه.
وفي الختام أحببت مقالات هذا الجزء فكانت متنوعة وغزيرة وتحمل من واقعنا ومشاكلنا الكثير فقط وجدت ان هناك بعض المقالات كانت متشابكة في أسبابها فكان يمكن أن ندمجها سويا لو امكن ولكن في كل الاحوال استفدت جدا واتشوق لمزيد من المقالات الممتعة.
#أبجد
#فيض_الخاطر_الجزء_السادس
#أحمد_أمين
#قراء_الجرد_فيض_الخاطر
-
Esraa adel
أخطأتُ حين ابتعدتُ عن قلمه لعلي أشتاقُ فما أجمل الإشتياق إلى قلمٍ أعجبك و كلماتٍ ترجح لها كفة الميزان ، و لكني حين عدتُ استوحشت غربتي عنه وندمتُ على فترة مرت دون اقترابنا.
بدأ الكتاب بفكرة بسيطة يتمناها أغلبنا عن جني يحقق لنا جميع الأمنيات التي تخطر على البال ولكن "يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم" ، فخروجه عن صندوق الأمنيات ومواجهته بالواقع المرير جعله يتمنى لو تشّبه بالعامة بدلاً من رؤية الوجه الحقيقي لكل شئ حولنا من بشر أو دنيا أو تاريخ.
طرح الكاتب في كتابه علاقة الشعب بالحاكم و كيفية ارتباط هذه العلاقة ببعضها البعض فضعف الشعب أو قوته يعد مؤثر رئيسي في سيطرة الحاكم من عدمها كما أوضح إن كثرة مدح الحاكم وإعلاء قدره كان يحدث في أوروبا قبل الثورة الفرنسية و لكن الأمر تغير بعدها ، و لازلنا حتى الآن نعاني من هذه الأزمة وكأننا اعتدنا السير داخل الجدران فإن خرجنا منها فقدنا الطريق فعدنا سريعاً إليها كي نستعيد الشعور بالامان.
دائماً ما ينصح الأطباء النفسيون بضرورة الجلوس مع النفس و جدالها ومناقشتها بل حتى ومحاسبتها، و قد انتوى الكاتب كتابة خطاب فخرج الأمر عن سيطرته و وجد نفسه يحكي عن نفسه و حديثه وإياها.
انتقل بعدها إلى الإعتراف بقربنا من الخالق أكثر في الصعاب سواء في مرض أو علة أو ضيق ، و عاتب نفسه على وقوفه كمتفرج وسط المصلحين دون أن ينزل إلى أرض القتال.
وجدتُ متعتي في قراءة "فيض الخاطر" باختلاف أنواع مقالاته التي لم تقتصر على نوع محدد من المقالات فحتى التفاح في الأدب العربي كتب عن مدى اهتمام العراق به و تمجيده حتى إنه قيل فيه أبيات شعر و كُتب أيضاً و كذلك اعتبروه هدية لقيمته العالية في هذا العصر.
علمنا أن هناك حروب عسكرية و لكن من غير المعتاد أن تصل إلينا بعد كل هذه الاعوام موقعة شعرية بين المسلمين في الدولة العباسية و الروم و أبيات شعر يعلو صوتها كصوت الحق و عزة مسلمين تتجلى في شعرهم و لغة تعلو حتى تصل إلى عنان السماء ، فاللغة أحياناُ ما تعد سلاح يبارز به الفريقين بعضهما و على كل فريق أن يحاول نيل النصر.
غريبٌ أمر الأدب العربي الذي كان لم تفته فائتة إلا و كتب عنها في الأشعار و قيل فيها قصائد ، فخرج إلينا كتاب الجاحظ عن الحيوان و ايضاً كليلة و دمنة و العديد من القصائد عن الفيل حتى سمي بأدب الفيل ولكن الأدب العربي القديم لم يعتبر جميع أنواع الكتب أدب ، وقد أكد الكاتب على أن كتب التاريخ و الرحلات و مقدمة ابن خلدون و ألف ليلة وليلة كل منها يعد أدباً ولا يقتصر على الشعر والنثر فحسب.
أتمنى لو كان بإمكاني أن اطمئنه أن اليوم أصبح القراء يعترفون بوجود كل هذه التصنيفات في الكتب ، بل وأنها أيضاً لها مريديها.
كتب أحمد أمين مقالات اجتماعية و أدبية و تاريخية و سياسية و دينية .. كتب في وعن كل شئ و كتب أيضاً في مجال التنمية البشرية في مقاله "ابتسم للحياة" قبل أن يتم اننشار هذا المجال أصلاً في الأدب ، وقد بدأ مقاله بضرب مثال قوي عن المقارنة بين "محمد عبده" في تفاؤله و "عبد الكريم سلمان" في تشاؤمه و الفارق بين ما وصل إليه كل منهما.
ولا ينصح في مقاله بالابتسام فحسب بل يؤكد على تأثير التفاؤل و الابتسام على الأمة و المجتمع بأكمله ، و يختتم مقاله بأسباب اليأس و الإحباط الذي يملأ القلوب والعقول و الذي يمكن مقاومته و التغلب عليه بالابتسام.
تعددت المقالات التي تحمل عناوينا مختلفة ، بعضها يدفع القارئ إلى الهرولة سريعا تجاه مقال معين و تجاوز اى مقال يعيقه في الطريق فكان مقال "الرجل الثقيل" واحد من هؤلاء حتى أتيتُ عليه كاملاً ليفاجئني بإختلافه فما كُتِب من الصعب أن يخطر على بال أى مؤلف.
فالرجل الثقيل من وجهة نظره هو العادل في رأيه دون انحياز و يملك من الشجاعة لقول الحق حتى إن خسر في المقابل أي إنه لا يخاف لومة لائم ، هو الذي يسعى لرد الحقوق والمظالم و احترام المواعيد ، هو الذي لا يمتثل للوساطة و المحسوبية و لكن للأسف ندر عدد الرجال الثقال كما كتب ولازال العدد قليل.
واحيانا ما تنتابنا أحلام وأمنيات ليست شخصية دوما و لكنها من أجل المصلحة العامة ، وقد تمنى المؤلف عصرا يتساوى فيه أبناء الوزراء وأبناء الكناسين ، و لكن للأسف ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فالفكرة شبه مستحيلة.
وقد كنت أميل برأيي مع الملك الذي كان مقتنع أنه لا وجود للحظ في الدنيا فقد عقد المؤلف مقارنة بين رأي الملك و رأي الوزير كي يصل بنا في النهاية إلى حقيقة وجود الحظ ولو بقدر ما من عدمه ، وأميل أكثر الى تسمية هذا الحظ بالنصيب فربما نتبع كل الأسباب والخطوات السليمة للزراعة أو الصناعة أو حتى الدراسة وتأتي النتيجة بعدها بعكس ما نتوقع ودون اى سبب منطقي لحكمة ما نجهلها ، اذا فيجب ألا نتوقف عن العمل ولكن نرضى ونقنع وندرك إنه ليس بالعمل وحده تؤتى الثمار.
أمرُ تقريبا يوميا على مدرسة باسم "عبد الله النديم" دون أن اعرف عنه شيئا قبلا سوى إنه بالتاكيد علامة من علامات مصر و لكن القدر ساق لي فيض الخاطر كي اقرأ عنه اخيرا ، ذلك الاديب الذي ادرك منذ طفولته حبه للأدب دونا عن غيره من الفنون في عصر لم يكن يعتبر الأدب ذات قيمة اصلا و لكنه انجذب اليه رغما عنه فكان يختار مجالس الادب و يجالسهم كي ينصت اليهم.
حياته كانت حافلة ما بين قصر السلطان و خروجه منه وتأسيس اول جمعية اسلامية في مصر و ربط المدرسة بالقصر و تدريب الطلاب على الخطابة وإعداد الخطب بانفسهم كما لو كانت جامعة يتخرج منها نخبة تحسن التحرير و القول.
كما أنشأ جريدة ذات اسم رنان "التنكيت و التبكيت" و كتب فيها عن الادب و السياسة باسلوب مبسط و سلس يصل إلى جميع الفئات، ومن اهم معالم حياته كونه خطيب للثورة العرابية و بالرغم أن حياته انتهت خارج بلاده وحيدا الا انه تم اعتباره احد المصلحين الاجتماعيين الذي سار المصلحون على اثره.
وهاهنا يستكمل" احمد امين" كتاباته عن المصلحين و الذي بدأها في المجلد السابق فمنهم "عبد الرحمن الكواكبي" الذي يعد من أهم رواد النهضة العربية في القرن التاسع عشر و قد ترك لنا ميراث عظيم في واحد من كتبه عن طبائع الاستبداد.
وقد ذكرت في مراجعات سابقة لفيض الخاطر انه يعد دعوة للاطلاع و القراءة خارجه عن كل شئ فكان سببا لاكتشاف بيتين نُقِشا على قبر الكواكبي كتبهما حافظ ابراهيم :-
"هنا رجل الدنيا هنا مهبط التقى
هنا خير مظلوم هنا خير كاتب
قفوا وأقرؤوا أم الكتاب وسلموا
عليه فهذا القبر قبر الكواكبي"
وتميز كتابه إنه لم يقتصر على المصلحين في مصر فحسب بل تطور حتى وصل إلى تونس و اختار منها "خير الدين باشا التونسي# الذي تنوعت مظاهر إصلاحه في الإدارة و التعليم والاقتصاد وترك كتابه بعنوان اقوم المسالك في معرفة احوال الممالك.
وفصل آخر عن عبوديتنا للوائح بكامل ارادتنا واتباعنا لها حتى وان كانت لم تناسب كل عصر وكأننا لا نمرر الأمر على عقولنا فمادامت هناك لائحة و قوانين و قواعد اذا علينا الانحناء لها و طاعتها العمياء مما يؤدي إلى بطء سير الاجراءات في كل شئ فالمقال يعد دعوة للخروج عن عبودية هذه اللوائح التي لا تسمن و لا تغني.
واختتم "احمد امين" مجلده بسؤال وُجه إليه تحتاج اجابته إلى تفكير وتمحيص .. سؤال في رأيي يجب أن يسأل إلى كل أديب و لكن ليس في بداية تكوينه بل بعد فترة.
فكل أديب تساعده بعض العوامل أو حتى الأشخاص الذين مروا بحياته على تكوينه و ايضا يساعد محيطه الاسري و أسلوب حياته ، عوامل عديدة تقوم بصنع الشخص منذ البداية دون أن يدرك بعضها لذا يظل البعض منها خفياً عن الأديب نفسه ، و هذا ما كتب عنه احمد امين في مقاله فمن عاطفة الحزن التي وضعت بذرتها داخله الى علاقته بوالده و قربهما سواء من خلال حبه للريف او حبه للقراءة و ايضا تعود الكتابة في مدرسة القضاء و الادب الانجليزي الذي امتلك عزيمة قوية على دراستها.
كل هذه العوامل الظاهر منها و الباطن كانت سببا رئيسيا في خروج الأديب الذي تكون داخله منذ صغره من مكمنه.
وبوصولي إلى هذه المحطة يكون احمد امين وضع نقطة في اخر السطر لهذا المجلد ، و لكنها نقطة وهمية سريعا ما تخفت كنجمة في السماء ، و الآن علي ان الملم حقائبي و ابحث عن قطار آخر يقلني الى محطة أخرى.
#قراء_الجرد_فيض_الخاطر
-
Feryal Subaie
وكأننا نتصفح كتابا في التاريخ ، يجعلنا نقف على أحداث مهمة لأمتنا في فترة من الزمان
البعض يصف هذه الفترة أنها البداية للتغيير للأفضل ، والبعض وصفها بإنها بداية لتغيير
كل شيء في الأمة وليس شرطا آن يكون التغيير للأفضل أو الاسوء .
تحدث حافظ أمين عن عدد من العلماء والمفكرين في هذا الزمان ،وقد اتفق غالبهم إن لم يكن
جميعهم أن البداية للتغيير للأفضل هو تعليم المجتمع بالكامل صغارا وكبارا. ، ولم يقتصر التعليم
على القراءة. والكتابة ولكنه كان بتعليم الفرد حقوقه وواجباتها ، آي ماله وماعليه
وطريقة التعليم اختلف فيها ، فمنهم من كانت الصحف هي الباب الذي طرقة لتعليم الناس ، ومع هذا
فمن يقرآ ويكتب في ذاك الزمان ليس الغالب في المجتمع لهذا كان هذا الباب مقتصرا على فئة المتعلمين ومن يجالسهم .
هذا الباب الذي فتحه مُحبي التعلم لم يعجب هواه بعض الأقوام من محبي السلطة
البقاء فيها وما تبع هذه السلطة من سيطرة تامة على موارد المجتمع منكل نواحيه، فهنا بدآت المواجهة بين الطرفين
ولاتكن مواجهة عادلة فقد كان الطرف الثاني يعمل بالدسائس و الكذب لكي يبقى في مكانه
من دون آن يفقد ماليس ملكا له .
عبدالله نديم ، عبدالرحمن الكواكبي ، خير الدين باشا التونسي ،وغيرهم ممن خلد التاريخ أسمائهم
لخدمتهم للأمة وسعيهم لصلاحها .
بعيدا عن السياسة وما فيها، يقف حافظ آمين وقفات مميزة عندما يصف رحلاته بقوله (في الهواء الطلق ) وما كان فيها
من أحاديث عن تأمل خلق الله تعالى ، وهل الترمومتر مقياس للفرح والحزن ، كما أنه مقياس للحرارة والبرودة
ربما كان هذا المقياس غير دقيق آو غير مناسب لما وضع له .
،،،،،،
مما قال :
كتب التاريخ ذات الأسلوب الجيد ، والتي لا تعنى فقط بالأحداث وتاريخ وقوعها كتب آدب ، كتاريخ الطبري ، وتجارب الأم ، والفخري .
،،،،
كان أجدادنا أبسط عبسا وحياتهم أهدأ من آبائنا ، وآباؤنا أبسط عيشا وأهدأ بالا منا ، ونحن أحسن
حالا من أبنائنا ، حياتنا كلها زائطة متعبة ، في المنزل من هذه المشاكل ،وفي الشارع من السيارات والعربات وسرعة
الحركة وكثرة الناس ، في كل محل ضوضاء ، فأين تهدأ الأعصاب ؟
،،،،،
-
اسامة سلام مهدي صالح
فيض خاطر احمد امين كثير ما ياتي بدرر ساحاول ان اكتنزها واجلوها من الصدئ ❞ فالمرأة في الغرب مبعث السرور والنشاط في المجتمعات وفي الحياة العامة، وفي باب الحب وفي باب العمل، وهي بلسم الهموم في الغرب وليست كذلك في الشرق ❝ اهمل الشرق المراة ولم يعن بجمالها ودلالها لانهم اجلاف بدو ، يحاول احمد امين ان يعيد لنا المسار ويصحح لنا الطريق
❞ أغنى الناس من مُنح الصحة في جسمه وعقله ونفسه — واستطاع أن يكوِّن حوله أسرة يسعد بها وتسعد به، ويعرف كيف يسعد في أسرته إذا نال الضروري من المال أو تدفق عليه المال، عنده من المرونة ما يستطيع بها أن يكيف نفسه حسب ظروفه المحيطة به، لا يُغرقه الحزنُ فيختنق منه، ❝ يعلمنا احمد امين بساطة العيش وكيفيفة ترتيب الاولويات لكي نكون افضل نسخ من انفسنا
❞ أول نصيحة لك ألا تيأس، وأن تتوقع الخير في مستقبلك، ولا تقطب وجهك زاعمًا أن الخير مُنِحَهُ غيرك وليس منه نصيب، ووسِّع أفقك واعتقد أن العناية الإلهية لن تحرمك الخير في مستقبلك، ❝ يشجعنا احمد امين على التفاؤل وعدم اليأس والعيش بوهم الفشل فهو يقول
❞ إنا نشاهد أن كل مَن رسم لنفسه غرضًا يسعى إليه، وأخلص له واستوحاه واجتهد في الوصول إليه نجح في حياته، ولو لم يدرك الغاية كلها أدرك جانبًا عظيمًا منها. ❝ اذ المثابرون في هذه الدنيا قليلون ولابد ان ينالو مبتغاهم لانهم احرى به من غيرهم
❞ أما الجهل وعلاقته بتهديم الأعصاب فيتجلى في عدم فهم الإنسان مقدرته ومركزه وكفايته أمام المطالب الاجتماعية، كأن يضع نفسه فوق ما يستحق، فهو يريد أن يُسخر المجتمع لخدمته، يريد أن يتزوج ويَشغل أكبر وظيفة، وتريد هي أن تتزوج خير رجل ❝ هنا مشاكل الانسان الحديث وكيف يتاكل الانسان بسبب مطالب الانسان الحديثة ومشكلاته العصرية
❞ وشكل آخر هو حالاتٌ عقلية غريبة؛ كضعف الثقة بنفسه، فيعتقد أنه لا يصلح لعملٍ وأنه إذا عمل عملًا فهو لا يستحق شيئًا، أو يخشى الناس ويخشى الاجتماع، أو يشك في الناس ويعتقد أنهم كلهم أنجاس لا يُرجى منهم خير، ❝ هنا اوهام واغلاط في التفكير تؤدي الى سوء التصرف فيجب ان يحسن الشخص تصرفه ويشعر بانه افضل واحسن مما سيكون حتى يؤدي اداء يرضى عنه
❞ فمزاج الثقافة الأجنبية حرٌّ أمام الدين وأمام المشاكل الاجتماعية والسياسية، وطبيعتها وثَّابة تُعنى أكثر ما تعنى بالحياة الواقعية، وتجاري الزمن وتنظر للمستقبل. ومزاج الثقافة العربية القديمة المحافظة في الدين وفي الاجتماع وفي السياسة، وطبيعتها هادئة تعنى بالماضي ❝ هنا يحكي عن تطلع الغربيين للمستقبل وتشاءم العرب منه وتشبثهم بالماضي فيجب ان نعنا بحاضرنا وان نجعله اداة طيعة لمستقبلنا
-
محمد فرخ
و في الجزء السادس من خواطر أحمد آمين
يتحفنا الكاتب بمجموعة من المقالات ،تتنوع حسب عادته ،بين أدب و اجتماع وفلسفة وتاريخ.
ونبدأ بحلم غريب عجيب ،حيث يجد الكاتب مصباح علاء الدين السحري!
فما عساه أن يطلب كاتبنا ؟ مالا،عزا ،جاها و سلطة ؟
كلا إنه يطلب طلبا لم يطلبه احد من قبل ،حتى الجني يصاب بحيرة و ارتباك
لقد أراد منظارا يستطيع من خلاله رؤية الناس و التاريخ و الدنيا على حقيقتهم .
لقد اراد معرفة الحقيقة بدون تزييف ولا تزيين. الحقيقة فحسب !!
ورأى عجبا ، الوضيع أميرا و الخائن وطنيا.
عالم لقبه مغفل،وأمي حقير لقبه حكيم !
أوضاع مقلوبة ،وقيم معكوسة.
تاريخ مزور ومحرف ،تتطمس فيه الحقائق.
لا يتحمل عاقل الكاتب كل هذا ،فيطلب من الجني كسر هذا المنظار والتخلص منه.
و في مقالة آخرى، يحدثنا الكاتب عن شرف وفضل كلمة التوحيد ، وحدة العقيدة ووحدة الأخوة.
يحدثنا عن الحياة الروحية والدين ودوره في الإجابة عن الأسئلة الوجودية التي يقف عندها العلم حائرا.
ويدعونا للابتسام للحياة،فالبسمة كفيلة بمنحك السعادة و مواجهة مصاعب الحياة و شدائدها.
" وابسم إذا نجحت ،و ابسم إذا فشلت ...وأكثر البسمات يمينا وشمالا على طول الطريق.. "
ثم ينقلنا إلى مراجعة لكتاب الكواكبي "طبائع الاستبداد" حيث يعدد آثار الاستبداد من إفساد للأخلاق والتربية و دور ه في منع الترقي والتطور .
ويرى الكواكبي أن الاستبداد يجب أن يقاوم باللين وبالتدريج و بزيادة وعي الشعب بالظلم ومعرفة الغايةو السعي لتحقيقها.
يحدثنا عن أغنى الناس ،ذاك الذي رزقه الله الصحة والعافية .السعيد صاحب الأسرة السعيدة.
المرن الذي لا يغرقه حزن ولا يطغيه سرور.
المثقف ،ذو العقل و الذوق الراقي،
الراضي ،المطمئن، صاحب القلب الكبير .
"قلب يشع بالحب على كل شيء ..".ولا يخلو الكتاب من روح الدعابة والفاكهة، فيحدثنا الكاتب عن المحتال الذي استطاع خداع السلطان نور الدين زنكي وقصة الطبرمك الطريفة !!
و أود ان اختتم هذة الجولة السريعة بمقالة الكاتب عن الحياة الطيبة.
يرى الكاتب أن الحياة الطيبة تقوم على أربع أسس.
اولها ،العمل ،أن تقوم بعمل يصلح لك وتصلح له.
الأساس الثاني : الطبع الراضي والنفس المتفائلة.
الأساس الثالث : غرض نبيل ، يمد يد العون و يساعد المحتاج ويفرج عن المهموم.
الأساس الرابع : أن يكون لك هدف تسعى لإنجازه.
فما أطيبها من حياة و ما أسعدها من نفس راضية، مطمئنة،متوازنه.
-
Anageem Al Hamad
كالعادة يبهرنا أحمد أمين الموضوعات التي يختارها لمقالاته، أجمل ما في هذا الجزء مقاله الأول حلم عجيب، حيث يتحدث عن نعمة الجهل ببعض الأشياء وبخفايا النفوس، ومقالات أدبية كمقال التفاح في الأدب العربي ومقال موقعة شعرية، وبقصة ظريفة لبعض المحتالين، ولا ننسى مقالات في الهواء الطلق وحديثه عن زعماء الإصلاح... الكتاب في جزئه السادس وما زال في جعبة الكاتب الكثير، ولا يزال يجذب القارئ ويدفعه للنهل من هذا المنهل العذب الزلال.